دراسات وبحوث

سليم مطر: عشرة الاف عام من تاريخ العلاقات بين العالمين العربي والاوربي!

ـ هنالك شبه ديمومة في نوعية العلاقة بين الاوطان، بتأثير ديمومة الجغرافيا والبيئة التي تحدد العقلية والمصالح ومسار التاريخ.

من المعلوم ان ضفتي البحر المتوسط: (الشرقية: العالم العربي الحالي)، و(الغربية: قارة اوربا)، هي اهم منطقة لعبت الدور الاكبر، ولا زالت، في تاريخ البشرية وخلق حضاراتها الكبرى. ان هذا البحر كان اشبه بالبحيرة التي تتواصل وتجتمع حولها شعوب هاتين الضفتين، سلميا وحربيا. وكانت الملاحة هي وسيلة التواصل الاولى والكبرى بينهما. عدى وسيلة تواصل ارضية واحدة، الا وهي شمالي (سوريا والعراق) حيث التواصل عبر سواحل و(هضبة الاناضول: آسيا الصغرى: تركيا الحالية) ثم اليونان. وقد لعبت خصوصا السواحل السورية دورا كبيرا بانتقال البشر مع المؤثرات الحضارية الشرقية (المصرية العراقية الشامية) الى اليونان ثم باقي اوربا.

من ابرز دلائل التواصل السكاني القديم جدا، بين الضفتين، ان ما يسمى بـ(الانسان العاقل: Homo sapiens : أي البشر الحالي)، قد وصل (اوربا) قادما من (الشام) قبل حوالي 40 الف عام. ثم استمرت التنقلات البشرية بين الطرفين، بدليل وجود نسبة بين (10 الى 15%) من (الجينات الاوربية والشرقية) لدى الطرفين. ففي العالم العربي الحالي، هنالك الجينتان اللتان تشكلان غالبية سكان اوربا: (i و R). اما في (اوربا) فهنالك الجينتان اللتان تشكلان غالبية سكان العالم العربي:(E وJ).(1)

ان اوضح امثلة على مدى ارتباط اوربا بالشرق، ان جيوش (اليونان: الاسكندر) لم تحتل أي بلد اوربي بل احتلت (الشام والعراق مصر) وباقي آسيا. كذلك (روما) التي احتلت فقط اجزاء اوربا المجاورة لها، ولكنها احتلت جميع (الضفة الشرقية: العالم العربي)، كذلك فعلت (الدولة البيزنطية). اما هذا (الشرق) كما هو منطقي، قد ظلت علاقته بـ(اوربا) اقل حاجة وحيوية، لانه بعلاقة جغرافية مباشرة مع: (افريقيا السوداء) و(عموم قارة آسيا).

***

العلاقات (الحضارية والاحتلالية) بين الضفتين العربية والاوربية

للتسهيل والوضوح ارتأينا تقسيم هذه العلاقات بين العالمين، الى مجالين تاريخيين اساسيين، حيث كل طرف تميز بدوره وتأثيره على الطرف الآخر: الحضاري والاحتلالي

اولا، العلاقات الثقافية الحضارية

ـ الانجازات الثقافية والحضارية التي قدمتها (الضفة الشرقية: العالم العربي) الى اوربا:

1ـ اسم (اوربا: Europe: غوربا) الفينقي: (2) يتفق الباحثون الاوربيون على ارجاع اصل هذه التسمية الى الأسطورة اليونانية، المأخوذة من الفينقيين الشاميين، والتي مختصرها: أن (أوربا ـ Erbe:عوربا، غوربا، اوربا)، أميرة فينيقية، ابنة ملك صور(لبنان)، عندما كانت تتمشى على شاطئ البحر، شاهدها (زيوس، اله اليونان) وانبهر بجمالها، فتنكر على هيئة ثور واختطفها نحو الشواطئ الغربية من البحر المتوسط. وتخليدا لذكرى هذه الاميرة، اطلق الفينقون واليونان اسمها على (قارة اوربا). هذه الاسطورة تُعبّر عن (مشكلة غياب الشمس)، اي اختطاف(الاميرة غوربا: غروب) نحو الشواطئ البعيدة في (الغرب: اوربا: ارض الغروب).(3) وعكسها الكلمة السامية الاكدية (اسو: Assu)، بالعربي(واسا، اسّ: شيّد، رفع) بمعنى (شروق الشمس وارتفاعها)، ومنها اتت تسمية(آسيا)، وهي(عكس اوربا)، اي الجهة التي (تتأسس وترتفع) منها الشمس بالنسبة لشعوب (شرق) البحر المتوسط.(4)

