قراءات نقدية

التكسّب بالقصيدة العربية

sabiha shobarعُرف العرب ومنذ عصر ما قبل الإسلام، إنهم يعتنون بالشعر، معتبرين إياه ديوانا لهم، يؤرخ حياتهم ويسجّل مآثرهم، ويحفظ أيامهم ويخلّد وقائعهم، وإن كان النثر قد أحرز بعض الاهتمام، أقلّ مما حظي به الشعر لاعتبارات عديدة، منها إن الشعر أسهل حفظا من النثر، مما سبب ضياع معظم النثر الجاهلي الذي كان يتركز في الأمثال والحكم والقصص والخطب، لهذا لجأ العربي للشعر، و اعتنى بناظميه واعتز بهم، مراعيا مكانتهم الكبيرة، وللشعر فنون كثيرة، كان من أهمها في عصر ما قبل الإسلام المديح والغزل والهجاء، والرثاء والوصف والفخر، وقد عرفت منذ ذلك العصر ظاهرة التكسب بالشعر، واتخاذه وسيلة للحصول على المال، عند الحواضر، واشتهر من الشعراء المدّاحين تكسبا: أعشى قيس والنابغة الذبياني، أنهما مدحا ملوك ذلك الزمان، من أجل الحصول على رفدهم، وتنقّل النابغة الذبياني بين بلاط المناذرة والغساسنة، مادحا كل فريق بالصفات الحميدة، التي كان يراها من أجمل الصفات والتي تستحق الثناء، رغم ما سادت بين القبيلتين الكثير من مظاهر الخصومة والعداء، حتى إن النابغة حين مدح ملوك الغساسنة، غضب عليه ملوك المناذرة فاضطر الى الإعتذار منهم، بقصيدة مشهورة موضحا الأسباب، التي دعته إلى الذهاب إلى أعدائهم ولم يكتفي بذلك فحسب، إنما بالغ النابغة في خطيئته، فمدح ملوك الغساسنة رغبة في إنقاذ نفسه من بطشهم، وخشية من عقابهم، وبهذا يتخذ الشاعر قصيدته وقاية من عقاب الحكام وخشية من ايقاعهم به، ولم تكن ظاهرة التكسب تلك، مقبولة في ذلك الزمان، حيث الاعتزاز بالصدق، والمدح لصفات حقيقية موجودة في الممدوح وليست مدعاة، فالممدوح يستحق المديح لخصاله الحميدة، من كرم وشجاعة ومروءة وإقدام ونبل، وليس لإعطائه الشعراء على قصائدهم في مديحه.. وإن كانت المهارة التي أبداها الشعراء الكبار في مديحهم، تبعد عنهم صفة التملق والرياء، وتجعلنا نعتقد أنهم كانوا معجبين حقا بالممدوح، لآن خصاله الجميلة تدعو إلى الإعجاب، ومن يقرأ أبيات النابغة الذبياني في مدح النعمان بن المنذر ملك الحيرة، يستبعد صفة التملق، لما كان لتلك المدائح من مكانة متميزة، تدل على وفاء خالص، والتزام أخلاقي يعبّر عن محبة عميقة:

أتاني- أبيت اللعن- أنك لمتني ×× وتلك التي تستكّ منها المسامع

مقالة أن قد قلت: سوف أناله ××× وذلك من تلقاء مثلك رائع

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ×× وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع

فقد لام حكام المناذرة النابغة لمدحه اعداءهم، فاستبد به الخوف لانه سمع ان المناذرة قد هددوه بالعقاب القاسي، فأقسم لهم ان مدائحه لأعدائهم كان مضطرا لها وليس مختارا، ربما يكون الخوف من العقاب القاسي السبب الذي دفع النابغة الى الاكثار من المديح، يمدح المناذرة ثم يعرج الى مدح أعدائهم، ثم يعود الى مدحهم حين يسمع انهم غضبوا لمدح الغساسنة المستمرين على العداوة، فكيف يرى بعض النقاد ان الشاعر النابغة كان صادقا ؟ فكيف يكون متنقلا بالمديح بين المناذرة واعدائهم في وقت قريب، وكيف تنقلب عواطفه هذا الانقلاب الكبير ؟هل ان المهارة وحدها دفعت الشاعر الى الاجادة ام ان هناك رغبة في نوال الممدوحين وعطاياهم الكثيرة، لأنهم ملوك، يستطيعون ان يبذلوا من المال العام كما كان يسمى ذلك الزمان

 

صفات تستحق الثناء

وقد مدح الشعراء أشخاصا لاتصافهم بصفات تثير الاعجاب مثل الشجاعة والاقدام والمروءة

 وكان لصفة الكرم نصيبها الكبير في مديح الشعراء، وقد عُرف في هذا الميدان الشاعر الكبير (زهير بن أبي سلمى) الذي أكثر من مدح سيدين من سادات قريش سعيا في الصلح بين القبيلتين المتنازعتين (عبس وذبيان) حين أعلنا أنهما يتحملان ديات القتلى، حتى تضع الحروب أوزارها بين القبيلتين، ونالت مدائح زهير شهرة واسعة، لأنها تمدح ظاهرة عرفت أنها من الصفات الحسان التي يقبل عليها العرب ويفحرون ان كانت هذه الصفة ضمن الصفات آنذاك، وما زالت تثير إعجابهم، رغم تبدل العادات وتغير الزمن وانقلاب المقاييس..

 ورغم إن زهير قد ربح ماليا بمديحه ذاك، فقد كان الرصيد المعنوي أجمل بكثير لأن شعره، كما يرى النقاد، لم يكن لغرض التكسب، بل دفعه إعجابه بكرم الشخصين إلى أن ينظم فيهما أجمل أبيات المديح.وكلما كثر مديحه لهما بالغا في اكرامه

اتّسعت ظاهرة التكسب بالشعر، في العصر الأموي والعباسي، لطبيعة نظام الحكم القائم آنذاك، ولوجود الأحزاب السياسية الكثيرة، ولكثرة المال الذي نعم به الحكام جراء الفتوحات الكثيرة التي جرت لفتح البلدان، والاستئثار بثرواتها، فكان الشاعر حين يمدح الخليفة، مغدقا عليه الخصال الحميدة، كان يقوم بمهام الإعلام في التنويه عن روائع الأعمال، التي قدمها الخليفة للناس، كما يظن الشاعر المادح وكان الخلفاء يحتفون بالشاعر، حيث يظهرهم بمظهر الإنسان المتمكّن من حكمه، والذي يحظى بحب الجماهير وتأييدها، وان الشاعر حينذاك، كان يتكلم باسم تلك الشعوب، معبّرا عن مؤازرتها للحكام، ولقد انتشرت قصائد المديح في العصرين الأموي والعباسي، لنعومة العيش ورفاهيته التي كان ينعم بها الحكام ومن يحيطون بهم من الشعراء، ولكثرة الأموال التي كان يجنيها الحكام نتيجة فتوحات البلدان المختلفة، والتمتع بخيرات شعوبها، كما ان الشاعر كان يجد فيها القناة الوحيدة للتكسب، والحصول على المال، ولم يبتعد أغلب الشعراء عن فن المديح فقد تناوله الشعراء العرب بكثرة لطبيعة الحياة الاجتماعية السائدة حينذاك

 

