تجديد وتنوير

ألاصلاحي وخطيب الثورة العربية المعاصرة عبد الله النديم

 التراث العربي الاسلامي بشكل عقلاني وساهموا في نقل الثقافة العربية الاسلامية من حقل التأويلات الى مستوى الممارسة العملية التي تحولها الى ثقافة انسانية واعية.

نشأ عبدالله النديم في عصر كان فيه الصراع بين التقاليد الشرقية والمدنية الغربية، درس العلوم الدينية في مسجد الاسكندرية ثم عمل في مكتب القصر العالي بالقاهرة، وبعد عودته الى الاسكندرية بدأت مرحلة جديدة في حياته، وهي مرحلة النضال والكفاح السياسي، فانضم الى جمعية "فتاة مصر" والتقى عددا من رجالات الادب والسياسة والثقافة، من بينهم "اديب اسحق وسليم النقاش" وعمل معهما في صحيفتي "مصر" و "التجارة"، وصرف همه الى ايقاظ الامة العربية، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا وتربويا، وعرف بنزعته الى الحرية والكرامة الوطنية، التي تجلت في خطبه ومقالاته، والمطالبة بحياة شعبية قائمة على النظام الدستوري.

والمتأمل في حياة عبدالله النديم يرى ان له شخصيتين، شخصية روحية تبرز في افكاره وطروحاته ومعتقداته ونظراته الى الحياة والتقدم الانساني والحضاري، واخرى فنية يعرف بها اسلوبه السلس الشفاف في التعبير عن هذه المعتقدات.

نبغ عبدالله النديم في فن الخطابة وكان احد رواد الخطابة الوطنية، وعبّر عن مشاعر الشعب المقهور والمكلوم ونقمته على كل من يحاول اخماد لهيب الثورة الوطنية المستعرة في صدره، وقد جمع بين طلاقة اللسان وحرارة الايمان.

عبدالله النديم ثائر على الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاخلاقية، التي كان وطنه يتخبط فيها، حارب الفساد الاخلاقي والانحراف الاجتماعي والانكباب على الملاهي، وتصدى للجهل والتخلف والظلامية وخرافات المشعوذين والدجالين، وطالب بتحرير المرأة وتهذيبها وتعليمها والانصراف الى ما يرقي الامة ويجعلها اهلا لأن تسير في موكب الامم المتحضرة والشعوب المتمدنة.

وخلاصة القول، عبدالله النديم وجه انتقادي وديني مستنير، ومصلح سياسي واجتماعي، كان مجال اهتمامه وشغله الشاغل اليقظة السياسية والتجديد الحضاري في النهضة العلمية والفكرية والدينية العربية، وشعاره في الحياة السياسية والعامة، النضال لاجل المبدأ، وهو بحق خطيب الثورة العربية المعاصرة ومن واضعي الاسس الفكرية للحركة القومية والنهضوية العربية والدعوة الى الاستقلال السياسي والنضال ضد الاستعمار الاجنبي.

(مصمص)

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1287 الخميس 14/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم