قراءات نقدية

قراءة ورأي في نص " قل ما شئتَ" للشاعرة ياسمينة حسيبي

yasamyna hasybiكلام لا بدّ منه: نحن من نقرأ النصّ ونحن من يحدد إتجاهاته، معتمدين على ذاتنا وتجربتنا واحاسيسنا المختلفة، فالقارئ هو الناقد العفوي للنصّ، وهو المكتشف له ولدواخله،عن طريق حصيلته الثقافية، ذائقته، فكره، وعشقه للادب، بل عشق نفسه النرجسي الثقافي، ها هنا -أيضا - لا أدّعي النقدَ ألبتّة، ولن، بلْ اقرأ ما يختفي عن الآخر أو يراه ايضا، وهو يقرأ ما يختفي عني او أراه -

هكذا النصّ ياخذ شكل المرآة تعكس صورة الواقف أمامها تحديدا . (القرّاء، يحققون، اتجاهاتهم اللاواعية بواسطة العمل الادبي، ويُسقطون عليه صراعاتهم بما في ذلك حلولها، ومن هنا مصدر الشعور بالاستمتاع) -جان ديف تادييه- (النقد الادبي في القرن العشرين) .

نحتفل بالشعر دائما، لأنّه الوجه الذي يحمل ملامحنا الداخلية الصامتة فينا - أرواحنا -، كلّنا نشترك في هذه الملامح بين التطابق الكلّي والجزئي وبين الشعور واللاشعور، وحتى الشعر القديم رغم غربته الزمانية وشعر الأمم الاخرى المترجم رغم غربته الحضارية والمكانية، ولأنهما ينبعثان من أرواح تشبه هذه الدواخل الغامضة في سكناتها وحركاتها وعاطفتها وانثيالاتها، تشبهنا تماما كأنّ هناك حبلا سرّيّا يجمعنا في نقطة كبيرة هو الوجود بين أزله وأبده، من هنا نحن نرفض، نقبل او نتعاطف مع النص، لأننا بارواحنا وما تمخض عنها من معنوي ومحسوس نتج نصّنا من النصّ الاصلي ومنّا .    

فالروح هي الجزء الحيوي من مخلوقات الله وإبداعه في الوجود المتكامل فينا نحن البشر.

الحيوي: لأنّها تمتلك طاقة القدرة على التفاعل مع تفاصيله (لوجود) من ناحية والمتحركة فيه والفاعلة من ناحية اخرى، محاولة لتتفهّمه بطريقتها الخاصة، تتكئ على فكر العصر وأبجدياته، وأولويّاته، ثم إن الوجود هو في كل الاحوال يتحرك حركة ثابتة شاملة والارواح تتحسس به وتتأثّر فيكون ردّ فعلها هو السلوك الانساني قيما واخلاقا ولغة، شعرا وفنونا اخرى لتعكس الزمان والمكان والاقتصاد وما تمخض عنه من افعال الانسان ليدافع بها عن وجوده، هو وسط حيوي عظيم والروح الجزء الحسّاس منه، المتألق به .

الشاعرة القديرة ياسمينة حسيبي،هي روح شاعرة واعية، تنسج من الحرف حريرا فاخرا كردّ فعل إزاء الوجود وجزئه الظاهري:

الواقع الملموس المتشكّل عبر مقدمات كثيرة فاعلة، هي تتفاعل بحرارة عالية معه فتذوب فيه حروفا فكلمات فصور شعرية حافلة بهمس المعاني وهدوء المجاز الشعري رغم اتّساعه، قصائدها تنقل لنا ملامح تجربتها الانسانية الثريّة المتواصلة مع الطفولة كمنطقة تمثّل أعلى قمم المصداقية هي تلتقي بها كما تلتقي - كاثي بهيثكلف في قمم وذرنك - في رواية إميلي برونتي .        

