قضايا

محمد يونس محمد: ما بعد النوع البشري.. الجنس الثالث او الجندر

الحياة الجديدة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتغير العالم إلى قطب واحد أثرت كثيرا على شكل العالم، وعلي وجه الخصوص بعد انهيار هرم الحداثة والتحول إلى ما بعد الحداثة تغيرت مفاهيم كثيرة ذات رصانة في الوجود البشري، فالواقعية انتهت في التحول من التاريخ إلى ما بعد التاريخ، فمؤشر الواقعية تحول من موقف اليقين إلى التصور المبني على التأويل، حيث يبدل التأويل التفسير ويحل بدله، وما هو أكثر خطورة هو انهيار الهرم البشري، وانعدام ثبوت الفسيولوجي للنوع، حيث اختلط نوع الرجل بالمرأة، وهنا تولد جنس بشري ثالث، وساعدت على ذلك قوانين دول جديدة لا تقبلها الحداثة فيما على العكس تتوافق عليها ما بعد الحداثة، وذلك الجانب بسيرورة في الإنترنت، حيث هناك مواقع لذلك الجانب، وأما إعداد اليوتيوب فقد تجاوزت أعداد الجنس الطبيعي، حيث تجد فيديو المثلية متعددا كثيرا، وأيضا يوتيوب التعامل الجنسي بين امرأة وأخرى، ويمكن أن نقر بأن هناك جنسا ثالثا سيتولد، وقد نشرت الكثير من البيانات في تحول من جنس إلى آخر، وذلك الجانب أصلا في الأخلاقيات العامة جنحة، لكن هنا يوتيوب اشرس نفسيا، حيث انتشر في اليوتيوب جنس المحارم، فهناك بين ابن وامه او اخ مع اخته، وطبعا بث هكذا يوتيوب هي تتجه لهدم الإنسان فينا وتلويث فطرته، وليست بريئة تلك اليوتيوب آت، ولا هي مجهولة الدافع، الذي من الغريب أن يكون ليس منحرفا، وهنا نقف نبحث في تلك الدوافع الغريبة المتناقضة.

كانت الحداثة كما القوانين التي تمثل بنية الدولة الصلبة صارمة وفاعلة، ورغم الكثير من الانفعالات النفسية، وأيضا وجود أفعال جنسية شاذة، والتي هي ليست مستحدثة فقد أكدت الميثولوجيا الدينية أن متصلة حتى بالتاريخ البدائي، وهنا نقف على نقطة مهمة تشير لنا بأن الفرد البشري قد أثرت فطرته السليمة بعد المعايشة المشتركة للجماعات، وقد أشار فرويد إلى أن إي وجود مشترك ضيق الأفق سينتج أفعالا شاذة، وحدد أن السجن إحدى بؤر السلوك الجنسي الشاذ، لكن طبعا ليس ذلك يحتمل أن يكون حالة تامة التعميم داخل السجون، وإشارة فرويد تتجه إلى المكان وليس للسلوك، فبنية المكان المشترك الضيق الأفق تلعب الدور في تهييج الإثارة النفسية الشاذة، ويكون العامل النفسي الشاذ أوسع وأعمق من المنطق العقلاني للجنس، وتتعطل الأخلاقيات العامة تماما بعد تصاعد إيقاعات الانفعال الجنسي الواعي من جهة اللذة، وغير الواعي من الجهة الأخرى المرتبطة بأخلاقيات النفس البشرية العامة، وهذا التناقض العجيب الذي يعيشه الموجب والسالب أيضا، وطبعا ليس هناك ضحية أحادية، بل كل من الشخصين هما ضحيتا المكان والمجتمع على السواء، وتفسير علم النفس لا يتوافق هنا مع الفلسفة الموضوعية، فالفلسفة الموضوعية تفكر معرفيا بشكل أبستمولوجيا واسع، ولا تهتم للقرينة الا في الجانب المضمونين، ولا تضع المعرفة الاعتبارات النفسية كمقياس اساس، بل تفسر المعرفة وحدة الزمن فلسفيا على أنها تختلف من حالة الى اخرى عبر فلسفة الزمن وابعادها، فيما علم النفس يعتمد على النتائج والقرائن ايضا، ولا يهتم كما الفلسفة للعامل الاخلاقي.