2ـ انتقال اول ثورة زراعية وتدجينية من الشام الى اوربا: قبل حوالي 10 آلاف عام انتقلت اكبر ثورة حضارية في التاريخ نشأت اولا في الشام وشمال العراق: (العصر الحجري الحديث: Neolithic).(5)

3ـ انتقال اسس (الحضارة الشرقية: المصرية البابلية الفينقية) ثم(الابجدية الكنعانية الفينقية): من المعلوم ان اول (اول حضارة اوربية) نشأت في اليونان اواسط الالف السابق، والتي نشأت من خلال تأثير انجازات (الحضارة الشرقية) السابقة لها بأكثر من الفي عام. ثم هنالك معلومة مهمة في هذا السياق: ان المعقل الاول للحضارة اليونانية ليس في (اليونان) نفسها بل في (آيونيه: Ionia ، ومنا اتى اسم اليونان) وهي على ساحل تركيا الحالية. وهذا يعني ان اليونان كانت في الاساس على على علاقة جغرافية حدودية مباشرة مع الحضارتين البابلية والكنعانية. ان التحليل الجيني لسكان اليونان يكشف عن ان حوالي نصف جيناتهم هي (شرقية: سامية حامية: j و E). والاكثر من هذا ان تحليل جينات رفات الرومان القدماء تبين ان اغلبها من الشام.

لقد اطلق المؤرخون على حقبة تأثير الشرق على اليونان وتشكيل حضارتها، تسمية: (فترة الاستشراق: Orientalizing period)(6). بفضلها تمكنت اليونان من احداث قفزة جديدة في التفكير البشري بابتكار: (التفكير المنطقي: الفلسفة والتجريد). علما ان جذوره الاولى تعود الى(ابتكار الابجدية) من قبل الشاميين (قبل الالف السابق لليملاد) من خلال تطوير الكتابتين الصوريتين المصرية والعراقية. من هذه الابجدية الكنعانية الفينقية (والآرامية) المنطقية جدا، تشكلت الابجدية اليونانية ثم اللاتينية وعموم الابجديات الحالية في اوربا والعالم.(7) ولازال الاوربيون تستخدم اسمها الفينقي (الف باء: الفا بيتا: ـ Alphabet). كذلك عبدو اله الذكورة الفينقي: (ادونيس: ادون: Adonis : الدائن: السيد). وهنالك العدد الكبير من العلماء اليونان من اصول فينقية، من ابرزهم: (طاليس: Thales of Miletus) و(فيثاغورس:Pythagore) و(وزينون: Xenon) و(ديوجانس البابلي: Diogenes of Babylon). كذلك وجود هذا الكم الكبير من المفرادات اليونانية واللاتينية من اصول فينقية.(8)

وكانت (مصر) قبلة المفكرين اليونان حيث زرارها وتعلم فيها(افلاطون وفيثاغورس، والعديد غيرهم)، وليس صدفة ان (ايزيز: Isis) الهة الانوثة المصرية اصبحت مقدسة لدى اليونان والرومان. ومن المعارف الشرقية المعروفة التي نقلها الاوربيون: نظام الابراج والتنجيم البابلي السائد حتى الآن، ونظام التقويم المصري..

4ـ ابداع (الروحانية الفلسفية) في (الشام: انطاكيا) و(مصر: الاسكندرية): لقد ازداد التأثير الشرقي بعد احتلال اليونان للعراق والشام ومصر في القرن الثالث ق.م، حيث حصل جمع مباشر وبشري بين (الثقافة اليونانية والثقافة الشرقية) والتي اطلق عليها المؤرخون الاوربيون، في العصر الحديث، ولأسباب عنصرية، تسمية (ثقافة العصر الهلنستي:Hellenistic period)(9)، بينما هي تستحق بكل بساطة تسمية: (الثقافة الشرقية المكتوبة باليونانية) لانها انجزت خصوصا في (الشام ومصر) وغالبية مبدعيها منهما وان كتبوا باليونانية، وكانت (الاسكندرية: الجامعة والمكتبة) معقل هذه الثقافة اليونانية الشرقية.(10) خلال هذه الحقبة، امتزج (المنطق اليوناني) مع(روحانية الشرق) لينتج نوعا من (الروحانية الفلسفية) شاعت عنها حينها تسميات عديدة اشهرها: (الغنوصية: Gnosticism: العرفانية). ان هذا (التيار الفلسفي الروحاني) توزع الى جماعات مختلفة شرقية تحت مسميات مختلفة مثل: (الرواقية، الفلاطونية المحدثة، الهرمسية، الاسينية،)، حتى بلغت ذروتها في ظهور(المسيحية الشامية)(11) و(المانوية العراقية)(12). ثم في الحقبة العربية الاسلامية، اصبحت هي الفلسفة السائدة، حيث ترجمت غالبية كتبها الى العربية ومال اليها غالبية الفلاسفة من الكندي حتى الغزالي، وبرز حضورها خصوصا في (تيار التصوف والاشراق والمعتزلة واخوان الصفا.. الخ).(13)