مدح شيوخ القبيلة

ومنذ وُجد الخليفة في نظام الحكم، وكان قبلا شيخ القبيلة، اعتاد الشعراء أن يتنافسوا، فيما بينهم لمدحه بشعرهم. وكان غرض المديح من طليعة الأغراض الشعرية، التي أقبلت عليها الجماهير العربية المتذوقة لهذا الفن . فهل يمكن أن يكون الدافع لشعر المديح رغبة مخفية أو معلنة في التكسب، أو إن الشاعر كاذب يخفي تزلفه ونفاقه . هذا التعميم بعيد عن الحقيقة الناصعة، فكثيراً ما امتزج شعر المديح بشعر الفخر والحماسة، قديماً، أو بالشعر الوطني حديثاً.مما جعل بعض الشعراء يجدون، ان حكامهم يمثلون قيماً وفضائل وخلقا نبيلا، وخصالا اجتمعت عليها، وكان الشعراء طليعتها المثقفة، فتغنوا بها. وهذا ما نلحظه واضحا في الشعر الجاهلي، حيث كان شيخ القبيلة يمثل الصفات المحمودة التي سعى إليها العربي، وخلدها في شعره، وحين اتسعت الدولة، لم تكن جميع قصائد المديح، كاذبة مرائية، فما وصلنا من مدائح رائعة قالها الشعراء، في شخصيات كانت موضع الاعجاب الكبير، تبين لنا إن المديح الصادق، ينطلق من نفس تؤمن بأحقية الممدوح بهذا الفن، الذي اختلفت حوله وجهات النظر كثيرا، وتباينت دوافع الشعراء، فلا يمكن ان نعد كل المدائح التي عرفها الشعر العربي رياء، فهذا الإدعاء تجن واضح على الحقيقة، والنفوس البشرية لا يمكن تقنينها، وما يصح لدى شاعر معين، قد يخطئ حين ندرس الأغراض، التي تطرق إليها شاعر آخر، فالمتنبي مثلا قد مدح أشخاصا كثيرين، بعضهم كان لا يستحق المديح، لان الشاعر سرعان ما انقلب على الممدوح، سالبا منه ما سبق وان قدمه من ثناء، لهذا يمكن ان نبريء المتنبي في مديح سيف الدولة الحمداني من تهمة التزلف والرياء، فقد كان أبو الطيب معجبا كامل الإعجاب، بتلك الشخصية الرائعة التي مثلها سيف الدولة، بما تحمله من صفات المروءة والبطولة والجهاد ضد الأعداء والمغيرين، ومن الظلم أن يجد بعض النقاد ومؤرخي الأدب، إن مدائح المتنبي لسيف الدولة كان دافعها الارتزاق، فالمال قد يكون أحد العناصر في استمرار تلك العلاقة الحميمية بين الشاعر والأمير، إلا انه لم يكن الدافع الوحيد، وكان المتنبي مهموما بقضايا أمته، ووجد في سيف الدولة المؤهل لتنفيذ الطموحات المشروعة في تحقيقها ..

 

للمديح أنواع

وكان المديح ذلك الوقت يأتي على اتجاهين مختلفين : الاتجاه الأول حين يكون المديح صادقا، ينطلق من رأي حقيقي بالخليفة، يجده الشاعر يتمتع حقا بصفات جميلة، تستحق الثناء، فيكون المديح واقعيا معتدلا، بعيدا عن المبالغة والغلو، يشعر القارئ بحرارته وصدقه، والاتجاه الثاني حين يكون المديح كاذبا، ويلجأ إليه الشاعر لأنه يجد الخليفة فقيرا من صفات تستحق المديح، فيتظاهر بالإعجاب بخصال لم تكن موجودة، ويبالغ في إسباغ الصفات الحسان، ويظهر الغلو واضحا، والفتور في العاطفة مما يلمسه القارئ، رغم محاولة الشاعر في الإيغال بخلع صفات الجمال على ممدوحه، رغبة في عطائه، فان خاب رجاؤه، انقلب عليه هاجيا مشنّعا، وقصة أبي الطيب المتنبي مع كافور الإخشيدي، ما زالت بعيدة في الأذهان، وقصيدته اليائية خير مثال.

