قراءات نقدية

د. صدام فهد الاسدي: مسرحيا

القضية الفلسطينية في مسرح البصرة المدرسي:

حرصت العديد من المدارس وفرق مديرية التربية على تقديم أعمال تمثل هذه القضية نزولاً عند رغبات السلطة وتوجهاتها القومية في تحرير الأرض الفلسطينية وسيحاول الباحث استعراض عدد من الأعمال .

اذ قدمت الأعدادية المركزية مسرحية (قربان للقدس) تأليف (صدام فهد الأسدي)* وأخراج (محمد اليزدي) عام 1970 .وتدور (أحداثها حول القضية الفلسطينية ودور العمليات الفدائية التي ينفذها المجاهدون الفلسطينيون ضد الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية ودور هذه العمليات في تحرير كامل الأراضي المغتصبة)(1)

وتتضمن المسرحية العديد من الشخصيات الفاعلة في سير أحداثها وهي كالأتي:                  

أب مجاهد في الأربعين من العمر

ام مجاهدفي الأربعين من العمر

الجندي الفدائــي جاسـم

الضابط الأسرائـــي

مجاهد في العشرين من العمـر

الجندي الصهيوني ميردخاي

كمال الطفل الصغيــــــر

الجندي الصهيوني شمـران

الجندي الفدائــــي خالــد

الجندي الصهيوني الثالــث

الجندي الفدائـي حامـد

الجندي الأسيـــــــر

يبدأ العرض المسرحي بصوت دعاء الأم وهي تدعو لولديها وللأمة العربية بالسلامة من شرورالأعداء وقام بدور الأم الطالب(جبار داحس الصكر)((بعد ان تعذر على المخرج وكادر العمل توفير شخصية نسائية وذلك للأسباب الأجتماعية المعروفة في المجتمع آنذاك والتي تحول دون أشراك النساء في الأعمال المسرحية وبعدها يدخل أبنها الفدائي مجاهد والذي قام بدوره الطالب(فؤاد) ليدورحديث بينهما عن دورالمجموعة التي ستقوم بتنفيذعملية فدائية ضد أحدى محطات البترول الصهيونية . بعد لحظات يدخل الأب، وقام بدوره الطالب (أيوب) مصاباً جرّاء طلق ناري من احد الجنود الصهاينة،وبعد تنفيذعملية ضرب المحطة بنجاح يدور حديث بين الأب والفدائيين حول نتائج العملية والأهداف المتوخاة منها)) ( 2) . الأب يرسم صورة الأب المجاهد الذي يسعى الى تعليم أبنائه صور البطولة والفداء من أجل غرس روح التضحية في نفوس أبنائه في سبيل تحقيق الأهداف السامية التي تسعى لها شعوب الأمة العربية في تحرير كامل الأراضي المغتصبة . وتدور أحداث العرض المسرحي داخل فضاء مملوء بديكورات متكونة من مجموعة من الأثاث المنزلي والمناظر الخلفية التي كانت مرسومة على شكل جدران منزل وستائر وشبابيك)) (3). بهدف أبراز معاناة الشخصيات المضطهدة من قبل المحتل وأظهار مدى عدم تمكن الشخصيات من التحدث عن تلك العمليات الفدائية خارج حدود المنزل لوجود العديد من عيون الصهاينة والتي تتربص بالمجاهدين من أجل إجهاض تلك العمليات والحيلولة دون تنفيذها ويرى الباحث أن لجوء المخرج إلى حصر إحداث العرض المسرحي في المنزل جاء للدلالة على تصوير الوطن الفلسطيني وهو داخل أسوار الدولة اليهودية. وتم أستخدام مجموعة من الأكسسوارات المسرحية ((كالعكازات الطبية التي استخدمها الأب أثناء سيره بعد الاصابة التي تعرض لها)) (4) والتي أراد منها المخرج أن تعطي دلالة رمزية بأن الأب مهما ألمت به المصاعب سيستخدم كل الوسائل والأدوات كي يبقى واقفا على قدميه من اجل تحقيق أهدافه ومبادئه، وتم الأستعانة بأزياء عسكرية للجنود الصهاينة وكانت ملطخة بدماء لتعكس بشاعة الصهاينة وأرتدى الفدائيون الملابس البيضاء والكوفية الفلسطينية، وقد أراد المخرج من اللون الأبيض دلالة على السمو والأهداف النبيلة التي من اجلها سوف يستشهد هؤلاء الأبطال واستخدام الكوفية وهي شعار المقاومة الفلسطينية، اما فيما يخص الأضاءة فقد استخدمت الأضاءة الملونة كالحمراء والصفراء والبيضاء أثناء سير الأحداث كأستخدام اللون الأحمر أثناء مشاهد التعذيب التي يرتكبها الصهاينة واللون الأبيض اثناء تنفيذ الفدائيين لعمليتهم الفدائية والأضاءة الصفراء أثناء تواجد الجنود الصهاينة في فضاء العرض المسرحي .

