قضايا

محمود بكار: مبادئ بالتفصيل

المبادئ هي مجموعة القواعد والقوانين التي تشرح وتوضّح أساس الأشياء وكيفية حدوثها، ولذلك نجد عدة مبادئ حياتية وعلمية، بُنيت على أساسها مجموعة من التطبيقات العملية  ومن المعاني التي تشير لها كلمة مبدأ أنّها معتقد راسخ الثبات، ومعيار علميّ تُقاس على أساسه الأحكام والآراء، والأساس المعرفي المسلّم به لشدة وضوحه، فمثلاً هناك مبدأ النظرية النسبية في الفيزياء، ومبدأ باريتو لتنظيم الأولويات، ومبدأ كارتر، ومبدأ الحرية الفكرية، وغيرها الكثير من المبادئ التي صيغت على أساس العلم والتجربة، فرسّخت المفاهيم وأتاحت المجال لتكون منطلقاً لعلوم ونظريات أخرى.

تعرّف المبادئ بمعناها الاصطلاحي على أنها مجموعة القواعد والضوابط الأخلاقية والمعتقدات التي يميّز به الصواب من الخطأ، فالتزام الصدق يعتبر من المبادئ الشخصية التي تضبط أقوال الفرد وأفعاله، وللمجتمع أيضاً مبادؤه الجماعية، التي يقرّ بمكانتها، ويحتكم لها، في تبيين مشروعية أفعال الأشخاص، من عدمها، حيث تعتبر دائرة المبادئ أوسع من دائرة السياسات العامة والأهداف.

والحديث عن المبادئ سيقتصر هنا علي مجال الرياضة وبالتالي سنسقط الكلمات التالية علي رائد المبادئ ومؤسسها (كما يحلو لهم القول) في مجال الرياضة (النادي الأهلي المصري) والذي يحمل شعار الأهلي فوق الجميع وهويعني أن مصلحة النادي الأهلي فوق كل شئ ولا يمكن لأحد أن يقف أمام مصلحة النادي مهما كان فذلك أساس يمشى عليه أبناء النادي على مر العصور.

ولكن هل النادي الأهلي فعلا صاحب مبادئ ثابته ومٌثل عليا يحتذي بها في مجال الرياضة اما ان بعضها شعارات تطبق حسب الاهواء والمصالح واللعب علي مشاعر الجماهير ويتم تفصيلها كما يحلو لهم.

قبل الأجابه عن ذلك السؤال لا احد يجرأ أن ينكر ما يفعله النادي من انجازات رياضيه علي المستوي المحلي والأفريقي بل أيضا علي المستوي العالمي ولا أحد ينكر الفارق الكبير إداريا بين هذا النادي وباقي الأندية وخاصة النادي المنافس نادي الزمالك. ولكن كل ذلك يحدث لأن المنظمومة الرياضية بالكامل تعمل لخدمة هذا النادي أولاً ولنا في كثير من الواقع ما يدل علي ذلك سواء من تغيير نظام بطولات أو فتح قيد في غير موعدة أو عدم جرأة مسؤلي  لجنة الانضباط واتحاد الكره علي ايقاف لاعبي الفريق والدواعي الأمنية التي لا تظهر إلا اذا تعارض الحدث مع مصالح النادي الأهلي .ومجلس الادارة الذي يتم حله ويتم تعيينه في نفس الوقت دون تغيير وغيرها من الامور التي توضح ان هذا النادي يتقدم والتيار يسبح معه وليس ضده.

ولكن في القتره الاخيره يتم تطبيق  مبادئ النادي بشكل انتقائي وعلي حسب الأهواء وما تقضية المصلحة العامة واتصفت معايير النادي بالازدواجية وخير دليل علي ذلك تعاقد الاهلي مع (امام) الذي أهان النادي ورموزه مبررين ذلك بثقافة الاعتذار وان ما حدث وقتها كان اللاعب ليس علي قوة النادي. من يبرر ذلك هو في نفس الوقت من رفض عودة حسام عاشور (الكابتن التاريخي للنادي) والذي يري أنه من الصواب أن ترمي أبنك حين يخطئ وتذهب لتبني أبن الجيران (المنحرف علي حد قولهم) لكي تربية.

تلك الموقف هو سقطه كبيره من الناحية الأدارية والتي نسفت شعار المبادئ المزيف ، وقبل ذلك كان سقطه أخري لتلك الإداره في علاقة النادي الأهلي بالمستشار تركي وكلنا نعلم ما حدث . وقبل أي شئ ما يدفع أي لاعب كره قدم من التمسك بالانتقال لفريق معين هو المقابل ولنا في تجربة فريق بيراميدز خير دليل والذي كشفت عدد كبير من اللاعبين.

لذلك صاحب المبادئ الحقيقي هو الذي يطبق المبادئ حتي لو تعارضت تلك المبادئ مع مصالة ونجاحاته الشخصية علي المدي القصير ولكن تأثيرها سيكون إيجابيا علي المدي الطويل. ومع ذلك نقر ونعترف ان هناك فارق كبير علي كافه المستويات بين الأهلي وباقي الأندية في مصر وخاصة نادي الزمالك الذي تسببت إدارته منذ عام 2005 إلي الأن في حدوث فارق كبير بينه وبين المنافس والفضل يعود إلي المستشار مرتضي منصور الذي جعل النادي بلا مبادئ ولا بطولات والآن بلا لاعبين.

وخير تعبير عن ما يحدث علي الساحة الرياضية قول الشاعر " إن الرجال تقاس بأفعالها لا بالكلام".

***

الكاتب: د. محمود بكار

مدرس مساعد بقسم إدارة الأعمال – كلية التجاره – جامعة بني سويف 

في المثقف اليوم