إذا نقر بأن الانحراف الجنسي قديم قدم التاريخ، لكن في بنية التاريخ وسيرورته كان يمثل عيبا أخلاقيا كبيرا، ويشكل على مستوى أخلاقيات المجتمع العامة انحدارا إلى الحضيض، لكن اليوم في ظروف ما بعد الحداثة تغير المفهوم إلى حد أصبح مقبولا في بعض الدول في تداوله، وانتشر نوع جنسي جديد في عالم اليوتيوب بشكل واسع، وهو جنس بسري ما بعد النوع، فالرجل إذا تميز بالذكورة، فإن المرأة قد تميزت بالرقة، فيما ما بعد النوع هو قد يجمع بالتميز الجانبين، وقد توسعت مساحة المرئي في أنواع الجنس ما بعد النوع، حيث تجد في المشاهدة أفلام المثلية أو تشاهد أفلام السحاقيات يتعاملن بلذة كما الجنس التقليدي، ولذلك لم أستغرب أنا حين شاهدت في قناة الفرنسية 24 أحد الشباب العربي في لقاء معه وتستفسر المذيعة عن قيامه بتمثيل الأفلام الإباحية وهو يرد دون أدنى اهتمام أو خجل أو حياء، وهذا في ظروف العالم الملتبسة، وفي الوجود البشري الحائر وبلا مصير يعيش، وفي الانهيار النفسي في الحياة، وفي شبكة العلاقات المتعددة، وفي الوجود الإلكتروني الذي يجيب لك على سؤال، واخيرا نقول أننا نعيش بلا ارادة ولا حمية ولا فطرة سليمة ودون قانون اخلاقي في داخلنا.

إذا وسعنا أفق الفكرة لا بد من أن  نخرج من إطار واحد لفكرة ما بعد النوع، أو التحولات الجنسية من التعامل المعهود والمألوف إلى ما هو مخالف له تماما وعاكس له في المفهوم الأخلاقي للجنس، ويشكل الانحراف الجنسي حالة نفسية مريضة في إطار علم النفس، وأما في جانب مفهوم الأخلاق العامة فهو أمر معيب ومرفوض في الأفق العام للمجتمع، والغريب إذا أحطنا في فكرة الانحراف الجنسي من جميع الجوانب فنقف على إبعاد متعارضة مع نفسها، فالمجتمع الغربي في الأطر الشخصية يعارض تماما ذلك الانحراف، أما في الأطر العامة في ما بعد الحداثة قد تحولت قوانين من عدم الموافقة إلى الموافقة، فالقانون الجديد للجنس يراعي المشاعر إنسانيا، لكنه يعارض الأخلاق العامة التاريخية، وفي البنية القانونية ذلك التحول الذي يراعي انسانيا الزواج المثلي او السحائق، فالتحول في العملية القانونية تخلى عن الاخلاق العامة او الاخلاق الشخصية بنسب كبيرة، فمن الطبيعي أن هناك نسبة كبرى من افراد المجتمع الغربي ترفض ذلك الانحراف في النفس البشرية، لكنها لا تعارض انتاج قانون يوافق على الزواج المثلي الذي قفز فوق النوع وتاريخه وطبيعته الاجتماعية، ليخلط الافكار بطريقة لا تراعي بأدنى نسبة تاريخ الجنس الطبيعي وضوابطه المعهودة، والغريب أن العالم ضد الزنى والانحراف والتحولات الجنسية للنوع الواحد، ولكن وجوده البشري يضج بها في رغبات اغلبها يعتبرها علم النفس الجنسي حالات مرضية تحتاج المعالجة والمراقبة المستمرة، وكذلك الاهتمام الواعي المحايد.

