تكريمات

هل كان هذا مكتوباً في سفر المزامير؟

 أنتَ مقياس لنجاحنا

  وحيد أنتَ في كاردِف كما العراق الآن ـ

 تخفّ وحدتك لأن المثقف أحتضن قلب النقد للديمومة ولفجر الشعر

ومعك ومع زملائي وزميلاتي أقول / إن النقد العربي بألف ألف خير

 

   جوزيه

 ..................................

 

هل كان هذا مكتوباً في سفر المزامير ؟؟؟

 

 (إلى أسد بابل)

ها أنتَ بين الشك واليقين ..

أنتَ من يودّ أن يقفل أبواب الموت عنك َوعن الفقراء

وتقرأ ثم تقرأ ليل نهارعن تعاليم المسيح وإخلاصكَ وخلاصكَ

وتصلي رمضان وتستقبله بقصائد إلهية

وتُلهمك عبادات بوذا وطقوسه الأسطورية

ـ عقائد وشعارات وآيات ـ فقراء وأغنياء ..

كلنا سواء أمام الحياة والفناء

عابرون .. عابرون .. عابرون

 

ها أنتم في الظلام المعهود كما وعدوكم وأنتحلوا شخصياتكم وغيروا

ملامح وجوهكم ليدعموا مناصبهم وفخاماتهم وأودعوكم أمانات

في ضريح الوجع وأصبح العقل والجسد كالضباب 

تعيش للطعام والشراب

ها هم يأتون ليعتقلونك مع السلام

تهرب مع الهاربين

تهرب من الرابطين لكَ

والمرابطين على مفارق الطرقات ليمنعوا عنك أصوات العصافير

وضجيج المدن الغريبة من بيروت إلى بغداد إلى غزة و....

 

تجّر ضجركَ وعمركَ وعُريكَ بعرَبتك وعروبيتكَ

ويتبعثر الجنون في الجنوب وتضيع حدود

الوطن على خصلات شعركَ الأسود الجميل

وتكتب أسمكَ على لائحة النازحين ـ

وترحل إلى أعماق البحر وتنبوأته ...

كل بحار العالم على بُعد بضع خطوات

من أحلامكَ المجاورة للشواطئ الرملية الزرقاء

الحالمة بحوريات بلدكَ الذي ضاعت ذاكرته من الوجد والوجود والوجدان

لا موت للموت في هذا الزمان الزهيد

 ـ قلِقٌ أنتَ لا تنام ...

لأن خرائط الوطن مشتعلة على جماجم الأطفال

ولأن جرائم أقزام التاريخ سرقت صلوات الضحى

 وكثرت الإشاعات عن كلاب آخر الزمان

كلابهم ذئاب

 

تسيقظ من موتك لتقرأ أسماء كل الذين خانوك و خانوا وطنك

 وكتبوا وداعه ببرق الرصاص ـ

مواكب وراء مواكب والوطن كوكب ضاع من الإنتماء

وتوشحت الطائفية بالسواد ـ وأصبحت الأوطان أسماءً مستعارة مزعمة بزعامات التهديد والفناء ، هل كان هذا مكتوباً في سفر المزامير أن يصبح الوطن خراباً ؟؟؟

ها نحن جميعاً قد أصبحنا يهوذا الأسخريوطي

 

أنتَ تشعر بالذنب لأنك تدخن آخر سيجارة وتطفئ جمرتها في عتمة المدن الشاحبة قلوبها وتكتب القصائد الوطنية

وتقرأ قصائدي الإيروسية

 وعلى مكتبكَ قارورة عطري الفرنسي كوكو شانيل

ـ تشتاق لعناقي ...

تعالَ ! أقبلكَ وأقبل شفاهك المرغوبة وعنقكَ وكتفيكَ وأصابعكَ وكل جلدكَ اللاهث لليلة عشق ..تمحي تفاهة الأيام الباردة والفواتير الكثيرة المتراكمة السخيفة السطحية التي أخذت الكثير من تفكيركَ ..

تعال إلى حواء الخصبة وزلازل الغوايات السُفلى

لتضيع في أمواج البحار السبعة

وتلمس ضوء القمر قليلاً وإعصار الشمس البعيدة

وتعبدك الشاعرات 

 ما الحب إن لم يكن عبودية للروح وللجسد معاً ؟

 وما الهيام غير أن تفلتَ الروح من الجسد ؟

أنشلكَ من الإحباط والوحدة ـ

تعالَ إلى خلوتي للحياة الحقيقية بين ذراعيّ

 للعشق والإنصهار روحياً وجسدياً وجنسياً

ـ نكون أو لا نكون ـ

 العشق هو أن تعبر كل المدن الحزينة

 وترواغ على الوقت الذي هو عدونا الوحيد

وأن تندلع شرارة الجسد في كأس تكسره بين يديكَ

 وتطعن بشظاياه وحدتك وتعود لتضاجعني مع الكون النائم في سريرك

في هذه اللحظات الروحية والإيروسية والوجودية ـ

 وتمر في خيالك كل آلهات الماضي البعيد

وتبقى فينوس في سريرك تلتهم السراب ورغوة الحليب

وبراكين الحمم النسائية تقتل على شفتيها كل إنتظار

لتنام على الشوق والورود وتحتار أنتَ بجسدها السيف القاطع

كل هموم رجال العرب ـ تأتي حواء لتغزو ـ

تأتي بركاناً تحرق فيه الأرواح العشائرية الناقمة على جسد المرأة

 لأنه جميل ولأنه مثير

تأتي لتشفيكَ من الجراح والغياب ـ

تزحف نحوك حارة عارية من أجيال الزيف والنقمة ـ

 كل حب هو ليلة عرس ..

 وكل ليالي العشق حمراء ينعدم فيها التراجع لنبقى على قيد الرجل والحياة

لأن الرجل نصف الحياة والنصف الآخر رجل أيضاً

 

أترك وجهك الوسيم يضيع بين أصابعي ..

 أنتَ الرجل المُشتهى

.ولا منتهى سواكَ

أكتفي بالحلم لتكمل حكايتي

لا تردّني إلى الصواب فأنا أخترت معتقلكَ

 وأعترفت لكَ بكل خطايايا قبلك

 

بينكَ وبيني حياة ثمنها قبلة ولمسة ولهفة وشهقة

بينكَ وبيني خطوة واحدة على عتبة العتمة ليطلع النهار

وتعود إلى حياتكَ الطبيعية وطرقاتكَ الضيقة

وتنسى حبنا الروحي وتنسى الدار والمدار والطلاسم واللغات

 

جوزيه حلو ـ فرنسا

 

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم ا. د. عبد الرضا علي من: 17 / 8 / 2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم