قراءات نقدية

الأنثوية في رواية زهرة الجبال الصماء

476 البشير الدامونللكاتب المغربي البشير الدامون في ضوء نظرية النقد الثقافي

مقدمة: الرواية ليست بنية سردية فحسب، وليست حكاية أو مجموعة أحداث مترابطة فيما بينها. ولكنها، كذلك، خطاب متعدد الأوجه. يحمل في أحشائه رؤية للعالم ويبرز أسلوب حياة ويرمز إلى بنية ثقافية ويدافع عن مشروع مجتمعي. إنها ليست نصا فتكون مجرد بنية وليست خطابا فتكون مجرد موقف، ولكنها هذا وذاك. فهي تكتب في ضوء مقومات لغوية وبلاغية وأسلوبية ومقومات روائية، كما تكتب في ضوء مرجعيات ثقافية متعددة المداخل والغايات والمقاصد. وكما تكتب فهي تقرأ. فلا يوجد كاتب بريء كما لا يوجد متلق بريء. إن قارئ الرواية هو أيضا يقرأها في ضوء خلفيات ومرجعيات وفي ضوء مكتسبات وتمثلات وأهداف.

حتما أن رواية زهرة الجبال الصماء للروائي المغربي البشير الدامون الصادرة في سنة 2017 بدعم من وزارة الثقافة بالمملكة المغربية، تحقق متعة القراءة وتمارس الغواية الأدبية والجاذبية الفنية ببساطة لغتها وسلاسة عباراتها ورصانة بنائها وقوة تماسكها وترابط وتكامل أحداثها وتفاعل شخوصها، فكانت رواية من طينة الروايات المتميزة المقربة من مختلف فئات القراء وطبقاتهم، لكنها أيضا رواية، بحكم انتمائها إلى مشروع تحتل فيه المرتبة الخامسة، تفرض القراءة المتأنية لاستيعاب خطابها ورسائلها المشفرة.

فكما تتعدد تقنيات الكتابة ومناهجها يتعدد نمط التلقي وتتنوع القراءة وتختلف مناهج التحليل والدراسة. في هذا المقال المتواضع، سنحاول تحليل هذه الرواية في ضوء نظرية النقد الثقافي. لكن قبل الانتقال إلى الرواية لا بد من تقديم إشارات أولية حول المقصود بالنقد الثقافي ووظيفته وآلياته ثم تقديم فكرة عن النوع الاجتماعي مادامت رواية زهرة الجبال الصماء تحتل فيها قضية المرأة مركز الصدارة.

النقد الثقافي:

في سياق التحولات الكبرى التي عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية وتطور المقولات الثقافية ونظريات المعرفة ظهرت مدارس جديدة في النقد الأدبي ومدراس لغوية ولسانية جديدة في تحليل النصوص استندت إلى مفهوم الخطاب كواحد من المنتوجات الثقافية الجديدة لمرحلة ما بعد الحداثة.

وفي ضوء سيادة مفهوم الخطاب ظهرت نظرية النقد الثقافي التي تتجاوز القراءة الشكلية والفنية للنصوص لتنفذ إلى العمق الغائي الكامن فيما بين السطور ومن وراء الجمل والعبارات. فالنقد الثقافي إذن " فرع من فروع النقد النصوصي العام، ومن ثم فهو أحد علوم اللغة وحقول (الألسنية) معني بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وانماطه وصيغه." (1) فهو "معني بكشف لا الجمالي، كما هو شأن النقد الأدبي، وإنما همه كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي/ الجمالي."(2) سؤاله ينصب على " المقروئية بوصفها أساسا للاستهلاك الثقافي، وعن سبب جماهيرية خطاب ما أو ظاهرة ما"(3). ويبين الأبعاد الاجتماعية والتاريخية لنص معين، ومدى تفاعله مع الثقافة، كما يربط بين البنية اللفظية والوضع الاجتماعي والفكري والثقافي"(4) .كما يتولى البحث في " المضمرات النسقية التي تشتغل من داخل خطاباتنا دون ان نعيها"(5).

أما وظيفة النقد الثقافي فهي " تأتي من كونه نظرية في نقد المستهلك الثقافي وليس في نقد الثقافة هكذا بإطلاق، أو مجرد دراستها ورصد تجلياتها وظواهرها. وحينما نقول ذلك فإننا نعني أن لحظة هذا الفعل هي في عملية الاستهلاك، أي الاستقبال الجماهيري والقبول القرائي لخطاب ما، مما يجعله مستهلكا عموميا في حين إنه لا يتناسق مع ما نتصوره عن أنفسنا وعن وظيفتنا في الوجود." (6)

في ضوء هذه النظرية أصبح من الممكن القيام بتحليل نوعي للنصوص الإبداعية ليس من حيث قيمتها الإبداعية وبنيتها الأدبية والبلاغية فقط، ولكن أيضا، من حيث ما تختزنه هذه النصوص من رسائل مشفرة وضعها الكاتب بوعي أو من دون وعي أو من خطابات ذات حمولة معرفية مختلفة وخلفية ثقافية معينة.

