دراسات وبحوث

كيف عني نحاة الأندلس بالثقافة المنطقية؟ (1)

محمود محمد عليعُنى الأندلسيون عناية فائقة بجميع أنواع العلوم في تاريخ الحضارة الإسلامية، من علوم الدين واللغة والأدب والنحو والصرف والتاريخ وعلوم الطبيعة والطب والموسيقى والهندسة والرياضة والفلك والمنطق والفلسفة، وكانت علوم الدين واللغة أساساً للتربية العقلية، فكنت لا تجد طبيعياً ولا فيلسوفاً إلا وله علم بالفقه والنحو والشعر.

ولقد ازدهرت دراسة النحو فى الأندلس ؛ حيث كان للنحو مكانة سامية ومنـزلة رفيعة لدى الأندلسيين، فكانوا يعدونه أصلاً من أصول ثقافتهم وكان العالم عندهم لا تكون له قيمة في نظرهم إلا إذا كان بارعاً فى علم النحو ؛ يقول "ابن سعيد المغربى" : "وهم – أى فى الأندلس – كثير، والبحث فيه (أى فى النحو)، وحفظ مذاهبه كمذاهب الفقه، وكل عالم فى أى علم لا يكون متمكناً من علم النحو بحيث لا تخفى عليه الدقائق فليس عندهم بمستحق للتميز ولا سالم من الازدراء".

وكانت بداية الاتجاه النحوي فى الأندلس في منتصف القرن الثاني الهجري، فكان أول مَن جمع بين علوم الدين واللغة " أبو موسى الهوارى" في خلافة "عبد الرحمن بن معاوية"، فلقى الإمام مالكاً وأقرانه من الأئمة، كما لقى الأصمعي وأبا زيد وأقرانهما.

وبدأ النحو فى الأندلس كما بدأ في المشرق عبارة عن قطعة مختارة فى لفظ غريب يشرح، أو مشكلة نحوية توضح على النحو الذى نراه في "أمالى القالي" و"الكامل للمبرد"؛ ثم ألفوا نحواً فى مسائل جزئية، كما فعل "أبو على القالى" نفسه فى "فعلت وأفعلت"، والمقصور والممدود، وكما فعل "ابن القوطية" فى كتابه " الأفعال".

ويعد "جودى بن عثمان"، أول نحوى بالمعنى الدقيق ؛ حيث رحل إلى المشرق وأخذ عن الرياشى، والفراء، روى عن "الكسائي" كتابه واستصحبه معه فى عودته إلى القيروان، غير أنه اتجه إلى قرطبة وسكن فيها بعد قدومه من المشرق، يعد أوّل من أدخل كتاب الكسائي فى الأندلس، كان نحوياً عارفاً أدّب فى قرطبة أولاد الخلفاء، وتصدّر فيها لإفادة الطلاب فى النحو، وألّف كتاباً فيه، توفى سنة ثمان وتسعين ومائة .

وفى مطلع القرن الثالث الهجري تكاثر هؤلاء القراء والمؤدبون، فتميز من بينهم "عبد الملك بن حبيب السلمى" (ت:238)، وكان إماماً فى الفقه والحديث والنحو واللغة. ولكنه كان جامعاً لضروب الثقافة الإسلامية وقد ذكره "ابن الفرضي" في كتاب " طبقات الأدباء " فجعله صدراً فيهم وقال :" انه كان فقيهاً مفتياً نحوياً لغوياً نسابة اخبارياً عروضاً فائقاً شاعراً محسناً مترسلاً حاذقاً .