5ـ انتقال اليهودية والمسيحية الى اوربا: بعد احتلال الاسكندر للعراق والشام ومصر، وتكوين امبراطورية يونانية عالمية، بدء انتقال(اليهود) الى ضفاف البحر المتوسط بين مصر واليونان. ثم مع الاحتلال الروماني في القرن الاول الميلادي لعموم البحر المتوسط وتحويلة الى (بحيرة رومانية)، تمكنت المسيحية من الانتشار في جميع ضفاف البحر المتوسط الشرقية والاوربية، حتى اصبحت في القرن الرابع م الديانة الرسمية لجميع الاوربيين، بالاضافة الى جميع الشرقيين. علما بأن هذه المسيحية ظلت حتى مجيئ الاسلام تقدم شخصيات مقدسة كبرى للمسيحية الاوربية، يكفي القول بأن ستة من البابوات يطلق عليهم(البابوات السوريون: Syrian popes) ، كذلك لعبت(الاسكندرية) دورا اساسيا في صنع اللاهوت المسيحي.(14) . ولا ننسى ان شمال افريقيا قدمت فلاسفة مسيحيين كبار(من اصول فينقية)، امثال: (القديس اوغسطين "الجزائري": Augustine of Hippo) و(اريوس "الليبي": Arius). مع ما لايحصى من الكلمات والمسميات السامية المستخدمة في المسيحية، مثل: (المسيح: الممسوح: Messiah) و(هلولويا: هلّ ايل: alléluia) مع غالبية الاسماء المقدسة: (سمعان: سميع: سيمون)، (متي: معطي: ماتيو)، (عيسى: عياش: جيزو)، (يوحنا: حنون: يوهان، جون، جان، ايفان..).. الخ..

6ـ انتقال الحضارة العربية الاسلامية الى اوربا: كما اسهمت (الحضارة الشرقية) في خلق (الحضارة اليونانية ـ الرومانية)، التي بدورها اسهمت في خلق (الحضارة العربية الاسلامية)، التي ايضا بدورها اسهمت في خلق (النهضة الاوربية) ثم (الحضارة الغربية الحالية). وقد انتقلت الى اوربا عن طريق الاندلس وصقليا العربية، والامارات الصليبية في الشام، وكذلك العلاقات التجارية.(15)

الانجازات الحضارية والثقافية التي قدمتها (اوربا) الى (الضفة الشرقية: العالم العربي):

1ـ تأثير الحضارة اليونانية ـ الرومانية في (العالم الشرقي: العربي): ان (الحضارة اليونانية ومكملتها الرومانية) هي اول حضارة نشأت في اوربا، تقريبا بين القرن الخامس ق.م حتى القرن الثالث م، وسادت اساسا باللغة اليونانية ثم بصورة اقل باللغة اللاتينية. بفضل الاحتلال المباشر للشرق، من قبل اليونان ثم الرومان، حصل تمازج ثقافي حضاري كبير بين شعوب الضفتين. خلاله اكتسب الشرقيون اهم انجاز فكري: (المنطق والفلسفة اليونانية)، بالاضافة الى علوم كثيرة، كان الشرقيون قد اسسوها وطورها قبل الاوربيين خلال الفي عام، مثل: (الفلك والرياضيات والهندسة وفنون النحت والتجميل، الخ..)، لكن الاوربيين اضافوا اليها الكثير من التطويرات التي ساهمت فيما بعد في خلق(الحضارة العربية الاسلامية).

2ـ التاثير(ايجابا وسلبا) للحضارة الغربية على العالم العربي: في مختلف المجالات الثقافية والتقنية والعلمية.. الخ.. وقد بدأ الانتقال البطيئ للحضارة الغربية حوالي 1700 م ، مع اصلاحات السلطان العثماني(سليم الثالث)، وتركزت اولا على الصناعات الحربية وطباعة الكتب العربية. وكانت حملة نابليون لاستعمار مصر(1798-1801م)، البداية الحقيقية لانتقال انجازات الغرب مع الجيوش الاستعمارية.