وفي مجال المؤثرات الصوتية أستخدمت مقاطع موسيقية عن طريق مسجل صوت، موسيقى حزينة خلال أستشهاد احدالفدائيين وأصوات اطلاقات نارية اثناء تنفيذ العملية الفدائية وصوت مدوي أثناء تدمير محطة البترول.

وقدمت (متوسطة الأمل للبنات في قضاء ابي الخصيب اوبريت (لاجئون) وهو من تأليف والحان وأخراج (ياسين صالح العبود)** عام (1968) وعلى مسرح المتوسطة وقد تناول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات التي كانت مأوى لهم بعد الاحتلال الإسرائيلي لوطنهم وأملهم في أخوتهم العرب في مساعدتهم. وتم عرضه داخل المدرسة بعد تهيئة منصة للمسرح من بقايا الأثاث المدرسية ومجموعة من الستائر والتي رسمت عليها مجموعة من الرسوم ومن بينها صورة بيت المقدس والذي يحمل مكانه خاصة في قلوب العرب والمسلمين و التي كانت خلفية لخشبة المسرح وكانت هناك شخصية محورية رئيسة وهي الأم الفلسطينية وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية وهي رمز الفداء والتي تستغيث بأخوانها من العرب حيث تجسد كل شخصية دولة عربية بالإضافة إلى الكورس الغنائي ونظراً لقلة الإمكانات المادية فقد تم الأستعانة بالملابس من قبل الطالبات وتم توفير عدد من الأعلام للدول العربية من قبل أدارة المدرسة)) (5).

وضمن مهرجان المسرح العالمي (27/3 / 1973) قدمت فرقة مديرية تربية الزبير مسرحية (بعد الانتظار) أعداد (حسن زبون) وأخراج (باقر عبدالواحد) وفازت بالجائزة الثالثة للمهرجان .

وتدور فكرة المسرحية: ((حول قضية يتباحثون عنها ركنت في تابوت، البعض يريد أن يتخلى عنها وأخر متمسك بها وثالث هو شاهد على أحداثها المريبة، ويكتشف الجميع ان القضية ماثلة وباقية طالما أن ورائها تضحية وصمود وأبناء مخلصين،أنها القضية الفلسطينية التي لن تموت)) (6)

وتوزعت شخصياتها الفاعلة على النحو الاتي:

الرجل الأول         الشحـــاذ

الرجل الثاني         الرجل المسن   الشاب

الرجل الثالث         الرجل الرابع

وكان الديكور عبارة عن لوحات خلفية مرسومة بصورة تجريدية تحمل معالم العوز والحاجة،حيث الجدران البالية والأبواب المتهالكة وكانت الأزيــاء عصرية تزامنت مع الحقبة التأريخية التي اخذت بالحسبان البنية الأجتماعية لتلك الشخصيات وتعددها حسب تلك الشخصيات والتي تعددت بين بنطلونات وقمصان ويلكات ماعدا شخصية الرجل المسن (التاريخ) حيث ارتدى الملابس البيضاء الكاملة الى حد حتى الحذاء كان ابيض اللون وعصا بيضاء .

