دراسات وبحوث

الجاحظ وبلاغة الروح القومي الثقافي (2-2)

ميثم الجنابيلقد اعطى الجاحظ للبيان قيمته التاريخية الثقافية وأثره بالنسبة للإسلام والقرآن. فقد كانت العرب ذو رفعة في فن الخطابة. وبهذا المعنى مهدت السبيل إلى بيان القرآن نفسه. فقد قال النبي محمد "إن من البيان لسحرا" في معرض رده على الزبرقان بن بدر على كلام عمرو بن الاهتم. بمعنى إن للبيان جماله التام. وأضيف له تكملة  بقول ينسب للنبي محمد: "إن من الشعر لحكمة". وبغض النظر عن الملابسات وإمكانية الوضع في هذه الأحاديث، إلا أنها لا تتعارض مع ما في الفكرة الإسلامية نفسها ومواقف وسلوك النبي محمد من تعظيم للشعر عند الحاجة. فهو لم ينتقد الشعر كما هو، بل سلوك الشعراء، أي كل من يغالي ويمدح ويهجو بما يتعارض مع الحق أو ينصر الظلم والباطل ويمجد القبيلة وكثير غيرها مما لا يليق بحقيقة جمال وجلال الشعر والبيان. باختصار، إن الموقف السلبي من الشعر هو الموقف من مرتزقته. وقد التقطت الرواية العربية بهذا الصدد أحداث وشخصيات كبيرة تكشف عما فيها من رذيلة، مثل ما يروى عن يزيد بن معاوية عندما طلب من الشاعر كعب بن جعيل أن يهجو الانصار فرفض ذلك. لكنه قال له بأنه يستطيع أن يدله على شخص لسانه كلسان الثور، وكان يقصد به الأخطل . غير أن الجاحظ لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى مستواه وحقيقته. بمعنى انه لم يقف عند حدود وظيفته المباشرة وغير المباشرة، بل سار في اتجاه الكشف عن طبيعته ومستواه، أو حد وحقيقة الشعر والشاعر. ومن ثم رفع الموقف إلى مصاف الرؤية الثقافية المجردة مع البقاء ضمن حيز التقاليد العربية في النظر إلى الشعر والشعراء.

فقد قسم الجاحظ الشعراء إلى الخنذيذ (التام)، والمغلق، والشاعر، والشعرور (من هنا القول "يا رابع الشعراء كيف هجوتني....). وهناك تقسيم آخر (شاعر وشويعر وشعرور). كما اختلف الشعراء في شعرهم وصناعته. فمنهم من تمكث القصيدة عنده حولا كاملا (سنة كاملة). وهو دليل على انه "يجعل عقله زماما على رأيه، ورأيه عيارا على شعره" . بينما حقيقة الشعر هو ما يرتقي في الحس والعقل والحدس الى مستوى الكشف المباشر. ولعل في اجابة القرآن في معرض رده على حالة مشابهة (وما أنا من المتكلفين) دليلا على ذلك. بمعنى "إن كلام محمد هو من نوع الكلام الذي قل عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجلّ من الصنعة، ونزّه عن الكلف" . وهي الفكرة التي وضعها الجاحظ في صلب موقفه وأحكامه عن نمط وخصوصية الخطابة العربية.

ليس ذلك فحسب، بل وجعل من الشعر الكبير أسلوب الألفة والوفاق الروحي بغض النظر عن الخلافات السياسية والعقائدية. ووجد نموذج هذه العلاقة في شخصية الكميت والطرماح. إذ يورد الجاحظ بهذا الصدد حالة ليست فريدة ولكنها نموذجية بالنسبة لثقافة العصر، أي الاختلاف في العقائد والبقاء ضمن حيز الرؤية والعلاقة الإنسانية، كما وجدها في شخصية الكميت الأسدي والطرماح الطائي، الذي كان الشعر واللغة الشعرية يوحدهم. فقد كان الكميت عدنانيا عصبيا، بينما كان الطرماح قحطانيا عصبيا. وكان الكميت شيعيا من الغالية، بينما كان الطرماح خارجيا من الصفرية. وكان الكميت يتعصب لأهل الكوفة، بينما كان الطرماح يتعصب لأهل الشام. ومع ذلك "بينهما من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قط"، كما يقول الجاحظ . ذلك يعني، إن الشعر واللغة الشعرية هما صانعتا الأدب بمعناه البياني والوجودي والاجتماعي والأخلاقي.

