قضايا

حاتم حميد محسن: الله يعلم سلفا جميع الأعمال.. هايكو فلسفي

حاتم حميد محسنهايكو فلسفي.. بيير ابيلارد (1079-1142)


 الله يعلم سلفا جميع الأعمال

لكن الحرية تبقى لنا.

لذا، انا حر، أحبها.

في القرن الثاني عشر عُرف الفيلسوف بيير ابيلارد (Pierre Abelard) كونه من أبرز المجادلين وأجسرهم في عصره، وعادة اشير اليه بديكارت القرن الثاني عشر. بعد ذلك الوقت، اصبح يُعرف كمحب بارز وجسور لهيليوس وبنتائج دراماتيكية.

وُلد من عائلة ارستقراطية ثرية في منطقة Brittany الفرنسية، كشاب تجوّل في كل انحاء فرنسا قريبا وبعيدا متعلما كل مرة أشياءً جديدة. وبعد ان حط به الرحال في باريس،  حضر في اكبر مدرسة كاتيدرائية في نوتردام/باريس. وبسرعة أثبت تفوقه وذكائه امام المعلمين، وفي عمر 22 سنة ترك المدرسة ليؤسس مدرسته الخاصة قائلا،"انا بدأت الاعتقاد بنفسي باعتباري الفيلسوف الوحيد في هذا العالم".

أصبح الراهب نجما في النقاش الفلسفي والثيولوجي، لكن سعيه الأكاديمي سرعان ما طغى عليه اهتمام آخر. لم تكن هيليوس جميلة فقط ، هي كانت عالمة موهوبة باللغة اللاتينية واليونانية والعبرية، وبيير قرر ان تكون ملكا له. وفي مسعى منه لإغرائها،قام بإطراء ومديح نجاحاته مما قاد الى الفصل بين المحبين بواسطة عمها الغاضب الذي لا يريد استمرار هذا الحب الممنوع. لكن الإغواء أثبت انه قوي جدا وقد استمرا في اللقاء سرا حتى اصبحت هيليوس حاملا. حيث انجبت ولدا، اسمته اسما غريبا (اسطرلاب). بعد ذلك اتخذت الأشياء منحى سيئا: الحبيبان تزوجا سرا ، ولكن بعد ان شاعت القصة بين الناس، قررت هيليوس ان تتوقف وتوجهت خوفا الى الدير. وبعد ان اعتقد عمها ان بيير يسعى للتخلص منها، سارع عمها لإخصائه كحق تقليدي للعائلات التي يقع عليها الضرر في مثل هذه المواقف، كان لهذا العمل أثرا مدمرا على ابيلارد الذي شعر بالألم والاذلال وتغيير الحياة كما عبّر عن ذلك لاحقا في كتاباته. عمله كمحب انتهى بسرعة، هو عاد الى عمله السابق الشاق في نقاش الفلسفة والثيولوجي. متّبعا القس اوغسطين، من تعاليمه هو مع ان الله  يعرف سلفا كل ما نعمل، لكن لانزال احرارا بالإختيار، وبالذات اختيار الصحيح من الخطأ، وهي الفكرة التي تأمّل بها كثيرا بعد فشل علاقته مع هيليوس.

 

حاتم حميد محسن

 

 

في المثقف اليوم