قضايا

صادق السامرائي: دوافع الحروب!!

الحرب سلوك بشري أزلي تتوارثه الأجيال عقب الأجيال، ولابد من معطيات تعزز تكراره والإستثمار فيه وربما يمكن الإقتراب من أسباب الحروب كما يلي:

العدوانية

البشر يختزن عدوانية هائلة متحفزة للإنطلاق المستعر، والتعبير عما فيها من طاقات تدميرية ذات تداعيات وخيمة، ويبدو أن التفاعلات البشرية تتسبب بتراكمات عدائية، تتعتق في أعماق الأجيال، وتتسبب بإنفجارات كبيرة تأتي في مقدمتها الحروب، وهي تشبه غضب الأرض وإنبثاق براكينها وأعاصيرها الفتاكة.

الإستحواذية

البشر لديه نزعة للإستحواذ على ما يمدّه بالقوة، والقدرة على التمكن من محيطه وتأمين سلطانه الذاتي، وعندما تتفاعل العديد من الطاقات المطمورة المعبّأة بنوازع الإستحواذ، فأنها تتآلف وتتعاضد لتكوّن حالة تسوّغ ما ستذهب إليه وتدّعيه من الرغبات، والتطلعات الخالية من الأدلة الواضحة، لكنها تآصرت في العمق الجمعي وعبَّرت عن إرادتها.

الغابية

العلاقات الدولية تتميز بأنها غابية الطباع والتفاعلات، ولا توجد علاقة دولية تشذ عن قوانين الغاب الفاعلة بين المخلوقات منذ الأزل، وإدعاءات القيم والأخلاق خداعات لتمرير الآليات اللازمة للنيل من الآخر، فالتوجهات الحقيقية إفتراسية بحتة، وأينما توفرت الفرصة فالأنياب ستكشر والمخالب ستنشب، والضعيف دوما مُستلب ومُنتهب.

الإنتحارية

الإنتحار نزعة كامنة في المخلوقات، وواضحة في السلوك البشري حيث ينتحر كل عام ما يقرب من المليون شخص، وهذه النزعة قد تتطور لتكون ذات تأثيرات جماعية، وطاقات تدميرية تعصف في المكان وما فيه من الناس، والعجيب في الأمر أن البشرية تمر بفترات تتجسم فيها السلوكيات الإنتحارية وتنطلق بتعبيرات جماعية مرعبة.

الإندفاعية

طاقة الإندفاع تأخذ إلى متاهات بعيدة تقتضي السقوط في مطبات ومهاوي ذات قدرات إفنائية عالية، لأن البشر وهو مندفع تتعطل قدراته العقلية، ويفقد مهارة التفكير والتقدير الصحيح للمواقف والتحديات، فتراه كالنيران المتأججة التي تسعى للإحراق، ولا يعنيها ما ستخلفه من رماد وخراب وهشيم لا يصلح للحياة.

الأنانية الكرسوية

عندما تُبتلى المجتمعات بأنانيات متضخمة تتولى أمرها، فأن إندفاعها نحو الحروب سيكون متوقدا، لرغبتها في صناعة الأحداث الجسام التي تخلدها، وتنحتها على جدران التأريخ فلا تنساها الأجيال، وقد تكون حروبها عبثية لكنها مريرة وفظيعة تحقق نوازعها الدفينة.

حب سفك الدماء

سفك الدماء غريزة فاعلة فينا، ومعروفة في الخلق الذي كان يسعى فوق التراب منذ ملايين السنين، وما شذ جيل عن هذه العاهة السلوكية التي تمنح الفاعل شعورا بأنه يمتلك ناصية الحياة ويتحكم بمصائر الموجودات فوقها، وهي تكمن وراء التسلط المستبد والجور العارم الذي عانت وتعاني منه البشرية.

الغنائم

الحروب في جوهرها نشاطات إقتصادية، وبموجب ذلك مضى البشر يتقاتل ويأخذ ما عند غيره من المواشي والنساء والأطفال، لأن في ذلك زيادة للقوة وتحقيق لغنائم إفتراسية تمنح الغازي شعورا بالقوة، والقدرة على السيطرة والتحكم بمصائر الآخرين الذين إستولى على ما يملكونه، وهكذا هي الحرب رغم تطور الدنيا وتقدم الزمان.

الهيمنة

القوة أيا كان حجمها تميل إلى السيطرة على ما حولها وتسعى لإمتداد فضاء وجودها، وهذا شأن الإمبراطوريات عبر العصور، فما أن تبدأ كقوة ناشئة في مكان محدد صغير حى تتحرك بإتجاهات متعددة فتتمدد، وتمضي في مشوارها الإتساعي حتى تفقد القدرة على فرض سيطرتها على ما وصلت إليه فتنكمش وتنهار، وهذا سلوك دائب ومتكرر، فالقوة لا تقنع بما لديها ودوما تريد المزيد.

الدورانية

الأرض تدور وما عليها يدور، والدوران طاقة ذات تأثيرات تدفع للتغيير والتأثير، والتمكن من التجدد والتخلق والتوالد المتواصل، مما يعني أن بقاء أية حالة على وضعها أمر مستحيل، فالدوران حركة وكل متحرك يتغير، ومن دواعي ذلك أن تختلط العناصر والمفردات وتتفاعل بآليات جديدة لتأتي بما يختلف، وذلك يدفع للتصارع والتفاعلات الحامية التي تمحق وتطلق ما فيها من التطلعات.

الموارد

الصراعات القائمة فوق التراب أساسها الإستحواذ على الموارد أيا كانت، فلكي تبقى وتتقوى عليك بالإستيلاء على مصادر الطاقة التي تتبدل مع العصور، فلكل فترة زمنية مصادر طاقة معينة تحركها وتزيدها إقتدارا على التفاعل المتحدي، والقاضي بالإستثمار فيما يتوفر من موارد متنوعة للوصول إلى فرض السيطرة وتقرير مصير الآخرين، وقد بدأت هذه الصراعات بدائية وإنتهت معقدة كما يجري في واقعنا المعاصر.

القوة

من أخطر الدوافع للحروب الشعور بالقوة والتوهم بأنها مطلقة ولا تقدر عليها قوة أخرى، مما يدفع للغرور والتمادي بالإندفاع نحو التوحش والإفتراس المتكالب، مما يتسبب بتحفيز الطاقات الكامنة في الخوامل فيدفعها للتفاعل وتأسيس محور قوة يتنامى ويتحدى، وتحصل المواجهة ما بين المتوهم بالقوة المطلقة والقوة الناهضة أو المنبثقة من بحر السكون.

اليأسية

اليأس من الدوافع الشرسة التي تجعل اليائس يتصرف بآليات غير مسبوقة، وبقدرات إنفجارية ذات تأثيرات تدميرية فائقة، وكلما تنامى اليأس إندفعت البشرية نحو ما يعبر عنه من التفاعلات، ويأتي في مقدمتها الحروب، وفي زمن التواصلات السريعة، وإطلاع المجتمعات على بعضها، بدأت التعبيرات اليائسة البائسة تنتشر وتتحدى فاليائس لا يملك ما يفقده.

الإغرائية \ الدول الضعيفة

القوى تنبعج، والإنبعاجات تكون في المناطق الرخوة ، والدول الضعيفة هي المنحدرات التي تندفع نحوها القوى أيا كان حجمها، فالدول الضعيفة من أهم أسباب الحروب لأنها تتحول إلى فرائس تتكالب عليها القوى بأنواعها، وبما أن منطقتنا ضعيفة الدول فتجد الحروب تشتد فيها، وقس على ذلك الكثير من الصراعات الداخلية والخارجية.

التشامخية

التزاهي والتشامخ والشعور بالتباهي والتعالي من المشاعر الغريبة التي تهيمن على البشر وتسوقه إلى مراداتها التفاعلية فوق التراب، وينجم عن ذلك تناطحات أو تقاتلات، كما يحصل بين الأكباش أو الديكة، وتمضي مسيرة المخلوقات تحت لهيب سياط الدفع نحو الأعلى وهي تزداد إنجذابا للتراب.