لقد أثرت جميع الأبعاد السياسية والثقافية والرياضية في عملية التحول من الجنس الطبيعي إلى الانحراف وما بعد النوع العام، حيث أولى المحاولات قد بدأت بزمن مبكر، حيث كانت هناك روائية فرنسية تكتسب باسم مذكر مستعار، وهي شرارة جانبية لكن ممكنا أن تشعل محور الفكرة وتأججه، واعتقد هي صيرورة نوعية للتحول من الأفق العام المتعارف إلى أفق جديد، وعلى مستوى الخطاب هناك أيما بوفاري بطلة فلوبري الشابة الحيوية الدافقة بالشباب قد مهدت تجاوزها الأعراف العامة وكسر التقاليد المجتمع حينها، وفي القرن العشرين برزت رياضية أمريكية شغلت التفكير الفسيولوجي بقدرات بدنية ذكورية، وفي حينها اعتبرت التفسيرات الموضوعية أن تلك الرياضية هي أنثى بكيان رجل، وهذا من الطبيعي أن يصعد من أفق التفكير بالانحراف، أن يكون لها الأثر النفسي على النفس البشرية، وتفاقمت العاطفة بحدة جنونية في تجاوز الأفق العام للجنس، وقد أتاحت ظروف ما بعد الحداثة ذلك، وخصوصا بعد انهيار الهرم الأخلاقي للحداثة وسقوط نظامها العام، وفي السياقات القانونية في ألمانيا أصبح من الممكن للأشخاص مزدوجي الجنس من خلق قانون استثنائي للتعريف بهم، أوقد تمكن لهم التعريف بأنفسهم في الجانب القانوني كجنس ثالث ما بعد النوع العام، وذلك وفقا لقانون أقره البرلمان الألماني، وقد دخل حيز التنفيذ، وبذلك تمكن للأشخاص الذين لا يناسبهم التعريف البيولوجي العام المتعارف، وأن يختاروا فئة – مختلف – في وثائقهم الرسمية، لكن أيضا على هؤلاء الحاجات إلى شهادة طبية تقر وتثبت ذلك، وعلى مستوى السياسة فقد رفع علم المثلية فوق السفارة الامريكية في موسكو، واعتبر بوتين في تعليق له تلك الخطوة أنها تعكس التوجه الجنسي لموظفي السفارة.

لقد أتاحت ما بعد الحداثة لمحور الحرية الشخصي عدم الالتزام بأي قانون فرضته الحداثة حينها إلا في أفق الاجتماعي العام، لكن على المستوى الشخصي، يتاح للفرد ما يريد ويرغب، وقد ساد اليوم عبر تلك الحرية النوعية مصطلح النار سيكس أو البينين سيان كانت الجينات طبيعية أو كانت مصنعة نتيجة لغلبة نسب الهرمونات، وذلك التفاوت في الهرمونات هو عامل طبيعي وله أفق عام، ووجه الأشكال هو في تجاوز الهرمونات النسب الطبيعية المتعارف عليها، والذي من الطبيعي تفاقم النسب العكسية سينجم من رغبة جنسية وعاطفة ميل نحو النوع الآخر ليكتسب ذلك النوع برغبة جنسية شاذة، ونمط العلاقة سيتطور، حيث (لا يريد أي منهما أن تزعزعه حقيقة تجربة أساسية جديدة، فيكتفيان بتعديلات طفيفة، ويعترف كل منهما للآخر بشكل لا واع، لأنه لم يكشف "التحالف" اللاواقعي)1 المشترك الغاية الجنسية، وحس التماثل ينمو سريعا عند الضحية، ويقابل نفس النمو برغبة جنسية عند المضحي بالجانب العام الأخلاقي والجنسي لأجل الرغبة الجنسية المنحرفة، ونحن إزاء تحول غير طبيعي في الجانب الجنسي، والذي فيه فقد عصر الكندر مفهومه، فقد تغير النوع البشري شكلا ومضمونا أيضا، وهذا التغير ضرب القيم الكبرى عرض الحائط، وكسر آفاق الأخلاقيات العامة، فقد أصيبت القيم البشرية بالصميم، والغريب هناك في العام للمجتمعات خصوصا الشرقية رفض واسع لفكرة التحول، لكن تجد بين ثنايا تلك المجتمعات نسبا ملموسة في التحول وتأكيد الخنوثة كما يتباهون بالذكورة، وهناك حتى من يمثل في الدول الغربية الأفلام الإباحية كوظيفة يكسب منها المال، وطبيعي لا جدوى لرفض شعوب تلك المجتمعات ولا أهمية اخلاقية له.