في هذا النصّ: يبدو واضحا ركونها من حيث لا ندري، الى فواصل حرف رويّها اذا جاز لنا التعبير، فالالف الممدودة (المساء،النساء، بسخاء، البكاء، الكيمياء) جاءت بها الشاعرة لتمدّ لنا بساط البوح الغامض في النفس وتوضيحه، الفاصل: يعني استراحة مقصودة للتجلّي واسترخاء لمذاكرة الماضي، ثم في الفواصل خلق لإيقاع، ينسجم تماما مع إيقاعيْ روحها وقصيدتها الأ نثويين امتيازا وأصالةً، في العربية أسماء الانثى طالما تنتهي بهذه الالف المتغنّجة (سمراء، نجلاء، هيفاء، خضراء الخ)، فالغموض التلقائي يتّضح اكثر في هذه الإشارات اللاواعية داخل نص أنثوي ليفصح عن تقاربات روحية مع الكوامن المعرفية في اللغة فخرج النصّ لنا نتيجة لوشائج تشابكتْ ببعضها وتفاعلت عبر زمن سيرورة القصيدة، التي تتنفس قليلا قليلا لترمي قصديتها المهمة عبر المقاطع التي تعلّقت أحدها بالآخر تعلّقا معنويا جميلا فاتحا امامنا القصيدة كمشروع عاطفي لا يبارحه الفكر بين الحين والآخر .

 

أحبّ أنْ أُكنى باسمكَ هذا المساء ْ:

استهلال يتناسق مع الحب وتفاصيله (أحبّ) مع أولويّات المعاني والحروف التي تعني الحب -- أحب ... غنج عميق لمعشوقة، تقف على مساء دلالها الانثوي، يبدو أن القصيدة تستجيب استجابة رائعة لألق الروح بعد أن تصطدم في الحدث - ابن جني - في كتابه الخصائص، يعطي معنى الاصطدام بين جسمين متحركين، هكذا التصادم بين كوامن البوح والحدث العالق في الروح خلق هذا الالق - الكلمة - أحبّ، تأتي مقدمة لقصيدة تعنى بالحب وشجونه، وحزنه وفرحه - أحبّ: هو خط الشروع للقصيدة، يفتح أسرارها لنا، في كتاب التحليل النفسي والفن - د.أي شنايدر،هناك إشارة نحن بحاجة ماسّة إليها لنمضيَ مع النص: (ان اجراء التحليل النفسي، ينطلق من منطقة تهتم بدراسة الفعل المتبادل بين الانسان والعمل الإبداعي، وإدراك وحدتهما وما تثيره من بواعث لا واعية، وهناك حضور قوي للطفولة)، فمن عادة العرب القدامى ان يُكنّون أولادهم صغارا تحبّبا واحتراما، ثم هذا التفاؤل بان يكونوا عند حسن ظنّ أهلهم مستقبلا، الكُنية: مهابة، فخر واعتزاز وغنج عند المرأة ليبقى إسمها طي الكتمان هو فقط للعاشق أو للزوج والاهل ايضا، وفي النصّ أخالها تجيئ مع الترف العشقي وانثيال الروح وتألقها به وهو بعيد - أكنّى بك: معادل موضوعي لحضوره على الاقل حروفا، استحضاره في المقدمة يخلّصها من ارتباك الهجر ها هو معها -- أكنّى بك،وكما الصغار يأخذهم التباهي تيها وشعورا أمام اقرانهم - هي تريده حجرا كريما -- مازال بنا دافع الصبا الكبير، فقد شبّت على الطوق في جملة واحدة وصورة شعرية واحدة (كحجر كريم ، تعشقه النساء ) الحجر الكريم تتنافس الناس من اجل امتلاكه فهو تعويذة وهيبة لمن يملكه، وهو ايضا - لم تكن الغيرة بعيدة ولا الخوف عليه هو الحجر الكريم: تعشقه النساء، ولانّها امرأة ومعشوقة تريده طوع بنانها: في كفّي -- الدلال تفضحه الصورة هي تريده هكذا، الطفولة والانوثة سبيلان متوحدان في المعشوقة بعمق، سبيلان يلهث بهما العاشق حتى أواخر النبض .