توفر الأسباب والدوافع

في أحيان كثيرة تتوفر أسباب متعددة للدفع نحو الحروب، وفي جوهرها إرضاءات لحاجات نفسية كامنة في الأعماق البشرية واعية أم غير واعية، والساعي للحرب يبحث عما يسوغها ويساهم في تعزيز زخمها وديمومة التحرك بإتجاهها، ويبدو أن النفوس البشرية الجمعية تبلغ مراحل تتكاثف فيها العدوانية وتنطلق عقاربها لتلسع التراب!!

إمتلاك الأسلحة

من أخطر مسببات الحروب إمتلاك أدوات القوة بأنواعها، وخصوصا الأسلحة التي أصبحت متطورة وذات قدرات تدميرية فائقة، وبما أن العديد من الدول تمتلك الأسلحة الفتاكة، فأن نزعة إستعمالها تنبض في دنياها، وتدفعها إلى ضرورة التعبير عما لديها، وهذا من طبع البشر الذي ما أن يمتلك قوة إلا وسخرها للتعبير عن سطوته وعنفوانه وما فيه من النوازع التوحشية.

القطبية

الحروب تذكيها التمحورات حول أقطاب، يتم توصيفها بآليات تسوغ الإمحاق المتبادل بينها، ولكي تدخل الدنيا في حرب مروعة عليها أن تتجمع في متاريس عدوانية صاخبة، وذلك واضح في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما يحصل في عالمنا المعاصر يشير إلى إنشاء محاور ذات عدوانية فائقة.

نزعة الإستعباد

البشر فيه طاقة دافعة لإستعباد غيره، ولا بد له أن يجد ما يبرر سلوكه، ومنذ الأزل إتخذ من لون البشرة سببا للإستعباد، وإنطلق مفهوم العبيد، الذي تطور وأصبح يشمل الدول والمجتمعات، فهناك دول مستعبَدة من قبل دول أخرى، كما أن آليات الإستعباد قد تطورت وأصبحت تجني أرباحا كبيرة وبإرادة المستعبَدين، أي أن المستعبَد صار يستلطف الإستعباد.

حب القتل

القتل غريزة كامنة في البشر، وهي أول سلوك كما تحدثنا الروايات والأساطير، فالقتل سلوك متعارف عليه، ويتنامى مع زيادة عدد البشر وتوفر أدوات القتل، وفي عصرنا هناك ما لا يحصى من مسوغات القتل وأسلحته التي جعلته سهلا وسريعا، ولا يكلف جهدا سوى الضغط على زناد.

الإنبعاج

القوة كالماء الجاري ينبعج في المنحدرات والمنكسرات، وعندما تكون دولة قوية وجارتها ضعيفة أو صغيرة فأنها تنبعج نحوها وتستحوذ على وجودها، وهي معادلة تخضع لقاعدة الأواني المستطرقة، فلا بد من الدول أن تتعادل بقوتها لكي تأمن إنبعاج القوى الأخرى نحوها.

النزعة الدينية

الحروب لأسباب دينية أو عقائدية من أكثر الحروب بين البشر، وبسببها تم قتل الملايين تلو الملايين بإسم الدين، لأن الفاعل يتحرر من المسؤولية ويكون صاحب قدرة على الإمعان بخطاياه وهو مرتاح الضمير، لأنه ينفذ أمر ما يعبده من الأرباب والآلهة، وهذه ظاهرة دفعت بشعوب الأرض إلى التصارع الدامي المرير عبر العصور.

الإنتصار على الموت بالموت

الموت شبح يطارد البشر فهو مخلوق عاقل ويعرف بأنه سيموت، وهذا الشعور متمترس في وعيه ولا وعيه، ومتوارث وقائم في أعماق نويّات خلاياه كافة، وكثيرا ما يتوهم بأنه بالقتل سينتصر على الموت الذي سيداهمه لا محالة، لكن القتل وسفك الدماء تبعثان شعورا بالتفوق على الموت بالموت.