وأقتصرت الأكسسورات على عصا وتابوت خشبي وكانت الأضاءة تختلف حسب المشاهد بين العتمة الكاملة وبين البقع الضوئية التي تسلط على شخصية الرجل المسن،الذي حينما يبدأ بالحديث تسلط عليه البقعة حينما يتحرك على الجانبين الأيمن والأيسر وأضاءة تامة حينما يفتح التابوت.وكان للمكياج اثر واضح في ابراز شخصية الرجل المسن بأضافة لحية بيضاء وطلاء الشعر باللون الأبيض وكذلك باقي الشخصيات حيث اخذ المكياج دوراً تجميلياً .واستخدمت مقاطع من الموسيقى العالمية ترتفع مع حدة الحدث وتخفت مع سلبية الحدث واستخدمت مؤثرات صوتية على هيئة قرع للطبول متقطع حسب الحدث، وقد نالت المسرحية استحسان المعنيين حيث تم الأيعاز للكادر بالتمرين لتسجيلها للتلفزيون عبر سيارة دائرة الأذاعة والتلفزيون، ولكن السيارة انتقلت الى بغداد لتغطية احدى حفلات السلطة انذاك .

 

قربان القدس: صدام الاسدي: المخرج: محمد الزيدي:

عروس الفداء: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

الاستعلامات: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

بلقيس: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

شمسنا لن تغيب: المخرج: صدام الاسدي: صدام الاسدي

الشريط: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

الاحتراق: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

الاعتراف: صدام الاسدي: المخرج: صدام الاسدي

الموقف: صدام الاسدي المخرج: صدام الاسدي

 

قربان للقدس   تأليف صدام فهد الأسدي

شخصيات المسرحية

أب مجاهد في الأربعين من العمر

أم مجاهد في الأربعين من العمر

كمال الطفل الصغيــر

المراسل الفدائـــــــي خالــد

الجندي الفدائي العربي حامــــــــــد

الجندي الفدائي العربي جاســــــــــم

الضابط الأسرائيـــــــــــــــي

الجندي الصهيوني مردخاي

الجندي الصهيوني شمران

الجندي الصهيوني الثالث

الجنـــــدي الأسير

 

(غرفة صغيرة فيهاأثاث بسيط،الام جالسة وبجانبها طفلها الصغير كمال تنفتح الشاشة على كلمات تهمس بها الأم)

الأم: (بصوت دعاء) اللهم أحفظ لي ولداي والأمة العربية وخلصنا من الصهاينة ونرجع الى ديارنا المقدسة.

(يدخل مجاهد وهو مرتديا ملابس الفدائية)

مجاهد: صباح الخير يا أماه

الأم: صباح النور ياولدي كيف حالك ؟

مجاهد: في خير يا أمي مادام أخوتي الفدائيين بعمل متواصل في ردع الصهاينة .

الأم: عاشت سواعدكم يابني ياجنود التضحية والنصر

مجاهد: يا أماه اننا أقسمنا بالقدس بجدارها الذي حرقته الصهاينة، سنكون شعلة واحدة للثورة والعودة

الأم: دمتم يابني وأن شاء الله سيكون النصر حليفكم وتجزون الأعداء الموت والمذلة

مجاهد: ان شاء الله

الطفل: أخي مجاهد الى الأن لم يعد أبي .

الأم: حقا يابني مجاهد أنني قلقة جدا وأخيك كمال يخاف على ابيك .

مجاهد: أنه مع اخوته الأبطال ذهبوا الى ساحة الشرف والبطولة لكي ينسفوا محطة البترول العائدة الى الصهاينة

الأم: حسنا يابني أرجو ان تذهب لتعرف خبر تأخر والدك

مجاهد: تحت طاعتك يا أمي بعد قليل سوف أذهب الى هناك؟

الطفل: أتسمح لي ان أذهب معك؟

مجاهد: كلا ياأخي أنك صغيروأنا أخاف عليك في تلك الساعات الحرجة .

الأم: رافقتك السلامة يابني ولاتنسى ان ترد الخبر سريعا لأني قلقة جدا

مجاهد: حسنا يا أماه ..مع السلامة ......

(يريد ان يخرج وأذا طرقات على الباب)

مجاهد: من الطارق ؟ يفتح الباب

الجندي خالد: نحن يامجاهد

(يصرخ مجاهد عندما يرى اباه مصوبا)

مجاهد: ابي ؟ابي ؟ ماذا حدث لك ...

(تقوم الأم والطفل وهما مندهشان)

ابو مجاهد ..... ابو مجاهد ........

الطفل الصغير: ابي ....ابي ....

الأم: ابو مجاهد وقعت في المعركة وجرحت ونحن لا نعلم بك

مجاهد: أبي قتله الصهاينة وأنا لم أعلم ما حدث لك ؟

 

الأب: (بصوت هادئ)

لاتلم يامجاهد أننا قسمنا وعدا"أن نصوغ من الظلام أنشودة النصر والعودة وندفع الثمن بأغلى مانملك

الأم: (ببكاء) أتتركنا وحدنا ويسلب الأعداء دارنا ويقتل ولدي مجاهد وكمال

الأب: لاتبك ياأم مجاهد...أن ولدي سيكونا معآ فداءا" لأرضهم التي عاشوا عليها وترعرعا بها ........

مجاهد: ابي .. منذ الآن سأذهب مع أخوتي الفدائيين لنكمل ماعملتم به وحسب ماتأمرنا جبهة التحرير المناضلة .

الأب: بارك الله فيكم ياولدي

مجاهد: ابي سوف نعلن حربآ ونضحي في سبيل حقنا حتى اخر رمق من حياتنا

الأب: يابني ان العرب جميعا صمموا على الموت حتى العودة وتهب ّهذه النفوس التي تثأر للحق فداءآ ولنرفع كلمة الحق والعدل في العالم.

مجاهد: يا أبتي اني أعدك وأقسم بالله وبالقدس وبأخوتي الفدائيين سأكون رصاصة في قلب الصهاينة ولا أعود وأتراجع حتى ادفع أرفع راية النصر والعودة .

الأب: عشت يابني وحفظك الله لي ولوطنك وأنك بذرة الحرية والنصر وبارك الله فيكم يا أشبال العروبة

مجاهد: ابتي سأذهب مع اخوتي الفدائيين وعندما ننهي عملناسأعود هنا ....

الأب: حفظك الله ورافقتك السلامة

مجاهد: (مشيرا الى اخويه الفدائيين خالد وحامد)

مجاهد: هيا يا أخوتي الأبطال لنسرع للألتحاق بأخوتنا الأبطال

خالد: نحن على أستعداد يامجاهد

حامد: هيا يا أخوتي الأبطال ..

مجاهد: (مع السلامة ياأبتي ... وفي امان الله) يودع آمه وأخاه وقبل هذا

الطفل: أبتي دعني أذهب مع اخي مجاهد وأخوتي الفدائيين

الأب: لا يابني انك صغيرآ وعندما تكبر ستكون أحد الفدائيين الأبطال ..

الطفل: لا يا أبتي أننا العرب جميعا من الخليج حتى المحيط صغارآ وكبارآ نقدم أنفسنا فداءا للمعركة والعودة

الأب: أسلمت يابني وياجيل الغد وأصل القدس وقربان التضحية ودمتم ياأطفال الثورة الأبرياء .................

احمد: أخي كمال أني أعدك عندما نعود نأخذك معنا .........

الطفل: حسنا ياأخي .... مع الف سلامة .....

يخرج الفدائيان حامد وخالد وكذلك الفدائي خالد

(وينتهي الفصل الأول)

ستاره

الفصل الثاني

أشخاص المسرحية

1 _أشخاص الفصل الأول

2 _ الضابط الصهيوني

3 _ الجندي الصهيوني الأسير

4 _ ثلاثة جنود صهاينة

5 _

(تفتح الستارة على غرفة يجلس الأب وبجانبه أبنه الصغير)

(تدخل الأم وهي تناولهم الشاي)

(تناول الأب اولا ثم الطفل ... تفكر قليلا ثم تتكلم)

الأم: ... ابو مجاهد... االى الأن لم يعد مجاهد وقد مضى أسبوع كامل على غيابه وأني قلقة عليه جدا

الأب: وكذلك انا ياأم مجاهد ..لننتظره اليوم وغدا أحاول أن أذهب لأرى ماحدث

الطفل: أنا سأذهب يا أبتي لأنك لا تستطيع الذهاب

(طرقات على الباب يفتح الطفل الباب يدخل الجندي المراسل خالد)

خالد: السلام عليك أيها الأب

الأب: وعليك السلام ياولدي ...... كيف حالكم

خالد: بخير وقد أرسل مجاهد هذه الرسالة اليك ويود جوابها سريعا

(يناول الرسالة الى الأب يقرأها لحظة .. الأم والصغير مندهشان)

الأم: (بصوت فيه حنان) أبو مجاهد ماذا حدث لولدي ؟

الأب: لاشي يا أم مجاهد انه في خير ....