وخلال هذه الفترة كان النحاة الأندلسيين قد اعتنوا بالنحو الكوفي، وقدموه علي النحو البصري، ولم تكن العناية بالنحو الكوفي من فراغ ؛ بل كان أمر له مبرراته وأسبابه، أهمها هو أن مدرسة البصرة التي أسست النحو قبل مائة عام تقريباً من نشأة مدرسة الكوفة التي كانت قد اكتملت آراؤها النحوية، وتبلورت وأصبحت منتشرة في البلاد. ولما جاء الأندلسيون لطلب النحو من المشارقة، كان النحو الكوفي وقتذاك في بداياته، وكانت الآراء النحوية المطروحة بسيطة غير معقدة تلائم مستواهم العلمي في مجال النحو فأخذوا بها، لسهولتها لذلك كان اهتمامهم بالنحو الكوفي متقدماً علي البصري في البداية .

ومضت السنون والنحو الكوفي يسيطر علي الساحة الأندلسية حتي اشتدت سواعد الأندلسيين ووجدوا أنهم قادرين علي تجاوز النحو المختصر، إلي النحو الآخر، وهو نحو البصرة وقياساته وأحكامه، ليتخلصوا من الفوضى التي يوقعها بعض دعاة النحو الكوفي باعتمادهم الصارم علي قاعدة بمجرد سماع مثال واحد فقط، وهذا الأمر أوجد الاضطراب والفوضى في النحو العربي، وأفسد سماع الكسائي – شيخ المدرسة الكوفية – للشاذ الذي لا يجوز إلا في الضرورة وجعله أصلاً يقيس عليه، أفسد النحو العربي، لذلك وجه علماء الأندلس جهودهم نحو البصرة وعلمائها فأخذوا النحو البصري الذي طبع به نحوهم فيما بعد .

ويعد العالم " الأُفشَنيق محمد بن موسى بن هشام"  المتوفى سنة 307هـ،أول من اهتم من الأندلسيين بالنحو البصري ؛ حيث يروي عنه أنه سافر إلى المشرق ولقى "أبا جعفر الدينورى"، وأخذ عنه كتاب سيبويه، وبدأ يقرئه بقرطبة لطلابه.

وفى أواخر القرن الثالث حاول "أبو موسى بن هاشم " المتوفى سنة (307هـ) أن يدخل إلي أرض الجزيرة كتاب سيبويه ؛ وما إن دخل كتاب سيبويه أرض الأندلس إلا وقد ذاع صيته وعمت شهرته، حتي وجد له بين العلماء من يتلقاه شرها، فرحاً بغنمه الجديد، فوجه الكثير من علماء الأندلس جهودهم نحو الكتاب الوافد عليهم من المشرق، وذلك بشرحه أو الاستدراك عليه أو دراسته وتدريسه، وقد بلغ الشغف بكتاب سيبويه مبلغه " حتي كان الناس يتساءلون هل يقرأ كتاب سيبويه، فإن قيل لا، فيقولون : لا يعرف شيئاً.

ولا يلبث " محمد بن يحيى المهلبى الرباحى الجيانى" المتوفى سنة (353هـ)، أن يفتح عصر الاهتمام البالغ فى موطنه بكتاب سيبويه، وكان يعاصره فى قرطبة أبو على القالى الذى نزل الأندلس سنة (330هـ)، وقاد فيها نهضة لغوية ونحوية خصبة.

فقد عرفت الأندلس منذ منتصف القرن الرابع الهجرى، أجيالاً من علماء النحو، ازدهرت بهم قرطبة، وأصبحوا قبلة الطلاب يأخذون عنهم الكتاب، فلم يُطِلّ عصر ملوك الطوائف إلا ومدرسة الأندلس النحوية قد استقرت، وغدا شيوخه يقفون على قدم المساواة مع شيوخ المشرق، وأصبح من النادر أن نعثر على من يطلب العلم عن المشارقة؛ حيث اتضحت معالم الدراسة اللغوية فى الأندلس واكتملت، وشعر الأندلسيون بأن لديهم حظاً موفورا منها، ولا أدل على ذلك من أن أعلام اللغة والنحو فى هذا العصر، وهم "ابن سيدَه "(ت 485هـ) و"ابن الأفليلى" (ت 441هـ) و"ابن سراج" (ت 489هـ) و"أبو الوليد الوقشى" (ت 489هـ) و"الأعلم الشنتمرى" (ت 476هـ) ، وللأعلم الشنتمري شروح عديدة على كتب النحو منها ( النكت )، وهو شرح لكتاب سيبويه وأيضا له شرح لكتاب الجمل للزجاجي . ومن أهم نحويي الأندلس الذين يدين لهم الدرس النحوي إلى يومنا هذا .