***

العلاقات السياسية الاحتلالية

اولا: احتلالات الشرق لاوربا:

ان الشرق، عكس اوربا، طيلة تاريخه لم يكن متحمسا ولا محتاجا لأحتلال (الضفة الاوربية)، وذلك لاسباب جغرافية عديدة، منها: ان الارتباط الجغرافي المباشر للشرق مع آسيا وافريقيا، يضعف حاجته الاقتصادية والاستراتيجية للضفة الغربية. ثم هنالك السبب التضاريسي والمناخي الذي يجعل من الصعوبة جدا على الشرقيين احتلال اوربا: شدة البرد والامطار والثلوج وكثرة الغابات والتضاريس الجبلية الصخرية الصعبة، بالاضافة الى شدة سكان اوربا وقواهم البدنية والحربية بسبب المناخ البارد والصعب الذي لا يسمح بالبقاء احياء سوى الاشداء. لهذا اكتفى الشرقيون طيلة التاريخ بالعلاقات التجارية والسكانية السلمية. وقد اشتهر (الفينقيون: الكنعانيون) من الشام وشمال افريقيا(قرطاجة) الذين انتشرت قواعدهم التجارية في غالبية الضفاف والجزر الاوربية، وهذا يفسر انتشار الجينات (الفينقية: J و Eالسامية الحامية) بين سكان اوربا. وقد دام هذا النشاط لحوالي الف عام، حتى تم قمعهم وتدمير مركزهم(قرطاجة) من قبل الرومان في القرن الثالث ق.م. لكن الاحتلال الاول والحقيقي لاوربا من قبل اهل الشرق، تمثل بالفتح العربي الاسلامي للأندلس الذي دام عدة قرون حتى سقوط(غرناطة: 1492). وكذلك سيطر العرب على(جزيرة صقليا) حتى عام 1060 حيث سيطر عليها النورمنديون.

ثانيا: احتلالات اوربا لـ(العالم الشرقي: العربي):

كما وضحنا، فأن جغرافية (اوربا) التي جعلتها مجاورة فقط لـ(العالم الشرقي)، ومن خلاله وحده يمكنها الاتصال التجاري بآسيا وافريقيا، اضطرها طيلة التاريخ الى احتلال (الضفة الشرقية للبحر المتوسط). لهذا فأن هذه الاحتلالات الاوربية للشرق كانت اطول زمنيا باضعاف الاضعاف وتجاوزت الالف عام، وشملت جميع الضفة الشرقية من العراق والشام ومصر حتى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. بل في العصور الحديثة شملت العالم العربي كله. وهذه جردة تذكيرية سريعة:

1ـ الاحتلال اليوناني: بين القرن الرابع ق.م حتى الاحتلال الروماني حوالي القرن الاول م: وقد شمل خصوصا العراق والشام ومصر، حيث تقاسمتهما سلالتان يونانيتان: السلوقية والبطلمية.

2ـ الاحتلال الروماني: بين القرن الثالث ق.م حتى القرن الرابع م: حيث استبدلت بها(الامبراطورية البيزنطية). علما بأن هنالك العديد من الكنعانيون الفينقيون قد اصبحو اباطرة في روما. ان مؤسس هذه السلالة الفينقية هو: (سيبتيموس سيفيروس: الفينقي الليبي) ثم ابنيه (كركلا، وغيتا) و(ماكرينوس: الجزائر) و(إيل جبل: سوريا) و(سيفيروس ألكسندر: لبنان) و(فيليب العربي: سوريا).(16)

3ـ الاحتلال البيزنطي، حوالي 400 م وحتى الفتح العربي الاسلامي : يتوجب توضيح مسألة مهمة: ان (الدولة البيزنطية)، من الناحية الجغرافية المكانية هي نفسها تماما (الدولة العثمانية) التي مركزها في (الاناضول: تركيا الحالية) وعاصمتها هي نفسها(اسطنبول العثمانية) والتي كانت تحمل اسم (القسطنطينية: Constantinop). لحالة استثنائية ولاسباب (دينية وثقافية)، فأنه يصح احتساب (الدولة البيزنطية: المسيحية اليونانية) على (اوربا)، واحتساب (الدولة العثمانية: المسلمة التركية) على آسيا والشرق.

