قضايا

شاكر عبد موسى: التحديات المجتمعية في تحقيق التقدم نحو الذكاء الاصطناعي

المقدمة: مع التقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت مجتمعاتنا تعتمد بشكل متزايد على هذه التقنية في مختلف المجالات مثل الطب، والتجارة، والصناعة وغيرها.

مع ذلك، تظل هناك تحديات مجتمعية تواجه تطور التكنولوجيا في مجتمعات دينية – عشائرية، باعتبار تلك مجتمعات تتميز بوجود انتماء عاطفي وحساسية  أتجاه العرف والتقاليد، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على قدرتها على استيعاب التطورات التكنولوجية الحديثة والتقدم نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي.

الهدف من هذا المقال هو تحليل تلك التحديات المجتمعية المعينة التي تواجه مجتمعات دينية - عشائرية في تحقيق الذكاء الاصطناعي وإشراكها في هذا النقاش المتجدد.

سيتم دراسة المشاكل وتحليل التأثيرات السلبية المحتملة،  واقتراح بعض الحلول الممكنة للتغلب على هذه التحديات.

أولاً: تحليل المجتمعات الدينية - العشائرية

المجتمعات الدينية العشائرية: نمط اجتماعي يتميز بوجود عشائر أو قبائل تعيش في نطاق محدد وتتشكل على أساس العائلة والقرابة لحد الجد الخامس او يزيد، والدين الواحد والطائفة الواحدة أحياناً، وتعتمد هذه المجتمعات على قيم الوفاء والانتماء العائلي لتنظيم حياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية،على الرغم من أنها لا تزال تتمسك بتقاليدها وثقافتها التي تمتد عبر القرون، إلا أن هناك تحديات في التبني والتكيف مع التكنولوجيا الحديثة، التي أفرزتها ثورة الاتصالات الرقمية في القرن الحادي والعشرين .

تُّبان في هذا المجتمعات العديد من العوامل التي تؤثر في قدرتها على تبني التكنولوجيا الحديثة، ومن أهمها التوافق الثقافي والاقتصادي والسياسي، ويمكن أن يكون التوافق الثقافي أحد العوائق الأساسية لتبني التكنولوجيا الحديثة في المجتمعات العشائرية شبه المتدينة، أذ يتطلب استخدام التكنولوجيا الجديدة تغييرا في القيم والمعتقدات التقليدية.

على سبيل المثال، قد يتعارض استخدام الهواتف الذكية أو وسائل التواصل الاجتماعي مع روح الوفاء العائلية المتجذرة في هذه المجتمعات، أو يستخدم بعض الأشخاص تلك الهواتف لبث تقاليد عشيرته ونشر أفراحها وأحزانها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التباهي والغرور، كذلك يقوم البعض بنشر غسيله الطائفي الموروث من عفن التاريخ العربي – الإسلامي في تلك المواقع، كالفيسبوك والتك توك واليوتيوب والسناب.. وغيرها.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون الاقتصاد القائم على الزراعة أو الرعي في هذه المجتمعات أداة أخرى تؤثر في قدرتها على تبني التكنولوجيا الحديثة، فعلى سبيل المثال، قد يعتبر الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرقمية أو التغيير في أساليب الزراعة التقليدية عائقًا اقتصاديًا قد يكون صعبًا تجاوزه.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب السياق السياسي دورا كبيرا في قدرة هذه المجتمعات على تبني التكنولوجيا الحديثة، فتاريخ هذه المجتمعات مليء بالنزاعات القبلية والعدائيات، وهذا النوع من البيئة السياسية غالبا ما يكون عائقاً لتطوير بنية تكنولوجية حديثة.

ثانياً: التحديات المجتمعية المتوقعة

تشهد التكنولوجيا تطورًا سريعًا في العصر الحديث، ومن بين تلك التكنولوجيا المتقدمة يأتي الذكاء الاصطناعي، الذي  يُعرف بأنه مجال العلوم الحاسوبية الذي يعتمد على إنشاء برامج ونظم قادرة علــــى محاكاة الذكاء البشري.

