قضايا

سراب سعدي: دور العلاقات المدرسية مع التلاميذ وتأثيرها على المستوى الدراسي

يعتقد الكثير بأن العلاقات المدرسية بين التلاميذ أمر بسيط وغير مهم أو هو مجرد حياة بسيطة بين الأطفال، لكن في الحقيقة هي غير ذلك تماما! فالطفل في هذه الفترة يحتاج إلى دعم كبير من كل الأطراف التي حوله بدءاً من الأسرة وصولاً إلى المدرسة، تؤثر العلاقات بين التلاميذ على بناء شخصياتهم وكذلك تؤثر تأثيراً مباشراً على مستواهم الدراسي، فمن الطبيعي أن تكون هناك علاقة بين مستوى التلميذ الدراسي وعلاقته بالمدرسة!، وأُجريت الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع فلو افترضنا أن تم وضع تلميذ مستواه العلمي متدنٍ مع مجموعة تلاميذ بمستوٍ علمي جيد سنجد بمرور الزمن أن التلميذ قد تحسن مستواه الدراسي نحو الأحسن . وهذا الأمر معروف في الأوساط المدرسية. لكن سنأخذ الموضوع اليوم من منظور آخر وهو التأثير النفسي للتلميذ الذي يعيش وسط مجموعة من التلاميذ المحبين له أو الذين ينظرون له بتدني ومدى تأثير ذلك عليه من ناحية تكوين الشخصية والمستوى الدراسي،  ولكادر المدرسة دوراً كبيراً وفاعلاً في هذا الخصوص من خلال تذليل الصعاب في علاقات التلاميذ بعضهم مع بعض فالكل مشمول من مدير المدرسة والمعلمين والموظفين إلى حارس المدرسة لأن ذلك يؤثر على التكوين الاجتماعي للتلاميذ بشكل عام . فالتلميذ يكتسب من زميله الكثير من القيم والتعابير والأفكار ربما أكثر من كسبها من معلميه، فوجب الاهتمام بهذا النوع من العلاقات ربما ليست فقط زملاء المدرسة وإنما زملاء الأماكن العامة والجيران وغيرها وكلما حاول الأهل جعل أبناءهم يتواصلون مع زملاء جيدين كلما كانت النتائج أفضل . وبعد أن تحدثنا عن علاقة الزملاء مع بعضهم البعض الآن لابد من الإشارة إلى علاقة التلاميذ مع معلميهم وهل لها دور في تنشئة التلميذ وتحسين مستواه الدراسي ؟ يقضي التلميذ أكثر من ست ساعات في المدرسة وحتى عند العودة إلى البيت فيبقى ذهنه متعلقاً في الأحداث التي حصلت معه في المدرسة وكذلك اهتمامه بالواجبات المدرسية أي أن الصلة بين الطرفين وثيقة جداً لذلك فالمدرسة لها  التأثير الأكبر في تنشئة الشخصية لدى التلاميذ وكلما كانت العلاقة مبينة على الاحترام والإخلاص والمودة كلما أحب التلميذ المدرسة والدراسة وبنيت شخصيته بشكل جيد بعيدة عن العقد النفسية التي تؤثر عليه ويصبح شخصا غير ناجح اجتماعياً،، ربما لعلاقة المعلم بالتلميذ أثر في نجاحه ووصلوه إلى مراتب عليا في العلم وربما يحدث العكس عندما يكون المعلم غير واعٍ لتصرفاته فيؤثر ذلك على مستواه الدراسي نحو الأسوأ أو حتى تسربه من المدرسة من الأساس .لذلك من الضروري الاهتمام باختيار المعلمين الجيدين الذين يتعاملون مع التلاميذ على أسس أخلاقية وعلمية وثقافية وكذلك من المهم أن يكون المعلم رحيماً وعادلاً ومحباً للخير ومتمكناً في إيصال المعلومات للتلاميذ . وكل ذلك يساهم في تكوين جيلٍ واعٍ ومحب للعلم والمعلم ذو شخصية فذة يساهم في بناء الوطن والمجتمع بأحسن صورة .

***

سراب سعدي

 

في المثقف اليوم