4ـ الاحتلال الصليبي: 1096 - 1291م: لقد تركزت الحملات الصليبية على بلاد الشام بحجة تحرير (القدس وقبر المسيح)، حيث تشكلت خلالها اربعة امارات صليبية استمرت قرنين، في (الرها وانطاكيا وطرابلس والقدس).

5ـ تغيير الجغرافية، والاحتلالات في العصر الحديث:

حتى نهايات 1400م وحركة الكشوفات البحرية عن طريق(المحيط الاطلسي) واكتشاف امريكا واستراليا، وبلوغ الهند، كان (البحر المتوسط) هو الوسيط الوحيد لتواصل (اوربا) مع آسيا وافريقيا. وهذا يعني ان (الضفة الشرقية: العربية حاليا) بقسميها الافريقي وألآسيوي، كانت الجار الوحيد والمجال الحيوي المحتم الذي يتوجب التعامل معه سلما او احتلالا، كي تعيش اوربا وتتواصل اقتصاديا وبشريا وحضاريا مع باقي العالم. لكن بعد الكشوفات البحرية، ضعفت اهمية البحر المتوسط، وهبطت ايطاليا، وظهرت قوى اوربية استعمارية جديدة، كلها تقع على الاطلسي: البرتغال واسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا. ثم تشكل عالم جديد هو (العالم الغربي) الذي يجمع اوربا الغربية وامريكا الشمالية واستراليا. اثنائها بدأ (عصر النهضة الاوربية) وهي الحقبة التي ادت الى نهاية الاندلس وسقوط غرناطةعام (1492). وبدأت الحملات الاستعمارية نحو (العالم العربي)، وبدأت باحتلال البرتغاليين لثغر سبتة المغربي عام 1413. وقد تمكن(المغاربة) من تحقيق اول واكبر انتصار ضد الاوربيين في العصر الحديث: (معركة وادي المخازن: 1578) التي انهزم فيها الجيش البرتغالي وقّتل فيها ملكهم مع حاشيته.

منذ اعوام 1500 توسعت هذه الاحتلالات الغربية من شواطئ الاطلسي المغربية حتى البحر الاحمر والخليج العربي. وكان حملة نابليون على مصر(1798) اكبر هذه الخطوات الاستعمارية. ثم الاحتلال الفرنسي للجزائر(1830). وبلغ الاجتياح الاستعماري الاوربي للعالم العربي ذروته مع الحرب العالمية الاولى ونهاية الدولة العثمانية، بالاحتلال الفرنسي البريطاني لبلدان الشام والعراق. ولا زالت (اسرائيل) دليلا مستمرا على هذا الاستعمار الغربي. وفي الحقبة الاخيرة ونهاية المعسكر السوفيتي، حصل الهجوم(الديمقراطي التقدمي؟!) الغربي بعمليات اشعال الحروب الاهلية للانتقام من الدول التي عارضت السياسة الاستعمارية: الجزائر والعراق واليمن وليبيا وسوريا..

***

سليم مطر

......................

لمطالعة دراستنا هذه مع الصور والخرائط والمصادر العربية والاجنبية، في موقعنا الشخصي:

www.salim.mesopot.com/hide-feker/160

المصادر:

ملاحظة تذكيرية: لقد تعودنا في بحوثنا، الاستفادة من الامكانيات المعلوماتية المتوفرة رقميا، ذكر المصادر المتوفرة رقميا، كي يسهل على القاريء مطالعتها بسهولة، بدلا من المصادر الموجودة في كتب ورقية صعب جدا العثور عليها.

(1) ـ لمعرفة النسبة التقريبية لهذه الجينات المشتركة بين(العالم العربي واوربا)، طالع:

List of Y-chromosome haplogroups in populations of the worldـ

- Haplogroupes chromosome Y par populations

(2) ـ من غرائب التاريخ، ان اسم اوربا: Europe: نفس اصل تسمية (عرب: غرب: Ereb) بمعنى (اهل الغرب، وقد اطلقها الآشوريون على بدو البادية الغربية " بادية الشام والعراق".

جميع المصادر تتفق على الاصل الفينقي لاسم اوربا. ابحث في العربي: (اسطورة اسم اوربا)، بالانكليزي(Myth of Europa)

كذلك ابحث عن(Europa) في الموقع الانكليزي العالمي الخاص باصل الكلمات: Online Etymology Dictionary). وتقول موسوعة ويكيبيديا بالانكليزية(Europe): يربط اسم (أوروبا) بأصل سامي بمعني"الغرب"، وهذا من الكلمة الأكادية erebu معنى "أن يذهب إلى أسفل، ومجموعة" (قال من الشمس) أو الفينيقية "ereb " (غروب) وهي أصل (المغرب) وبالعبرية (معرب). وجد (Michael A. Barry) ذكر ان كلمة Ereb توجد على لوحة آشورية بمعنى " غروب: مساء" ، على عكس Asu "شروق" ، أي آسيا Asia.

(3) ـ في السنوات الاخيرة هنالك محاولات فاشلة(معادية للعرب)، لاعطاء (اصل هندواوربي: يوناني) لاسم(اوربا) وتقسيمه الى مقطعين، ويعني: (الوجه العريض)، لكن غالبية الباحثين لا يعترفون بها الاصل بسبب لا منطقيته.

(4)ـ عن الاصل الاكدي الفينقي لاسم (آسيا)، طالع مثلا ويكيبديا الانكليزية:

(List of continent name etymologies):

It could derive from the borrowed Semitic root "Asu", which means varyingly "rising" or "light", of course a directional referring to the sunrise, Asia thus meaning 'Eastern Land'.

ـ والفرنسية(Asie) تقول نفس الكلام:

La première mention connue du mot proviendrait d'une stèle assyrienne qui distingue les rivages de la mer Égée par deux mots phéniciens : Ereb, le « couchant », et Assou, le « levant ».

(5) ـ ابحث بالعربي والاجنبي، عن: (العصر الحجري الحديث: Neolithic)

(6) ـ ابحث بالعربي والاجنبي عن: فترة الاستشراق: Orientalizing period

ـ من ابرز مؤسسي التيار الروحاني(الميتافيزيقي) في الفلسفة اليونانية : افلاطون وفيثاغورس، قد زارا وتعلما في مصر.

(7) ـ ابحث بالعربي والاجنبي عن : تلاقح حضاري: الفينيقيون سعاة بريد حضارات ما حول المتوسط/ ـ تلاقح حضاري: أثينا بنت الشرق وأوروبا أميرة شرقية/ فرج العشة/ ـ تاريخ الابجدية/ كذلك دراسة جيدة: تراث الشرق في حضارة اليونان: عادل زيتون

(8) ـ طالع: بين اللغة العربية و لغة الإغريق : محمد رشيد ناصر ذوق

ـ List of English words of Semitic originـ

Semitic Loanwords in Greekـ

Are there well-assimilated Latin words from Semiticـ

(9) ـ ابحث عن:(العصر الهلنستي :Hellenistic period)/ ان مصطلح (هلنستية) استحدث في القرن التاسع عشر من قبل المؤرخ الالماني (يوهان جوستاف دريزن: Johann Gustav Droysen).

(10) ـ من أشهر العلماء فى جامعة الإسكندرية " إقليدس" عالم الهندسة، و" بطليموس" الجغرافى و" مانيتون" المؤرخ المصرى و"هيباتيا الاسكندرية" والرياضي الفلكي "إراتوستينس" والفيلسوف "فيلون السكندري" ..الخ..

ابحث عن: Hellenistic Greece - Wikipedia

(11) ـ من اكبر رموز هذه (الروحانية الفلسفية)،(افلوطين المصري الصعيدي الاسكندري: Plotinus: 205 - 270 م)

ـ لقد تجلت(الروحانية الفلسفية) في (المسيحية) خصوصا في (رسائل القديس بولص)

(12)ـ المانوية: ديانة روحانية عراقية مؤسسها(ماني البابلي: القرن الميلادي الثالث) الذي قال عن العرب: «نبي الله الذي أتى من بابل» الذي صلبه الملك الايراني بهرام، بسبب تضايق الكهنة المجوس.

(13) ـ ابحث عن: (أفلاطونية محدثة: Neoplatonis)

(14) ـ طالع مثلا : مدرسة الإسكندرية المسيحية

ـ عن سيطرة المسيحية على اوربا، وعن حضورها الغالب بين شعوب(شرق المتوسط: العالم العربي) حتى الفتح ، طالع دراستنا:

ـ نحو رؤية جديدة لتاريخ الاديان: مثال المسيحية والاسلام../ سليم مطر

(15) ـ ابحث عن: (أثر الحضارة العربية في النهضة الأوروبية). كذلك:(التأثير الإسلامي على أوروبا في العصور الوسطى: Islamic world contributions to Medieval Europe)

(16) ـ ابحث عن موضوع: قصص الأباطرة العرب الذين حكموا روماقصص الأباطرة العرب الذين حكموا روما

في المثقف اليوم