يا انتَ: مناداة الضمير ليست شائعة عند العرب رغم وجودها في قصائد معدودة، ولكن في المسرح لها دور مركزي في الحوار، إلتفاتة جميلة في النصّ في خضمّ الفراق والابتعاد الذي حتّمه الواقع - يا انتَ تأتي به من الهجر، وتضعه في مكان قريب منها - ثم مناداة الضمير تعني ما تعني في الواقع الذي جاء النص ليظهره لنا، الضمير هو الانسان بما فيه من جمال والق واخطاء وبكاء وابتسامات، هي جمعت كل هذه الصفات فصرخت: يا انتَ !!  

فجعلتنا نراه في النص كأن نراه أمامنا في المساء المعتّق بالعتاب والتجلّي، يجيبها. هي تقترب منه رغم حرصها الشديد على المسافة بين العاشق والمعشوق، غيابي حضور (كامل الاوصاف) تضاد في المعنى، تضاد في اللغة انتج لنا ضوءاً نسلطه عليها هي كما صاغت نفسها في النص معشوقة: غيابها عنه حضور كامل الاوصاف - هنا تحيلنا الى اغنية عبد الحليم حافظ، كامل الاوصاف قتلني، تأكيد جديد على مركزيتها في المعادلة والجملة استجابة رائعة لمقدمات النص وتواصل معنوي وفني مع القصدية التي أسست عليها القصيدة، وفي الذاكرة العربية: عبد الحليم دائما هو العاشق الولهان حدّ الجنون -- تُرى - هل اللاوعي أسس نشيده في الوعي لتكون الجملة اعلانا آخر عنها كمعشوقة وهل يستمر هذا الشعور الى النهاية حتى إكمال النصّ؟؟

قل ما شئت: في - فعل الامر، قلْ تتعمق في النصّ فكرة المجيئ به جسدا وروحا ولَها، فقل هي المواجهة بين طرفين - في قوله تعالى: قل هو الله احد ، كان الملك جبريل -ع وجها لوجه مع النبي العظيم -ص- ولولا المواجهة لما نزلت الآية الكريمة في هذا الشكل - مع ملاحظة للاخوة والاخوات: جئنا في الآية مثالا لغويّا لبرهنة رأينا في معنى (قل) في النص، ففي كثير من لغة العرب تأتي (ما) للتعبير عن المجهول -- هي تفتح الباب على وضعها النفسي، على خوفها رغم هذا التمسك الشديد بقناعة المعشوقة، بمعنى هي تعطي احتمالات كثيرة لقوله ذلك الغائب الحاضر.

في هذه الهمسة الواثقة (قلْ ما شئتَ) - بعد ان سبرنا غورها التأويلي بتواضع - هناك بُعد ظاهري لها في سياق النصّ لا يوافقنا تأويلَنا، دائما في النصوص - حسب رأيي المتواضع جدا - نرى نوايا الصورة الشعرية او الجملة عموما، تمثّل البعد الظاهري في النصّ، وخفايا تتخذ من المعيار اللغوي وحتى النحوي مأوىً لها وهي تمثّل البعد الباطني - مع ملاحظة عدم قصدي الرمزية أو السوريالية، فهاتان وامثالهما لهما تأثيرات خاصة على توجهات النص وهي غير النوايا الباطنية الآتية من تحليل اللغة وحروفها ونحوها -

نعم في البعد الظاهري نجدها أكثر ثقة بذاتها المعشوقة بدليل: ( لكن لا تسرف في النظر إلى المرآة، لن تتعرف على نفسك بعد أن عرفتني .. انت العاشق) هكذا ذابتْ بنرجسيتها، وجعلت هالتها حولها، ثم وقفتْ امرأةً ممشوقة الثقة والبوح، ألغته تماما من حيث لا يدري بعد ان جمعتْ ملامحَه الكلّية في سلّة عشقها - هو غاب - عندها - ولم يعد ولن يعود، لا أحد يعرفه هو كما كان- من قبل العشق - كائنا مستقلّا بروحه وجسده، يتموضع في النص بملامح آخر: (يميّزونك ) استخدام يجيئ جماله من جمال مناسبته للمعنى بدقّة فنية، أصبح العشق صفته الاولى والاخيرة، كيف يميّزونه سيّدتي ؟ (أن رائحة الدخان المنبعثة من دواخلك) وبعد ؟ يقولون: إنّ ضلوعك تحترق بسخاء ..!