لقد دأب النقد الأدبي على الاشتغال على النصوص من حيث مقوماتها الفنية لتعرف جماليتها دون النبش في دروبها المضمونية وما تخفيه من معان وأفكار. وعندما حل النقد الثقافي ضيفا على الأدب فإنما جاء لكشف هذه المعاني والأفكار وما تخفيه صدور النصوص من مضامين ثقافية. لكنه " لن يكون إلغاء منهجيا للنقد الأدبي، بل إنه سيعتمد اعتمادا جوهريا على المنجز المنهجي الإجرائي للنقد الأدبي"(7).

يقتضي، إذن، التعامل مع النصوص، إعادة النظر في عناصر المقولة الياكبسونية في التواصل بإضافة عنصر جديد هو العنصر النسقي على حد تعبير الناقد عبد الله الغدامي. كما يقتضي إعادة النظر في أنواع الجمل بإضافة نوع جديد من الجمل إلى جانب الجمل النحوية والجمل الأدبية ألا وهو "الجملة الثقافية" حتى نتمكن من " التمييز بين ما هو أدبي جمالي وما هو ثقافي، وذلك على مستوى المنهج والإجراء"(8). اما أسئلة النقد الثقافي التي يقترحها الباحث عبد الله الغدامي فهي أسئلة لم يكن النقد الأدبي يهتم بها ويقف عندها من قبيل:

سؤال النسق كبديل عن سؤال النص.

سؤال المضمر كبديل عن سؤال الدال.

سؤال الاستهلاك الجماهيري كبديل عن سؤال النخبة المبدعة.

سؤال حركة التأثير الفعلية.

فمن القضايا الإنسانية التي كان للنقد الثقافي دور في إيماطة اللثام عنها وإبرازها كانت قضية المرأة والنوع الاجتماعي. فالمراة كمفهوم مجرد تبقى مقولة ثقافية كتبتها الثقافة على امتداد العصور فتشكلت على النحو الذي نصادفه في النصوص الأدبية. فالمرأة العربية اليوم ليست كائنا إنسانيا يعيش لحظته بقدر ما هي تراكم تاريخي معقد وكائن ثقافي صنعه التاريخ بأيادي المتحكمين في صياغة أنماط العلاقات الاجتماعية والصورة النمطية للذكر والأنثى والصورة المتخيلة للرجل والمرأة.إنها الكائن الذي نتخيله في مواجهة الكائن الذي نعايشه. الكائن الذي نريده أن يكون والكائن الذي يفرضه علينا خيالنا الثقافي.لذا نجد في واقعنا، المتصور الواعي والعقلي الذي يؤمن أن المرأة ليست جسدا فحسب ولكنها أيضا عقل ووجدان، إلا أنه ومع حضور هذا المعتقد المعلن يظل هناك حس طروب يهش لأي نكتة أو خطاب يصور الجسد المؤنث على أنه معطى شبقي فحسب، تشير إلى ذلك الخطابات الشائعة في لغة الأفلام والأزياء واغلفة المجلات والمعطى الإعلامي عموما، مما هو ليس من إنتاج الرجل وحده بل إن النساء أنفسهن يشاركن في إنتاج هذه الصورة واستهلاكها وتمثيلها والتجارب معها."(9)

مفهوم الأنثوية أو النوع الاجتماعي:

مفهوم النوع الاجتماعي مفهوم جديد في الأدبيات الاجتماعية العربية، فهو مفهوم يقوم على رؤية جديدة للرجل والمرأة انطلاقا من المكانة التي يحددها المجتمع لهما بغض النظر عن الفروقات البيولوجية. كما يدرس العلاقة بينهما وأدوارهما. وقد عرف صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة النوع/ الجندر بأنه: "الأدوار المحددة اجتماعيا لكل من الذكر والأنثى، وهذه الأدوار التي تحتسب بالتعليم تتغير بمرور الزمن وتتباين تباينًا شاسعًا داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى. كما يشير هذا المصطلح إلى الأدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل، فهو الصورة التي ينظر لها المجتمع بوصفنا رجال ونساء، والأسلوب الذي يتوقعه في تفكيرنا" (10)

إن المرء لا يولد امرأة بل يصير كذلك كما دأبت على القول سيمون دي بوفوار وهي من أبرز رواد الحركة النسائية. ومن ثم كانت قضية المرأة قضية ثقافية مرتبطة بسياقاتها الاجتماعية المختلفة.

في سياق تفاعل المغرب مع محيطه العالمي انخرطت الأوساط الثقافية والفكرية والحقوقية في الحركة النسائية العالمية. وتعود "البدايات الأولى للاهتمام بقضايا المرأة في السياق المغربي، إلى نهاية الستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي في إطار محاولة أولية للكشف عن واقع المرأة القروية المغربية بعد الاستقلال. لكن الانطلاقة الحقيقية لسوسيولوجيا المرأة المغربية اقترنت بأعمال الراحلة فاطمة المرنيسي والتي سعت نحو توظيف المقاربات السوسيولوجية لفهم صورة المرأة في الموروث الشعبي والديني العربي، في إطار جعل المعرفة العلمية أداة فعالة للرقي بوضعية المرأة وتمكينها من الانخراط في تحولات المجتمع المعاصر(11).

ليس الهدف في هذا المقال البحث في موضوع النوع الاجتماعي ولا في الكتابة النسائية ولكن الهدف منه هو القيام بقراءة رواية زهرة الجبال الصماء للكاتب المغربي البشير الدامون بالتركيز على البعد الأنثوي/ النوع الاجتماعي في ضوء نظرية النقد الثقافي.

رواية زهرة الجبال الصماء:

في ضوء المقولات الثقافية المعاصرة تبلور وعي جديد يقوم على الإقرار بقصور الوظائف التقليدية للغة ومحدودية النظرة البلاغية الجمالية. وفي المقابل، يفتح المجال لسيادة مفهوم الخطاب باعتباره "نسقا ثقافيا، وتاريخيا، يتكون عبر البنية الثقافية والحضارية، ويتقن الاختفاء من تحت عباءة النصوص، ويكون له دور سحري في توجيه عقلية الثقافة، وذائقتها، ورسم سيرتها الذهنية والجمالية."(12)

الروائي البشير الدامون من خلال مشروعه الروائي أثبت، أنه ابن عصره. يعيش قضاياه الشائكة. يفكر من داخل سياقه متأثرا بما يعتور المشهد العام من تناقضات ثقافية عامة وخاصة. وروايته زهرة الجبال الصماء واحدة من الروايات التي أرادها أن تكون في قلب السياق المغربي، في عمق الهامش، الذي يعيشه الكاتب في داخله، ويعايشه في محيطه. فاختار أن تكون روايته هذه رواية " نسوية " بامتياز تشكل فيها قضية المرأة بشكل عام، والمرأة القروية بشكل خاص، موضوعها الأساس. فهل تحمل هذه الرواية شيئا آخر غير السمات الأدبية استنادا إلى المقولة المركزية في التحليل الثقافي للنصوص، هل في الأدب شيء آخر غير الأدبية؟ وبالتالي ماذا أراد البشير الدامون قوله في هذا النص الروائي؟ وما الرسالة التي أراد تبليغها للمتلقي؟ وما الأثر الذي يتطلع إلى إحداثه عند هذا المتلقي؟

تلك هي الأسئلة التي سنحاول معالجتها فيما سيأتي بتركيز شديد وتمثيل مختصر لبيان البعد الأنثوي في هذا العمل الروائي وكيف تعاملت معه من خلال التركيز على التعدد الحكاياتي للشخصيات الرئيسية.

حكاية زهرة الراوية:

هي الطفلة الراوية، الشاهدة التي تحاول أن تفهم ما يجري حولها. الباحثة عن أجوبة مقبولة لأسئلتها المتعددة. الطفلة المسكينة التي كُتب عليها أن تعيش تجربة الألم المتعددة الأوجه. الطفلة التي ستكبر قبل الأوان لتشارك أمها هموم الحياة وغدر الزمان وقساوة المكان وشراسة العباد. الطفلة التي ستحرم طفولتها وتعيش من أجل الكبار. الطفلة التي ستشارك الأسرة في البحث عن العمل خارج البيت في حقول الآخرين أو في ضيعة الشيخ حيون تساعد في جلب الماء والحطب وطهي الخبز وكنس المنزل وجمع الحشائش. الطفلة التي ستحلم ذات يوم ببرتقالة من يد الجارة نعيمة، أو بقطعة خبز مع كأس لبن من يد الجارة ميمونة. الطفلة التي ظلت تحلم بأن تصبح قارئة لألغاز الحروف حيث كانت تهتم بكل ما له صلة بالحروف. انبهرت يوم رأت كتابا بصور ملونة عند بقال القرية. الطفلة التي توجهت بها أمها إلى مسجد القرية مستجدية الفقيه كي يساعدها حتى تتعلم فك الحروف كالصبيان فيرفض لأن أهل القرية يرفضون. وعندما يقبل تحت تهديد العمة فتصبح زهرة تلميذة بالكتاب سيأتي في اليوم الموالي مقدم القرية إلى البيت ليأمرها بألا تتوجه إلى المسجد لأن أهل القرية يرفضون أن تلج بنت كتاب المسجد. هي الطفلة التي صارت بدورها مهووسة كفتيات القرية بصدى صوت والدها وشامة الحبيبان العاشقان اللذان بسبب الجهر بحبهما سيبتلعهما الغياب. وهي التي ظلت تنتظر زيارة عروسة المطر لها ليلا لتدغدغ أشياءها كما باقي النساء والفتيات. هي أيضا الطفلة التي ستتعرض للتحرش الجنسي من طرف رجل بعمامة يتمدد بالقرب منها وسط التبن وهي فاقدة الوعي، تتحسس أصابعه جسدها ويدغدغ صدرها ونهديها الصغيرتين فتحس بألم وإعصار وضغط موجع ولذة ما. وهي التي ستختلي بها وبعمتها زبيدة المرأة المشرفة على تنظيم أحوال الشيخ حيون لتخبرهما أن رجلا كهلا مريدا فقيرا محببا إلى الشيخ، صاحب الأملاك العديدة بالمدينة سرقت هي قلبه الهش وسيتقدم لخطبتها بمباركة الشيخ. هي الطفلة التي أصبحت تحلم بأن تستحم في غدير الحية ليمن الله عليها بلقاء جني يغرم بها ويهديها قوة وبأسا يمكنها من الانتقام من العريبي واللقاء بأبيها وتتعلم فك الحروف وإرجاع بصر عمتها وامتلاك حظيرة كبيرة من البقر والماعز والرحيل على المدينة. إنها الطفلة رمز الطفولة الموؤودة في قبر الفقر والذل والجشع والأمية والخرافة.

