دراسات وبحوث

الحسن البصري.. مثقف الروح المتسامي

ميثم الجنابيتقديم: هذه هي الحلقة الأولى مما وضعته تحت عنوان (تصوف ومتصوفة)،

الحسن البصري ليس صوفيا، بل هو جامع متفرد لحصيلة الثقافة الإسلامية في مجرى القرن الأول للهجرة. فقد جمع بين الفقه والتأسيس العقلي والنقلي للمفاهيم والقيم، وكان ممثلا كبيرا للاعتدال العلمي والعملي، ونموذجا أوليا كبيرا لسلوك الزهد الإسلامي. من هنا ظهرت بأثره شخصيات لعبت دورا كبيرا في تأسيس التيارات العقلية والعقلانية من قدرية ومعتزلة، وشخصيات روحية وضعت اللبنات الأولى لسلوك الزهد ومن ثم بروز فكرة الزهد العملية، ولاحقا الفكرية. وليس مصادفة ان تتبلور لاحقا في الثقافة الإسلامية العبارة القيميية القائلة "كوفيّ الفقه، بصريّ العبادة".

***

هناك شخصيات يرتقي اسمها ومعناها وصورتها إلى مصاف الحدس. بمعنى أن الجميع تقبلها كما هي حتى دون التمعن بما فيها او إدراكها بمعايير العقل النقدي. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن حياة الحسن البصري قد امتدت على مسار احدى المراحل الديناميكية الهائلة في صيرورة الخلافة العربية، من هنا يمكن تحسس وإدراك القيمة الروحية الهائلة الكامنة في شخصه وشخصيته التي جعلت منه، رغم اختلاف الفرق وصراعها الدامي آنذاك، مرجعية معقولة ومقبولة للجميع.

لقد تمثل الحسن البصري (ت- عام 110 للهجرة) تقاليد البصرة العقلانية والإنسانية، وجسّد في شخصه وشخصيته ما يمكن دعوته بالروح الثقافي المميز للتقاليد العراقية القديمة، أي كل ما سيجد تحقيقه في إبداع "الإمبراطورية الثقافية" التي وجدت تعبيرها الأكبر في المرحلة العباسية. فقد كانت المرحلة العباسية هي التجسيد الأمثل للروح الثقافي العربي. ولم يكن بالإمكان توقع هذا التحول العاصف لولا التحول الباطني العميق والمتراكم الذي صنعه أهل العراق في مجرى الصراع ضد الأموية، بوصفها انحرافا عن قيم الإسلام الأولى السياسية والاجتماعية والروحية والأخلاقية.

وليس مصادفة أن يتحول الحسن البصري إلى شخصية ملهمة في المرحلة الأموية والعباسية على السواء، وان يبقى حيا ما وراء هذا التصنيف الظاهري لتاريخ الثقافة العربية. فقد جسّد الحسن البصري احد نماذج الحقيقة القائلة، بان الإبداع الكبير هو إبداع روحي، بمعنى أن يتجاوز ويذلل عقد الزمن السياسي لينقله إلى مصاف التاريخ الفعلي للأمم. وليس هناك من تاريخ فعلي للأمم غير إبداعها الثقافي. وإذا كانت الأموية هي احد النماذج الخربة لتخريب الروح الثقافي، من هنا تراكم الفكرة النقدية وروح الاحتجاج والرفض الذي امتاز به أهل العراق في مواجهتها. بحيث تحولت قواه الحية إلى "خوارج" و"روافض" و"أهل أهواء" وما شابه ذلك من أوصاف تشير من حيث مضمونها التاريخي الثقافي الفعلي إلى روح الخروج والرفض والمواجهة العقلية الحية لنفسية وغريزة التسلط والاستبداد. بحيث طبع ذلك مضمون ومسار الثقافة العربية (الإسلامية) بوصفها ثقافة تحد جسدي وروحي، وثقافة تمرد عقلي ونقد متنوع لكل ما تعتقده انحرافا عن الحق والحقيقة. ولم يكن كل ذلك معزولا عن الشخصية العراقية. فقد طبعت الأخيرة وحددت مسار الثقافة العربية الإسلامية الراقية، التي كان الحس البصري من بين شخصياتها الأولية الكبرى. فقد جسّد في ذاته وبذاته معنى التحدي والالتزام الشخصي بنتائجه. وفي الوقت نفسه حقق في أقواله وأعماله فكرة الكل والعام والأمة وحقائق الروح الأبدي.

ولد الحسن البصري عام 20 للهجرة، قبل يومين من بقية خلافة عمر بن الخطاب. وبهذا تكون ولادته قد رافقت الاستكمال والاستتباب الأول لفكرة الخلافة الإمبراطورية بوصفها جزء من صيرورة الإمبراطورية الثقافية. إذ لم تكن الوحدانية الإسلامية المتغلغلة في فكرة الغزو، سوى الباعث الروحي الكامن في صيرورة الخلافة الإمبراطورية، أي الخلافة المحكومة في أبعادها السياسية بفكرة الرشد والإرشاد، وفي أبعادها الدينية بفكرة الأمة الواحدة المتحررة من مختلف مكونات "الجاهلية". ومن ثم، فإنها كانت تحتوي في أعماقها على مرجعيات الروح الثقافي. وبالتالي كانت ولادته مرادفة لإرساء بداية القرن التأسيسي للدولة الكبرى. وهو تأسيس كامن في صيرورته الفردية وكينونته الفردانية. ومنهما تراكمت شخصيته الروحية والاجتماعية والسياسية، التي جعلت منه احد ممثلي الاحتجاج الأخلاقي والروحي المنظم على خروج الأموية عن صراط الرشاد في إدارة شئون الدولة ومنطق مرجعياتها الأولى القائمة في أولوية وجوهرية الشريعة والنظام وفكرة الأمة الجامعة.

إن الأرواح الكبيرة للمثقفين هي صيرورة متراكمة في مجرى إدراك القيم السائدة في مظاهر البشر وبواطنهم. وهو إدراك يؤدي بالضرورة إلى نقد الواقع من خلال انتفاضة الجسد واحتجاج العقل. وحالما ترتقي وحدة الانتفاض الحسي والاحتجاج العقلي إلى مصاف الإدراك الأخلاقي، حينذاك يبدأ الروح في احتجاجه الخاص. لكنه احتجاج خلافا للعقل والجسد، عادة ما يحفر قنواته العميقة صوب بحار الحكمة، أي نحو عوالم بلا أوهام وأهواء. وهي المقدمة الضرورية لصنع إرادة فاعلة في عوالم الخيال المبدع.

وعادة ما يتوقف حجم ونوع وعمق ومدى هذه العوالم على قدر ما في تاريخ الدولة والأمة من مساع إمبراطورية. فالشخصيات الكبرى هي الوجه الآخر للمساعي الإمبراطورية والنزعة الكونية. فإذا كانت الإمبراطورية الأموية هي نتاج معارك القوى الاجتماعية والسياسية والروحية للخلافة في مجرى القرن التأسيسي الأول، فإن الحسن البصري كان وجهها الآخر.

إننا نعثر فيه على الصفة الفردية والفردانية لإمبراطورية الروح المناهضة لسلطان السلطة المستبدة. وذلك لأنه جسّد بذاته خزين معارك القرن الأول وصراعاته وبحثه عن البدائل، أي كل ما كان يحتدم في أعمق أعماق النفس واشد مظاهرها بروزا في حل إشكاليات الوجود الطبيعي والماوراطبيعي للفرد والجماعة والأمة والدولة. الأمر الذي جعل منه في العرف الإسلامي العام احد المصادر الكبرى للفكرة الإسلامية المتسامية رغم تباين المواقف السياسية منه. وهو أمر طبيعي. فالشخصية الكبرى، التي تنذر نفسها من اجل صنع "الإجماع" عادة ما تصبح احد مصادر الخلاف الأكبر. وهو القربان الروحي الضروري لكي تتكامل الدولة بمعايير الحق والمثقف بمعايير الحقيقة.

لقد جسّد الحسن البصري في ذاته نموذج المثقف المتسامي عن صراع القوى الحزبية ونزوعها الضيق وأوهامها وأهوائها وظنونها الجازمة! مما جعل منه نغما متموجا في دبيب النفس الاجتماعية والعقل الحر والروح الأخلاقي. بحيث جعله ذلك على الدوام محل الاحتكاك والحراك، كما جعله قريبا من الجميع وبعيدا عنهم. أما في الواقع فان القرب والبعد ليسا إلا الصيغة الظاهرية عن حقيقة بعده عن الباطل والخطيئة والرذيلة، وقربه من الحق والصواب والفضيلة. وهو اقتراب وابتعاد فرداني، أي متحرر من أوهام وأهواء العامة والخاصة. ومن الممكن العثور عليه في احد أجوبته عندما قيل له مرة:

- يا أبا سعيد! صليت؟

- نعم!

- لكن أهل السوق لم يصلوا بعد؟!

- ومن يأخذ دينه من أهل السوق؟!

بمعنى تمثيله لمسار الرؤية الفردية المسبوكة بمعايير المعاناة الفعلية للحق، أي تمثله للحقيقة القائلة، بان المعاناة هي التي تجعل الحياة سهلة بسيطة كالماء والهواء والنار والتراب. وذلك لأن الحياة الخالية من معاناة كبرى هي ركود وملل. ومن ثم فهي كآبة قادرة على سحب بريق الرأفة والحنان والرقة والجمال من كل مشاعر الجسد وقلق الوجدان وتأمل العقل، أي من المكونات الضرورية التي تبعث في الوجود حرارة المعنى وقيمته بالنسبة للمصير والتاريخ على السواء.

وليس مصادفة أن نعثر في أكثر من تقرير مقارن له عن إشارة إلى ما "أدركه"، أي رآه وتحسسه وعاينه وعايشه وتأمله وتفكر به. من هنا كلماته العديدة التي يشير فيها إلى الأسلاف، ولكن بمعايير التجربة الفردية والتأمل الحسي والعقلي الحر. من هنا ارتقائه في سماء الثقافة العربية الإسلامية بوصفه احد مصادرها وأعلامها الكبرى. كما لو انه تجسيد للحقيقة القائلة، بان الأنبياء حالما تموت تحيى في ذاكرة الأجيال والأمم بما يتناسب وذوقها التاريخي. من هنا شيوع الصيغ العديدة والمتنوعة في مظاهرها، والمتوحدة في مضمونها عنه بوصفه صوت التاريخ والحقيقة والروح الأخلاقي للأمة. لهذا قيل عنه، بأنه في الليلة التي مات فيها الحسن البصري شاهد البعض كما لو أن أبواب السماء مفتوحة، وكأن مناديا ينادي "ألا أن الحسن البصري قدم على الله وهو عنه راض". وهي الصيغة الرمزية المعبرة عما فيه من مفاتيح قادرة على فك مزلاج الوجود بفكرة الرضا الجوهرية للرؤية الإسلامية. إذ ليس الرضا سوى الوحدة المتجانسة للحرية والإرادة في المواقف. ومن ثم لا يعني رضا الله عنه سوى الصيغة اللاهوتية عن قبول التاريخ والروح له بمعايير وحدتهما التي جسدها الحسن البصري نفسه في صيرورته الفردية وكينونته الذاتية. وبالتالي لا تعني انفتاح أبواب السماء سوى الإطلالة الجميلة لاسترقاق السمع إلى صوت الحقيقة والتاريخ والروح الأخلاقي والأمة المتمثل في شخصية الحسن البصري.

ذلك يعني انه بلغ الحالة التي جعلته عروة اليقين والسعادة المحتملة بالنسبة لأرباب الإرادة الحرة والأخلاق المتسامية، بحيث قال عنه الشعبي:"ما رأيت مثل الحسن فيمن رأيت من العلماء إلا مثل الفرس العربي بين المقارف! وما شهدنا مشهدا إلا برز علينا". وهي عبارة تشير إلى تميز الأصيل عن المزيف. ولا معنى لهذا التمايز هنا سوى ما يتعلق بصيرورة الشخصية وأثرها الفعلي بالنسبة للروح الثقافي، التي جعلت الحسن البصري ممثلا لدراما الانتقال العاصف في تاريخ الدولة والأمة والثقافة.

فقد تمثل الحسن البصري تقاليد الرؤية التوحيدية في مرحلة الانتقال الدموية من فكرة الرشد إلى فكرة السلطان، أي الانتقال من براعم الفكرة العامة للدولة والأمة القائمة على جوهرية الاجتهاد العقلي والعملي المحكوم بمعايير وقيم الشريعة الإسلامية إلى أولوية التسلط المتحرر من فكرة القانون العام. من هنا إلغاء فكرة الدولة والأمة بالمعنى الدقيق للكلمة. بحيث حوّل زمن الأموية إلى دموية حروب خارجية وداخلية. وهي الحالة التي جرى تحسسها من جانب المثقفين المسلمين الكبار على أنها خروجا عن منطق الحق وروح الإسلام. وقد يكون الحسن البصري هو احد اكبر ممثلي هذا التيار الذي تذوق طعم المرارة القاسية في هذا التحول الدرامي وواجهها بأسلوب متميز في المواقف النظرية والعملية. الأمر الذي جعل منه نموذجا متميزا وأصيلا في تمثل دراما المرحلة ومواجهة رذائلها الهائلة. مما وجد انعكاسه في شخصيته باعتبارها نموذجا فرديا معبرا عن تأمل الثقافة الورعة لنفسها في مراحل صعودها المتشنج وصراعها الدموي. من هنا تحوله إلى احد المصادر الكبرى للفكرة الصوفية. ومن هنا أيضا قول الثقافة الصوفية اللاحقة عنه بان الحسن البصري هو احد الثمانية الذين انتهى إليهم الزهد من التابعين. غير أن مأثرته تقوم في رفعه ممارسة الزهد إلى مستوى الرؤية الفلسفية والعملية. من هنا يمكن فهم قول أبو طالب المكي، بأن بداية الزهد كانت مجالس الحسن البصري، حيث "يخلو فيها للذكر مع إخوانه وأتباعه من النساك والعباد في بيته مثل مالك بن دينار وثابت البناني وأيوب السختياني ومحمد بن واسع وفرقد السبخي وعبد الواحد بن زيد. فيقول :هاتوا انشروا النور! فيتكلم عليهم في هذا العلم من علم اليقين والقدرة وفي خواطر القلوب وفساد الأعمال ووسواس النفوس". وهو كلام كان يبدو "غريبا" آنذاك. وقد كتب المكي بهذا الصدد يقول "إن الحسن البصري أول من انتهج سبيل هذا العلم (التصوف) وفتق الألسنة به ونطق بمعانيه واظهر أنواره وكشف به قناعه. وكان يتكلم بكلام لم يسمعوه من احد من إخوانه. فقيل له:

- يا أبا سعيد! انك تتكلم في هذا العلم بالكلام لم نسمعه من احد غيرك! فمن أين أخذت هذا؟

- من حذيفة بن اليمان!"

وهي إجابة تعكس ارتقاء الروح التلقائي في مجرى تأمله للتاريخ والحقيقة. كما أنه ارتقاء ارتقى بالحسن البصري إلى مصاف المعلم الأول للروح الإسلامي الإنساني. من هنا كان صمت الحسن البصري ونطقه نقدا كليا متكافئا للجميع. بحيث جعل منه ممثل الاحتجاج الأكبر في مرحلة الانتقال العاصفة من الخلافة إلى الملك. وهو احتجاج كان يسعى أولا وقبل كل شيء إلى محق الغربة البليدة عن معاناة الأسلاف والتاريخ ومصالح الأمة وتراث الحقيقة. كما لو انه أراد القول، بأنه لا غابرين في التاريخ غير غبار الجهل وخواء العزيمة والخروج على منطق الأخلاق المتسامية. وهي مظاهر لا قيمة لها أمام ما تتوصل إليه الحكمة بوصفها استنطاق النفس الحرة. من هنا كان في احتجاجه أشبه ما يكون بالرمال المتراكمة للكينونة الإسلامية في قدرتها على امتصاص غبار الفتنة وحطامها التي كانت ترمي بها أفعال الأموية الهوجاء على سواحل الحياة الفعلية للروح. كما كان هذا الاحتجاج يكشف في كل مظاهره وخفاياه ولوامعه وملامحه ضحالة شواطئها وأمواجها. كما لو انه أراد القول، بان الأموية لا يمكنها أن تكون بحر الأرض ولا قمر السماء. لهذا كانت أمواج المد والجز العارمة تجري في أوهامها. وهو السبب القائم وراء عدم قدرتها على تحسس دور هذه الأمواج وما فيها من حياة وحيوية في صقل قاع الوجود وسماءه.

قدم الحسن البصري في تعريته للنفس وفضحها، أسلوب ما يمكن دعوته ببكاء الوجود والعدم. وهو أسلوب يستمد أصوله من بلوغ الحكمة بوصفها خروجا على العقل بمعاييره. بمعنى بلوغ حدس الذات الخالصة من شوائب العابر والغابر. إذ ما هو السرّ الذي يجعل، على سبيل المثال، آيات القرآن أكثر قربا إلى قلوب المريدين؟ وعبارات المسيح أكثر إثارة للروح والذاكرة؟ وإيماءات بوذا العملية اشد توهجا بالنسبة للخيال؟ إنها الوحدة الحية للكلمة والمعنى، أي حدس الذات الخالص من شوائب العابر! فكلما يرتقي المرء في مدارج المطلق، كلما يصبح الوجود حدثا عابرا أو وقفة في وجود الكون، أي لحظة زائلة في الأبد! وهي المفارقة التي يلتاع فيها الروح، ويسجد العقل أمام إشكالاتها. كما انه السبب الذي يجعل الصراخ والصمت مظاهرا من مظاهر بكاء الوجود والعدم. بمعنى إدراكه إنهما شيء واحد من حيث المبدأ والمعاد، وأن القوة الوحيدة القادرة على ربطهما بصورة متجانسة هي الإرادة الحرة بوصفها إخلاصا للحق والحقيقة

حقق الحسن البصري في مواقفه وآرائه وأحكامه وحياته ومماته الحقيقة البسيطة القائلة، بأنه كلما يسير الإنسان في دروب الحرية والإخلاص للفكرة المتسامية كلما يقترب من الطبيعة بما في ذلك في المظاهر. مع ما يترتب عليه من محاولات حثيثة لتهذيب وتشذيب الروح عبر معاناة الجسد في فعل ما يراه العقل ضرورة وحقا. وهي العملية التي تنتج ما يمكن دعوته بروح الإخلاص للمبادئ الكبرى. آنذاك يمكن رؤية بريق القمر في عينيه، وأشعة الشمس في جبينه، والمعاناة على وجنتيه وأخدود التاريخ على خديه.

***

ميثم الجنابي

 

في المثقف اليوم