الفكروية\ الأفكار العقائدية

الحروب عبر مسيرتها الدامية لها منشأ عقائدي ديني ودنيوي، ومعظم الأديان أو جميعها أذكت الحروب ومنحت البشر الطاقة اللازمة للقتل المروع لتجريده من المسؤولية وتأنيب الضمير بإلقاء المسؤولية على رب العقيدة التي يتبع، وعلى مَن يقوده ويلقي به في أتون الحروب، فالذي يقاتل يكون مُسيرا ولا خيار لديه.

النزوع للعدمية

ويتلخص بإنتفاء قيمة الحياة، أو تجريد الهدف من حق الحياة، فلكي تقتل عليك أن تكون من أنصار الحياة لا من أعدائها، فكيف تبرر قتل حي إن لم يكن من الذين يناهضون الحياة، فعليك أن تخترع التوصيفات المبررة للإقدام على قتله، وهذا ما يحصل في الحروب وتديره وسائل الإعلام الموجهة أو المسماة إعلام الحرب.

التصارعية

ما نغفله أن قوانين الغاب سارية المفعول في العلاقات الدولية، فالقوي لا يتردد بأكل الضعيف، وسلوك الإفتراس يتكرر في ميادين الدنيا الدامية، المحفوفة بزئير القوى الطامعة بما يزيدها قوة ويمدها بطاقات إقتدار وتواصل أكبر، فتكون الدول الضعبفة أهدافها السهلة فتقتحمها وتستأصلها، وتمتص رحيق حياتها.

التفاعلية

التفاعل بأنواعها بين المجاميع البشرية أيا كانت طبيعتها وحجمها ينجم عنه بالدوام معطيات ذات تأثيرات سلبية على الطرفين، وتحصل تأزمات وإمتهانات وتتقاطع مصالح وتنهض مطامع وتوجهات، مما يدفع إلى تقاتلات مريرة وقد مضت أوربا على هذه السكة التفاعلية لقرون.

الخداعية والإيقاعية

الكثير من الدول تتثعلب، وتسعى للإيقاع بغيرها وإفتراسها بوحشية قاسية، فلا تعنيها غير مصالحها وما يُعينها على مزيد من الفتك، فإن توددت وأذعنت، فلغاية دفية وحياة كمينة، تكشف عنها حينما تكون الفرصة مواتية والصولة قاضية.

إرادة الأرض الدوارة

الأرض أبدية الدوران ولا يمكنها أن تخور لأن في ذلك الفناء الأكيد، ولكي تدور بدقة توازنية وتجاذبية متناهية،  تحتاج لطاقة تكفل لها البقاء في المجموعة الشمسية، ويبدو أنها ذات قوانين وتطلعات ثابتة تقضي بالحروب والقتال وسفك الدماء، فأشهى طعامها الأبدان، وأعذب شرابها الدماء.

البُلهاء في الكراسي

الحروب تتناسب طرديا مع وجود البلهاء في كراسي السلطة الحكم، وكلما زاد عددهم تنامت الحروب وإشتعلت الأرض ومات الملايين من البشر، وفي زماننا الشديد تصادف أن تواجد في الكراسي العديد من أصحاب النوازع العدوانية، والدوافع الأنانية، مما يعني أن إشتعال الحروب سيدوم ويتعاظم.

طبائع القرون ونفس البشر

هناك علاقة خفية بين سلوك القرون ونفوس البشر، ومن الواضح ان الربع الأول من كل قرن يكون محفوفا بالمخاطر الجسام، ومزدحما بالويلات والأوبئة والخطوب، وتتكرر ظاهرة الإفناء وإستحضار المعدات والآلات المبتكرة للإمحاق، وكأن الأرض تريد أن تفني المزيد لتزيد، كالناعور الذي يمتلئ ليسكب ما فيه.