الأم: (الى الفدائي خالد) بالله عليك أخبرني عن ولدي

خالد: أنه في خير يااماه وسيعود بعد قليل

الأب: ولدي كمال ... سأذهب لأخيك وسبقى انت وأخوك الفدائي هنا

الطفل: حسنا يا أبتي ولكن أسرع في رد الجواب لنا

الأب: نعم يابني .. سأعود حالا ..

خالد: أنا ذاهب ياأبتي لهم الأن وأخبرهم بمجيئك

الأب: كلا يابني أبقى هنا حتى أعود أنا

خالد: حسنا تحت أمرك

الأم: لا تتأخر يا ابا مجاهد أرجوك أن تأتي سريعا

الأب: حسنا مع السلامة

الجميع: مع الف سلامة

(يخرج الأب ويبقى خالد والطفل والأم)

الطفل: (مخاطبا خالد) أخي أرجو منك أن تسمح لي أن اتبع أبي وتبقى حتى أعود ؟

خالد: لا ياكمال أن هذه اللحظات صعبة عليك جدا للذهاب الى هناك لأن المعركة شديدة بيننا وين الاعداء .

الأم: لا تذهب يابني لن أسمح لك أبدا....

الطفل: أماه بحق بيت المقدس دعيني أذهب

الأم: حسنا سيذهب معك أخوك الفدائي خالد

خالد: حسنا لنذهب يا أخي

(يريدان ان يخرجا طرقات على الباب يفتح الباب الطفل يدخل مجاهد وبعده الفدائيان حامد وجاسم)

مجاهد: السلام عليكم

الطفل: وعليكم السلام

خالد: أهلا يامجاهد ساعدك الله

الأم: ولدي مجاهد لقد تبعك والدك منذ قليل

مجاهد: لم أره قط ... ولماذا تأخر

خالد: لم يتأخر يا أخي ... لقد ذهب حينما جئت له بالرسالة

مجاهد: حسنا لقد مسكنا هذا الصهيوني القذر

خالد: ساعدكم الله يا أخوتي الأبطال .. يابركات الحرية

مجاهد: (يأمر أخوته الفدائيين أن يكتفوا الصهيوني) أخي كمال احضر لنا حبلا لكي نكتف هذا المجرم ؟

الطفل: حسنا يا مجاهد (يأتي بالحبل)

(يكتفاه الفدائي حامد وخالد وأما جاسم يمسك بندقيته مصوبا له حتى لايهرب)

مجاهد: (بصرخة) أيها الوغد ماذا كنت تعمل عند البيت المقدس ؟

الأسير: (لا يتكلم صامتا)

مجاهد: تكلم أيها الأنتهازي ؟

الأسير: لا أعرف ياسيدي

مجاهد: ماذا كنت تريد ... أتريد ان تزرع القنابل في طريقنا .. قنابل أمريكا وعملائها الأستعمار .. نحن لانخاف صواريخكم وقنابلكم وسنمضي بثورتنا حتى النصر

الطفل: دعني أقتله يا أخي لأثأر لجروح أبي ولأخوتي الصغار والفدائيين وللقدس التي ذبحوا فيها الناس الأبرياء دون ذنب وأصحاب الحق

مجاهد: أنتظر ياأخي سوف يتكلم حتى لو طال الوقت

(يريد أن يهرب الأسير يمسكه الطفل والفدائي جاسم)

الطفل: إتريد أن تهرب وأمامك أبناء يعرب أسود التضحيات .. ستنال جزاء غدرك وطمعك في حقنا

مجاهد: أيها الأستعماري الحقير ..أين اصحابك ؟(يقرب منه المسدس)

الأسير: سيدي في القدس

مجاهد: وماهي كلمة السر في جبهتكم الغاشمة التي تعيش مع أمل الأنتصار ولم يعلموا مع من هم .... مع العرب مع الحق مع البطولة

الأسير: لاأعرف أبدا

مجاهد: قل أيها الحقير

الأسير: (بخوف) ط.... طلقه

مجاهد: سمعتم يا أخوتي الفدائيين لنذهب على خطتنا

خالد: لنقتله يا أخي ونسرع في الذهاب

الطفل: دعني أقتله ياأخي لأروي غليل الثأر في قلبي

مجاهد: حسنا خذ المسدس وأضربه

(يناوله المسدس ويطلق عليه النار..يسقط الصهيوني)

الأسير: ...اووه ... تعال لي ياديان ...يا أيبان

الطفل: لتذهب روحك القذرة وأصحابك الى جهنم ولتعلموا أننا سنشيد لكم مقبرة في القدس

مجاهد: حسنا يا أخوتي الأبطال والأن لنذهب الى عملنا

الطفل: ومن يبقى هنا يا أخي

مجاهد: ستبقى أنت مع أخيك الفدائي حامد

الطفل: ياأخي لقد ذبت ْشوقا ولم أرى البيت المقدس ..دعني أذهب يا أخي

مجاهد: سوف تشرق شمس العودة على البيت المقدس ونعود جميعا الى بيوتنا وحقولنا الزاهية ونطرد الصهاينة المستعمرين من أرضنا

الطفل: حسنا أخي الى الأن لم يأت والدي ؟

مجاهد: سأذهب مع أخوتي اليه وبعد قليل سيعود الى هنا

خالد: هيا يا أخوتي لنذهب ....

مجاهد: في أمان الله ياكمال ويا أخي حامد

حامد: مع السلامة يا أخوتي الأبطال

(يخرج الجنود الفدائيين خالد وجاسم ومجاهد ويبقى حامد مع الطفل)

يبقى الصهيوني طريحا ......

حامد: تعال معي لنحضر لهم القنابل والسلاح ....

الطفل: أنتظر يا أخي حتى أعود

حامد: لا يا أخي.... لاتذهب لننهي عملنا ونذهب معا

(تدخل الأم)

الأم: أني قلقة ياحامد الى الأن لانعرف ما جرى لأبي مجاهد

حامد: سيأتي بعد قليل ياأمي

(وهما في حديث وحوارهم ..يدخل الصهاينة ..أثنان من الباب الأول ..والثالث من الباب الثاني) يندهش الجميع .. يحاول حامد أن يأخذ سلاحه ..يطوقانه ويخرج الطفل هاربا ولم يستطيع .. ويمسكه الصهيوني الثالث .

حامد: أخرجواأيها الصهاينة

صهيوني مردخاي: سيدي الضابط .. لقد قتلوا جنديا من جنودنا

الضابط: (متعجبا) اه .. يالها من خسارة لنأخذ ثأره ونقتل هؤلاء العرب بدلا منه

حامد: أيها الأوغاد نحن لايهمنا ان متنا في سبيل الثورة ومستعدين ان نكون قربان للتضحية

الضابط: ماذا تقول أيها العربي الحقير

الطفل: لاحقير الا أنت أيها الصهيوني

(يصفع الجندي الصهيوني الطفل ويريد أن يضربه ويحاول حامد ان يقوم ولايتمكن)

حامد: أتصفع أخي أيها الوغد ..سوف تنال جزاءك بعد قليل ..

الطفل: لاتقل هذا ياأخي أني لاأخاف صفعات يد جبانه ويستهان الموت علينا ولانرى المستعمرين في أرضنا

الضابط: ..اها ..اها ..أيها الجندي كتف هؤلاء الحقراء

حامد: لاحقير الا أنت أيها الوغد

الضابط: ماأسمك أيها العربي

حامد: أسمي فدائي

الضابط: وما أسم بلدك

حامد: بلدي وأمتي الوطن العربي من الخليج حتى المحيط

حامد: نقاتلكم لنحررأرضنا العربية فلسطين من كلاب دنسوا تربتهاالطاهرة

الضابط: ومالذي دفعك الى قتالنا

حامد: دفعني ضميري وحفظا لشرفي أرضي من الأستعمار ونرفع راية الحق والعدل

الضابط: حسنا ..أيها العربي ماذا تعمل لوكان معك بندقية الأن

حامد: لقتلت كلبا ينبح أمام وجوه الأبرياء وأصحاب الحق

الضابط: الا تخافنا وتقول هكذا ونحن أمامك

حامد: أخافكم لماذا ... انا ابن العرب الأحرار الذين تعرفوهم ..انا أبن البركان الثائر

الضابط: أتبيعنا منزلك وأخاك الصغير

حامد: ( بصرخة) صه أيها الجندي الغادرأتريدأن ابيعك منزلي وتعيش به ونحن هنا نار للثورة ونجعل من أرضنا مقبرة لكم .. أخرجوا ايها الكلاب

الضابط: هيا كتفاهما يا مردخاي .. شمران

مردخاي: تحت أمرك سيدي

حامد: لقد ضحى كمال في سبيل القدس وياله من بطل شجاع

(يدخل الأب مسرعا وصارخا) مجاهد .....اين انت

الأب: ولدي كمال متّ يافلذة كبدي متّ يازهرة دارنا ..ياأمل النصر ..ستكون دمائك الطاهرة طريقا للثورة والنصر ....

مجاهد: لا تتألم ياأبي أننانعاهد أنفسنا سنكون جميعا ضد المعتدي نقتل في سبيل حقنا حتى تشرق الشمس على حقولنا ...

(يحمل الأب ابنه الصغيربيديه)

الأب: لقد أصر كمال على الموت .. والأن مات شهيداً في سبيل وطنه .. وضحى من اجل أرضه ..بارك الله فيكم يابني وأنني أشكر الله العظيم... لي أبن مات في سبيل حقه

مجاهد: أخوتي الأبطال سنكون يدا واحده في ضرب الصهاينة وجميع العملاء ونسترد حقنا ونطرد كل مستعمر من أرضنا العربية .

الأب: أبنائي .. أخوتي الفدائيين لنقسم معا أننا نعمل مانستطيع حتى نستشهد في سبيل أرضنا وحتى ندفن الأعداء في الأرض التي دنسوا تربتها

الجميع: أنــــــــــــــــــننا عائــــــــــدون

 

الباحث نزار شبيب العبادي

كلية الفنون الجميلة

............

* صدام فهد الأسدي شاعر وكاتب مسرحي من مواليد البصرة 1953،خريج كلية التربية/ قسم اللغة العربية / جامعة البصرة،عمل مدرساً للغة العربية في عدد من مدارس البصرة وله العديد من الدواوين الشعرية اهمها(محاجر الغسق،وخيمة من غبار،ولاشي غير الكلام) وعدد من الكتب النقدية (قوافل بلا هوادج، قلائد نقدية) وكتب العديد من المسرحيات المدرسية أهمها (الأعتراف، الأحتراق،الأستعلامات، بلقيس، الشريط) أكمل دراسته في الماجستير والدكتوراه في كلية التربية / جامعة البصرة، ويعمل الأن أستاذاً في قسم اللغة العربية / كلية التربية .

(1) مقابلة شخصية اجراها الباحث مع الدكتور صدام فهد الأسدي في داره / السكن الجامعي / كليات باب الزبير 4/2 / 2012.

(2) ينظر: صدام فهد الأسدي، مسرحية قربان للقدس، ملحق رقم (12)، ص 5 .

(3) المقابلة الشخصية التي اجراها الباحث مع د.صدام الأسدي(مصدر سابق)

( 4) المصدر نفسه .

** ياسين صالح العبود: مؤلف وملحن ومخرج من مواليد البصرة/أبي الخصيب 1927 أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في أبي الخصيب ثم التحق بدار المعلمين الابتدائية في بغداد وبعد تخرجه تم تعيينه معلماً في إحدى مدارس أبي الخصيب حيث قام بتدريس النشيد وتنظيم الفعاليات وإخراج المسرحيات القصيرة ثم أصبح مسؤولاً عن النشاط الفني في أبي الخصيب ثم عين مشرفاً تربوياً للنشيد والموسيقى في مديرية تربية البصرة وتم أحالته على التقاعد عام 1990 وله الكثير من الأعمال سواء على صعيد الأوبريتات أو المسرحيات وأهمها (مسرحية العاقبة ومسرحية الخرابة ومسرحية وداعاً ياغرناطة واو بريت بياع النفط واوبريت اذار السلام واوبريت الراية العربية واو بريت مع السيـــــــــاب) .

(5) مقابلة شخصية اجراها الباحث مع المخرج ياسين صالح العبود في داره في ابي الخصيب /باب سليمان /12/2/2012 .

(6) مقابلة شخصية اجراها الباحث مع المخرج حسن زبون في داره في حي المعلمين /قضاء الزبير/3/4/2012.

في المثقف اليوم