قراءات نقدية

أفضل 10 طرق لبدء قصتك / جاكوب أَمْ أبيل

hamed fadilضع في اعتبارك أن كل سطر تكتبه في الاستهلال هو مثل حجر مدبب على سفح جبل. قد يتدحرج في مسار محدود، لكن انطلاقته الأولى هي التي تحدد طريق انهياره اللاحق.. لا تنسى أبدا أن مسار القصة مثل مسار الانهيار في الثواني الأولى للانطلاق، ولصياغة قصة مقنعة،  يجب عليك أن تعرف أولاً كيفية إطلاق المسار في الاتجاه الصحيح.. اليك 10 طرق للقيام بذلك.

1 ــ بناء الزخم.

القاعدة الافتتاحية الأساسية الأولى.. ينبغي عليك امتلاك معظم العناصر الحرفية الفردية التي تشكل القصة ككل. يجب أن يكون للسطر الاستهلالي صوت مميز، وجهة نظر، حبكة أولية، وبعض التلميحات الوصفية. بحيث يمكن لنا أن نعرف في نهاية الفقرة الأولى الإعداد والصراع، ما لم يكن هناك سبب معين لحجب هذه المعلومات.. البساطة كافية، فلا ينبغي أن يؤدي هذا إلى فقرة استهلالية معقدة.

2 ــ قاوم حافز البدء المبكر جدا.

قد تميل لبدء قصتك قبل أن تبدأ الكتابة الفعلية، مثلاً شخص ما يستيقظ ثم يفاجأ في نهاية المطاف بيوم صعب. ولكن ما لم تقم بالكتابة عن النوم الجميل، فان الاستيقاظ نادرا ما يكون مثيرا. في كثير من الأحيان عندما نبدأ بهذه الطريقة، نكون وكأننا نكافح لفرض طريقة كتابتنا على القصة، بدلا من السماح للقصة بتطوير قوة الدفع الخاصة بها. من الأفضل أن نبدأ في اللحظة الأولى من الصراع الواسع النطاق. إذا كانت طقوس السرد في الصباح الباكر ضرورية لخط القصة، أو مجرد مسلية، فإنها يمكن دائما أن تدرج في الدراما الخلفية أو الارتجاع الفني (فلاش باك).

3 ــ تذكر أن الصنارة الصغيرة تصطاد أكثر من الكبيرة.

يعتقد العديد من كتاب القصة انه كلما كان السطر الاستهلالي أكثر غرابة أو تطرفاً، كلما زاد احتمال (صيد) القارىء. ولكن الذي لا نعلمه ايضاً هو أن الصنارة الكبيرة  لديها القدرة على خيبة أمل القراء بسهولة، إذا لم يُضبط السرد اللاحق. فإذا بدأت في الغالب بكتابة لحظة مثيرة، أو متوترة في قصتك، لن تحقق نتيجة سوى الانحدار. وبالمثل إذا كانت صنارتك مغايرة أو مخادعة، فقد تعاني من مشكلة التوقعات الغريبة. الحيلة في الصيد كما يشرحها صديق لي، هي استخدام أصغر صنارة ممكنة لجعل السمك يسحبها بجنون في الاتجاه المعاكس.

4 ــ ابدأ على مسافة قريبة.

في السينما الحديثة، عادة ما تبدأ الكاميرا بلقطة قريبة على جسم ما، ثم تقوم في أغلب الأحيان بسحبها بانورامياً نحو التأثير الايحائي.. مثلاً عندما يظهر ما يبدو شكلاً عارياً، فانه  في الواقع يوحي بكونه قطعة من الفاكهة. مثل هذه البراعة الفنية نادراً ما تستخدم في السرد. يفضل معظم القراء التركيز على بؤرة السياق. افتتح قصتك وفقا لذلك.

5 ــ تجنب سبق قارئك.

واحدة من أسهل المزالق في بداية القصة، هي أن تبدأ  باستهلال يربك القراءة الأولى، لكن الذي يبعث الشعور بالكمال، هو أن القارئ سيتعرف على معلومات إضافية في وقت لاحق من القصة.. هذا لا يعني أنه لا يمكنك تضمين المعلومات في افتتاحك. هذه التقنية غالباً ما تكون أداة مجزية للغاية، ولكن الاستهلال يجب أن يكون منطقياً على المستويين (مع) و (بدون) معرفة القارئ.

6 ــ ابدأ بغموض بسيط.

رغم انك لا ترغب في ارباك القراء. لكن الاستهلال بلغز يمكن أن يكون فعالاً للغاية، وخاصة إذا كان الراوي هو أيضا في حيرة. إنَّ هذا له تأثير فوري لجعل القارئ شريك الراوي في الذنب. ويمكن أن يتضمن السؤال الذي لم يُرَدْ عليه رواية كاملة، كما هو الحال عندما يسأل ديفيد كوبرفيلد: (سواء كنت سأتحول إلى بطل في حياتي، أم أن هذه المحطة ستحتجز من قبل أي شخص آخر، يجب أن تظهر هذه الصفحات).

7 ــ  حافظ على أدنى مستوى للحوار.

إذا كنت مضطراً للحوار في بداية القصة، فضع في اعتبارك أنك قد تدفع القراء مباشرة الى الدوامة التي من السهل أن تفقدهم فيها.. أحد الطرق الممكنة حول هذه البداية، هي أن تبدأ بسطر واحد من الحوار، ثم تعود لتقديم سياق إضافي، قبل المضي قدماً في بقية الحوار.. هذا مثال بانورامي نادر على البدء عن قرب يُعمل به أحياناً. ولكن عادة ما يكون من الصعب متابعة حوار طويل في بداية القصة.

8 ــ مراعاة ما يُكتب.

لمرة واحدة أمنح بعض التفكير المُركَّز إلى سطر الاستهلال الخاص بك.. احصل على نسخ من أفضل القصص القصيرة الأمريكية، واقرأ فقط الجملة الأولى من كل قصة. فالاستهلالات المتميزة هي شكل الفن الخاص بهم.. التعرض للعمل الرئيسي للآخرين هو واحد من أفضل الطرق للتعلم.

9 ــ عند الشك، اختبر عدة خيارات.

كثيرا ما ينصح الكتاب بإنجاز قائمة قصيرة من العناوين، ومحاولة عرضها على الأصدقاء والعائلة. حاول أن تفعل الشيء نفسه مع الجمل الاستهلالية، حتى تصل الى أفضل الخيارات.

10 ــ اعادة النظر في البداية بمجرد الوصول إلى النهاية.

في بعض الأحيان تتطور قصة بشكل كبير خلال عملية الكتابة أن الاستهلال، مهما كان رائعاً، لم يعد ينطبق على القصة التالية. والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي إعادة النظر في الجملة الاستهلالية، بمجرد اكتمال المسودة النهائية للقصة. في كثير من الأحيان يتم استبدال الاستهلال باستهلال جديد.

 

ترجمة وإعداد: حامد فاضل

...........................

• نشر جاكوب أكثر من مائتي قصة قصيرة. وقد فاز بمسابقة بوسطن للقصص الخيالية القصيرة، كما سبق له الفوز بجوائز عديدة في القصة والرواية كجائزة ويليام فولكنر للقصة القصيرة، وجائزة دانا، وجائزة الفنون والآداب، وجائزة كورت فونيغوت الأمريكية الشمالية وغيرها كثير. يقيم في نيو يورك

 

 

في المثقف اليوم