ولتلك التكنولوجيا الحديثة أثرٍ هائل على كافة المجتمعات دينية كانت أو عشائرية، ملحدة أو مؤمنة، مسلمة أو مسيحية، ومن بين هذه المجتمعات هـــــــــــي مجتمعاتنا المبتلة بالعشائرية المتطرفة والطائفية المقيتة.. ففي هذا المقالة المتواضعة سنقوم بدراسة التحديات المجتمعية التي تواجه هذه المجتمعات في تحقيق الذكاء الاصطناعي، ومنها:

- قلة الوعي التكنولوجي: قد يعاني أفراد تلك المجتمعات من نقص في الوعي تجاه أهمية الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه، قد ينحصر اهتمامهم في الأنظمة والقيم التقليدية مما يجعل من الصعب تعديل سلوكهم وتبني التكنولوجيا الحديثة.

- القيم والمعتقدات التقليدية: يتمسك العديد من أفراد مجتمعنا اليوم بالقيم والمعتقدات التقليدية، مما يؤثر سلبًا على استخدامهم للذكاء الاصطناعي، قد يرون أن استخدام التكنولوجيا الحديثة يتعارض مع قيمهم ومبادئهم وبالتالي يتجنبون استخدامها، وهناك من يعتقد بأن هناك رجل سماوي سوف يظهر ليخلصهم منها، لذلك تعتبر من المكروهات لديهم.

- قلة الموارد والتمويل: يمكن أن تواجه هكذا مجتمعات تحديات مالية وقلة الموارد المالية للاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فتوظف الشركات الكبرى والمؤسسات المالية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتستفيد من المزايا التنافسية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وهذا يعني أن المجتمعات المبتلات بالتدين الشكلي و العشائرية المتوارثة قد تتخلف عن الاستفادة من فوائد هذه التكنولوجيا كما يجب.

- قلة التعليم والتدريب: وهو من المشاكل الجوهرية التي تؤثر على تقدم هذه المجتمعات بشكل عام وعلى أفرادها بشكل خاص، تحدث هذه القضية نتيجة لعدة عوامل تاريخية واجتماعية تؤثر على سبل الحياة ونسج العلاقات في هذه المجتمعات.. للأسباب الأتية:

1- وقبل كل شيء، تعود أسباب قلة التعليم والتدريب العلمي في المجتمعات العشائرية الطائفية إلى التاريخ والتقاليد القديمة التي تسيطر على هذه المجتمعات، ففي العديد من الثقافات التقليدية، يتم تكوين المجتمع وتوجيهه بواسطة العرف والتقاليد الشفهية، وعادة ما يتم تعليم الأطفال وفقًا لما تحدده هذه التقاليد، بدلًا من توفير فرص تعليمية علمية منظمة وشاملة.

2 - تؤثر طبيعة الحياة في هذه المجتمعات على قلة التعليم والتدريب العلمي، فعندما يكون الناس مشغولين بالعمل في الأراضي الزراعية أو في الأنشطة الحرفية التقليدية، يصبح من الصعب توفير الوقت والموارد اللازمة للتعلم والتطور العلمي، وبالتالي، يتم تفضيل الاعتماد على التعليم الشفهي والتدريب العملي، ما يترك العديد من الأفراد غير مدركين للتطورات العلمية الحديثة.

3 - قد يكون للعوامل الاقتصادية تأثير كبير في قلة التعليم والتدريب العلمي في المجتمعات العشائرية - الدينية، فمن الصعب على العائلات التقليدية تحمل تكاليف التعليم العالي والتدريب المتقدم، وبالتالي يفضلون إرسال أبنائهم للعمل والمساهمة في دخل الأسرة بدلاً من الاستثمار في التعليم.. وبالتالي، يتم فقد العديد من المواهب والقدرات العقلية التي يمكن أن تساهم في التقدم العلمي والتنمية الاقتصادية في المجتمع.

ثالثاً: الآثار المحتملة لفشل تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجتمعاتنا

يعيش العالم اليوم في عصر تكنولوجي متقدم، حيث أصبحت التكنولوجيا الحديثة جزءًا لا يتجزأ من حياة معظم الناس. ورغم أهمية التكنولوجيا في تطور المجتمعات ورفع مستوى العيش، إلا أن هناك بعض المجتمعات التي تعاني من تحقيق أهدافها في مجال التكنولوجيا، بسبب ارتباطها القوي بالعادات والتقاليد والتثبيت بالقيم الاجتماعية والدينية، ومثال على ذلك مجتمعاتنا المُّبتلة بالطائفة الناجية و القبيلة الكبيرة، وما يترتب عليها من تطرف مذهبي والتزامات قد تخرج عن المألوف .

سوف سنحلل الآثار المحتملة لفشل تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجتمعات عشائرية- شبه متدينة، بعرض أسباب هذا الفشل، وتبيان تأثيراته السلبية على هذه المجتمعات، كما سنستعرض بعض الحلول الممكنة لتخطي هذه الصعوبات.

الجزء الأول: أسباب فشل تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجتمعات الطائفية العشائرية

1- الاعتقادات الثابتة والمحافظة على التقاليد:

المجتمعات الطائفية - العشائرية تعتمد على نظم اجتماعية مترسخة ومتحيزة بشكل قوي للحفاظ على التقاليد والعادات القديمة، وهذا يعني أن أي تغيير مفاجئ يتعارض مع هذه الاعتقادات الثابتة، بما في ذلك تطبيق التكنولوجيا الحديثة، ومن ثم يتعرض لرفض من قبل الأفراد والمجتمع بشكل عام.

2- التوجه نحو العزلة:

مجتمعات الطائفية الناجية والعشائرية المتزمة تمتاز بنمط العيش بعيدًا عن المدن والمناطق الحضرية، ويؤدي هذا النمط إلى عدم توفر البنية التحتية اللازمة لتطبيق التكنولوجيا الحديثة مثل الاتصالات وشبكات الانترنت.

3 - تقلبات التكنولوجيا:

تطور التكنولوجيا بسرعة هائلة ويكون بعض الأفراد والمجتمعات غير قادرة على اللحاق بهذا التغير المستمر، لذلك، فإن هذه المجتمعات قد تفضل الابتعاد عن هكذا تطور واللحاق به .

رابعاً: اقتراح الحلول الممكنة لتحقيق التطور التكنولوجي

تواجه مجتمعاتنا اليوم تحديات عديدة في مجال التطور التكنولوجي، يعود ذلك إلى العديد من العوامل المؤثرة في هذه المجتمعات مثل التقاليد والعادات والقيم القديمة التي تمنع تحقيق التقدم التكنولوجي، إلا أن هناك بعض الحلول الممكنة التي يمكن اعتمادها لتعزيز التطور التكنولوجي في هذه المجتمعات وهي:

1 - يمكن للتعليم أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التطور التكنولوجي فيها، على أن تكون هناك جهود مبذولة لتعزيز الوعي التكنولوجي وتعليم الناس حول فوائد التكنولوجيا وكيفية استخدامها بشكل فعال، ويمكن أن تشمل هذه الجهود إنشاء مدارس ومراكز تعليمية متخصصة في مجال التكنولوجيا، وتوفير برامج تدريبية تعليمية للشباب والكبار ومن كلا الجنسين .

2  - توفير البنية التحتية اللازمة لدعم التطور التكنولوجي في هذه المجتمعات، من خلال توفير الكهرباء والاتصالات الجيدة وشبكة الإنترنت عالية السرعة، ويعتبر الوصول إلى الانترنت أمرًا حاسمًا في تعزيز التطور التكنولوجي وتوفير الفرص للتعلم والتواصل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء مراكز تكنولوجية متقدمة توفر المعدات والمرافق اللازمة لرعاية الأفكار الإبداعية والمشاريع التكنولوجية.

3 - تشجيع روح الابتكار وريادة الأعمال بعد أن تتخذ الحكومات والمنظمات غير الحكومية دورًا فعالًا في توفير الدعم اللازم للأفراد والشركات الناشئة في هذه المجتمعات، من خلال توفير التمويل والتدريب والمشورة، ويمكن تشجيع الشباب على تحويل أفكارهم وابتكاراتهم التكنولوجية إلى مشاريع ناجحة، وبالتالي، يمكن أن تساهم هذه المشاريع في تطوير المجتمعات وتحسين الظروف المعيشية.

خامساً: دراسة الأمثلة العملية والتجارب الناجحة التي تم تحقيقها في مجتمعات دينية - عشائرية   في مجال الذكاء الاصطناعي.

تعتبر دراسة الأمثلة العملية والتجارب الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي خطوة هامة في فهم تأثير هذه التكنولوجيا الحديثة على هذه المجتمعات التي تتميز بطابعها الثقافي والتقليدي.

فعلى الرغم من أن تلك المجتمعات تتبع قوانين وأعراف خاصة، إلا أنها أثبتت تجاوبًا ملحوظا مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتبنيها لهذه التكنولوجيا لتحقيق تطور اجتماعي واقتصادي مستدام.

من أهم الأمثلة الناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في هكذا مجتمعات يتمثل في شمال أفريقيا، حيث استخدمت بعض القرى النائية في المنطقة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الزراعة، أذ تم استخدام الروبوتات والأجهزة الذكية لرصد حالة التربة ومستوى الرطوبة في الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى استخدام التحليل الضوئي لتعيين أفضل الأوقات لسقي الحقول وتطبيق الأسمدة، وبفضل هذه التكنولوجيا، تمكنت هذه المجتمعات من زيادة إنتاجيتها الزراعية وتحسين مستوى دخلها.

كما استخدمت مجتمعات أخرى الذكاء الاصطناعي في تنمية القطاع المالي وإدارة التجارة، فمن خلال تحليل البيانات وتوجيه الاستثمارات، تمكنت هذه المجتمعات من اتخاذ قرارات مالية أكثر فاعلية وذكاءً، مما أدى إلى زيادة الاستدامة والنمو الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، لعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تعزيز الرعاية الصحية في تلك المجتمعات، أذ تم استخدام الروبوتات وتقنيات التعلم الآلي لتحسين خدمات الرعاية الصحية والتشخيص المبكر للأمراض من خلال تحليل البيانات الصحية، وبالتالي تمكنت هذه المجتمعات من اكتشاف أنماط وأسباب الأمراض المستفحلة وتطوير استراتيجيات مناسبة للتعامل معها.

استنتاجات وتوصيات نهائية

تزداد تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) أهميةً وتأثيرًا في حياتنا اليومية، وتعتبر التحديات المجتمعية للذكاء الاصطناعي من بين أهم القضايا التي يجب معالجتها بجدية، فالتوصيات والاستنتاجات النهائية في هذا الصدد أمر ضروري لضمان تطور واستخدام فعال لهذه التقنية الحيوية.

1- الاستنتاجات:

* التوعية والتعليم: يعتبر التوعية والتعليم الشامل حول الذكاء الاصطناعي أمرًا حاسمًا، يجب على المجتمعات والحكومات توفير المنصات المناسبة لتفهم العامة لهذه التقنية وآثارها، كما ينبغي أن يكون الفرد قادرًا على فهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثره على فرص العمل والمجتمعات العامة.

* التطوير التكنولوجي المستدام: يجب أن يتم التركيز على التنمية المستدامة للذكاء الاصطناعي بحيث تكون التكنولوجيا آمنة وقابلة للتنبؤ وتفي بالمبادئ الأخلاقية، و يجب أن يقود الباحثون والعلماء هذا التطوير بأساس قوي من المبادئ الأخلاقية والقوانين التنظيمية لضمان استخدام أمن ومسؤول للذكاء الاصطناعي.

* تقليل الفجوة الرقمية: يجب أن يتم تطوير وتوفير الوصول المتساوي للذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق التنمية المستدامة، أضف الى ذلك تعزيز التكنولوجيا في البلدان النامية وتقديم الدعم والتدريب لتعزيز فرص الترقية والازدهار الاقتصادي.

2 - التوصيات النهائية:

* إنشاء لجنة تنظيمية: يجب على الحكومات تشكيل لجنة تنظيمية لإدارة وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي. ينبغي أن تكون هذه اللجنة مسؤولة عن إنشاء السياسات والقوانين اللازمة لمنع سوء الاستخدام وحل أية قضايا أخلاقية تنشأ.