شكل انفتاح النوع البشري على نوع ثالث يمثل جنس مركب أمر تجاوزا حتى المنطق العام، وجعل علم النفس الجنسي بحيرة كبيرة، حيث ذلك التحول للنوع الثالث أصبح إحدى موضات العصر، فترى هناك فرد شاب فيه نسبة كبيرة من التخنث، وإضافة إلى ذلك يمتلك طاقة جمال مثيرة، ومن هؤلاء من لديهم مواقع للتعامل من يرغب الجنس معهم، وهذا البديل المركب من رجولة من الجانب الإمام غير فاعلة وأنوثة من الخلف فاعلة جدا، يعيش في ظروف مادية تعادل أضعاف ظروف شاب طبيعي، وهذا الجانب له التأثير أيضا، فيشكل عدم بذل أي جهد بدني وربح الأموال الكثيرة هو الأمر الأهم عند المتحولين جنسيا، بل حتى من تحافظ على نوعها البشري أيضا دخلت في هذا المجال المادي الجدير، وهذا ما دعم أهمية ذلك الكسب المادي، والذي نراه استعارة ومحاكاة للبغاء التاريخي، على الرغم من  الفوارق النوعية في التعامل الجنسي، وما الأخلاقيات العامة فقد ضاق أفقها وانحسر في ظروف ما بعد الحداثة التي وسعت مساحة الحرية الشخصية، وتشير إحصائية الى وجود نسبة تحول فرد واحد من كل مائتي الف من الهرمونات الذكرية التستوستيرون ومشتقاتها الى الأنثوية لديه البروجيستيرون والأستروجين، وربما في المستقبل القريب يكون الجنس الثالث هو الجنس الاساس ويصبح الاصحاء هم الشواذ، وهذا ممكن حسب نسب التحول العالية نسبيا.

لقد غيرت ما بعد الحداثة شكل الحياة وأصبح العالم بصورة أخرى ليست كتلك القديمة المدركة تماما، حيث أصبح الوجود يمتلك ذلك اليقين المعهود لكنه صار يتصور وجوده بعدما تزاحمت الأشياء أمامه، وهنا لا بد من أن  يفقد الفرد البشري توازنه، والفرد البشري صراحة زخم زيف الايدولوجيات والتدين وشكل الحياة الجديد ما فرض عليه عدم التمسك بالتوازن الإنساني، والتخلي بنسب كبيرة عن معناه الإنساني لصالح ذاته الشخصية، وهذا ما يجعل عاطفة الفرد البشري الزائفة تلهث وراء المغريات دون معاينة منطقية، وبذلك يكون رهان الفرد البشري على المعنى الحياتي قد تحول من معنى اصيل وجدير الى معنى ملتبس، وهذا ما اتاح لجميع الممكنات بلا ترشيح منطقي تمر الى كيان الفرد، وهذا ما اتاح لعوامل التأثير على النوع البشري أن تجد لها الباب المشرع، وايضا تحول الفرد من الدين الى الآدين بسبب زيف وانتحال الدين من رذائل بشرية تاجرت بمعناه الاصيل، والتحول عند الفرد لا يقصد الدين بمعناه بل بسلوكه البشري، والمتاجرة بالدين احد الاشكالات الحساسة التي اتاحت للجنس الثالث التشكل وجوديا دون معارضة فقاهية، والجنس الثالث وجد تلك الفقاهة قد تخلت عن الاخلاقيات العامة، واقتربت كثيرا من الشذوذ والانحراف، وعلى وجه الخصوص في التعرية الوضيعة للنبي وكشف حياته الخاصة دون امتناع او ارتداع، واذا كانت المؤسسة الدينية بهذا الانحطاط فلا بد ما يمنع الفرد من التحول فقد اثره، وانعدم معناه الاصيل.