هل رأينا كيف أمسكتْهُ بأجنحة عشقه لها وحلّقتْ به من مكانه إلى حيث ينفعل مساؤها بالهوى العميق، ثم جلست، اتخذتْ متّكأً تُفصّل له عشقه، لا عشقها .

وبعد ايّتها المعشوقة ؟ أخبروني ...

ما اخبروكِ ؟ (أنّك مأخوذ بأمومة عطري)، هكذ إذاً: (ضلوعك تحترق بسخاء): مجاز رائع ومتألق كما هي النار في الاحتراق، جعلت منه موقدا للحب دائم الاشتعال بها - خلقته موقدًا كريمًا - العرب الكرماء عرفناهم في التأريخ لا تنطفئ نارهم ولهم في ذلك فخر شريف في (يقولون ، وأخبروني ) إلتفاتة لغوية أصابت الشاعرة بذكاء هدفها - في الجمل القولية والخبرية خصوصا هناك وسط ناقل للحدث، لقد آشركت آخرين (شهود عيان) وهي تجلس على كرسي الملكات وتأتيها الاخبار كما ترغب، (يقولون، اخبروني)، يصدران عن قوة هائلة في تخيّل المعشوقة وهو يُحسب للشاعرة القديرة ايضا، ومن خلالهما نفهم ان هناك اكثر من مصدر لحكايته معها، القول يختلف عن الخبر في اللغة والمجتمع معا، فاللغة أمَّارة بالمعنى من حيث يعلم أو لا يعلم الناصّ المكافح في حرفه .

ثم (ماخوذ بأمومة عطري) مجاز متداخل فيه العاطفي الضعيف - الأم لابنها - والعاطفي الضعيف أيضا العاشق للمعشوقة وهما يأتيان للمحة نفسية تضيف العطري الحسّي إليه والمعنوي فتخرج الصورة الشعرية مركبة تركيبا فنّيا مثيرا هائلا من خلاله نستقرئ مديات الدلال، التي أحاطت المرأة الطفلة المعشوقة في النصّ.

في المنهج النقدي الاجتماعي هناك قول جميل يواجهنا ونحن نحاول قراءة النصّ بتمهّل حيادي مستعينين بما يمكن من الادوات: (الأدب ظاهرة اجتماعية، وهو الإدراك الحسّي للحقيقة عبر الصورة الخلّاقة)

(أخشى عليكَ منكَ أيّها الواقف عند مفترق نبضي كقاطع طريق) الخوف الذي ظهر توّا هو ما قصدناه سابقا من أن البعد الباطني أحيانا يتغلب في النص على النوايا - البعد الظاهري، رغم أنها تخشى عليه ظاهريا ولكنها تخاف هروبه باطنيا، كيف ؟

(ايّها الواقف عند مفترق نبضي) يبدو لنا انه اثبتنا حقيقة البعد اللغوي - مفترق - حالة نزاع وصراع في الاختيار، في البقاء، في الرحيل .

مفترق: طرق عديدة ولكن عليه ان يمتهن واحدا منها -- ثم أيّها الواقف، لوم وعتب شديدان ويُبكيانها بصمت، لماذا الوقوف وانت العاشق ؟

- ثم كقاطع طريق: هي الاهم في هذا المشهد التراجيدي - بدأت تعلن صرختها صافية تناسق البعدان الظاهري والباطني، الحسي والمعنوي المرئي واللامرئي - قاطع طريق: الكثير من المراوحة في مرحلة العشق وقوفا كما أشار النصّ، الكثير منها يقطع الطريق على الاثنين معا من تحقيق الرغبة أولا،و خسارة الكثير من العاشقين المُخلَصين والمُخلصين ثانيا،كم هو جدير هذا المجاز الشعري بالنظر إليه بعمق وانصهاره مع البعد اللغوي ليوصلني أنا - على الاقل - الى روحية النصّ الجميل . مفترق نبضي، هواجس جعلتها تخشى عليه منه، الشعر عندي: ما أوقعني بغرامه .