وعلى هذا أخذت دراسة النحو تزدهر فى الأندلس منذ عصر ملوك الطوائف، فإذا نحاتها يخالطون جميع النحاة السابقين من بصريين وكوفيين وبغداديين، وإذا هم ينتهجون نهج الآخرين من الاختيار من آراء نحاة الكوفة والبصرة، ويضيفون إلى ذلك اختيارات من آراء البغداديين وخاصة أبا على الفارسى وابن جنى، ولا يكتفون بذلك، بل يسيرون فى اتجاههم من كثرة التعليلات والنفوذ إلى بعض الآراء الجديدة.

ولقد نضج النحو فى القرن السادس الهجري، وذاعت شهرة الأندلسيين فيه. ومن بين هؤلاء ابن السيد البطليوسى (ت 521 هـ)، فكان يقرئ الطلاب فى قرطبة، ثم فى بلنسية النحو، وعنى بكتاب الجمل للزجاجى، و"ابن الباذش الغرناطى" (ت 528 هـ)، الذى كان ذا معرفة واسعة بعلم العربية، وصنف شروحاً على كتب مختلفة للبصريين والبغداديين، و" ابن عطية الغرناطى "، صاحب المحرر الوجيز، والمتوفى (541هـ)، و "أبو القاسم السهيلى"، المتوفى (581هـ) مؤلف نتائج الفكر، وغيره، و" ابن خروف"  (ت:609هـ) وابن عصفور الاشبيلي (ت:669هـ)، صاحب كتاب المقرب والممتع في التصريف وغيرها من الكتب المهمة في مجالي النحو والصرف، ومنهم ابن مالك الطائي الأندلسي (ت672هـ) صاحب الألفية المشهورة في النحو، وله كتب مهمة في النحو منها كتاب التسهيل، الذي نال اهتماماً بالغاً من النحاة فكثرت شروحه والتعليقات عليه . ومنهم أبي حيان الأندلسي (ت745هـ) صاحب المؤلفات المهمة في النحو لعل من أهمها كتاب "التذييل والتكميل في شرح التسهيل"، و"ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب" وغيرها، وكان أبو حيان إلى جانب ذلك مفسراً له أهم كتاب في التفسير اللغوي والبلاغي هو ( تفسير البحر المحيط ) الذي يعد بحق بحراً محيطاً وكتاباً موسوعياً في تفسير القران .

وهكذا برز الأندلسيون فى النحو وبرعوا فيه وأحيوا عصر الخليل وسيبويه كما يقول ابن سعيد، ولعل السر فى ذلك هو ما كان لهؤلاء من فطرة عجيبة فى قوة الذاكرة والحفظ التى اعتقد أنها من أثر جمال الطبيعة فى نفوسهم فكانوا فى عناية الاستحضار للمسائل البديهية".

والسؤال الآن : كيف انتقلت الثقافة المنطقية عند نحاة الأندلس؟

كان الانتقال علي مرحلتين : المرحلة الأولي  كانت عن طريق "ابن حزم"، حينما ألف كتابه " التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية،  بيد أن هذه المرحلة لم تكتمل بسبب النـزعة الظاهرية التي كان ابن حزم يعتنقها، الأمر الذي جعلته يدخل الثقافة المنطقية إلي العلوم بشكل جزئي وليس كلي بسبب رفضه للعلل والأقيسة الفقهية والنحوية، وهذا أدي بالكثير من النحاة الأندلسيين خلال القرنين الخامس والسادس إلي الإعراض عنها تماما، ومما عزز هذا الإعراض ثورة ابن مضاء الأندلسي الذي تبني ظاهرية ابن حزم بمحاولته إنكار العلل والأقيسة في النحو المشرقي.

والمرحلة الثانية بدأت بدخول كتب أبي حامد الغزالي المنطقية لأرض جزيرة  الأندلس  عن طريق تلاميذه ومريديه من أمثال أبو بكر بن العربي ومحمد تومرت اللذين أقنعوا الكثير من النحاة الأندلسيين بتبني مشروع الغزالي في مزج المنطق بعلوم المسلمين بدلاً من مشروع ابن حزم الذي أفسدته نزعته الظاهرية والتي أنكرت العوامل والعلل والأقيسة، ووجدوا مؤيدين ومشجعين لذلك من النحاة من أمثال ابن سيدة، وابن السيد البطليوسى، وابن الباذش،  وابن عطية الغرناطى، وأبو القاسم السهيلى، وابن عصفور وصولاً إلي ابن الأزرق (ت:896هـ) في القرن التاسع الهجري.

وعلي ذلك تدور محاور هذا المقال علي النحو التالي :

- موقف ابن جزم من المنطق الأرسطي:

- أدلة ابن حزم لإبطال القياس الفقهي :

-  مبررات نجاح مشروع الغزالي علي حساب مشروع ابن حزم:

- الثقافة المنطقية عند نحاة الأندلس (البطليوسي نموذجاً):-

أولاً- موقف ابن حزم من المنطق الأرسطي:

لو أننا استقرينا موقف مفكري الإسلام من علوم الأوائل، خصوصاً في القرنين الرابع والخامس الهجريين، لوجدنا أن الكثيرين منهم قد ثاروا علي الفلسفة عموماً ، والمنطق علي وجه التخصيص ." وقد ظهر الكفاح ضد المنطق في صورة معارضة خطيرة كل الخطورة، فاعُتبر الاعتراف بطرق البرهان الأرسططالية خطراً علي صحة العقائد الإيمانية، لأن المنطق يهددها تهديداً جدياً كبيراً . وعن هذا الرأي عبر الشعور العام لدي غير المثقفين في هذه العبارة التي جرت مجري المثل :" من تمنطق فقد تزندق ".

وقد بلغ هذا الاتجاه ذروته في السادس والسابع عند " تقي لدين عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح الشهرزوري (643هـ -677هـ)، حينما أصدر فتواه الشهيرة بتحريم المنطق والاشتغال به وبالفلسفة تعلماً وتعليماً ؛ فتساءل : هل أباحه واستباحه الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون والسلف الصالحون ؟ وهل يجوز استخدام الاصطلاحات المنطقية أم لا في إثبات الأحكام الشرعية، وهل الأحكام الشرعية مفتقرة إلي ذلك في إثباتها أم لا ؟..وما الواجب علي من تلبس بتعليمه وتعلمه متظاهراً به ؟ وما الذي يجب علي سلطان الوقت في أمره ؟ وإذا وجد في بعض البلاد شخص من أهل الفلسفة معروف بتعلمها وأقرانها والتصنيف فيها – فهل يجب علي سلطان البلد عزله وكفاية الناس شره؟ .

وقد أجاب ابن الصلاح علي هذا بأن :" المنطق مدخل الفلسفة – والفلسفة شر ومدخل الشر شر وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشرع ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدون والسلف الصالح وسائر ما يقتدي به .

ثم يجيب ابن الصلاح عن النقطة الثانية من السؤال، وهي استخدام الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الفقهية فيقول :" إنها من المنكرات المستبشعة والرقاعات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية افتقار إلي المنطق أصلاً وما يزعمه المنطقي بالمنطق من أمر الحد والبرهان فقائع قد أغني عنها الله كل صحيح الذهن، ولا سيما من خدم نظريات العلوم الشرعية . ولقد تمت الشريعة وعلومها، وخاض في بحر الحقائق والرقائق علماؤها، حيث لا منطق ولا فلسفة ولا فلاسفة ومن زعم أنه يشتغل مع نفسه المنطق والفلسفة لفائدة يزعمها فقد خدعه الشطان .