 فمن يفهم ابيات المتنبي مديحا لكافور، والشاعر يتمنى الموت ويرى المنايا امنيات يتطلع الى تحقيقها، فقد أصبح متمنيا للموت حين أعياه البحث عن صديق حقيقي او عدوا يداجيه

كفى بك داء ان ترى الموت شافيا ////  وحسب المنايا ان يكن امانيا

تمنيتها لما تمنيت ان ترى /////  صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا

والمديح حين يكون صادقا، ويتميز بصدق العاطفة، يلمس القارئ المتابع هذا الصدق، ويكون سببا في الإعجاب به، لان صدقه ذاك من عوامل إتقان الناحية الفنية المطلوبة، في الأجناس الأدبية والشعر من بينها، أما إن كان المديح منطلقا من رغبة مخبوءة لعطايا الممدوح وكرمه، فان الكذب والنفاق يأتيان واضحين في الأبيات، فتقلل من جمالها، هل استطاع شاعر كبير مثل أبي تمام أن يخفي رغبته الحقيقية من أبيات قالها في فن المديح ؟ فلم تنطلي على المتابع، ووجد المتذوقون للشعر ان الغرض الأساس واضح، يكاد يأتي إلى الناس ويقول خذوني:

ينال الفتى من عيشه وهو جاهل ///// ويكدي الفتى في دهره وهو عالم

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا ///// هلكن إذن من جهلهن البهائم

فظاهر معنى البيتين يقول إنهما في غرض المديح، ولكنه مدح معناه الهجاء، فأبو تمام فقير من المال، لكنه غني في العقل والفهم والذكاء، وهذا ما يلمح الى حقيقة رغم عدم قولها صراحة إن الممدوح يملك المال لكنه خلو من الذكاء والعقل، فالأرزاق تأتي الفتي وهو جاهل، ويظل العالم يكدح ويعاني، ولكن الفقر يلازمه، ولو كانت الأرزاق تأتي حسب درجة الفهم، لما وجد الأغبياء ما يقتاتون منه، ولأصابهم الهلاك، إنها رغبة في الإستجداء من الوزير لا تخفى على اللبيب

 

المديح في العصر الحديث

وفي عصرنا الحديث، نجد الكثير من الشعراء يمدحون الحكام، وقد يكون القليلون صادقين في مديحهم، لأنهم يجدون حكامهم يستحقون القصائد المادحة، لما يتمتعون به من خصال تدعو إلى المديح، وهذا قليل، وفي أحايين كثيرة يكذب الشاعر، وينظم قصيدة في مدح حاكم معين، وحين ينال نواله، أو يخفق في الوصول الى حلمه الجميل ذاك، يذهب إلى حاكم آخر، ويقرا له القصيدة نفسها، وبعض أشباه الشعراء ممن لا يتمتع بموهبة شعرية حقيقية، ينظم قصيدة واحدة، يمدح فيها رؤساء دول عديدين، رغم ما بين أؤلئك الحكام، من خصومات لا تخفى على المتابعين، والأجدر باللبيب الابتعاد عنها، لان رئيس الدولة لو كان يتصف بحب الاطلاع، لعرف ان القصيدة ليست له، ولكان شعبه أجدر بالعطاء، رغم ان عصرنا، بما توفرت فيه من وسائل الإعلام، أصبحت كل قصائد المديح، مشهورة بين الجماهير وحكامها، ورغم هذا يتجرأ بعضهم على الادعاء..

ولقد بالغ بعض الأشباه في الغلو في ظاهرة المديح، فلم يقتصر على شخصية الممدوح، إنما امتد مديحهم إلى أخيه وأبيه وأمه وزوجته وأولاده وقد تنال بناته نصيبهن من آيات المديح، ولم يقتصر غرض التكسب على المديح فقط، إنما نظموا الهجاء، من اجل خاطر احدهم، لا يبخل في عطاء يرومون الوصول إليه، ونظمت قصائد الرثاء أيضا، إرضاء لأقارب المتوفى وكسب ودهم..

البعض الآخر من الشعراء، يهدي ديوانا كاملا لشخصية عامة، تتمتع بالنفوذ رغبة في عطائها، أو خوفا من عقابها، خاصة إن كانت، من ذوي السمعة في بشاعة التنكيل ..

