قراءات نقدية

الخمسينيات: عشر سنوات من الغضب في الأدب الإنكليزي

صالح الرزوقبقلم: غريغ بوزويل

ترجمة: صالح الرزوق

بدأت بريطانيا مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية بالتطور مجددا. فقد وفرت دائرة الخدمات الصحية الوطنية معونة صحية مناسبة طوال عام 1948. وانعقد مهرجان بريطانيا عام 1951 واحتفل بتراث الأمة وركز نظره على المستقبل المنتظر. أما الإجهاد الذي تسببت به الحرب فقد انحسر، وبطاقات التموين باتت شيئا من الماضي، وساعد على ذلك الدعم المالي الذي تقدمت به أمريكا، من أجل إعادة إعمار البلاد. وعموما كانت الفنون والآداب والمسرح، بشكل خاص، بحالة متدنية. وقد احتلت الواجهة مسرحيات غرف الرسم الضيقة. ثم في عام 1954 ظهرت مجموعة مقالات متوالية نشرتها الأوبزفير تحت عنوان:”هل ماتت الرواية؟”. والحقيقة أنه على الخشبة، وعلى الورقة المطبوعة، كانت هناك رغبة أو حاجة لنسيان الماضي الاستعماري الذي تفتخر به بريطانيا العظمى. وقل نفس الشيء عن الهوس بالبنية الطبقية للمجتمع والذي أصبح متأرجحا وفي مهب الريح. وهكذا نشأت الحاجة لتبدلات راديكالية. وكان على الأدب أن يعبّر عن سخطه وغضبته.

الحركة

كان الغضب قوة في أدب الخمسينات، وتعود أصوله لجماعة عرفت باسم “الحركة”. والحركة ذات طبيعة إنكليزية، وتلم شمل العديد من الشعراء، ومنهم فيليب لاركي، وكينغسلي إيميس وإليزابيث جيننغز وتوم غان وجون واين ود. ج. إينرايت وروبيرت كونكويست. ويمكن أن تلاحظ أن الحركة تتصف بالعداء والشك وتضرب بيد من حديد مستعملة شعاراتها الوطنية. وكانت تستهدف بهجومها النخبة الكوزموبوليتانية التي ظهرت في الثلاثينات والأربعينات. ورفض شعراء المجموعة الحداثة والتجريب الطليعي (الأفانت غرايد) والرومنسية والبدع المجازية التي كان يرعاها شعراء مثل دايلان توماس. وكانت قصائدهم ساخرة وواقعية وبلا عاطفة ولها جذور عميقة تقودنا لفكرة نوستالجية عن الشخصية الإنكليزية. وكانت العاطفة الأوروبية عندهم دليلا على نفسية نخبوية وانحدار أخلاقي. وبالنسبة لبعض النقاد والقراء، كانت مقاربة هؤلاء الشعراء تحرض، بشكل واضح، العقل الضيق الإنكليزي الصغير. وكانت خلفيات الحركة الثقافية تدين بكل شيء لأوكسبريدج. وتضم بشكل أساسي الذكور البيض من أبناء الطبقة المتوسطة وممن يحمل فوبيا تجاه أوروبا. باستثناء جينينغز فهي المرأة الوحيدة بينهم، ناهيك أنها انضمت للمجموعة في وقت متأخر. وعموما حملت الجماعة مزاج تلك الفترة، وبالأخص لاركين وإيميس. فقد أصبحا بلا منازع شخصيتين أساسيتين في الأدب الإنكليزي. وتم صياغة اسم الجماعة في عام 1954 على يد المحرر الأدبي للسبيكتاتور وهو ج. د. سكوت، والذي قال:”هذه حركة تمثل الخمسينات”. وحاليا يتعرض اسم الحركة للنقد والتجريح. فبعض النقاد يعتقد أنه معنى مزيف، لجماعة ذات بنية مصنعة، وخلقتها الصحافة لتواجه ما يشاع عن انحطاط الأدب الإنكليزي واختبائه في ظل الثقافة الشعبية الأمريكية. ولكن بعض أعضاء الحركة لم يقتنعوا بما نسب إليهم. وقد كتب كينغسلي إيميس رسالة لصديقه فيليب لاركين قال فيها:”ما هذه القاذورات التي وردت في السبيكتاتور عن حركة جديدة... إلخ”(1). ومع ذلك، استمر المصطلح. وبرفض تعقيدات الحداثة ساعدت الجماعة على استعادة الشعر لجمهوره الواسع.

ونشرت المجموعة مجلدين من المختارات وهما “شعراء من الخمسينات” لإينرايت (صدرعام 1955). و“الخطوط الجديدة” لكونكويست (وصدر في 1956). ومن بين أعضاء الجماعة حقق إيميس بعض النجاح في الشعر. ولكن روايته الأولى “جيم المحظوظ” (صدرت عام 1954) هي التي ضمنت له شهرته. وببطل الرواية جيم ديكسون حقن إيميس الأدب الإنكليزي ببطولة جديدة غير معتادة، ولا سيما بنبرته التي انسجمت مع العصر الحديث وأجوائه. وخلال ذلك قدم إيميس جسرا يربط بين الحركة، بما عرف عنها من كراهية للنخبة الكوزموبوليتانية، وجماعة الشباب الغاضب التي ظهرت في أواسط الخمسينات. فقد اشتركت الجماعتان بهذه الكراهية، مع تبني وجهات نظر الطبقة العاملة ومن أسفل. 

كينغسلي إيميس وجيم المحظوظ

تروي لنا “جيم المحظوظ” حكاية جيم ديكسون، وهو محاضر في إحدى الجامعات البريطانية العريقة. وديكسون، ولا سيما بنظر الفترة الحديثة، هو إنسان عادي. شاب في الشارع. “زلمة” شريف وواقعي يهوى البيرة والجاز وتلفت انتباهه البنات الجميلات. لكن ما لا يمكن أن ينسجم معه هم النخبة. فالطبيعة العادية لديكسون وغياب الصفات البطولية الخارقة منه هما من سمات الصعود الراديكالي للأدب الإنكليزي. فقد كان له هدف غير بطولي في حياته. يعمل على الاحتفاظ بعمله، وبأقل جهد مبذول. ويشك بكل شيء أجنبي- وهنا تظهر جذور إيميس في الحركة . وكان يخاف من الأجانب لدرجة فظيعة. وفي وقت ما فكر ديكسون بشد وثاق زميله، الأستاذ ويلش، وهو على الكرسي، من أجل أن “يضربه على رأسه وكتفيه بزجاجة حتى يقر لماذا أطلق على أبنائه أسماء فرنسية، مع أنه ليس فرنسيا”. (الفصل 8). كانت رواية “جيم المحظوظ” عملا خلافيا. بالنسبة للمؤسسة الأدبية - أقصد كتابا مثل إيفلين ووه وسومريست موم - قدمت الرواية صورة عن أدنى شريحة من الطبقة المتوسطة والعصيان الذي شنته على واقع الحال ممثلا بالدراسة الثانوية الحرة وصعود دولة الرفاهية. وفي مقال منشور في صنداي تايمز شن موم هجوما حادا ليس على جيم ديكسون فقط، وإنما على عالم الضواحي الخاص بالبروليتاريا ذات الياقة البيضاء والتي اعتقد أن ديكسون يمثلها. قال موم في مقاله: إنهم لا يذهبون إلى الجامعة طلبا للثقافة، ولكن للحصول على عمل، وبعد أن يكون لديهم عمل، يتخلون عنه. وليس لديهم أخلا،ق وهم غير مؤهلين للتعامل مع أي واجب اجتماعي. وفكرتهم عن الاحتفالات يمكن اختصارها بزيارة البيوت العامة وشرب ستة كؤوس من الجعة. إنهم تافهون، وضارون، وحاقدون.. والإحسان والدماثة والكرم صفات ينظرون إليها باحتقار. هم نفايات. زبالة(2). وبالاستطراد انتقد موم كينغسلي إيميس. وبنظر نقاد الرواية، كان ديكسون الذي لا يثق بالنخبة التي تشرب القهوة وتحن لأوروبا، والذي يحب شرب البيرة والموسيقا الشعبية والجنس، يعكس صورة مبدعه ويشير لصعود اللامنتمي الذكي والمجتهد - الشاب الذكي وصياد الفرص غير المكافح، وصاحب الميول لإرضاء نزواته دون أي احترام أو عاطفة إيجابية تجاه الطبقة العليا.

الشباب الغاضبون

يجمع كينغسلي إيميس صراحة الحركة وكراهية التكبر والخيلاء مع صورة الشريحة المتدنية من الطبقة المتوسطة وما تتصف به جماليات في صيد وانتهاز الفرص. وهو ما تجده كله في شخصية جيم ديكسون. وهكذا وجد إيميس نفسه في صدارة جماعة جديدة من الكتاب، وبالتحديد جماعة الشباب الغاضبين. 

كان أول من وضع مصطلح “الشباب الغاضبون” مدير المنشورات في صالة المسرح الملكي (رويال كورت ثياتر) وذلك للترويج لمسرحية “انظر إلى الخلف بغضب” عام 1956، للمسرحي غير المعروف حينها جون أوزبورن. واشتهرت هذه الصيغة، ثم أطلقت أيضا على كتاب الطبقة العمالية الشابة وكتاب الشريحة المتدنية من الطبقة العمالية. وكان الهدف من هذا الاسم تبديد أي صلة لهم بالقيم والمثل التي تبناها المحافظون والطبقة الحاكمة. وأشهر أعضاء الجماعة كان: كينغسلي إيميس وأوزبورن وكولن ولسون، وكان الأخير قد أصبح أشهر من نار على علم في أعقاب صدور كتابه “اللامنتمي” عام 1956. وفي الحقيقة لم يكن أحد ممن حمل هذا اللقب مرتاحا له. ولم يكونوا يعرفون بعضهم بعضا أو يتابعون كتابات بعضهم بعضا - وكل الإشارات تؤكد على تباعد وانعزال أفراد الجماعة. فهي حلقة متخيلة ومصنعة وليست فعلية. ولكن كانوا يشتركون بنقطة واحدة: أنهم جميعا من مواليد العشرينات وبواكير الثلاثينات. وهذا يعني أن سنوات المراهقة بكل ما فيها من عنفوان وتمرد تزامنت مع فترة الحرب وخدمة العلم. كما أنهم كانوا أول جيل من الكتاب الذين نشرت كتاباتهم في وقت انحدار المؤثرات البريطانية حول العالم. وبهذا المنحى لا نستغرب أنهم لم يكونوا جزءا من العقلية المسيطرة والمتسيدة. ونفى إيميس أن يكون من “الشباب الغاضبين” واقترح أن هذه التسمية “من إبداعات صحفيين أدبيين لديهم خيال غامض”، ولكن تغلغلت التسمية في نمط اتجاه الحقبة وقدمت لزمرة من الكتاب مظلة ساعدت على تغطية نشاطاتهم الأدبية على نحو واسع (3).

ويمكن القول إن “جيم المحظوظ” حركت فن الرواية الراكد، بينما “انظر إلى الخلف بغضب” حركت مياه المسرح الراكدة. وفي تلك الفترة معظم المسرحيات كانت موجهة عن عمد لجمهور المحافظين. ويلخص تيرينس راتيغان وهو مؤلف مسرحيات مشهورة مثل “النسخة البنية” (1948) و“البحر العميق الأزرق” (1952) طبيعة هذا الجمهور بشخصية متخيلة هي “العمة إدنا” - عجوز نموذجية تزور المسرح دائما وتعرف ماذا تريد، وتبحث عن التسلية ولا تحب أن يصدمها شيء كئيب وواقعي ولا مشاهد مباشرة وصريحة.

وبالتعقيب على أهم مسرحيات عام 1954، وقبيل انفجار ظاهرة أوزبورن على الخشبة، قام الناقد المسرحي في السبيكتايتور برثاء موت روح الطموح والمغامرة في الدراما، وأكد “إن الصالة الإنكليزية تمر بمرحلة توحد وعقم”(4).

وكان أول عرض للمسرحية في 8 أيار 1956. وجاء الديكور بشكل كلوستروفوبي لشقة علوية في وسط إنكلترا، مع طاولة لكي الثياب، في مقدمة المسرح. وهو شيء بعيد جدا عن ديكور غرف الرسم وحساسيات الطبقة العليا والتي اشتهرت في إنتاج المسرح المعاصر آنذاك. وتابعت الحبكة حكاية زواج وحظوظ جيمي وأليسون بورتر. وركزت على حنق جيمي من حياته وثورات حنقه وغضبه وقرفه. ولم تكن كل المتابعات الصحفية إيجابية. فناقد الإيفننغ ستاندارد وصفها ”بحالة شر مثير للشفقة على الذات”. وآخرون مثل الناقد المعروف كينيث تاينان أبدى حماسة واضحة (5). وبرأي تاينان تقدم المسرحية: “شابا من فترة ما بعد الحرب كما هو حقا.. كل الصفات موجودة، صفات يئس المشاهد من رؤيتها على المسرح قبل الآن - وهي الاندفاع نحو الفوضى، والميول اليسارية بالغريزة، والرفض الأوتوماتيكي للموقف “الرسمي”، والأخلاق السريالية... والبداهة السريعة، وعدم الحماسة لأي معركة تستحق أن تخوضها..”(6). 

وكانت فكرة تاينان بما يتعلق “بعدم الإحساس بحملة عسكرية” فكرة هامة جدا. كان هناك احتمال بعدة حملات يمكن لجيمي بورتر أن يشترك بها - ابتداء من حركة معاداة العنصرية، وحتى الاحتجاج ضد تطوير الأسلحة النووية - ولكنه وجه غضبه نحوه. إلى داخله. لم يكن هناك أي نشاط سياسي. ولا أي محاولة لاقتراح حلول للمشاكل. وفي كل الشخصيات الرئيسية التي صورتها مسرحيات وروايات “الشباب الغاضبين” كان هدف جيمي الأساسي منصبا على نفسه شخصيا. وكما قال المسرحي نويل كوارد:”أرغب لو علمت لماذا كان البطل مصلوبا على نحو فظيع ولأجل أية غاية؟”(7).

ما هو التأثير الذي لعبه “الشباب الغاضبون”؟.

في غضون ستة أعوام قبلت الساحة الأدبية مسرحية أوزبورن، وأصبحت إشارة على نقلة ثورية في ثقافة بريطانيا بعد الحرب. وبعدها ظهرت موجة من مسرحيات “غسل الأطباق القذرة” التي حمل لواءها كتاب مثل أرنولد ويسكير و شيلا ديلاني. ودخلت السينما على الخط كذلك وقامت بإعداد “انظر إلى الخلف بغضب” (1959) بالإضافة لروايات معاصرة ناقشت ثيمات مماثلة مثل “الغرفة العلوية” لجون برايان (1957)، مساء السبت صباح الأحد لألان سيليتو (1958) ونوع من أنواع الحب لستان بارستو (1960).

السؤال الآن: على المدى القريب كم بلغت درجة ثورية “الشباب الغاضبين”؟. بعد ثلاث سنوات من أول عرض لمسرحية “انظر إلى الخلف بغضب” أعيد انتخاب هارولد ماكميلان وحكومته المحافظة بأغلبية متزايدة. كان المسرح حينها فنا للأقلية ويأتي بعد السينما والتلفزيون. واعترف أوزبورن لاحقا أن “انظر إلى الخلف بغضب” كانت “عملا رسميا”، ومسرحية قديمة الطراز(8). ولكن عمله التالي وهو “المسلي” كان مكتوبا ليؤديه لورنس أوليفييه. وكان لهذه الترتيبات حافة مزدوجة. تمكن أوليفييه من إنعاش مهنته بلعب دور البطولة في مسرحية جديدة راديكالية، غير أن دور النجومية لأوليفييه ألقى لعنة المؤسسة على أوزبورن وعلى الشباب الغاضبين.

وكما نفهم من الاسم، الشباب الغاضبون، لم يتركوا مكانا هاما للنساء. وكتاباتهم عن الشخصيات النسائية كشفت عن عدائية لا يمكن التهرب منها: ليس فقط لم يسند دور مركزي لبطلة نسائية، وإنما أيضا كان التعامل معهن وعلى وجه العموم يتسم بعدوانية مرعبة، وكأنهن أشياء هامشية تابعة لرغبات الذكور. وفي “انظر إلى الخلف بغضب” يشخر جيمي بوجه زوجته فيقول:”أريد أن أقف بوجه دموعك، وأن أسبح فيها، وأغني. وأريد أن أكون هناك حينما تسقطين على الأرض”. (الفصل 2، المشهد 1). وحملت شيلا ديلاني، مؤلفة مذاق العسل” (1958) في بعض الحالات لقب “شابة غاضبة”. ومع ذلك هي استثناء لجماعة محورها من بين الذكور. وهناك فرق حاسم بين ديلاني والجماعة وهو ما لاحظته الناقدة ليندسي أنديرسون، فقد لاحظت أن الشخصية الأساسية في عمل ديلاني، وهي جو، مختلفة كليا عن “الشباب الغاضبين أبناء الطبقة المتوسطة، أو العصاة شديدي الأنانية”. وتقول:”جوزفين لم تكن من العصاة، بل هي إنسانة ثورية؟. حتى أن فكرة “الشباب الغاضبين” قد جاءت كنوبة من النباح الناقم على نظام الطبقات، والنخبة الأدبية، والمؤسسة التي كانت موضوع المسرحية. وما لا ينتابه الشك، في كل حال، أن <الشباب الغاضبين> عرضوا ما حولهم لهزة عنيفة ولفتوا الانتباه لكتاباتهم. وكانت رواية “جيم المحظوظ” من بين الأعمال الأكثر مبيعا، وأثارت “انظر إلى الخلف بغضب” عاطفة قوية حول الأدباء الذين ساروا مع إيميس وأوزبورن وأجبروا المؤسسة الأدبية على اليقظة والانتباه. ربما كان صوت “الشباب الغاضبين” مرتفعا وفظا ويائسا، غير أنهم قدموا للأدب مدخلا جديدا وساعدوا المسرح على استعادة علاقته بالحياة الحديثة.

 

..............................

غريغ بوزويل Greg Buzwell   مدير الأرشيف الأدبي المعاصر في المكتبة البريطانية. يكتب في مسائل الأدب القوطي للفترة الفكتورية. 

1- رسائل كينغسلي إيميس. إعداد زاخاري ليدير (لندن، هاربير كولنز، 2000). كينغسلي إيميس إلى فيليب لاركين. 18 تشرين ألأول، 1954.

2- الصنداي تايمز، 25 كانون الأول 1954.

3- إينكاونتير، تشرين الثاني 1968.

4- السبيكتايتور، 7 كانون الثاني 1955.

5- إيفننغ ستاندارد. 9 أيار 1956.

6- الأوبزيرفير. 13 أيار 1956.

7- ريشارد وايت. المواطنة: الهوية الوطنية في بريطانيا (1940-2000). لندن. ماكميلان. 2002. ص 303.

8- جون تايلور. الغضب وما بعده (دليل المسرح البريطاني الجديد). لندن. ميوثين. 1962. ص 40.

 

في المثقف اليوم