تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا

عبد الامير كاظم زاهد: نقد النائيني للعقل الفقهي (1)

يدل عنوان رسالة النائيني تنزيه الملة على قصد تبرئتها مما ألصقه بعض رجال الدين بها من مقولات هي ليست منها. ولا تتبناها مثل حرمة الخروج على الظالم. ونظرية المفضول. ونظرية عدم جواز تدخل الامة في سياسات الحاكم. وسبي نساء الفتوحات. وتكملة العنوان تنبيه الامة يعني ان الناس اعتقدوا ان تلك من الشريعه فاقتضى تنبيههم انها من عقول الفقهاء وليس من الشريعه وهذا الركنان في العنوان يقتضيان مقدمات نقدية للفهم السائد ومن ذلك:

1- يرى النائيني ان العقل لو عزل عن الحكم الشرعي لهدم اساس الشريعه.

 2- ان الممارسة العقلانية النقدية سواء صدرت من اتباع دين او من غيرهم فانها عمل فطري ويرجع الحكم العقلي انا الى خلاصات تفكير العقلاء او الى الفطرة (القانون الطبيعي الكوني)، وكلاهما حجة ذاتية لا تحتاج الى امضاء النص وهو راي الاخوند ايضا لذا فان التوسع في مصادر المعرفة لتشمل التجارب الانسانية بلا تقييد بالمسلمين من مقتضيات احترام العقل والفكر الانساني ويتوافق مع ابن رشد بالقول ان القطعي منها لا يتعارض مع الشريعه ويترتب على ذلك ان تجارب الانسان مصدر للمعرفة العلمية الشهودية والوحي مصدر للمعرفة الشهودية ايضا والغيبية اذا فالدين لا يضاد العلم ولا يصادره ولا يهيمن عليه ولا اساس علمي لممارسات ما يسمى (اسلمة العلم).

3- يرى النائيني ان افة الاستبداد لا تنخر الممارسة السياسية انما تدخل بسهوله للعقل الفقهي وقلعها في المجال السياسي أسهل من المحال الفقهي لذلك فلاهوت التحرير يتوقف على سد باب تسرب الاستبداد للعقل الديني لانه بوابة التطرف والغلو والعنف مثل تفكير الخوارج والتكفيرين المعاصرين ونزعات التعصب.

4- ان المساواة والعدل ليسا فقط اوامر دينية انما ترجيح فطري ومقولات عقلية اكدها المشرع فهي في اساسها دنيوية وفي تطور نماذجها كذلك فلا انموذج واحد لتطبيقها.

5- ان معضلة التخلف تكمن في خطابات الفقهاء نفسها ويحسب الناس انها كامنه في الدين لانهم لم يعملوا بمقاصد الشريعه لذلك فانهم يعانون من عجز في توظيف الدين لخدمة الانسان وعلتهم الكبرى مناهجهم الجامدة اللاعقلانية المتبعه وتحرجهم من من ممارسة نقد الذات.

6- انهم لم يفصلوا التاريخ عن الدين ففسروا الدين كما فسره الاوائل بكل ما علق بهمن التاريخ وضاع المائدة بين الثابت الجوهري والمتحول الزماني وتوسعوا بافراط بنظرية التعبد.

7- غادر العقل الفقهي اليات نقد المتن الحديثي وتوغلوا في السند بقواعد ابدا من قبول عقيدة الراوي اولا فلا توخذ الرواية من الاخر المختلف معهم.

8- ركزت اغلب مدونات الفقه على ضرورة التمييز بين المسلم وغيره والحر والعبد والرجل والمراة والعربي والمولى والهاشمي وغيره فاسسوا قاعدة للصراع بدل تاسيس قاعدة للاندماج والتفصيل على الكفاءة والنزاهة فغادروا جعل المعتقدات دافع لصنع مجتمع رشيد متحضر.

***

ا. د. عبد الامير كاظم زاهد

في المثقف اليوم