قضايا

شاكر عبد موسى: العقل الديني محاصر بالنص

دراسة متواضعة في التوتر بين العقل والدين

المقدمة: تعتبر علاقة العقل بالدين من أبرز القضايا التي شغلت الفكر الانساني. العقل يمثل القدرة على التفكير والاستنتاج وتحليل الأفكار والمفاهيم، في حين يمثل الدين الجانب الروحاني والمقدس في حياة الفرد والمجتمع.

 في هذا السياق، يمكن القول إن العقل الديني يمثل توازنًا ضروريًا للنجاح الروحي والمعنوي للإنسان، مع ذلك، فإن هناك توترًا مستمرًا بين العقل والدين، حيث يبدو أن العقل غالباً محاصر بالنص الديني المقدس.

تبدأ المشكلة في تعريف العقل والدين وعلاقتهما المتضاربة، إذ يمكن اعتبار العقل كأداة للتفكير والاستدلال، بينما الدين يعتبر إطار قاعدي وثابت للقيم والمعتقدات، وبالتالي، فإن العقلية الدينية تعتمد على قبول النصوص الدينية وسلطتها حتى وإن تعارضت بعض المفاهيم فيها مع المنطق والأدلة العقلية.

هنا ينشأ التوتر بين العقل والدين، أذ يجد الفرد نفسه في حاجة إلى قبول المعتقدات الدينية دون التشكيك فيها ولا التحليل العقلي لها، ما يعطي انطباعًا بأن العقل البشري محاصر بالنص الديني.

لذلك تلتزم الأديان بشرائع وقوانين تقديم حلول لمجموعة من القضايا الشخصية والاجتماعية والروحية.. وعلى الرغم من أن هذه القوانين تحمل بعض القيم الإنسانية الجوهرية، إلا أنها في الوقت نفسه قابلة للتفسير والتأويل بطرق مختلفة.

وهنا تظهر المشكلة المحورية للعقل الديني، فقد لا يملك الفرد حرية كاملة في فهم النصوص الدينية حسب تقديره الشخصي وتجربته الحياتية، بل عليه اتباع الفهم التقليدي والتأويل المعروف.

يشير البعض إلى أن العقل الديني يمكن أن يكون مفيدًا في توجيه الإنسان وتأطيره في سلوكيات صالحة وحسنة، ولكن، يعبر آخرون عن قلقهم إزاء تقييد العقل بالنص كما هو.

أولاً: التراث وحرب التأويل

يُعد التراث الديني جزءًا هامًا في حياة الشعوب، فهو يمثل الجانب الثقافي والتاريخي والاجتماعي للأجيال السابقة، ويساعد على تعزيز الانتماء والهوية الوطنية، ولكن في بعض الأحيان، يتعارض تفسير التراث والأفكار المختلفة حوله، مما يتسبب في حرب التأويل.

وتُعرف حرب التأويل بأنها الصراع الفكري الذي ينشأ بين الأفراد والمجتمعات حول تفسير التراث الديني كما هو وبين تأول النص من قبل الطرف الأخر، ويُرجع سبب حدوث هذا الصراع إلى عدة عوامل، منها الاختلاف في البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية، وأيضًا الاختلافات الشخصية والفكرية للأفراد.

وتعد حرب التأويل مسألة حساسة، فقد يؤدي الصراع بين التفسيرات المختلفة إلى الخلاف والانقسام في المجتمع، وحتى إلى النزاعات والصراعات العنيفة، قد يشعر البعض بالتهديد عندما يعارض تفسير التراث لما كانوا يعتقدون صحيحًا وصوابًا، وهنا تبرز أهمية التسامح والاحترام المتبادل للأفكار المختلفة والمواقف والرأي الأخر.

واحدة من أمثلة حرب التأويل الشهيرة هي صراع فهم الدين والتدين، فعلى الرغم من أن الديانات تحمل مفاهيم ومعتقدات مشتركة إلى حد كبير، ولكن تختلف التفاسير والمنظور من شخص إلى آخر، فقد يصر كل جانب على تفسيره الخاص، ويروج له كالحقيقة المطلقة، مما يؤدي إلى تبني وجهات نظر متطرفة وتصعيد الصراع.

