قراءات نقدية

دراسة في رواية (سيدات زحل) للكاتبة لطفية الدليمي

حيدر عبدالرضاالرؤية من الخلف الزمني وعلاقة تمثيلات رواية الصوت الواحد

المبحث (4)


مدخل:

حين نتصفح فصول وفقرات رواية (سيدات زحل) تباشرنا تقنية (الرؤية من الخلف) كحالة استعادية من وظيفة مسرودية محكيات السارد المشارك في النص، فهو يرى الأحداث الحاضرة من جهة ما من خلال بؤرة مركزية تشع من تفاصيل العالم والحقب التأريخانية . فالشخصية حياة البابلي كما قلنا سابقا، تحيط بكامل تفاصيل موضوعة الرواية الماضوية، كما لو أنها تباشر علاقة مزامنة أخذت تتبنى رؤية ذاتية غير محددة من أفق بواطن (السرد الذاتي / الزمان المكان = خلجات الراوي الأوحد) وهكذا تتابعا نجد الشخصية حياة البابلي تشكل بذاتها تلك الجملة من العلاقة التدويرية الواقعة ما بين نقطة الشخصية الروائية وموجهات مسرودية أحداث الشخوص الأخرى من الرواية .

الصورة السردية وعنف جغرافيا المدينة

بطبيعة حال فصول رواية (سيدات زحل) نواجه تجارب السارد المشارك، وهو يتمثل أقصى درجات استعادة وولادة التواريخ والأسماء والمواقف الغيرية، لتتحول حلقات المستعاد من الخلف إلى ترجيعات موقعية خاصة ومستبطنة في حدود تتخطى حسية تعاملات المحاور الحاضرية، من عين لغة المماثلة مع أهواء استعادة صور الماضي: (و أنا في سرداب البيت .. يختض جسدي .. أعجز عن التحكم فيه .. أتدثر ببطانيات ومعاطف وأرتجف  أشرب شايا ومغليات أعشاب أهيء حساء ساخنا فلا تتوقف رجفة الهلع .. من كابد رعب الحروب سيدرك ما أتحدث عنه . / ص28 الرواية) تقدم الشخصية حياة البابلي بسلاسة فائقة صورة تصلب بنية الوعي الأنساني لدى المرأة، خاصة في مستوى امرأة خاضت تجارب شاقة على مدى عقود مشبعة بالحروب والدمار والاعتقالات ووحشة الزنازن، وهذا الأمر جعل منها صورة ذاكراتية تستوعب كل أحوال التعايش والمعايشة والامتلاء بكل أسباب الحب والحرب والحلم بكينونة العشق المتسربل في أعماقها يمازجه طعم وروائح الموت وتسجيلات تفاصيل علاقة الأشياء: (في لحظات القنوط المريعة تلك تشهيت الموت .. قلت أموت وينتهي عذاب توقع الموت كل آونة .. وكنت أخرج من البيت .. أضيع نفسي في طرقات بغداد وأسواقها المهجورة وخاناتها العباسية وجوامعها الموصدة .. أصيح بين الأنقاض .. فلا أهتدي لشيء ولا أتعرف لغير الفناء يسري في الجدران والشجر أتمنى أن تنهار قواي من تعب وسط المدينة المذبوحة لأتلاشى فيها وتمتزج عناصرنا ففيها بدأت حياتي وبها أنتهي . / ص28 الرواية) .

1- الوظائف السردية ودلالات منظور السارد:

تنفرج العلاقات السردية في الرواية، عبر عشرات التفاصيل والأحداث والوقائع الجزئية، لتخلد في انقيادية الاستجابة اللاشعورية الكامنة في مسرود الذات الشخوصية حياة البابلي، فيما يبقى الرصد التصويري للروائي يشكل في ذاته اقترانا بواقع المدينة وبالعزلة الذاتية، تبعا إلى حالة الحضور التي قامت بها الشخصية حياة من قبل الشخصية حامد أبو الطيور: (ساعدني حامد أبو الطيور في مد سلك يوصل الكهرباء من المولدة إلى السرداب عبر النافذة الصغيرة .. وعندما يشتد القتال في الليل أضع شريط موسيقى في المسجل كي أغفل برهة عن الموت . / ص29 الرواية) وبقدر تخلص المحور حياة البابلي من وحشة أصوات الموت والظلام في قعر السرداب، فأنها صارت محكومة بالتخفي بمحكومية أقنعة الأسماء والترويج لها بأسماء مخالفة، وهكذا غدا لها أمر البحث عن عمها الشيخ قيدار بمثابة الأحجية الصماء، بعد أن يكون هو الآخر قد قام بنقل حقيقة أسمه وكنيته إلى جهة من المحسوبية الأسمائية المتنكرة: (في بغداد ما عدنا نملك براهين لأثبات من نكون حقيقة .. فالأسماء ما عادت تدل على معنى أو أحد .. كل الأنساب عرضة للطعن وكل الأعراق مرصودة لمكائد أعراق وطوائف . / ص29 الرواية).

2 - مفارقة تحولات الأسماء والعلامات النصية:

تنطوي مجموعة فقرات وحدات سرد الرواية، بما يكشف لنا عن مستوى حجم التغيير والاختلاف في شوارع مدينة بغداد بعد سقوط النظام الحاكم فيها، فالشخصية حياة البابلي أضحت تواجه مغايرات التفاصيل واختلاف أسباب ومبررات الأسماء والعلامات من شوارع مدينتها بغداد، امتدادا إلى مستوى انفعالاتها الذاتية المنفعلة والمندهشة من كيفية اختلاف المصائر والمقامات الآخذة في الانكسار والفقدان والخيبة من مدى أهوال ذاتها المفجوعة بمواقف حجم تلك التغييرات: (لا أعرف إلى أين تتجه خطاي .. مدينتي استحالت متاهة حين اختفت جميع العلامات والاسماء من طرقها .. أتخذت الشوارع أسماء جديدة وأختلطت الجهات.. أزيلت الساعات العامودية من الساحات واستبدلت صور الحاكم المهزوم بصور رجال ملتحين بعمائم ونظرات جامدة وعباءات وحلت محل شعارات الحزب الواحد عبارات دينية وطائفية تبشر وتنذر وترهب . / ص30 الرواية) ومع كل هذا الصخب من الدمار والانطباع المميت الذي غدا مغروسا في دواخل الشخصية حياة البابلي، تبقى مساحة استبطانات لحظات الأمل والحلم والحكي، تتصارع مع اختلاجات ذائقتها، اقترابا باختلاف موضوعات الحكايا المنتقاة، هي الأنثى التي تتحايل على موتها القادم، عبر مشهد قص الحكايا على لسان حالها داخل ووسط صمت جدران السرداب، وتتكرر لديها في كل مرة استعادة شريط رؤياها من الخلف الزمني الحاضر وعبر الزمن الذاكراتي الذي يختصر مغزى حكاياتها في صياغاتها اللحظوية الكامنة في الزمن الموحش: (لبثت أروى الحكايا للجدران والساعات والمرايا في السرداب وانصت إلى صوتي يتكرر مثلما تتكرر الصور في المرايا المتقابلة حتى لا تضيع حكاياتنا / لابد من وجود مستمعين أو حتى مستمع واحد ليثبت لي أنني حية وأن حكايتي تبلغ مسامع الآخرين وأنني سألقى الأمل في قلوب من ينصتون إلي وأبدد بعض وحشتي .. أطياف أهلي كانت تدور حولي في السرداب وتصغي إلي .. أسمع همهمات وآهات وبعض ضحكات تدحض بعض مخاوفي . / ص33 الرواية) فالعلاقة بين أنا الشخصية وفضاء المكان والذاكرة، هي علاقة الكل بالجزء، ذلك لأن الفضاء المكاني راح يتسع في مرايا اللوحة الذاكراتية، خاصة مع اختلاف دوافع الذات المستذكرة في تجاويف قعر السرداب . فيما تبقى حدود هذه الذاكرة تشكل في ذاتها الشخصية ابعادا جوهرية مؤلفة مزيدا من الإيحاءات والثغرات التبئيرية بكل وصلة ما من وصلات الآصرة المكانية والذاتية لدى الشخصية حياة البابلي .

المسرود العرضي والرؤية مع

تتبنى حلقات فصول رواية (سيدات زحل) المسرود العرضي في حدود استجابة توقعية خاصة، نعاين من خلالها سرد الشخصية المشاركة، أحداثا استباقية من زمن الحكي . فالروائية الدليمي تقدم ورقة مساوية لمعرفة الشخصية حياة في شأن حيوات ومصائر شخوص روايتها، لذا نجد من خلالها استقدام المادة الروائية، تواصلا ومحكيات الوعي الشخوصي لدى حياة البابلي ذاتها، كحال ما يبرز لنا في هذه الفقرات من النص: (حامد الأخرس أبو الطيور سيختفي بطريقة غامضة في عام 2007 بعد مغادرة راوية مع رجل مجهول تزوجته بصفقة ليخرج بها إلى الأردن  دون أن تخبر أحدا منا .. توليت رعاية قبائل طيوره التي ضربها اليتم مثل نساء بغداد بعد أن رعيت راوية وهالة ومنار وفقدتهن تباعا .. طيور الحب الصغيرة النزقة مرضت بعد اختفائه .. وكل ما مات أحدهما أنتحر الثاني من وحشة القلب .. الببغاوات قاومت لكنها لم تتقبل غياب حامد .. نتفت ريشها بغضبها وحزنها حتى ظهر جلدها المزرق . / ص35 الرواية) من الواضح أن الروائية لطفية الدليمي، كانت تتحكم بمرويات الزمن من خلال منح شخوص روايتها ذلك المد التدريجي الخاص من زمن تفاصيل حكايات حياة البابلي، التي قامت بتدوينها على هيئة كراسات روائية . فيما تبقى حياة البابلي في الرواية بمثابة البؤرة المركزية، التي من خلالها أو من خلال روايتها المكتوبة في الرواية، نستدرك ملامح هوية الزمن المضمر والمعلن من ظلال أحداث الرواية، ومن هذا المنطلق بالذات يصير بمقدورنا أن نرى لوحات وأمكانيات التمثيل السردي على أساس من حالة رؤية الواقع الروائي، ومن خلال حكايات الشخصية الكاتبة حياة البابلي، اقترانا بمرجحات الرؤية من الخلف الزمني، تزامنا مع علاقة تمثيلات رواية الصوت الواحد .

الكفاءة السردية في واقع الزمن المروي

أن مجليات الكفاءة السردية في أحداث الرواية، لربما تعيدنا إلى ذلك الزمن المستعاد من واقع المروي من شخصية حياة البابلي ذاتها، وعلى النحو الذي باتت تبلغنا فيه حياة البابلي حول إمكانية رحيلها إلى عمان، وسنرى كيفية إجراء إمكانية (الكفاءة السردية) في شكلها التقطيعي الفاعل والمتوحد وحدود تعاقبية مزامنة إلى موضوعة الشخصية حامد أبو الطيور وعادل شقيق لمى: (ست حياة .. عزيزتنا إذا غبت أو مت تكفلي برعاية طيوري .. ستحبك الطيور وبوسعك كسب ودها .. أنت التي غمرتي الجميع بحنانك وحلقت بنا في عالم من أحلام . / ص36 الرواية) في الحقيقة كانت هذه هي نصية رسالة حامد أبو الطيور إلى حياة البابلي وهي خارج محل إقامتها في بغداد، في حين أنها بعد مغادرتها لبغداد أعهدت مهمة رعاية الطيور إلى الشخصية هشام الذي أساء رعاية طيور حامد في واقع الأمر، كما تخبرنا الرواية، وتبعا لهذا نرى كيفية تواصل حياة البابلي في سرد أحداث الرواية داخل محفوظات مذكراتها الروائية، فهي تبين لنا حادثة سماعها إلى شقيق لمى عادل حين سماعها لصوته صباحا: (عندما استيقظت ذلك الصباح أفزعني صوت رجل مجروح يناديني ويولول لدى باب حديقتنا .. كان عادل شقيق لما:  ست حياة، ست حياة، أختي لمى ماتت .. أنتحرت .. ست حياة تعالي أرجوك .. خرجت مخبولة:  ماذا تقول؟ لا يمكن، كيف؟ لمى لن تفعلها، مستحيل، . / ص36 الرواية) يتبين أن الشخصية لمى من خلال محكي الرواية، هي من أضرمت النار في ثيابها تاركتا رسالة توضح فيها عن كيفية توصلها إلى قرارها في الانتحار، وعلى حد تعبير الرواية نكتشف بأن لمى كانت قد اختارت موتها بإرادتها خيرا لها من الموت على أيدي القتلة: (اخترت نهايتي بنفسي .. لا تحكموا علي ولا تدينوني . / ص37 الرواية) على أية حال تخبرنا الشخصية الساردة حياة البابلي بعد قراءة وصية رسالة لمى لها بدفن أو إعطاء آلة الكمان إلى فرقة السيمفونية، إلا أنها أي حياة البابلي أثرت الاحتفاظ بها خلافا لوصية لمى لها، مع آلة عود عمها قيدار .. وعلى هذا النحو من السرد، أخذت حياة البابلي تسرد لنا حكاية مرورها عبر سطح دارها إلى قعر السرداب في سياق بات يشكل دليلا على وحشة تلك اللحظات من أطياف حياتها المكبوتة ما بين صوت الأنا الشاهد وكفاءة سردية السياق النصي المرصوف إلى جهة علاقة الموت والحياة .

الراوي المشارك ومسافة تدوين وجهات الحكي

الملحوظ من أحداث رواية لطفية الدليمي، أنها تجسد مساحات من الزمن السردي ضمن علامات الحكي ووجهاته في صوت السارد المشارك، إي حدوث تداخلية للزمن ذاته في إطارية السرد العام، رصدا لتمظهرات البناء الحكائي، وليس إلى تدرج السرد في بناء الافضية الزمنية ورصد خطية الأحداث، والملفت في أحداث الرواية أن الغلبة في خطاب عائدية الصوت الواحد الذي هو حينا يسرد ويبئر وحينا آخر يقوم بتنظيم عملية كفاءة السرد بين باقي الشخوص والأحداث الروائية . غير أن هذا التمازج بين السارد والمبئر  أي بين الذي يتكلم والذي يرى  قد ينفصلا ليحل دور الناظم بسرد الأحداث من خلال منظور شخوص الرواية والأنا الشاهد . كما هو الحال في هذه الفقرات من النص: (وسط الهلاك الكبير لا شيء يبقيني حية سوى ترنحي بين الرؤى والذاكرة وأحلامي .. حلم لقائي المرتجى بناجي وحلم عثوري على عمي الشيخ قيدار .. وفي انتظار ذلك كنت أعمل في المؤسسة الأعلامية البغيضة التي لا أملك عنها بديلا لكسب عيشي وأنشغل بتدوين أحداث حياتنا .. وناجي هناك يعمل على كتاب  بغداد  الذي طالما حلم به إقرارا بعشقه لمدينة أحلامنا المتهاوية . / ص40 الرواية) تبدو رواية (سيدات زحل) في دليل مشروعها (الميتارواية) وكأنها حالة من حالات افتقاد الهوية الآنوية في مباحث رواية الممتد في مدار ومسار المصدر التأريخاني في مشروع الموؤل للرواية، والذي يعمل علة إيقاظ كوامن الشعور بفقدان الأصل المصدري، ولعل حالات بحث الشخصية حياة البابلي عن عمها الشيخ قيدار أو ناجي، تشكل لحالة من محاولة استعادة أصول البلاد أمتدادا إلى ما كانت عليه في سابق عهدها، ولقد حاولت الروائية الدليمي تحيين مشروطية انتاج ذلك الزمن ووصفه ضمن مؤشرات إحالية من تحولات أفعال ذوات مغيبة بالقوة التأشيرية للتأريخ، لذا غدا وصولها في المسرود المحكي، كواصلة مجردة في أفتراضية اللازمن: (سقوطها لم يبدد ذلك الحلم بل جعله ممكن التحقق ودفع ناجي للتشبث به فلم يتوقف عن بحوثه حول أشهر عشاقها في عصورها المختلفة الأخيرة واحتلالها .. وقال أن العشاق الذين عاشوا في عصرها الذهبي وعصرها الفضي وعصرها البرونزي والحديدي وعصر الرماد كانوا يسلمون جوهرتها من عاشق لآخر فلا ينال منها الغزاة والمحاربون والقتلة الذين ينشغلون بالنهب وتدمير المباني والقلاع والحصون ويردمون الأنهار ويدمرون الجسور ويحرقون بساتين النخيل .. ويلبث سرها محفوظا في قلوب العشاق . / ص40 الرواية) أن جوانية شعور السرد بالمسرود، يشكلان ذلك الفعل الذي يقوم به الوعي الروائي في أبعاد المشار إليه . فالشخصية المشاركة في مسار نمو السرد، تحيلنا نحو نقطة للبداية أو اللحظة التي ندرك من خلالها أمكانية استعادة ذكرى الأشياء عبر منظور (الأنا السارد) كفاعلية تجسد داخل المحكي منظورية التحيين الزمنية التي من شأنها تقديم خلاصة متميزة ومرتكزة في وظيفة دال (الشاهد التدويني) وصولا إلى استرسالية الحكي كمعادل بطريقة مرسل الحكي ذاته إلى جهات من الاشتغال بوحدات المسرود إليه: (وعدته أن تكون الأخبار والقصص والأساطير التي جمعتها من كراسات عمي قيدار وأخوتي وقصص البنات كتابا هو توأم كتابه عنها .. وما سأكشفه عن بغداد في كراساتي وما تضمنته طوالعنا تحت نحس زحل وأفلاك الحروب وحظوظ الغرام  سيكون خاتم ارتباطنا وسفر مصيرنا وقد يكون الكتابان بيتنا أن استحال لقاؤنا على أرض الأحياء . / ص40 ص41 الرواية) .

تعليق القراءة:

أن أحد القضايا الكبرى في رواية (سيدات زحل) للأستاذة الروائية الكبيرة لطفية الدليمي، هو ذلك التعلق بمادة وتقنية (تمثيلات رواية الصوت الواحد) غقترانا بوحدة المزامنة الذاتية في دليل التعاقب الزمني والمكاني في النص الروائي، فجملة وحدة الزمان والمكان وصوت الرواية الواحد، يشكلان أمكانية تحيينية في توجيه تتابعية الصوت الروائي داخل مناورات محطات الأزمنة والقصد التأريخاني وصولا إلى أواصر التمثيل السردي والتماثل في معرض الحصول على الكيفية الروائية الجادة كموضوعة تواصلية وتوصيلية مكثفة . أن استراتيجية المنظور السردي في حلقات فصول الرواية، مبعثها الأساس مجموعة مدونات داخل كراسات روائية، من شأنها الحديث والتنقيب في علاقة (الأنا الجمعية) بأواصر موقع تشكيل الذات الروائية في مشاهداتها للعالم، اعتمادا على اساس تلك التقنية من (الرؤية من الخلف) وامتدادا إلى مسكونية قلق السؤال والألتباس في وظيفة تجميع أزمان معنى مدينة بغداد في ماضيها وحاضرها كجهتان تحتلان من السرد الثنائية (البرانية  الجوانية) من قيمة الحكي الزمني الذي راح يشتمل على حاضرية عين السارد المدون لأفعال القول والحكي والشعور في بنية الزمكانية الاستعادية من إيقاع القلق والأغتراب الشخوصي لطرح الأسئلة القابعة في قلب حكاية تمثيلات رواية الصوت الواحد المتبلور بين نكبات تأريخ المدينة وإشكالية هويتها الدامية في فصول من جحيم الدم والنار .

 

حيدر عبد الرضا

 

في المثقف اليوم