* تعزيز الأبحاث والابتكار: يجب أن تدعم الحكومات الأبحاث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن تساهم الشراكات بين القطاع العام والخاص في تسريع التقدم وتحقيق نتائج أفضل.

تميز الأستاذة بجامعة ستانفورد الأمريكية (كارول دويك ) في كتابها "العقلية: السيكولوجية الجديدة للنجاح" (Mindset: The New Psychology of Success)، بين عقليتين متناقضتين عادة ما يتبنى الأفراد إحداهما عند التفكير، وتبين لنا صفاتهما الأساسية:

العقلية الثابتة: يخاطب أصحابها أنفسهم بـِ: "صفاتك لا يمكن أن تتغير، وأياً كانت مهاراتك ومواهبك وقدراتك فهي محددة مقدّماً، وأياً كان ما تفتقر إليه ستظل تفتقر إليه". إنّ أصحاب هذه العقلية الثابتة لا يحكمون بها على أنفسهم فحسب، بل على الآخرين أيضاً!

عقلية النمو: يخاطب أصحابها أنفسهم بـِ: "يمكنك تنمية صفاتك الأساسية بجهودك، ويمكن للجميع التغير والنمو بواسطة الممارسة والخبرة. وذكاؤك ما هو إلّا نقطة انطلاق! أمّا النجاح فهو نتاج الجهد والتعلم والمثابرة".

توصلت إحدى الدراسات إلى أنّ الأفراد الذين يؤمنون أن مواهبهم قابلة للتطوير (من خلال العمل الجاد، واتباع استراتيجيات جيدة، وعبر الاستفادة من معطيات الآخرين) يمتلكون "عقلية النمو".. فهم يميلون إلى تحقيق المزيد من الأهداف مقارنة بأولئك الذين يمتلكون "عقلية ثابتة" (الذين يؤمنون أن مواهبهم عطايا فطرية لا يمكن تطويرها أو اكتسابها).

وينشأ هذا الفارق لأن أصحاب عقليات النمو لا يهتمون كثيراً بأن يبدوا أذكياء، ويكرسون طاقة أكبر للتعلم، فعندما تتبنّى مجتمعات بأكملها نهج "عقلية النمو"، نجد الناس يشعرون بقدر أكبر من القدرة والتمكين، ويُظهرون حساً أصدق بالالتزام، كما أنهم يتلقون دعماً كبيراً للغاية من الدولة لتعزيز التعاون، والابتكارات.

وعلى النقيض من ذلك، فالناس في المجتمعات التي تتبنى "العقلية الثابتة" بشكل رئيسي يشعرون بقدر أكبر من شيء واحد فقط، وهو وجود الغش والخداع بين الناس، اعتقاداً منهم أن ذلك سيمنحهم الأفضلية على أقرانهم في سباق المواهب.

***

شاكر عبد موسى / العراق

..................

المصادر

Mckinsey Global Institute، "Notes from the AI Frontier: Applications and -1 value of deep learning."

Timnit Gebru، Joy Buolamwini، "Gender Shades: Intersectional Accuracy -2 Disparities in Commercial Gender Classification."

-3عبدالعزيز النعيمي، "العشائر العربية ونظرية النهضة الشاملة".

Elaine Liu، Juanjuan Meng، "Confucianism and Preferences: Evidence from -4 Lab Experiments in Taiwan and China."

-5 مارك زوكربيرغ، "تحويل العالم من خلال الابتكار الفعّال".

Kai-Fu Lee، "AI Superpowers: China، Silicon Valley، and the New World -6 Order."

World Economic Forum، "The Future of Jobs Report 2020" -7."

Bostrom، N. (2014). Super intelligence: Paths، Dangers، Strategies. Oxford-8 University-8 Press.

9- النشرة الأسبوعية من هارفرد بزنس ريفيو العربية/ فكرة الأسبوع: أحرص على تبني عقلية النمو مع بداية العام الجديد/ أمين قطوش، 29 كانون الأول 2023. https://mail.google.com/mail/u/0/#inbox/FMfcgzGwJSDbZBwNvRZtHkrjkDfWTBbd.

في المثقف اليوم