وهذ ما قاله الصحابي الجليل (عمار بن ياسر570- 657 م) في حرب صفين أثناء القتال بين جيش الإمام علي بن أبي طالب (رض) وجيش معاوية بن أبي سفيان ما نصه (بالأمس قاتلناكم على تنزيله، والأن نقاتلكم على تأويله).

تؤثر حرب التأويل أيضًا في المستقبل، حيث تعمل على تقييد الإبداع والابتكار وتعطيل التطور والتقدم، فعندما يتم تعيين تفسير واحد فقط كالصحيح، فإن ذلك يمحو التنوع والتعددية في الأفكار ويخلق بيئة تُكبح المبدعين وتربط أيديهم. فالأفكار المبتكرة تكون غالبًا هي نتيجة لمزج أفكار مختلفة وتفسيرات متعددة للتراث... لذلك لا بد من إيجاد حلول لحرب التأويل التي زالت قائمة حتى يومنا الحاضر.

ثانياً: العقل الديني محاصر بالنص

هو مصطلح يُشير إلى الظاهرة التي تعني انحصار العقل البشري داخل نص ديني محدد، مع عدم القدرة على التفكير بمستوى عالٍ والنظر بعقلانية وحرية، فهو مفهوم يتعارض مع فلسفة الحرية الفكرية التي تؤمن بقدرة العقل على التحليل والاستنتاج والتفكير بشكل مستقل وخارج الضوابط المفروضة عليه.

العقل الديني محاصر بالنص قد يكون نتيجة لعدة عوامل، منها التربية والثقافة والتقاليد الدينية المتوارثة في المجتمع، أذ يتعلم الأفراد منذ صغرهم القيم والمعتقدات الدينية، ويتم تعليمهم بتوجيهات صارمة حول كيفية فهم وتفسير النص الديني، ويتم وصف هذا النص بأنه المصدر الأصلي والثابت للمعرفة الدينية، وبالتالي فإن تفسير النص يكون مقدسًا ولا يقبل الجدل أو التحليل النقدي.

نتيجةً لهذا الانحصار، يكون العقل الديني مقتصرًا على استيعاب ما جاء في النص الديني، دون التفكير بما وراءه أو البحث عن معانٍ أعمق، لذلك يكون النص هو الإجابة الوحيدة على جميع الأسئلة الدينية، ولا يُسمح للعقل بالتعمق في سؤال صحة أو منطقية تلك الإجابات، وبالتالي، يفتقر العقل الديني المحاصر بالنص إلى القدرة على التقاط تباينات الآراء والتعبيرعن الشكوك والاعتراضات.

علاوة على ذلك، قد يكون العقل الديني محاصر بالنص أيضًا نتيجة للتفسير الحرفي والحرقفي للنصوص الدينية، أذ يعتقد بعض الناس أن كل كلمة وجملة في النص الديني تحمل دلالات صرفة ودقيقة، وأن أي تشكيك أو تفسير حر يقوض القيمة الدينية للنص، وهذا يحد من قدرة العقل على التفكير بإبداع وابتكار، ويصد الفرد عن تجربة فهم شخصي للدين والعمق الروحي.

ثالثاً: صراع التراث الديني السلبي مع الحضارة

يعتبر العراق من الدول التي تشتهر بتطورها الحضاري العريق وتاريخها الثري، حيث تمتلك الكثير من المدن القديمة والمعابد الذي يتجسد فيها التراث العراقي الديني والحضاري، ومع ذلك، يعاني المجتمع العراقي من صراع دائم بين التراث الديني السلبي والحضارة الحديثة، والذي يؤثر في تنمية المجتمع وتطوره.

ويعود التاريخ الديني في العراق إلى فترة ما قبل الإسلام، أذ كان الدين يمثل قوة رئيسية في حياة الناس ومؤسسات المجتمع، ومع التطور الثقافي والحضاري للعراق، برزت العديد من المذاهب الدينية والطوائف، مما أدى إلى زيادة صراع التراث الديني السلبي مع الحضارة في المجتمع العراقي.

يتمتع التراث الديني بأهمية كبيرة في العراق، حيث يعتبر جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعب العراقي المبنية على:

- الفكر الشيعي الجعفري – الاثني عشري: أذ ينحدر جميع شيعة العراق في الغالب من أصول عربية ويشكلون ثلثي سكان العراق مع وجود تركمان وأكراد فيلية شيعة بينهم، فالأكراد العراقيون كقومية يشكلون حوالي 20 بالمائة، بينما لا يتجاوز العرب السنة 20 بالمائة أيضاً من السكان ويعني هذا أن نسبة الشيعة تقدر بحدود 60 بالمائة أو أكثر من السكان في العراق.. المبنية أفكارهم على طروحات / الكليني والصدوق والمفيد والطوسي والحلي والمجلسي.

- الفكر السني: أذ يتوزع الشافعية على مناطق بغداد والأنبار، أما إقليم كردستان، فهم قاطبة تقريبا على المذهب الشافعي، أما الموصل فالأغلبية على المذهب الحنفي، بينما سُنة مدينة البصرة / جنوبي العراق على المذهب الشافعي، وبطبيعة الحال التجاور بين المذهبين صار ملموسا، وأية منطقة سُنية من العراق تجدها خليطا من شافعية وحنفية.. وهم مقيدون بطروحات البخاري وابو داود ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي والفقهاء الأربعة.

ومن خلال التراث الديني الموروث، يتم تمرير العقائد والقيم الدينية من جيل إلى جيل، وتعزيز الهوية الثقافية للشعب، ويمثل التراث الديني أرضية مشتركة للمجتمع العراقي، أذ يلتقي الجميع مهما كانت انتماؤهم المذهبي أو الثقافي تحت راية الدين الإسلامي.

ومع ذلك، يعتبر التراث الديني السلبي بحجمه الكبير خطرًا على التطور الحضاري للعراق، أذ يحد من الابتكار والتغيير في المجتمع، فعندما يكون للتراث الديني السلطة في توجيه الناس واتخاذ القرارات الحياتية، يتكون صراع بين الشرعية الدينية والحضارة الحديثة.

ويعاني المجتمع العراقي اليوم من شرخ عميق بسبب صراع التراث الديني السلبي مع الحضارة، فعلى سبيل المثال، تواجه النساء في العراق صعوبة في المشاركة السياسية والاجتماعية بسبب الزامات الشرع الديني التي تحد من حقوقهن.

كما أن التراث الديني يؤثر على الحرية الفكرية والتعايش بين الطوائف المختلفة في العراق، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات الدينية.

أضافة الى الشعائر التي يمارسها شيعة العراق على طوال السنة من ممارسة المشي لزيارة الأئمة الأطهار من ال بيت النبوة، وقيام مئات الألوف من الزوار بممارسة اللطم والضرب بالسلاسل تزامنا مع أناشيد تحكي قصة الإمام الشهيد وصحبه الأبرار، حول المرقد.

وعند الصباح تبدأ مجاميع من الزوار بممارسة الضرب بالسيف على الرؤوس، فيما تجلس حشود هائلة بينهم نساء وأطفال منذ الصباح الباكر، حول مرقد الإمام  في مدينة كربلاء للاستماع إلى قصة واقعة الطف عبر مكبرات صوت نشرت حول المرقد.

ويقوم أغلب الزوار الذين يرتدون ملابس سوداء باللطم على الصدور وضرب الرؤوس والبكاء خلال سماعهم القصة، ورفع رايات إسلامية أغلبها سوداء فوق المباني تعبيرا عن الحزن في هذه الذكرى.

والتي عارضها الكثير من كبار علماء الشيعة ومنهم عالم الدين اللبناني الراحل (محمد جواد مغنية 1904- 1979) بقوله] كما تعلمون، فإنّه تُمارس أعمال كالتطبير وشدّ الأقفال على البدن وتخديش وإسالة الدماء من الرأس والوجه، والزحف في الزيارة وما شابهها والتي تبعث على وهن الإسلام وتضعيف المذهب قطعاً وقهراً).

في حين بارك هذه الشعائر وشجع عليها الكثير من علماء وخطباء الشيعة المتزمتين من خلال وسائل أعلامهم الواسعة ومنها القنوات الفضائية التي تنقل تلك الشعائر وتبثها عبر تلك الفضائيات.

والكثير من ميسوري الحال من الشيعة قاموا ببناء أماكن عبادة (حسينيات) لأقامت تلك الشعائر والتباهي بها وصرف أموال طائلة عليها، قد تمتد لمدة عشرة أيام وأحياناً شهر بالكامل، والتي لا تخلو من وجود شاعر(رادود) يقدم قصيدة شعرية حزينة (لطميه)، قد يتطاول من خلالها على الخلافة الراشدة كما فعل الرادود/ باسم الكربلائي مؤخراً.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو/ لماذا أقليم كردستان العراق يتقدم خطوات واسعة نحو البناء والتنمية والاستثمار في كافة المجالات، وبالمقابل جنوب العراق يتراجع خطوات واسعة نحو الخلف رغم وجود النفط والغاز في أرضه التي كانت خصبة وموطن سكن سابق للسومريين والبابليين.

الجواب: تعد دولة العراق من الدول العربية التي يتمتع فيها إقليم كردستان بمستوى تقدم أعلى بالمقارنة مع جنوب العراق، وفي السنوات الأخيرة، زادت الانقسامات والتوترات بين الإقليم والحكومة الاتحادية من جهة، وبين الإقليم ودول الجوار العراقي (أيران وتركيا)، مما أثار العديد من الأسئلة حول أسباب هذا الاختلاف في مستوى التقدم والتخلف بينهما، وتفسير الأسباب التي تؤدي إلى تقدم إقليم كردستان وتخلف جنوب العراق.

نعم الكردستاني تحرر من عبْ الطائفة وأبتعد عن السلف الصالح والطائفة الناجية وراح يبحث عن مصالحه القومية والتنموية التي تتعرض للتهديد من قبل أيران وتركيا وحتى من قبل الحكومة الاتحادية أحياناً.

أما أبن الجنوب، فهو قابع تحت تأثير التراث الديني الطقوسي المتوارث من أفكار وشريعة (الدولة الصفوية 1501-1722)، وما أضافه رجال الدين الحاليين من طقوس وشعائر جديدة، قد لا نجد من يمارسها في دولة أيران التي قامت مؤخراً  بتشذيب تلك الشعار ووضعها ضمن سياقها الحضاري.

وعلى عكس مما تشهده البلدان من عائدات ضخمة نتيجة لتنشيط السياحة، فإن العراق البلد الذي يزخر بمعالم سياحية ودينية، ربما يكاد يكون الوحيد، الذي يتحمل أعباء استقبال الملايين من دون فائدة حقيقة، سوى ممارسة الشعائر التراثية من قبل الزائرين.

رابعاً: التراث والتجديد

تمثل مهمة "التراث والتجديد" في إعادة استكشاف الاحتمالات القديمة واستحضار احتمالات جديدة، واختيار الأنسب لتلبية احتياجات العصر الحالي، لا يوجد مقياس تجريبي لتقييم مدى صواب أو خطأ هذه الاحتمالات، بل يعتمد الاختيار على نتائجه العملية.

يعني اختيار المنتج الفعّال والملائم لمتطلبات العصر هو الاختيار الصحيح، ولكن ذلك لا يعني أن الاختيارات الأخرغير صحيحة، بل تظل تفسيرات محتملة لوضع زمن آخر.

نعم أصول الدين ثابتة على مر الزمان والمكان، إلا أن الفهم الذي نتبناه لها يختلف وفقًا لاحتياجات العصر المعين، كذلك، تظل حرية الإنسان وعقله ومسؤوليته ثابتة، ولكن طرق ممارستها تختلف من زمن إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى.

ومن الضروري أن يكون هناك تصور ديناميكي للأصول ومقتضياتها، وتصورات عملية للعقائد ومختلف النظريات المتاحة، فاتهام حضارتنا بأنها وحدة وغير متعددة أو أنها مبنية على الاجتماع المتفق عليه فقط، هو اتهام خاطئ.

أحد الأشياء الرئيسية التي تميز تراثنا القديم هو توفير مجموعة متنوعة من الاحتمالات للاختيار، واعتبار الاجتهاد ليس فقط في أصول الفقه، ولكن أيضًا في أصول الدين الذي وظيفته ليست فقط في تطبيق الأحكام والأفعال، ولكنها تمتد أيضًا إلى اختيار النظريات المناسبة وتطبيقها وفقًا لاحتياجات العصر.

