قراءات نقدية

في أسلوبية الشاعرة جوانا إحسان أبلحد

joana ihsanablhdإن كل ما حولنا له دور في العزف على وتر الإحساس وكل يؤدي لحنه الخاص. ولا شك أن الكتابة من أدوات التعبير المهمة عن أحاسيس المرء في مواقف الحياة المختلفة وتتطلب وضع ما يثير هذه الأحاسيس بقالب تعبيري ولفظي مناسب. هذه الاستثارة يمكن تحقيقها بانتقاء صور مرتبطة بالواقع والذاكرة وهذه الصور بدورها تمثل تفاعل المحيط المادة بالإنسان الروح لكن الانتقاء المتفرِّد هو ما يميز العمل الناجح والملفت.  ومن هنا نجد الإبداع الفطري الْمُجنَّح لدى شاعرتنا المبدعة جوانا يتألق عاليا في سماء هذا التفرُّد ونجد كذلك أن ثمة توظيف مبهر للحواس الخمسة وتفاعلاتها مع المادة كبيئة حاضنة سواء من المفردات الواقعية البسيطة أو غير الواقعية التخيلية. فحين تعنون ديوانها بـِ (أساورٌ مِنْ مَعْدَنِ المجاز) فإن حاسة السمع وحاسة اللمس وحاسة النظر تتشارك جميعا في صنع إيحاءات شعورية لدى المتلقي فالأساور المعدنية تلمع في ذهن المتلقي وتصدر أصواتا مألوفة ملفتة ومحببة لدى احتكاك بعضها ببعض يتردد صداها في فضاء الذاكرة. وتصف الشاعرة معدن هذه الأساور بكونه مصنوع من المجاز، والمجاز هو صرف اللفظ عن معناه المباشر إلى معنى مرجوح غير مباشر بقرينة، ومن هنا فأن المعنى الموحى غير المباشر والذي تستخدمه الشاعرة ينسجم مع آلية عمل المجاز بحد ذاته ذلك أن المعنى المباشر لا يفي ولا يحقِّق الصورة الشعورية بأبعادها الروحية والانطباعية بالقدر الذي يحقِّقه المجاز. هي إذا تقوم بالتقاط ما طاب لها من العناصر المادية وتصهرها في بوتقة شعور المتلقي بحرفية بالغة, ونلاحظ أن الإحساس غالبا ما يسبق تبلور المعاني وهذا لا شك من سمات أسلوبها المتفرِّد ففي قصيدة (تفردَّسْ) وعلى سبيل المثال تقول:

(لو ثمة سماء تُذوِّبُ أزرقها على شفتيْكَ)

فحين نتخيل ابتداءً أن السماء الزرقاء باتساعها المذهل تنحل بكل ما تحتويه من زرقة وتذوب على الشفتيْن فإننا ننغمس في الإحساس بالصورة المتخيلة والمسقطة على موضوع القصيدة في اندماج مع خيال الشاعرة الرحب.

دعونا نمر على صورة أخرى أيضاً بقصيدة (تَفَرْدَّسْ)، تقول الشاعرة:

(لو الطفل الذي بداخلكَ أعاركَ الدرَّاجة لنزهةٍ طفوليَّة)

هنا نجد أننا أمام واحد من مفاتيح التأويل للكثير من الطرائق التعبيرية للشاعرة فهي في الواقع تداعب الطفل المتمرد الذي يقبع في داخلها بل وتعلن محبتها للانقياد له والدخول إلى عالمه ومن هنا ولأن الطفل يتعامل مع محيطه بالإحساس قبل تشكُّل الوعي والمنطق لديه فأنه من الطبيعي أن تستعير أدواته المادية والتعبيرية مما يبقي الباب مفتوحاً على مصراعيه على إمكانية تنوُّع الصور ومثيراتها الشعورية وأطيافها الواسعة وتفردُّها مقارنة مع عالم الكبار.

تتميز قصائد شاعرتنا بترابط المفردات والمعاني بخيوط تبدو شفافة أو حتى غير مرئية لتكون أقرب إلى الوحدة الموضوعية في كلا من الشكل والمضمون مع الاحتفاظ بخصوصية كل قصيدة، وهناك ثمة موسيقى خافتة تنبعث من أنماط العبارات والكلمات المستخدمة ففي قصيدة

(عومٌ في بحيرة بارَّة) تصف الشتاء وتقول:

(رزينٌ، رؤوفٌ، رنيم)

نجد أن حرف الراء يتكرَّر في بداية كل كلمة من هذه الثلاثية وفي نص (عومٌ في بحيرة بارَّة) نجد ثلاثيات أخرى تقول:

(حلوٌ، حاذقٌ، حنون)

(فائقٌ، فريدٌ، فردوسيٌّ)

(جسورٌ، جليلٌ، جسيم)

وفي قصيدة (وَجْهكَ استحضار الـ Relax ساعة كَمَد) هناك ثلاثية

( نديَّة ، نيِّرة، ناصعة)

كل كلمة من كل مجموعة من هذه الثلاثيات تبدأ بنفس الحرف وهذه التراتيب العفوية والمنسجمة مع السياق تعطي المرء إحساسا إيقاعيا خافتا يقبع في خلفية النص وتضفي عليه نكهة مميزة كما هي الموسيقى التصويرية في الأفلام والمسلسلات وفي شكل آخر من التراتيب اللفظية والتي تحمل تأثيرا مشابها نجد (رهبوتُ ترهيبٍ أم ملكوتُ ترغيبٍ) وبقصيدة أخرى

(انفعال أم افتعال)

نجد تناغم بين كلمتي رهبوت وملكوت وكذلك بين ترهيب وترغيب

وانفعال وافتعال.

إن خروج الشاعرة من الأنماط التقليدية لا يقتصر على الجوانب التي ذكرتُها آنفا بل يتعداها إلى جوانب أخرى منها توظيف العناصر والأدوات المستجدة والمستخدمة حديثا في البيئة المحيطة فعلى سبيل المثال نجده في نص (ياعصيَّ الشِّعر تحنَّنْ) تستخدم تعبير (ضوء الشواحن) كمؤثر حسي في تقابلية متزامنة مع (ضوء الشموع) أي الحديث يقابل التقليدي وفي قصيدة (محاولة تليين رج صارم) تستخدم تعبير (شام fm) وكذلك هناك كلمة (relax) باللغة الأجنبية في قصيدة (وَجْهكَ استحضار الـ Relax ساعة كَمَد) في إطار إضفاء واقعية من حيث توجيه الإحساس بالمعنى أو توفير نوع خاص من الأجواء .

وتتمتع جوانا بقدرة واضحة على الاسترسال والتشعُّب بالصور الدلالية المليئة بالمعاني الثرَّة وبشكل لا يخل بالنمط العام للقصيدة بل تتوالد الصور أفقيا وعموديا لتشكِّل سلاسل بألوان مختلفة أشبه بسلاسل المرجان تحمل دلالات متنوعة تأخذنا في رحلة لا تنتهي عبر تلافيف العقل والخيال.

هناك ثمة مبادلة للألفاظ والدلالات في سياق العبارة الواحدة لجعل

الصورة التشبيهية المتخيلة تمارس بالأصالة دور المشبَّه له ففي قصيدة (يا عصيَّ الشِّعر تحنَّنْ) تُشبِّه الشِّعر الملتزم وصومه عن الإسفاف بالعصفور النابه الأمر الذي عرضة للاتهام بالعبث فتقول:

(منقاره يفلسِّفُ حبوب الدلالات)

هنا المنقار من وظائفه التقاط الحبوب بدقة وخفة ورشاقة هذه العملية الدقيقة قابلتها الشاعرة بمعنى الفلسفة حين يحاول الشاعر أن يلتقط بدقة ذاك المعنى الذي يرتضيه فالفلسفة للفكر لكنها نُسِبتْ للمنقار وكذلك فأن الدلالات لمعاني الكلمات والألفاظ ولكنها نُسِبتْ للحبوب كي تحل محلهما تلك التي يقوم العصفور بانتقائها بمهارة بمنقاره ِ.

إن عملية رسم الحالة الشعورية وتصويرها في القوالب اللفظية التي ذكرناها آنفا تبقى ناقصة إن لم تتمتع بإشارات منطقية بليغة الدلالة وتلك لا ريب تشكِّل جزءً أساسيا من عملية الإبداع الشعري برمتها ولعل جمع أكبر كم من إشعاع هذه

الصور الإبداعية في بؤرة تعبيرية مختصرة هو ما يميِّز كثيرا قصائد شاعرتنا ففي قولها:

(مكبوتُ الشِّعر يتقرَّحُ في أخاديد الجبين)

نستحضر الإحساس بالتفاعلات النفسية المكبوتة التي ترافق حالة الكتابة وتنعكس عليها كما تنعكس على وجه الكاتب ونجد إن أخاديد الجبين هذا الجزء العلوي من الوجه والذي يخبرنا بالأجواء النفسية لصاحبه هو اختيار موفَّق لأنه الأظهر للناظر والأخاديد تشير إلى التفاعل الدائم بين التراكم الزمني والحدث.  وبنفس السياق ننظر لعبارة: (منطوقُ الشِّعر يتوَرَّمُ على رؤوس الأنامل) لان النطق وهو المرحلة الأخيرة في إنفاذ العملية التعبيرية في حالة استخدام اللسان يقابلها رسم الحروف باستخدام أطراف الأصابع كمرحلة أخيرة في إنفاذها باستخدام الكتابة بالقلم أما التورُّم فيُفرِّغ الدلالات النفسية المرافقة على أطراف الحالة الزمنية التي تسبق الكتابة .

يعتبر الانسجام مع الفكر المنطقي والموضوعي سمة من سمات أسلوبية جوانا حيث تمنطق الرؤى والدلالات من منطلقات تكاد تشير الى نقطة تقاطع واحدة تنصهر في حديقة اللاوعي للمتلقي ويمكن الجزم ومن غير تردد بإمكانية تمييز نصوص جوانا من بين آلاف النصوص بسهولة تتعدى محاولات التحليل والتأويل وهذا لا شك يعكس تفرُّدها التلقائي النابع من روح جميلة تتماهى مع فطرة أدبية واعية تتجسَّم من خلالها التعابير وتسكن المعاني تجانسا متفرِّدا لمجاميع من الكلمات وإذا أخذنا عنوان قصيدتها (محاولة ترطيب رجل مُتصَحِّر) وامتداد هذا العنوان داخل القصيدة كمثال نجد في كلمة (محاولة) كبوابة لها فيها خلاصة للمعاني المراد توصيلها والمحاولة تشير لمعرفة مسبقة بصعوبة المهمة وربما وجودها هنا في هذا الموقع بالذات تنبئ عن فشل أقرب من النجاح وأما مضمون المحاولة فهو مطلب متواضع مجرد ترطيب لا يصل حد الانغماس أو حتى البلل وأما موضع ومادة العمل فهو الرجل المتصحر والتصحُّر كمفهوم يشير لعملية تغير مناخية تنعكس على الأرض وغطائها وهذه العملية لكي تحصل تأخذ وقتا طويلا جدا وبالتالي فان عكس نتائج هذه العملية يحتاج إلى وقت طويل وربما حيث نلحظ حالة من الصراع بين حضاريتها الحالمة والرقيقة في مقابل بداوة جلفة قاسية وبمجرد القفز من عنوان شاهق العلو نجد أنفسنا نهبط على عنوان إسفنجي الملمس مشبع بسائل هو من إفرازات قصيدة النثر ومن ثم هناك إبرة لازوردية ترتِّق في الرجل المتصحر بداوة الحواس والرتق خياطة للثقوب الصغيرة بعناية وفيهِ توقُّع لحرفية منفعلة مع جماليات الألوان وعاطفية المرأة الصابرة والساكنة فيها.