لقد توصل الجاحظ في معرض تحليله ونقده لمختلف جوانب اللغة والأدب والخطابة وغيرها إلى حقيقة تقول، بأن الكلمة الخالصة والنابعة من الروح والصدق والإخلاص قادرة على بلوغ "المستحيل" وتغيير ما يبدو جامدا قاسيا. إنها قادرة على صنع معجزاتها الخاصة. وقدم بهذا الصدد مثالا استخلصه من شخصية الخوارج. فقد قدموا رجلا من الخوارج إلى عبد الملك بن مروان لتضرب عنقه. ودخل على عبد الملك ابن له صغير قد ضربه المعلم وهو يبكي. فهمَّ عبد الملك بالمعلّم. فقال له الخارجي:

- دعوه يبكي فإنه افتح لجرمه(حلقه)، وأصّح لبصره وأذهب لصوته.

- أما يشغلك ما انت فيه عن هذا؟

- ما ينبغي لمسلم أن يشغله عن قول الحق شيء.

عندها أمر عبد الملك بإخلاء سبيله .

كما كشف عن أثر الكلمة في تغيير سلوك المرء وهز أركانه. فقد كان معروفا عن أبي شمر وهو أحد أئمة القدرية المرجئة، انه كان لا يحرك يديه ومنكبيه ولا يقلب عينيه ولم يحرك رأسه حتى كان كلامه كأنما يخرج من صدع صخرة. لكنه ترك هذه الحالة في إحدى حالات الجدل عندما استفزّه ابراهيم النظّام. وكان ابو شمر يقول "ليس من حق المنطق أن تستعين عليه بغيره، حتى كلمّه ابراهيم بن سيار النظّام" . ودفع هذا الموقف من الكلمة الجاحظ إلى القول، بأنه "ليس في الأرض لفظ يسقط البتة. ولا معنى يبور حتى لا يصلح لمكان من الأماكن" . بمعنى، إن حقيقة الكلمة في حقيقة استعمالها ووضعها في مكانها بوصفها منطق الروح والإخلاص للحق وتذوق الجمال. وبالضد من ذلك يمكنها أن تكون أداة للإكراه والعنف والسرقة والابتزاز والتبرير وما شابه ذلك. ففي الحالة الأولى يمكن رؤية نموذجها في نوعية الصراع الفكري السياسي بغلافه الديني. وأورد الجاحظ المثال التالي: كتب معاوية بين ابي سفيان إلى قيس بن سعد وكان واليا على مصر زمن الخليفة علي بن ابي طالب، ما يلي: "أما بعد، فأنت يهودي بن يهودي.." فرد عليه قيس بن سعد "أما بعد، فإنك وثني بن وثني. دخلت في الإسلام كرها وخرجت طوعا. ونحن بحمد الله أنصار الدين الذي خرجت منه، وأعداء الدين الذي دخلت فيه" . وكذلك على مثال الجبرية السياسية الأموية. فعندما دخل عبد الملك بن مروان الكوفة بعد مقتل مصعبا، قال للهيثم بن الأسود النخعي:

- كيف رأيت الله صنع؟

- صنع خيرا .

بينما كان موقفه من الخطابة هو الوجه الآخر، إلى جانب الشعر، في تأسيس النفس الثقافية العربية (الإسلامية). ونعثر عليها في مستويين ووجهين متلازمين الأول وهو النقد العقلي والعقلاني للشعوبية، والثاني هو تأسيس فكرة الترابط الصميمي بين البيان الأدبي وبين العرب بمعايير تقسيم الأمم وتمايزها. بمعنى خصوصية العرب وتميزهم عن غيرهم بجوهرية البلاغة والبيان.

وتميز النقد العقلاني عند الجاحظ للشعوبية في الرد على مختلف أنواع هجومها النفسي وغير العقلاني ضد العرب باستعمال كافة السبل والوسائل وانتقاء الحوادث وتشويهها. فهم يعيبون على العرب كل شيء، ليس في الشعر والخطابة والعيش والقيم والأخلاق وغيرها، بل بما في ذلك إتقان فنون الحرب. بينما الواقع يبرهن على أن الدولة العربية الإسلامية (الخلافة) وسحقها لكل الإمبراطوريات الكبرى آنذاك، هو بحد ذاته دليل على إتقان فنون الحرب. فقد عابت الشعوبية على العرب افتقادهم للكثير من أدوات القتال، مثل ركوبهم الخيل بدون سرج، وعدم خوض الحرب ليلا ودعموا أحكامهم هذه بالاستشهاد ببعض الشعر العربي. وقد استفاض الجاحظ في رده على هذه الأحكام للبرهنة على أن العرب تتقن القتال ليلا . وتتقن فنون القتال جميعا . دعك عن كونهم حملة ومؤسسو الثقافة الإسلامية الكونية. ومن ثم فإن تاريخهم الأسبق لم يكن هباء ولا قيمة له. بل هم بالفعل من بين أعرق الأمم في ميدان الثقافة والحضارة. والإسلام بحد ذاته ليس إلا أحد نبضات التاريخ العربي في إحدى مراحله المفصلية.