لذا تكون مهمة "التراث والتجديد" هي حل الألغاز التي تحيط بالماضي، وكذلك إزالة العوائق التي تمنع التحرر واستئصالها من جذورها، وإذا لم يتم تغيير جذور التخلف النفسي، مثل الخرافة والأسطورة والانفعال المذهبي والتأليه وعبادة الأشخاص والسلبية والخضوع، فإن الواقع لن يتغير.

لقد كانت الخلافات بين السلطات السياسية والدينية خلال فترات الحكم الوراثي الإسلامي في ذاك الدهر جلية، ليس حصرا في حياة العلماء الشيعة فقط، وإنما عند علماء السنة البارزين أمثال مؤسسي المذاهب الفقهية الأربعة، جراء رفضهم لمطالب الحكام الساسة أنذاك.

خامسا: الاستنتاجات

في الدول الأوربية وقليل من الدول الإسلامية قاموا بفصل الدين عن السياسية وفصل الدين عن الدولة، وكثير ما يُّستغل الدين من طرف الحكام والذين يدورون في فلكهم لربح الشرعية وتبرير عدد محدود من الاعمال والافعال لحماية وحفظ وجودهم واستمرار العبودية والديكتاتورية والفساد والاستبداد ومختلف اشكال الريع والنهب والافتراس لحقوق وممتلكات المستضعفين.

وذلك ما يحدث في بلدانا، الدين يٌّستغل لتخدير الشعب والتعامل معه كالقطيع المساق الى المذبحة، وليس بالغريب حينما، وصف المفكر الألماني (كارل ماركس 1818 -1883) الدين بأفيون الأمم لان في جل الحروب والحروب الاهلية يوظف الدين للتعبئة السلبية والاستعداد للجهاد الموهوم والقتل والسبي والارهاب.

ومن أجل إنقاذ الإنسان وإعادة اكتشافه لنفسه، يجب علينا التخلي عن العقل الديني المحاصر بالنص والمذهبية المقيتة التي أصيبت بالعقم التراثي المشلول، و يجب تجاوز الميثولوجيا السياسية التي اختفت وراء قناع الدين والانتقال إلى السياسة المدنية، حيث يكون العقل الشفاف هو العامل المحدد، بدلاً من التمسك بثقافة الفقهاء والتركيز على ثنائية الحياة والموت.

من الضروري اليوم التركيز على الأبحاث النظرية حول الأصولية والربط بينها وبين الظاهرة الدينية، بدلاً من تحويل الحوار إلى معركة طويلة لا تُّحمد عقباها، أذ لم يكن من الضروري إصلاح الفكر الديني، بل دفعه إلى الانفجار على نفسه مثلما حدث مع "داعش" والحركات المتطرفة.

للأسف، المفكر والمؤرخ وعالم الدراسات الإسلامية والفيلسوف والباحث الأكاديمي الجزائري (محمد أركون 1928- 2010) لم يكن محظوظًا بمشاهدة انفجار التطرف الكبير الذي شهده العالم، فعندما يكون لدينا ابتكارات في الفكر، فإن النهايات تأتي على يد المبدعين وليس من قبل الذين يتمتعون بها.

وكما قال المفكر المغربي (محمد عابد الجابري 1935- 2010)..} أن الموروث الإسلامي الخالص- الحديث – مخترق من قبل القيم الكسروية [.

***

شاكر عبد موسى/ العراق

......................

المصادر

- كتاب، المسألة الشيعية.. رؤية فرنسية / أعداد وتحرير وترجمة د. جواد بشارة / دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر، بغداد - شارع المتنبي، 2015م.

- كتاب، الإسلام والتشيع.. قراءة مغايرة للسائد الديني/ الشيخ طالب السنجري/ دار جدل للنشر والتوزيع – بغداد، 2022م.

- كراس، شيعة العراق.. التأسيس، التاريخ، المشروع السياسي/ السيد سامي البدري / دار الفقه للطباعة والنشر – أيران، 1424هـ ق.

- صحيفة القدس العربي/ أركون ونقد الفكر الديني/ عزيز الحدادي – كاتب مغربي/ 29 يناير، كانون الثاني / 2020.

https://www.alquds.co.uk/%D8%A3.

- موقع الجزيرة نت/ التأويل الحداثي للتراث الإسلامي.. كيف خلعوه عن سياقه/ سامح عودة / 8 يناير،كانون الأول / 2018.

https://www.aljazeera.net/midan/int.

في المثقف اليوم