حكاية الأم / الزوجة المناضلة:

تصرخ، تبكي، تغدو وتروح مسرعة وقلقة وكأنها تتهيأ لشيء عظيم، لم تكن تعلم ما حصل مع زوجها. ترجح أنهم غدروا به، أنه قتل. لكنها ظلت متشبثة بأمل العثور عليه. حيا أو ميتا. بحثت بين الصخور الصماء في الجبل، في الكهوف، في الآبار، في الغابة، في كل مكان في القرية والجبال المجاورة. لكنها لم تجده، ومع ذلك ظلت متعلقة بأمل عودته إليها وإلى ابنتهما وأخته وقريته، وحفلاته وأفراحه. معتقدة أنه يعيش في المدينة مع عشيقته. فتقول: لو وجدته مقتولا لبكيت ويئست، لكن أشد الألم هو ألا أعرف أين هو. الرجل الذي تقول عنه أخته أنه كان جميلا وسيما مطلوبا. أحبته وعشقته فتعترف أنه كان زهرة روحها، عشقته وتزوجته رغم معارضة أهلها. وأنها عشقته لأنه كان متمكنا من قراءة الحروف. هو نفسه الرجل الذي لم يستطع كتم عشقه لفتاة من قريته، يعترف علنا بما يتفجر في داخله أمام زوجته وأخته، أمام ابنته الوحيدة، أمام إخوة شامة العدوانيين، أمام كل أهل القرية. وهو يعرف المصير الذي ينتظره. رغم ذلك تعترف زوجته أنها تتمنى أن يكون خانها وهرب مع شامة على أن يصلها خبر نعيه. فهي لا تعلم أنها اقترفت يوما ما جرما في حقه، ولا قصرت يوما تجاهه، بل إنها ظلت تصون شرفه في حضرته وغيابه. وحتى عندما اختفى بدون رجعة ظلت حافظة لنفسها عفيفة. وعندما توسلت للقوام الذي احتجز عجلتها التائهة كي يتركها تأخذ ما تبقى لها من قطيعها النافق في مروج الجبل، وطلب ان يكون مقابل رفع الحجز عن العجلة معاشرتها لحظة رفضت الاستسلام وبكت دون أن تلبي له طلبه أو تقبل بالمقايضة.

هي المرأة التي كانت تساعد زوجها في مهامه اليومية بتفان عازمة على جمع قدر كاف من المال يساعد الأسرة على الهجرة إلى المدينة. وعندما يغيب بحثا عن الرزق تقوم هي بدور مزدوج. دوره ودورها. بل عندما غاب من دون عودة لم تستسلم، شمرت عن ساعدها، تعمل داخل البيت وخارجه طلبا للرزق وما يسد رمق الأسرة المنكوبة. ترعى الماعز وتحطب لها وتشتغل في الحقول مقابل أجر زهيد، تبيع في السوق الفحم الذي تنتجه في الغابة والحبال التي تصنعها من عسف الدوم والحصائر التي تصنعها من ورق البردي. تفعل كل ذلك وهي مؤمنة بالله وبقدرها قائلة: إن الله خلقنا لنتدبر أمرنا ونتحمل أهواء الدنيا لوحدنا. ما علينا سوى أن نصبر ونعيش ما كتب لنا.

لقد كان زوجها كثير الغياب عن المنزل وكانت تعرف أنه يذهب بحثا عن الرزق. لكن باقي الأيام يقضيها برفقة أسرته كسائر القرويين، يعتني بالبستان الصغير ويرعى الماعز ويوفر المرعى للبقرات ويتوجه إلى السوق لجلب ما قد تحتاجه من مؤن وبيع ما قد يفيض عن الحاجة. تقول العمة أنه في فترة غيابه كان يذهب أساسا ليغني للجبال عبر إحياء الحفلات ونثر الفرح بين الناس بصوته ومزماره وتقول عنه ابنته أنه كان يغني عن الحب والصبر وعن جمال البنات وجمال النبات والزرع والربيع والخضرة والماء، ورغبة الحبيب في اللقاء بمحبوبه.

إنها المرأة المؤمنة بقدرها، نموذج المرأة الوفية المخلصة المناضلة من أجل لقمة العيش المتطلعة إلى الرحيل عن القرية إلى فضاء المدينة الأرحب.

حكاية العمة/ المرأة العانس:

هي المرأة التي لم يكتب لها الزواج. ستظل تشارك أخاها وأسرته البيت والحياة والألم والفرح وسبل الحياة. المرأة الشاهدة على كل شيء في حياة أخيها وزوجته. المرأة التي تحملت عبء ما اقترفه أخوها في حق أسرته حين صيرها العريبي ورجاله عمياء. لم تكن سوى مشاركة في فرقته الغنائية، تغني وتضرب الدف. هي المرأة التي ظلت طوال حياتها تحلم برجل في حياتها العامة والخاصة ولم تنكر يوما أن في داخلها كان يختفي شيطان الشهوة الجامحة والرغبة القاتلة فكانت نظراتها تتسلل أثناء الحفلات بحثا عن شاب يشفيها من غدر السنين ويوقظ حلمها بحب يثيرها ويسترها. ولا تخفض عينيها إلا حين تتذكر أنها أنثى. وعندما اختفى أخوها سيتزايد دورها في دعم الأسرة ومؤازرتها. تبحث عن العمل، تستجدي، تقاوم غضب الطبيعة وشراسة البشر وتحلم بان يأتي يوما رجل يعوضها زيارة عروسة المطر في ما تفعله بها كل ليلة.

حكاية نعيمة المرأة المباحة:

نعيمة المرأة الجميلة الغريبة الوحيدة التي اشترت بيتا مهجورا في القرية وقامت بإصلاحه سرعان ما ستتخذه فضاء لاستقطاب رجال القرية وشبابها. تستأجر جسدها وتعيش منه. تقول العمة أنها كانت تملك ما تملكه النساء ولكنها تفعل مع الرجال ما لا تفعله باقي النساء. عشقها كل رجال القرية وعاشروها. ومن لم يستطع فكانت زوجته تقول أنه كان يحلم بها.

كانت نعيمة امرأة مساعدة متضامنة كريمة حتى لو اقتضى الأمر أن تعطي من جسدها مقابل خدمة الآخرين كما فعلت مع القوام الذي احتجز عجلة جارتها أم زهرة وطلب مقابل رفع الحجز أن يعاشر صاحبتها فواجهته قائلة في غضب: هذه زوجة رجل سيعود من غيبته، هيا اثبت رجولتك فأدخلته إلى بيته وهي تجره بيديها دون أن ينطق لتفعل به ما فعلت وينتهي حجز العجلة.

إنها المرأة التي احتقرت الرجال وفعلت بهم ما تريد، أعطتهم كؤوس المتعة وأخذت منهم ما تريد. هي نموذج المرأة التي تبالي ولا تهتم سوى بما تريد.

شامة الفتاة العاشقة المجنونة:

شامة الشابة الجميلة بطلة قصة حب مجنونة، في سياق يرفض الجهر بالحب. تعشق حد الجنون رجلا متزوجا وأبا. رجلا فقيرا مهووسا بالغناء والموسيقى. وهي الفتاة المنتمية إلى عائلة متسلطة تعيش على الاضطهاد والبطش والقتل والسرقة والترهيب. عائلة نافذة تتحكم في مصائر أهل القرية. كتب لها أن تعيش قصة حب متمردة ظلت تنمو وتكبر في الظلام، بين الفجاج وكهوف الجبال وصخورها الصماء لتنفجر ذات ليلة أمام الملأ في مكان عام، تغني وترقص وتتغزل وتتحاور بلغة الهيام وعبارات العشق الموءودة في الصدور. تمرد غير محسوب العواقب. خروج عن المألوف. انفجر العشق فتفجرت الحكاية في وجه الجميع. وانتهت باختفاء الحبيبين لتبقى قصتهما رمزا للعشق المجنون والحب المتمادي الذي لا تحده حدود. انتهاء محتوم. انتصار على الذات العاجزة، وغياب ترك وراءه ضحايا وحكاية ستتحول إلى أسطورة. أسطورة عروسة المطر التي تطل روحها وتزور النساء والفتيات كل ليلة لتعزف على أوتار جسدهن أنغام اللذة، تقدم لهن النشوة التي يحتجنها ويرغبنها. تدغدغ أشياءهن الحميمة وتروي ظمأهن وتعوضهن حرقة حرمانهن من الرجل.

إنها المرأة التي حملت سر التحول في سيرورة الحكاية. لكنها ظلت كالسراب. فكانت رمزا للحب الضعيف الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه. القلب المنهزم أمام جبروت العادات والتقاليد. العقل الذي فقد قدرته على تقدير المواقف واحتساب النتائج.

حكاية زوجة يحيا النسا المتفجرة:

هي المرأة الذي كان يحبها زوجها ويدافع عنها. المرأة التي لم يكن زوجها يتصور في يوم من الأيام أن تفعل ما فعلت، المرأة التي لم يكن زوجها يعرف أنها تعرف كل الأقوال والعبارات والكلمات الفاحشة. المرأة التي عاينها زوجها وهي ممحونة تحت ساقي رجل آخر، يتقلبان عاريين أمام عينيه وهي تشتم وتطعن في رجولته وتتهمه بعدم المعرفة. المرأة التي رفضت ثم هددت ثم استسلمت وانقضت واشتعلت بفرط الحرمان والشهوة القاتلة. المرأة التي لم يكن رد فعل زوجها وهي تخونه أمام عينيه سوى الانحناء قرب جذع شجرة والبكاء ثم الهرب بعيدا ثم الاختفاء في بيته. المرأة التي سيظل زوجها يدافع عنها أمام أهلها وأقاربها الذين سعوا إلى الثأر والدفاع عن شرف العائلة. ثم سيتحول إلى مجذوب، يمشي تائها مدافعا عن شجاعة النساء وتخاذل الرجال وضعفهم والتشكيك في دينهم وفي رجولتهم.

إنها رمز للمرأة المكبوتة التي ظلت تحاصر نارها بين ضلوعها حفاظا على وضعها الاجتماعي كزوجة. وعندما استسلمت سلّمت وغاصت في بحر الشهوة كان بها ظمأ السنين.

حريم الشيخ حيون:

كان للشيخ حيون نساء كثيرات أكبرهن للا ام كلثوم الزوجة الآمرة وصاحبة الحظوة تظهر عليها علامات الشيخوخة كما روت زهرة وأصغرهن للاحفصة التي كانت في مثل سن زهرة وأخريات يختلف سنهن. لم تكن نسوة الشيخ حيون يعشن مثل نساء القرية. لا يشتغلن مثلهن ولا يلبسن مثلهن. رغم ذلك كان الشيخ يعاشر زبيدة المرأة الجميلة القائمة بتوزيع المهام على النساء الخادمات المتزوجة من أحد تابعيه.

إنهن نموذج النسوة الراضيات القنوعات الخادمات المقتنعات بدورهن يكفيهن أن يكن زوجات الشيخ الذي يتبرك منه الناس ويريدونه.

خلاصات تحليلية:

من أهم القضايا التي غاصت في أعماقها هذه الرواية قضية المرأة كما يتخيلها الكاتب ويعيشها في داخله. قد تكون هذه الصورة المتخيلة مبنية على معايشة واقعية أو افتراضية لكنها تعكس قضية ورؤية. فكان هذا النص الروائي المتميز نصا ثقافيا. وخطابا حجاجيا يرافع عن قضية المرأة في سياق تاريخي زمني ومكاني معين. أو إنه يحاول محاكمة الواقع بتعريته أمام المتلقي أو محاكمة حركات النوع الاجتماعي بإبراز قصور رؤيتها واقتصار مساحة نظرها. وزيف بعض شعاراتها.

أسماء شخصيات الرواية كلها أسماء تنتمي إلى التراث الشعبي للمنطقة، كرست معظمها أغاني الطقطوقة الجبلية التي تعتبر لونا غنائيا شعبيا ينتمي إلى منطقة جبالة وخاصة المنطقة الغربية من الجهة الشمالية التي تمتد بين العرائش وتطوان وطنجة وشفشاون ووزان والتي تعتبر تطوان مركزها. مثل العريبي وشامة وهشومة بل حتى أسماء الحيوانات (حمورة – نقوطة - ..) استقاها من التراث المحلي.

اختار الكاتب راوية وجماعة من النسوة شخصيات للقيام بدور البطولة والفعل بقوة في ميدان الحكاية التي هيأ فضاءها المكاني والزماني عن وعي. فجعل المكان وسطا قرويا رسم معالمه بنفسه وأثثه بطريقة انسيابية لا تترك للمتلقي فرصة التمييز بين الحقيقة والخيال، بين الواقع والمتخيل الافتراضي. فجعله ينتمي جغرافيا إلى إقليم تطوان، وهو إقليم إذا استثنينا مركزه المدني يعيش أهله على الفلاحة المعاشية وتتميز تضاريسه في مختلف جهاته، ما عدا واجهته البحرية، بالوعورة وضيق المساحات المنبسطة وسيادة الأراضي الغابوية. وإذا استحضرنا الزمن الذي أراده الكاتب أن يكون الزمن الفعلي لأحداث الرواية الأساسية، أي قبل أن يخضع الإقليم للتحولات الاجتماعية التي واكبت زراعة القنب الهندي في جل مناطق الإقليم والأقاليم المجاورة، فإن القرية موضع الرواية أو الفضاء المفترض لتوطين أحداث الرواية يعيش أهلها تناقضات صارخة كغيرها من القرى المغربية لفترة ما بعد الاستقلال. فهناك فئة قليلة من النافذين، المتحكمين في زمام الأمور منهم من ينتمي إلى عائلات اغتنت سريعا من التهريب والتجارة في المواشي المسروقة وقطع الطريق على المهربين بين مسالك سبتة وتطوان. مثل عائلة العريبي. ومنهم من يستغل جهل الناس وفقرهم ويستثمر الدين وادعاء الولاية والمشيخة والكرامة مثل عائلة الشيخ حيون. أما أغلبية أهل القرية فهم فقراء يعيشون على تربية الماعز وبعض رؤوس الأبقار وزراعة الحبوب واستغلال ما تجود به المساحات الغابوية من عطاءات. والعمل في حقول المالكين وفي بيوت النافذين والشيوخ بأبخس الأثمان وأقل الأجور. وحتى الذين حاولوا إنجاز مشاريع بسيطة لم يفلحوا ولم يسلموا من جبروت النافذين ومنهم علال العائد من بلاد المهجر الذي هيأ قطعة أرضية فلاحية وأقام عليها إسطبلا لتربية الأبقار والذي سيقوم العريبي بكسر شوكته وتدمير مشروعه بالقضاء على أبقاره.