لابد من وجود اسباب للتحول الى الجنس الثالث بحرية تامة، واعتقد أن احد اهم الاسباب الفوضى السياسية التي يمر بها العالم، وجعلت اغلب البشرية تكون غير مستقرة، وتعيش في احساس مرتبك، وفقد المعنى الحياتي في جانب التوازن الموضوعي، وبعد دور السياسة هناك دور اخر اثر كثيرا، فإن عصر ما بعد الحداثة هو ليس كما نظام الحداثة الصلب الذي يمسك المفاهيم ولا يجعلها تنفرط وتخلق ربما تتحول ضدها، وما بعد الحداثة لا تهتم بالواقعية، بل هي ميتافيزيقية ببعد موضوعية، والموضوعية لا تهتم بالمنطق الصوري تماما، والجانب الآخر فشل الاديان في تفسير البعد الإنساني، ومنها من لا يهتم بالتحول الجنسي، او فيها يقبل ولا يمتنع عن رفض الزواج المثلي، وتطور المعنى الحياتي بالشكل المبهرج غير التفكير البشري ازاء قيمة الحياة، وتصاعد بعد الاغتراب كثيرا بسبب ذلك، وهذا له التأثير النفسي الخطر على الشباب خصوصا، وعلى وجه الخصوص بعد فقدان الامل بالمستقبل، وكذلك شعر الشباب الى التجريب المضاد، وهذا فتح الابواب بالشكل المطلق، وتصاعدت الرغبة الجنسية المضادة عند من لديه نقص بهرمونات الذكورة، ومن لديه تصاعد هرمونات الانوثة، وطبعا هذا يجعلنا أن نضعهم بين قوسي الضحية في التفسير الإنساني.

شهد الواقع البشري منذ عقد أو أكثر تزايد مستغرب لمواقع إباحية للتحول الجنسي، حيث تجد قبالة مواقع الجنس التقليدي هناك موقع في الجنس المستجد في المثلية خصوصا، ونحن لسنا إزاء الكم، بل نحن إزاء قضية غير طبيعية تحدث اليوم، وصراحة المشكلة في أصول المجتمعات، فالمجتمعات الغربية هي تعتبر ذلك أمرا طبيعيا، فيما المجتمعات الشرقية تعتبر ذلك أشكالا أخلاقيا، لكن بلا تأكيد نجد أفراد المجتمعات الشرقية أكثر من يشاهد تلك المواقع، واصل العلة في علاقة الدين بالجنس وعلم النفس، فإن المؤسسة الدينية تتبرأ من علم النفس وتبتعد منه، فيما هناك أمر مختلف كثيرا في المؤسسة الدينية الغربية، حيث يوجد الكثير من (محاولات بين التحليل النفسي والدين، وهذه هي الحقيقة، وهي أن عددا كبيرا من رجال الدين يدرسون التحليل النفسي – تدل إلى أي مدى تغلغل الاعتقاد في مزج الدين بالتحليل النفسي)2، وعلى عكس تلك المؤسسة الدينية تبتعد وتعارض مناهج علم النفس على اعتبار أن ذلك العلم هو علماني الوجهة ولا يتفق مع وجهة المؤسسة الدينية، وصراحة خوف المؤسسة الدينية عند المسلمين، هو أحد أسباب تصاعد الكبت عند أفراد المجتمعات العربية على وجه الخصوص، وتصاعد الكبت خلق إشكالية صراع الغريزة الجنسية مع الفطرة العامة، ومن الطبيعي هناك نسبة كبيرة من التحول إلى المثلية لغياب المرأة ودورها بالواقع العام، وامتلاكها حرية واسعة في التعامل مع النوع المختلف، وحرمان المرأة الجاف التقاليد هو خصوصا قد دعم التوجه إلى المثلية في بلدان الخليج العربي وبلدان اخرى.

***

محمد يونس محمد

.....................

1- أزمة التحليل النفسي – أريك فروم – ترجمة دكتور طلال عتريس – منتدى مكتبة الإسكندرية – ص 9

2- الدين والتحليل النفسي -  اريك فروم -  ترجمة فؤاد كامل – منتدى مكتبة الاسكندرية - ص 13

في المثقف اليوم