قراءة في كتاب

الاقليات المسلمة في الغرب .. السويد نموذجا للكاتب العراقي ابراهيم العبادي

فقد فهم الغرب الاسلام والمسلمين بعد تلك الحادثة المروعة على انهما يعتاشان على "كراهية" الآخر والحلم بتدميره واذ نقول الآخر فنحن نقصد الحضارة الأوروبية والاميركية التي فتحت ذراعيها منذ عقود لاستقبال الهاربين من الشرق .

 

مشكلة "الاقليات المسلمة في الغرب" كانت موضوع كتاب جديد اصدره مركز دراسات الدين ببغداد الذي يرأسه الدكتور عبد الجبار الرفاعي وهو من تأليف الباحث ابراهيم العبادي ومراجعة عبد الجبار الرفاعي.

 

يتكون الكتاب من بابين كل باب يتضمن عددا من الفصول . ففي الباب الأول تناول العبادي مشكلة المصطلحات والمفاهيم متوقفا اولا عند مصطلح "الاقلية" لغة ومفهوما .

 

يقول العبادي "وربما ذهب البعض الى اعتبار المواطنة كمعيار لتوصيف الاقليات فهم مواطنون في دول يقل عددهم عن بقية سكان الدولة ولهم خصائص اثنية او دينية او لغوية مختلفة عن خصائص بقية السكان ولديهم الرغبة في المحافظة على تقاليدهم الثقافية والدينية " .

 

ويرى الباحث ان مشكلة الأقليات هذه بدأت تطرح "كعنصر من عناصر التأثير في العلاقات الدولية منذ القرن التاسع عشر، مع ظهور الدول القومية وتبلور الشروط التي حددتها الدول لاكتساب جنسيتها" .

 

ويناقش ابراهيم العبادي " المشكلة الاجتماعية" المرتبطة بمفهوم الاقلية نقاشا مستفيضا في الفصل الأول من الباب الأول مارا مرورا سريعا بعدد من المشكلات الثقافية التي تنشأ عادة من المشكلة الاجتماعية من قبيل " التثقف من الخارج " و" التمثل الثقافي و"الاندماج " و"والانصهار والتعايش " .

 

يقول " ان اغلب فئات المهاجرين الذين انتقلوا الى العيش في بيئات مغايرة ثقافيا ودينيا لم يتمكنوا من المحافظة على هويات خالصة . ظهر ذلك واضحا في اللغة والسلوك الاجتماعي بل ان أجيالهم الثانية اندمجت في مجتمعات البلدان التي اقام فيها الآباء " .

 

وفي الفصل الثاني من الباب الأول يضع ابراهيم العبادي اطارا نظريا لتحليل الاندماج متوقفا عند مفهوم الجماعة ونظرية الهوية الاجتماعية وحركات الانصهار والاندماج والحركات التعددية والحركات الاستعلائية وكل هذه الحركات ترتبط بمشكلة "الاندماج"، اي اندماج الاقليات في المجتعات التي تعيش فيها .

 

2342-ibrahوفي نفس الفصل يتوقف العبادي عند التفسير السوسيولوجي للصراعات الاثنية والتفسير السيكولوجي للتفرقة الأثنية .

 

يقول ناقلا الفكرة عن احد الباحثين المصريين " يستند التفسير النفسي للتحيزات والاتجاهات ذات الطابع العنصري الى نظريات متعددة ابرزها نظرية القوالب النمطية ونظرية سمات الشخصية وهذه الأخيرة تهتم بأمر العوامل المزظاجية في تحديد مختلف الأتجاهات النفسية والاجتماعية " .

 

ابراهيم العبادي لا يكتفي بالعرض عادة، نقصد عرض آراء الباحثين في الظواهر، الكثيرة المرتبطة بوضع الأقليات المسلمة في الغرب انما يعمدد الى تحليل تلك الآراء والمفاضلة بينها واحيانا الى تفنيدها علميا واعتمادا الى مصادر آخرى .

 

يقول معلقا على تفاوت فهم العلماء لوظيفة الثقافة وتعريفها : " وعلى قدر تعدد مفاهيم الثقافة وربما اختلافها لدى علماء الاجتماع والانتربولوجيا الا انها بالاجمال يمكن ان تصنف داخل اتجاهين . الاتجاه الاول ينظر الى الثقافة على انها تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والرموز والايديولوجيات .. اما الاتجاه الآخر فيربط الثقافة بنمط الحياة الكلي لمجتمع ما " .

 

الكتاب تضمن في ثاني ابوابه مناقشة موضوع "عوائق الاندماج" وتتبع فيه مسائل جد مهمة مثل علاقة الثقافة الأسلامية بتلك العوائق ومقولات المنع والتحريم والاستحباب والجواز المشروط وغيرها من المقولات الاسلامية التي نظمت علاقة الأقليات المسلمة بالمجتعات الغربية .

 

وفي نهاية الكتاب قدم الباحث دراسة ميدانية تضمنت جداول واحصائيات مفيدة للغاية عن مستوى الاندماج للاقليات المسلمة في السويد التي اختارها كمكان لفحص المفاهيم واختبار مدى صدقيتها .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1424 الجمعة 11/06/2010)

 

في المثقف اليوم