أما في نقده للشعوبية في القضية الأكثر جوهرية بالنسبة لم اسميته بتأسيس الروح الأدبي العربي من خلال الكشف عن طبيعة ونوعية الترابط بينه وبين خاصية العرب بمعايير التقسيم الثقافي للأمم، فقد انطلق من الرد على الاتهامات الكبرى للشعوبية ضد العرب وتاريخهم الثقافي. فقد كان صوت الشعوبية يقول حينذاك، بأن العرب لم تعرف فن الخطابة. وعابوا على العرب استعمال اهل الخطابة للعصا بالاتكاء عليها أو استعمالها. وقالوا بهذا الصدد، بأنه ليس "بين الكلام وبين العصا سبب، ولا بينه وبين النفوس نسب، وليس في حملها ما يشحذ الذهن، ولا في الإشارة بها ما يجلب اللفظ. وحمل العصا بأخلاق الغدادين (الجافي الصوت والكلام) أشبه، وهو بجفاء العرب وعنجهية أهل البدو ومزاولة اقامة الإبل على الطرق، أشكل وبه أشبه" . وبالضد من ذلك تميز الفرس بالخطابة وبلوغهم فيها الشأو الأعلى. حيث قالوا مع إن الخطابة موجودة عند جميع الأمم إلا أن "أخطب الناس الفرس، وأخطب الفرس أهل فارس، وأعذبهم كلاما أهل مرو، وأفصحهم بالفارسية الدرية (لغة اهل البلاط) وباللغة الفهلوية، لا أهل قصبة والاحواز" .

وقد كان رد الجاحظ عميقا من حيث توظيف الرؤية التاريخية واللغوية والمعنوية والأدبية البلاغية والروحية والأخلاقية للبرهنة على خطأ وسخافة هذا النوع من المواقف والتقييم. وفي معرض الرد عليها يبدأ الجاحظ بخطابات النبي محمد (خطبة الوداع). وما قبلها كان تراث العرب قبل الإسلام يتميز بنوع من الخطابة التي تمزج بين دقة العبارة وقصرها وبلاغتها وحكمتها. وقد اشار الجاحظ وكشف عن اسماء عديدة من خطباء العرب وخطبهم. ليس هذا فحسب، بل انه ليس عند الآخرين خطباء من النساء كما هو الحال عند العرب. وذكر اسماء كل من هند بنت الخُسّ (الورقاء)، وجمعة بنت حابس، وعنز  الزرقاء (زرقاء اليمامة) وغيرهن. بينما اشتهر الكثير من خطباء العرب قبل الإسلام. حيث تميزت خطبهم بالسجع الجميل والمعنى الأصيل والحكمة العملية، كما نراها في خطب قس بن ساعدة، الذي قال فيه النبي محمد انه رآه في سوق عكاظ يقول:"يا أيها الناس اجتمعوا واسمعوا. من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت". و"مالي أرى الناس يموتون ولا يرجعون، أَرَضوا فأقاموا أم حبسوا فناموا؟"، و"يا معشر اياد! أين ثمود وعاد وأين الآباء والأجداد؟ أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر. أقسم بالله، إن الله لدينا هو أرضى له من دينكم هذا" .

وللعرب كما يقول الجاحظ نوعان من الخطابة، الطوال والقصار. ويغلب عند العرب في الجاهلية الخطبة القصيرة. فهي أشد وقعا في القلب، وأرسخ في الذاكرة، وأقوى تأثيرا في صوتها وبلاغتها ومعناها. إذ ليس من الضرورة للخطبة أن تكون طويلة ومنمقة، كما يقول الجاحظ. فربّ كلمة تغني عن خطبة، وتنوب عن رسالة. ليس ذلك فحسب، بل انتقد التكلّف في الخطب. واعتبر الخطب العربية القديمة مخالفة لذلك. ولذا فهي أشد قوة وتأثيرا. وتعكس هذه الصفة طبيعتهم التاريخية وتراكمها وتبلورها الثقافي. فما يميز العرب في الخطابة، كما يقول الجاحظ، هو أنهم مطبوعون ولا يتكلفون. كما كان الكلام الجيد عندهم أظهر وأكثر. وهم عليه أقدر. كل واحد في نفسه أنطق، ومكانه من البيان أرفع، والكلام عليهم أسهل. وليس هم كمن حفظ علم غيره واحتذى كلام من كان قبله. فلم يحفظوا إلا ما علق بقلوبهم والتحم بصدورهم واتصل بعقولهم . وهي تقاليد استمرت في كل مجرى تاريخهم، وانصهرت في كيانهم الثقافي، بحيث نرى سمتها وسمعتها وأثرها البين في ملامح الروح والجسد والعقل والضمير والوجدان. فكل ما في الإنسان الخطيب ينبغي أن يرتق إلى مصاف البلاغة من حيث تناسق الكلمة والعبارة والبلاغة والبيان بما في ذلك في تقاطيع الوجه والفم والبشرة واللسان والأسنان! وتنسب لعبد الملك بن مروان قوله:"لولا المنابر والنساء ما باليت متى سقطت" . ويقصد بذلك انه لولا الخطابة على المنبر وحب النساء لما كان يبالي متى سقطت أسنانه. فهي العلاقة التي تسقط فيها كل اعتبارات الصحة والجمال والرائحة أمام قيمة الخطابة. فهي التي تحدد قيمة ومعنى كل ما له علاقة بالكلمة والعبارة الملقاة أمام الجمهور. كما أنها الحالة التي يتهاوى معها كل ما غيرها. ويورد الجاحظ كيف أن أحد اهل عمان دخل على الرشيد راجزا. وبعد أن تزيا بزي الأعراب، فانشده ثم دنا منه وقبّل يده ثم قال "يا امير المؤمنين، قد والله انشدت مروان ورأيت وجهه وقبّلت يده وأخذت جائزته. وأنشدت يزيد بن الوليد وإبراهيم بن الوليد والسفاح والمنصور والمهدي والهادي. والله لا رأيت فيهم أبهى منظرا ولا أحسن وجها ولا أنعم كفا ولا أندى راحة منك يا أمير المؤمنين. والله لو أُلقي في روعي إني اتحدث عنك ما قلت لك ما قلت". فأعظم له الجائزة على شعره وزاده على كلامه . بمعنى تفضيله الخطابة على الشعر. وكان الخليفة المهدي معجبا بجارية له اسمها جوهر، قال عنها شعرا:

فـلا والله ما المهدي

أولى منــــك بالمـنبر

فإن شئت ففي كفـك     

خلع ابن ابي جعفر

لقد جعل الخليفة المهدي من الخطابة على المنبر وحبه لجاريته معادلة روحه الأدبي. وأيا كانت النتيجة أو التفضيل، فإن وجودهما جنبا إلى جنب يكشف عما في حب النساء والخطابة من أثر في صيرورة الرجال الكبار. وتوصل الجاحظ في خاتمة استفاضته وتعمقه في هذا المجال إلى استنتاج يقول، بأن العرب هم معدن الفصاحة. وأشرك فبها إلى جانبهم الفرس. لكنه شدد في الوقت نفسه على الخلاف بينهما في هذا المجال عندما اعتبر "إن كل كلام للفرس، وكل كلام للعجم، فإنما هو من طول فكرة وعن اجتهاد ورأي، وطول خلوة وعن مشاورة. وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال، وكأنه إلهام، وليست هناك معاناة ولا مكابدة ولا اطالة فكر ولا استعانة، وإنما هو أن يصرف وهمه للكلام" . انه يسعى لإبراز أهمية وقيمة العرب ومناقبهم وقدراتهم المادية الذهنية، كما في قوله:"نحن أصحاب التفاخر والتنافر، والتنازع في الشرف، والتحاكم إلى كل حكم مقنع وكاهن سجّاع" .

وخلاصة الأمر هنا تقوم في وضع الجاحظ حصيلة نقده للشعوبية في عبارة وجيزة ودقيقة تقول: "انك لم تر قوما قط اشقى من هؤلاء الشعوبية، ولا اعدى على دينه، ولا اشد استهلاكا لعرضه، ولا اطول نصبا، ولا اقل غُنما من اهل هذه النحلة" . وبالمقابل كان النقد السياسي والثقافي والأدبي للشعوبية بالنسبة للجاحظ  شكلا من أشكال البحث عن صيغة عقلانية إنسانية لتعايش الشعوب والأمم، عبر نبذ مختلف صيغ التجريح التي لا تليق بالعقل والوجدان النقي. من هنا بحثه عن الوحدة والوئام كما نراها في الكثير من كتبه ورسائله التي تناول فيها مختلف الأقوام والدفاع عنهم كما هو الحال في كتبه عن الترك والسودان وغيرهم. ففيها حاول تأسيس ما اسماه بالسعي لجمع القلوب وليس لتفضيل أحد على آخر . بمعنى البحث عن الجمعية الإنسانية والانتماء الثقافي الإسلامي العقلاني. وأكد في موقفه هذا على انه لا يرمي بذلك إلى "الجدال والهراء واستعمال الهوى"، كما هو الحال بالنسبة للشعوبية .

إن كل الأمثلة التي قدمها الجاحظ، والجدل والنقد الذي خاضه ضد الشعوبية ونفي اتهاماتها الباطلة وغير العقلانية والمنافية للنزعة الإنسانية بصدد العرب وثقافتهم التاريخية في مختلف المجالات والأدبية منها بشكل خاص، كانت تهدف إلى تأسيس وعي الذات العربي وبلاغة روحه الأدبي.

***

ا. د. ميثم الجنابي

 

 

في المثقف اليوم