وكان من نتيجة هذه الفتوي تحريم النظر في كتب أصول الفقه التي مزجت فيها الأصول بالمنطق مثل :" البرهان " للجويني، و" المستصفي" للغزالي، وغيرهما من الكتب الأصولية الهامة .

وهناك فتوي لابن الصلاح تثبت هذا تمام الإثبات، فقد سئل عن كتاب من كتب الأصول ليس فيه شئ من علم الكلام ولا من المنطق، ولا ما يتعلق بغير أصول الفقه : هل يحرم الاشتغال به أو يكره ؟ وفي الواقع أن المقصود بهذا السؤال هو الجانب السلبي من المسألة، أي عدم إباحة دراسة كتب الأصول الممزوجة بالمنطق . أجاب ابن الصلاح بأن كتب الأصول إذا خلت من منطق أو فلسفة فمن المعلوم دراستها .

ويستطرد ابن الصلاح فيضمن فتواه بأن علي ولي الأمر أن يخرج معلمي المنطق الأرسطي من المدارس، وأن يعرضهم علي السيف حتي يستتيبوا .

تلك هي عناصر فتوي ابن الصلاح، كان لها من الأثر البالغ في العالم الإسلامي ؛ حيث يأخذ بها كل من خاصموا المنطق والفلسفة بعد ذلك . ونحن نعرف أن أبا الوليد الباجي – خصم ابن حزم المشهور – قد نصب نفسه عدواً للمنطق، وكيف أفتي بعدم جواز قراءته إلا لبيان فساده، فضلاً عن أنه هو الذي نقل إلي أهل الأندلس أن المنطقي ببغداد " مستحقر مستضعف"، وقد ذكر لنا ابن حزم نفسه أنه رأي " طوائف من الخاسرين شاهدهم أيام عنفوان طلبه، وقبل تمكن قواه في المعارف ... كانوا يقطعون بظنونهم الفاسدة، من غير يقين أنتجه بحث موثوق به، علي أن الفلسفة وحدود المنطق منافية للشريعة " ونستنتج من هذه العبارة أن اشتغال ابن حزم بدراسة الفلسفة والمنطق قد بدأ في مرحلة مبكرة من مراحل تطوره الفكري، مما يؤيد قول صاعد الأندلسي :" وكان ابنه الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر ...ثم نبذ هذه الطريقة، وأقبل علي قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، فعني بعلم المنطق ... وأوغل بعد هذا في الاستكثار من علوم الشريعة ".

وليس بدعاً أن  يكون المنطق من أوائل العلوم التي أقبل علي دراستها ابن حزم ، حيث كان من أهم أغراض المشروع الثقافي لأبن حزم  كما يذهب الكثير من الباحثين هو تأسيس الشرع على القطع، وضبط القواعد المتبعة فى العلوم الدينية، وهو مقصد لا يتأتى إلا بالاستعانة بعلوم الأوائل ومن بينها، وأهمها المنطق من حيث هو أداة ضابطة للتفكير، تضفى عليه الصرامة والدقة الضروريتين للحفاظ على هوية الشرع وعلى كما له وحمايته من خطر الإضافات والزيادات، لا على المستوى الشرعى فحسب، بل حتى على المستوى العقائدي ؛ حيث خطر التأويلات وتهد يدها ممثلاً فى الملل  والنحل التى جنحت عن الإسلام ديناً وسلوكا فى نظرا بن حزم مما يتطلب دعم العقيدة الإسلامية مجسماً فى علوم الأوائل  ؛ وبخاصة المنطق، وذلك من أجل بناء الشرع على القطع ودعم المنقول بالمعقول .  وللحديث بقية!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم