قراءات نقدية

تقنيّات الهايكو (الشائعة)

jamal moustafaليست هذه بمقالة نقدية ولا تدعي سوى ما تريد أن تقوله وهو بإيجاز كيف يمكننا الدخول الى صيغ متكاثرة لقصيدة الهايكو وعدم الأكتفاء بتقنية واحدة وفي هذا إثراء للهايكو ومدخل الى ابتكارات قد تأتي بعد الأستغراق في الهايكو وتقليبه على كل احتمال وصيغة. وقد استقيت هذه التقنيات من المهتمين بالهايكو الأمريكي وهي تقنيات  

مستخلصة من الهايكو الياباني والأوربي ويمكن لكل مهتم بالهايكو الأستفادة منها وسآتي عليها بأمثلة أحيانا وأحيانا بدونها لعدم توفر المطلوب تحت اليد وان هذه وريقة اولى، ستليها وريقات ووريقات

 

تقنية :( ماذا، متى، أين)

وهي تقنية شائعة ، نجاحها يتوقف على كيف يؤثث شاعر الهايكو بيتَ قصيدهِ معتمدا على: (ماذا، متى أين) بالشكل الأمثل وهذا مثال على هذه التقنية

غصن أجرد             (أين)

غراب                   (ماذا)

عتمة الخريف         (متى)

0

 

تقنية المجاورة والمقاربة:

وهذه تقنية معروفة وشائعة ايضا يلجأ فيها الشاعر الى اختيار فلقتي الهايكو المختلفتين ظاهرا المتناغمتين باطنا ولابد هنا طبعا من رابط خفي أو تشابه يجمعهما وهذا مثال

 

ضباب تشرين

عمتي العجوز

تسأل من أنا

 

الفلقة الأولى   ضباب تشرين والثانية عمتي العجوز

والرؤيا غير واضحة عند الطرفين .

0

 

تقنية التفتح التدريجي:

وهذه تقنية شائعة ايضا حيث تكون الضربة الأخيرة هي تمام الفكرة وذروتها التي تعطي لما قبلها قيمته ومكانه في بنية الهايكو وهذه القصيدة لباشو كمثال حيث يمهد كل سطر لما بعده

 

على جرس المعبد

تنام

فراشة

 

0

 

تقنية الأنتقال من العام الى الخاص أو العكس أو من الكلي الى الجزئي أو العكس وهذا مثال عليها

 

في المرج

شفاه الأبقار

مبللة بالأعشاب

 

أو هذا الهايكو:

 

السماءُ كلُّها

في حقل الزهور الفسيح

زهرة خزامى

 

زهرة الخزامى زرقاء في العادة تميل الى البنفسجي قليلا ومن

شاهد هذه الحقول سيظن انها قطعة من السماء على الأرض .

0

 

تقنية التلغيز:

وهي من التقنيات الجميلة حيث يتم حل اللغز في السطر الثالث والأفضل ان تكون الكلمة الأخيرة في الهايكو هي

الجواب أو حل اللغز وهذا مثال

 

الزبون يشتري لغيره

البائع يطرد فكرة الأحتفاظ بواحدة

محل بيع الشواهد

0

 

تقنية اللعب على الكلمات:

وهذه يعرفها الشعراء جميعا بحكم التصاقها باللغة التي يكتبون بها واللعب هنا يتخذ أحيانا شكل التورية أو الأستفادة من الجناس أو ما يفهم منه أصحاب تلك اللغة شيئا خاصا غير مصرّح به بوضوح، أعني ان الفاظ الهايكو الخارجية تقول شيئا والجمهور يفهم شيئا آخر ولا يحضرني مثال ولكن يمكن تقريب الصورة بما يعلق به العراقيون

حين يذكرون كلمة (الوطنية) ويعنون بها الكهرباء أو (دفتر) ويقصدون به كمية معروفة من النقود بالدولار .

وهنالك الكثير من التقنيات الفرعية والصغيرة وما بين بين

او التي تجمع تقنيتين في هايكو واحد،وهناك تقنية التضاد   وتقنية التناقض وتقنية المشهد وتقنية التعليق على شيء يعرفه القارىء كأنْ يكون الهايكو تعليقا على لوحة أو أغنية

أو أي شيء يعرفه القارىء ويجب ان نتذكر دائما ان الهايكو

قصيدة من ذوات الفلقتين أو جزئين وأحيانا ثلاثة ومابينهما الشاعر المتخفي في الظل ولكنه هو الذي يحرك المشهد بحيادية ظاهرية وانغماس كلي في ما هو خلف هذا الظاهر

 

جمال مصطفى

في المثقف اليوم