وهنا يُسجَّل لجوانا قدرة فائقة في التعبير عن أنوثة قادرة على الإيغال في التصوير لمتطلباتها الانفعالية ولعلاقتها بالطرف الآخر وتخدم كلماتها بفلزيتها الموصلة لكهرباء الشعور التسلسل المعنوي والفكري المتنامي للقصيدة وفي ذات الوقت تسير بك منعطفات القصيدة مع ذات الصبغة الحسية للمتلقي تجاه تراكيبها المتفرِّدة والتي تنقلها إليه باللون والصوت والصورة والحركة والمترافقة مع الحس النفسي والبدني في آن واحد وكل ذلك في إطار نمط فكري متوازن يصف ويقرر ويحلل الحدث مع تأمين للوحدة الموضوعية للقصيدة والتي أشرنا إليها سابقا.

وفي ذات السياق يمكن تحليل عبارتها التالية: (صبَّار الإيدولوجيات البليدة يتعرَّشُ صدركَ) وهنا الصبار وهو نبات شوكي صحراوي ذو إبر خشنة مؤلمة يتحمل العطش وقسوة المناخ

أما الايدلوجيات البليدة وهي أنماط عقائدية جامدة فيتسم صاحبها بالتعصب نجدها هنا تتعرَّش صدره وهذا التعرُّش فيه امتداد وانتشار متشعب كثيف يسد ضوء الحكمة ويحجب الحس الإنساني الدافئ الموجه لمسلكيات الإنسان الحضارية ولذلك نجد هذا التعرُّش يتمركز على الصدر وهو موضع القلب والحضن ومنبع الحس والشعور.

وتمضي وتقول:

(أهواء التجارب الفاشلة جفَّفَ فيكَ خلايا الندى)

هذه العبارة نمط من التحليل النفسي للأسباب الموصلة لواقع الحال هي إذن تجارب فاشلة عطَّلَتْ المرونة والليونة الطبيعية المفترض وجودها فيه. وبالرغم من كل هذا التصحُّر فان خيار القلب يقفز فوق كل هذه الاعتبارات ويمضي (هودج القبلات) (يتهادى رهواً) بقفاره وهذا ديدن الحب المتمرد على ما يوضع له من قوالب.

ولشاعرتنا مقدرة فذَّة في دمج موضعات القصائد مع استقراءاتها لأساليبها التعبيرية المبدعة فنشاهد الحديث عن الانزياحات والاستعارات

مقدمة في ذات الوقت هذه المعاني في إطار من ذات محتواها وهذا يعكس تمكُّناً في صناعة القوالب التعبيرية ذات التأثير المبهر لحواس المتلقي ويمكن أن نعرض مثالا واضحا لهذا الشكل من الإبداع من خلال تناول عبارات من قصيدتها

(قراءة نقدية موضوعية لبشرة وطن) فتقول:

(بشرتك لولبية الزمكان

والرمز يتزلج على ثلج دمث

بشرتك لو تندى تقاطر بلور اللغة

والاسلوبية فواحة بعطر نادر

انزياحات هذا العطر فعالة

فجزيئات العطر تترجرج

بقارورة الاستعارة)

هنا نشاهد الرمز يستخدم كمعنى وكأداة تعبيرية تجسَّمتْ بين أنامل شاعرتنا وليس ذلك فحسب بل كانت هذه الأداة مفعمة بالحركة مع إضفاء حاسة اللمس من خلال النعومة والانزلاق الذي يتمتع به الثلج عادة وكذلك الأمر نجده في استخدام اللغة للتعبير عن جمال البشرة حين تكون أشبه بندى تقاطرَ وتبلوَّرَ كيما تلمع بألوان شفيفة تثير المشاعر وكذلك الإسلوبية حين تفوح كالعطر بانزياحات فعالة حيث جزيئاته تترجرج بقارورة الاستعارة المرنة وهنا تحتوي قارورتها التعبيرية المبدعة على مزيج متجانس يجمع الكثير من قدراتها الفائقة وهي بذات الوقت تقبض عليها برشاقة وسيطرة وتنظر إليها من علو.  فالرجرجة تتطلب الحركة لليمين واليسار ولكن مركز الحركة يبقى محورا للمعنى الأساس أما القارورة فبكليتها تحمل الاستعارة المرنة القابلة للتمدد والتقلص بما يخدم روعة التعبير وعبق المعنى وعطر الكلام.  ويمكن القول أنه من غير الممكن أن تجتمع كل هذه التراكيب المبدعة إلا لدى شخصية ذات حس مرهف وقدرة فكرية راقية تزاوجهما عبر وحي يغزل قصائد ذات سمات متفرِّدة.

ولدى الغوص أكثر في الأنماط التعبيرية لشاعرتنا وبالمرور على

قصيدة (يوم تكوَّر الحرف نهداً) والتي تقول فيها:

(أنى وَالحرفُ تَكَوَّرَ نهدا ًلأنثى

المَلاك ..؟!

سُندُسيُّ المَلامِس..عشرينيُّ الرَفيف ..

يَتَرَجْرَجَ بأطوارٍ مِنْ كنارةِ شبعاد

وزرياب الطَوْرِ..

الْتَفَّ على أصابعٍ تَفقه محاورة الأنوثة)

هنا نجد عملية التكوُّر تعطي المشهد أبعادا ثلاثية بكل سلاسة يضاف إليها نعومة حريرية الملمس وما نلبث أن نستشعر وجود الزمن كبعد رابع متقوقع في ثنايا النص وذلك من خلال كلمة (عشريني) والتي تعبر عن ريعان الشباب وما تمثله هذه المرحلة من نضارة وخصوبة ونماء أما الحركة وهي الرابط المنطقي بين المادة والزمن فنجدها أداة طيعة بيد شاعرتنا وهذه الحركة تضفي الحيوية وتتأبط المشهد بعنفوان متصل فكلمة (يَتَرَجْرَج) تعبر عن حركة اهتزازية لكنها تتبع أطوارا من آلة موسيقية دقيقة الصنع والأداء والذوق كما كنارة الملكة شبعاد السومرية لكل ما صنع لها وكما انصياع الألحان لزرياب كذلك كانت أصابعه تعرف كيف تحاور الأنوثة وبذلك تحتضن كلماتها شكلا ومضمونا كماً هائلا من المعاني والاحاسيس بتلقائية المتمكن وعمق المتأني وربما لا نلحظ أي تفاوت يذكر في مستوى أدائها مع كثرة المنعطفات التعبيرية التي تقدمها.

دعونا نمر بصورة سريعة على سطر واحد من ذات القصيدة

(ذراعاكَ زنَّارُ نور ٍ، لَفَّ الغد والخاصرة)

هنا نجد الذراعين وقد التفتا حول خصرها ومن حيث طبيعة هذا المشهد من المفترض أن يكون لهذه الحركة وقع مادي ومعنوي لكنها تلغي الأول لحساب الثاني فهي وفي خضم انفعالها العاطفي لا تكاد تشعر بثقل الذراعين وكأنهما زنار من نور يضيء بخفة وبلا حرارة مؤذية بل على العكس ثمة نور أضاء لها الأمان بغد جميل، هذه المعاني الثرة تبدو كأشعة تسقط في عدسة حروفها لتتجمع في بؤرة ذهن وإحساس المتلقي بسلاسة فطرية .

ومن خلال ما سبق من دراسة لأسلوبية جوانا في إطار انتمائها لقصيدة النثر الحديثة يمكن أن نخلص إلى القول بأننا أمام ظاهرة ملفتة تستحق الوقوف أمامها باحترام لما فيها من تفرُّد إبداعي ومزايا طُبِعتْ بنكهة راقية وعطر خاص يكاد يؤسس لمدرسة تعبيرية جديدة تقوم على أسس وأنماط من الكلمات والتراكيب لم نعهدها في السابق.

 

مجدي الجرَّاح

عمان / الأردن

 

 

في المثقف اليوم