في مسائها الرقراق المحفوف بالحوار لا بدّ لها من توازن نفسي ولغوي وشعري، معادل تركن إليه بعد ان اكتشفته وكشفته يقبع في مفترق النبض، فعثرت عليه (لهذا سأجلس في الركن القصي من روحك ) هو إعلان صريح عن عشق مقابل عشق ورفض مقابل رفض وهروب مقابل هروب، مفترق نبضي = الركن القصي من روحك، النبض والروح ملاذان آمنان للحبيب، ألقتْ بأحضانه أغنية لإديث بياف:

(الحبّ شيء لا يُفهم، شيء هكذا يأتي من مكان ما ويخطفك)، استسلام جميل لمعنى الحب - فهو أكبر من أن نحصره أو نحاصره - هو القادر على أن يحملنا الى حيث يريد، الحب في الاغنية نشيد عالمي وعالم أوسع من عالمنا المحسوس وأعمق، (لعلك، ولعلّي) مناصفة عادلة جدا - (زهو الخسارات، ومجرد حلم) هما الفراق الذي بدا أكيدًا وعميقًا رغم بقاء العشق الذي تجلّى حروفا ترتدي من الجمال ما ترغب وتريد، لتوسع القارئ فتنة الكَلم وبهاءهُ .

العشق يبقى وما يدّعيه الفراق هو افتراء على الحقيقة وأهلها .

هكذا رأيت النص من زاوية انظر منها، زاوية مجردة عن المكان وعن الزمان، وربما سأقرأه بشكل آخر في زمن آخر ومكان آخر.

مع فائق التقدير للمبدعة القديرة: ياسمينه حسيبي ولجميع الاخوة والاخوات .

قل ما شئتَ !

أحب ان أُكنّى بإسمكَ هذا المساء ..

كحجر كريم يلمع في كفي ..

فتعشقه كل النساء .

يا أنتَ، غيابي حضور "كامل الأوصاف "

وإسمي ظاهره الندى وباطنه الحريق !

قُلْ ما شئتَ ..

لكن لا تُسْرفْ في النظر إلى المرآة،

لن تتعرّف على نفسكَ بعد أن عرفْتَني !

فأنت العاشق ..

يميزونكَ من رائحة الدخان المنبعثة من دواخلك،

يقولون: ضلوعكَ تحترق بسخاء !

أخبروني أيضا ..

أنك مأخوذ بأمومةِ عطري،

ومأهولٌ بي حدّ البكاءْ !

أتريد حقا أن تنتمي إلـيّ جملة وتفصيلا ؟

فارفع يدكَ اليمنى عن قلبك لأرى نهاية المصبّ ..

الحب حكيم حين نطلق سراحه

يغير كلّ المعادلات المتعارف عليها في الكيمياء ..

لكني اخشى عليكَ منكَ ..

أيها الواقف عند مفترق نبضي كقاطع طريق !

فبعض الحب يضيق به الصدر حتى لا يكفي لمرور تنهيدة !

وربما نام فـيكَ دون أن يغمض له جفن.

سأجلس في الركن القصيّ من روحك ..

أردّد على مسامعِكَ أغنية لإديث بياف:

"الحب شيّء لا يفهم

شيء هكذا

يأتي من مكان ما

ويخطفك في لحظة غفلة ".

لَعلّي أمنحكَ زهوّ الخسارات

أو لعلّكَ تقتنع بأني مجرّد حلم !

 

الاديب والشاعر حكيم الصّباغ

في المثقف اليوم