نوازع مطمورة

الرغبة في الفناء الذاتي والموضوعي قوة متنامية في الأعماق البشرية، وبين فترة وأخرى تتأجج في جمع من الأجيال وتتفاعل، فتجتاح وجودهم وتطغى على وعيهم وتتسيد على سلوكهم، فيندفعون نحو ما يبرهن إرادتهم التدميرية فيثبون إلى ميادين حروب فتاكة، وهذا ما حصل في عدد من مجتمعات أوربا في القرن العشرين وما آلت إليه تفاعلاتها المروعة.

التحالفية

الأسود في الغابة تتشارك في مهاجمة الفريسة ومن النادر أن تجد أسدا يطارد فريسة لوحده، لأنه أعجز عن الفتك بها بمفرده، ومثلها تجد الحروب تؤججها التحالفات ما بين الدول، ولو نظرنا العديد من الحروب التي حصلت في القرن العشرين لتبين دور التحالف في دفعها وتأجيجها، لأنه يوحي بالنصر الحاسم، وفي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يبدو أن هذا السلوك ربما تبدد أو تغير، لتطور أسلحة المواجهة والفناء.

العظمة المتفاقمة

القوة عندما تتجاوز قدرات ما حولها وتبسط أجنحتها على غيرها، تصاب بأوهام العظمة والقدرات المطلقة على السيطرة والتدمير، وتعيش في أوهامها وتطارد سرابات تصوراتها، والقوى التي تتأسد عليها تتنامى وهي في غفلة عنها، لإنغماسها بذاتها الوهمية، وبغتة تجد نفسها وقد إرتطمت بصخرة الواقع الجديد وسقطت في أتون مواجهات عارمة.

الهيمنة المتعاقبة

الأرض فيها قوة تهيمن، ولا توجد قوى مهيمنة، ولكي تفرض أية قوة هيمنتها على القوى الموجودة حولها، لابد لها من التأسد والتفاعل بالنار لردعها وإخضاعها، فالدول لكي تخضع يجب أن تسقط في مصيدة الخسران، لتفرض عليها الشروط اللازمة لأسرها وتقرير مصيرها، فتكون الحروب ضرورية لإنجاز هدف الهيمنة.

المقامية \ التشبث بالمقام

بعض المجتمعات ذات تصورات ضيقة وتحسب أنها فوق البشر، وعليها أن تخضعهم لسطوتها مهما كان الثمن، وتربط ذلك بمعتقدات وأجندات قاسية، فترى أن لا يحق لوجود بشر غيرها فوق التراب، وأنها صاحبة الحق في إدارة شؤون الدنيا، وهي نزعات وهمية تجتاح المجتمعات بين آونة وأخرى، وصارت ذات تأثيرات مسعورة بتطور أدوات القتال.

الدفاع عن البقاء ضد التهاوي

بعض القوى تجد نفسها على شفا حفرة السقوط والإنحسار والإنكسار، فتسعى كالغريق الذي يريد التشبث بقشة، فتندفع نحو الحروب ظنا منها بأنها آخر الكي، وتتضح في سلوكيات قادتها أيضا، عندما يريدون التشبث بمناصبهم وتأكيد أنانياتهم الفاقعة العمياء.

التعاند والمعاندة

التعاند سلوك تناطحي لا يختلف عن تناطح الأكباش، وهذه النزعة التناطحية عندما تتفعل في دنيا البشر فأنها تعطل العقل وتؤجج العواطف والإنفعالات المتصلة بها، وتدفع إلى منازلات دامية، يكون فيها الخسران لجميع الأطراف، لكن الرغبة الجياشة تهيمن على السلوك وتقيده بمآلاتها المتراكمة المتفاقمة.

وفي الختام، فما تقدم إقتراب مكثف مختصر لمسيرة الدماء والدموع البشرية، وكأن المخلوقات تطحنها رحى الدوران، وتأمرها بالتآكل والإندثار، فما فوق التراب من التراب وإليه يعود!!

***

د. صادق السامرائي

20\6\2022

في المثقف اليوم