هذه الظاهرة لا نجد مثيلها في الأمم الأخرى، الشعراء هناك لا تضطرهم الفاقة المادية أو الروحية، الى مدح إنسان لا يستحق المديح، ولا يتصف بما يدعو الى الإعجاب، إنما الموهبة فقط، والقدرة على الصمود أمام المحبطات، ما يجعل المبدع غنيا، أو فقيرا يرزح تحت أعباء كثيرة، كما إن ذكاء القارئ وثقافته، تمنع أي أديب من الكذب على نفسه، قبل أن يحاول إيهام ممد وحيه، فاحترام النفس والمحافظة على الموهبة كفيلان بإبعاد المبدعين عن الادعاءات الكاذبة..

 

الشعراء الحقيقيون

الشعراء الحقيقيون لا يضطرون الى المديح الكاذب، حتى لو عانوا من شظف العيش ومن الحرمان الطويل، فمن هم المسئولون عن هذا الوضع المتردي ؟ ولماذا نجد الشعراء وحدهم، من ينظمون القصائد في غرض المديح؟،، ورغم إن الإعجاب بالآخر من مميزات الإنسان، وخاصة ذوي الشعور المرهف، الذي يتميز به المبدعون أدبا وفنا، فلماذ نجد ان مدح الشعراء للحاكمين يكثر، و يقل للأصدقاء ومن لايملكون سلطة اغداق المال او القدرة على التنكيل

ولماذا نجد الشاعر عندنا، يظهر كالتاجر، يعرض بضاعته أمام المشتري، رغم إن أذواق المشترين تتباين عادة، فليس قراء القصيدة المعينة جميعهم، يصلون الى رأي واحد حين يقومون بتقييمها، الاختلاف في الأذواق والأفكار، من الأمور الواضحة، أليس الشاعر حين يعرض بضاعته، أمام الجمهور، يجهد كي تأتي بما يريده ذلك الجمهور، وبذلك يهبط إلى مستواهم، الم يتساءل الشاعر المشهور أبو تمام، حين اتهموه انه يكتب الغريب ؟ وليس باستطاعة الجمهور ان يفهموه؟ من هو المسؤؤل عن هذا الوضع المتردي في الأخلاق ومن الكذب والادعاء بما ليس حقيقة ومن تبذير المال العام، لمذا يمون الحكام مطلقي اليد في انفاق مال الدولة ؟ ولماذا يكثر الفقر في بلداننا، وينعدم شعور البعض بالكرامة ؟ رغم ان اكثر الشعراء الفقراء لايضطرون الى المديح الكاذب، و يمنعهم الشعور بالمسؤؤلية نحو أنفسهم وأسرهم وأوطانهم من ادعاء المديح لمن لايستحقه حتى وان كان حاكما معروفا بالتبذير او التنكيل او الصفتين معا

 يجب ان تحظى آدابنا وفنوننا بمستواها اللائق بها، وان ينال المبدعون في كل صنوف الإبداع، ما يستحقونه من رعاية واهتمام، لئلا يضطر احدهم إلى مديح من لا يستحق، لان الفقر ظالم قد يدفع الناس الى ارتكاب مالا يرغبون به، والأدب العربي لم ينل ما يستحق من رعاية واهتمام، لهذا يلجأ البعض الى مديح الحكام رغبة في الشهرة وان تنال كتبه ما يريد لها من ترجمة وانتشار، ومن لايكثرث برأي الحكام، يمضي عمره دون ان يعرفه أحد، ويخسر في طباعة كتبه، ولا تستطيع الجماهير ان تعرف قيمتها، في حين ان الكتاب الأوربي والأمريكي يطبع عشرات المرات، ويكرم كاتبه ويقدر، وتمنح له الجوائز المختلفة، ويدعى الى المهارجانات الاقليمية والدولية، وبعض الكتاب يكون متفرغا للكتابة، في الوقت الذي يسهر به الكاتب العربي ويتعب، وبقضي العمر مجهولا، لم يعرف به أحد ولم يقرؤه الكثيرون، وكانت تلك القراءات من أعذب الأمنيات التي تداعب الأدباء والشعراء

 

صبيحة شبر

 

في المثقف اليوم