في هذا السياق القروي الذي ينخره الجهل والفقر والخرافات، وتتشكل معالمه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تمر أحداث الرواية وحكاياتها المختلفة. وفي ضوء الخلفيات الثقافية للكاتب شكل شخصياته وسيرورتها الزمانية حيث انتقى شخصياته النسائية بعناية، منهن ذات الدور الرئيسي مثل زهرة الراوية والأم والعمة وأخريات منحهن أدوارا وظيفية لاستكمال المشهد الروائي. بدور ثانوي في الحكاية، لكنهن رئيسيات في أدوارهن الثقافية مثل شامة ونعيمة وزبيدة وزوجة يحيا النسا المجذوب وميمونة الجارة.

هن نساء يشاركن في الحياة دون أن يعترف لهن أحد بذلك. يعشن الحرمان المتعدد. ليس لهن حقوق إلا ما انتزعنه بأيديهن. فاختار الكاتب أن تكون زهرة رمزا لفتيات الوسط القروي اللاتي حرمن طفولتهن، حرمن حقهن في التعليم. واختار أم زهرة لتكون مثالا للمرأة العفيفة المجاهدة لضمان لقمة العيش، المناضلة لحماية شرف ابنتها المسؤولة عن مستقبلها. الحريصة على صون شرفها حتى تكون مثالا وقدوة لابنتها والتي ستظل كاتمة حرمانها متحكمة في رغبات جسدها دون أن تظهر ضعفا أو رغبة أو حتى الحديث عما يحصل معها ليلا عندما تزورها عروسة المطر كما يفعل باقي النساء. لكن في المقابل، سيجعل الكاتب شامة مثالا للفتاة التي تنهزم أمام جبروت الحب والعشق فيعمل على إخفائها من الوجود في الوقت الذي سيترك نعيمة لتمارس أنوثتها علنا دون أن تكترث بما يقال عنها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه؟ لماذا لم يترك الكاتب شامة تعيش بين الناس فيمنحها من الشجاعة ما يجعلها قادرة على المقاومة وإقناع عائلتها وأهل القرية بحقها في الحرية والاختيار، بحقها في الحب كقيمة إنسانية؟ لماذا اختار لنعيمة أن تعيش من جسدها ومن غواية رجال وشباب القرية؟ لماذا جعل الخيانة الزوجية تيمة أساسية في الرواية علما أن الرواية تدور أحداثها بالوسط القروي الذي يعتبر إلى حد ما وسطا محافظا؟ لماذا جعل نساء القرية وشاباتها ضحايا عروسة المطر الأسطورة لإخفاء ما يلجأن إليه لتلبية غرائزهن بأنفسهن؟ لماذا حصر الفحولة في النافذين المتحكمين وحرم الرجال الفقراء منها؟ أي دور للرجل في ظل هذه المفارقات التي خط معالمها الكاتب بنفسه؟ أي سلطة يمتلك الرجل في هذا الوسط؟ ألم يعمل الكاتب على تقديم الرجل مفعولا به ضعيفا مستسلما لشهواته وفقره؟ أي علاقة بين الرجل والمرأة سلط عليها الكاتب الضوء في هذه الرواية ما عدا العلاقة الجنسية المختلة دوما؟ ألم يجعل كل العلاقات الجنسية المشروعة فاشلة تدفع أحد طرفيها إلى البحث عن التعويض خارجها؟

خلاصة القول أن هذا العمل الروائي باعتباره خطابا ثقافيا تمحور حول قضيتين جوهريتين متداخلتين لا يسلم الفصل بينهما إلا منهجيا هما:

قضية المرأة باعتبارها قضية ثقافية معقدة متعددة المداخل يلعب فيها الفقر والأمية والخرافة فعلته؛

قضية التنمية باعتبارها مطلبا حقوقيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل تحول تقافي مندمج يجعل الاعتراف بحق المرأة في المساواة وتكافؤ الفرص والتعليم اهم مداخل هذه التنمية؛

لكنه انتهى في اعتقادنا إلى:

تقديم الرجل القروي في صورة سلبية مجرد من المسؤولية؛

تقديم العلاقات الزوجية في صورة العلاقات الفاشلة التي لا تضمن الحد الأدنى من التكافؤ الجنسي بين طرفيها؛

التركيز على البعد الجنسي في حياة المرأة باعتباره بعدا جوهريا؛

عدم تقديم أي نموذج بديل يجعل الرواية منفتحة على المستقبل المتغير؛

جعل الهروب من الواقع اختيارا محتوما امام كل الشخوص؛

إبراز ما يعيشه من تناقضات داخلية وهو يصور عالم القرية الذي ربما له به علاقة ما بنوع من التحقير وقتل كل جميل وكل ذرة أمل في الانعتاق من براثين الجهل والفقر والهشاشة التي يعيشها هذا الوسط.

خاتمة:

رواية زهرة الجبال الصماء رواية ثقافية ببصمة مغربية تستحق القراءة فهي تحتمل القراءة المتعددة فتقدم درسا في التاريخ المغربي المعاصر كما تقدم درسا في سوسيولوجيا الوسط القروي ودرسا في السياسة التنموية لمغرب ما بعد الاستقلال ودرسا في الجغرافيا المجالية كما تقدم درسا في الأنثروبولوجيا الثقافية لمنطقة الشمال الغربي للملكة المغربية. إنها رواية تستحق القراءة مادامت تحقق متعة التلقي المتعدد المداخل. ما كان للنقد الأدبي بمناهجه المختلفة قادرا على حملنا والسفر بنا داخل هذا النص الروائي المتميز لنكتشف ما يخفيه من المعاني والأفكار أو ليكشف لنا عن المتخيل الثقافي الذي يشكل مضمونا للتواطؤ الضمني بين كاتب مهووس بالدفاع عن قضية النوع الاجتماعي وتسليط الضوء على الهامش والجانب الهش المظلم من واقعنا وبين قارئ مستعد للانخراط في النص وتملكه ما لم نستعين بعدة نقدية جديدة مازالت في طريقها إلى تأسيس نسختها العربية وهي عدة النقد الثقافي.

إن جمالية النص الفنية والأدبية ليست وحدها قادرة على استقطاب مستهلك المنتوج الأدبي ولكن ما تحويه هذه النصوص بين سطورها وخلف ألفاظها وجملها النحوية والأدبية هو ما يجعل هذه النصوص مشتهاة قابلة للاستهلاك اليومي. وهذا ما يفسر انتشار الرواية في عصرنا العربي حتى أطلق عليها البعض ديوان العرب. لأن الرواية العربية المعاصرة لا تعيش لجمالية بنائها الفني والأدبي فقط، وإنما تعيش بمغامرتها الدائمة في الكشف عن خبايا الحياة العامة وتفاصيلها وكشف الهم الاجتماعي وإبراز المعطى الثقافي.

إن رواية زهرة الجبال الصماء يحق لنا أن نسميها بالنص العميق، مادامت استطاعت أن تكشف لنا تفاصيل هشاشة حضور النوع الاجتماعي كقضية جوهرية في مقولة التنمية والتنمية الثقافية التي تعد مدخل تقدم المجتمع إنسانيا.

 

نجلاء الوركلي - المملكة المغربية

..........................

المراجع:

(1) - عبد الله الغدامي. النقد الثقافي. قراءة في الأنساق الثقافية العربية. المركز الثقافي العربي. الطبعة الثالثة . 2005. ص. 83

(2) - نفس المرجع. ص. 84

(3) - نفس المرجع . ص. 84

(4) - تطبيقات على الرواية العراقية. النقد الثقافي انموذجا. http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=10&lcid=5296

(5) - عبد الله الغدامي. النقد الثقافي. قراءة في الأنساق الثقافية العربية. المركز الثقافي العربي. الطبعة الثالثة . 2005. ص. 87

(6) - نفس المرجع. ص. 81

(7) - عبد الله الغدامي. الجنوسية النسقية.أسئلة في الثقافة والنظرية. المركز الثقافي العربي. الطبعة الأولى . 2017.. ص. 136

(8) - نفس المرجع. ص. 139

(9) - عبد الله الغدامي. النقد الثقافي. قراءة في الأنساق الثقافية العربية. المركز الثقافي العربي. الطبعة الثالثة . 2005. ص. 82

(10) - صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية. مفهوم النوع الاجتماعي. الطبعة 8 :2006م. ص26.

(11) - محمد الإدريسي . المرأة في خطاب العلوم الاجتماعية: من متغير الجنس إلى سؤال النوع. مجلة المستقبل العربي العدد 452. أكتوبر 2016

(12) - تطبيقات على الرواية العراقية. النقد الثقافي انموذجا. http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=10&lcid=5296

 

في المثقف اليوم