ترجمات أدبية
لحسن الكيري: الجد الحفيد والحمار
ترجمة لنص الكاتب الاسباني
فرنسيسكو خوسي بريث هيدالجو
الجد الحفيد والحمار / لحسن الكيري
خرج جد وحفيده في سفر ومعهما حمار. قضى الحفيد عطلته مع جده وهو عائد الآن إلى منزل أبويه لاستئناف الدراسة من جديد. كان الجد والحفيد يتناوبان على امتطاء الحمار. وهكذا كانا يجعلان هذا السفر مريحا أكثر.
وصلا في اليوم الأول من السفر إلى قرية ما. كان الجد في تلك اللحظة هو الراكب بينما الحفيد كان يسير مترجلا بمحاذاته. وعندما عبرا الشارع الرئيس في تلك القرية انزعج بعض الأشخاص عندما رأوا الجد راكبا والحفيد مترجلا. قالوا:
يبدو أنها كذب! يا له من عجوز أناني! يركب الحمار بينما يسير الطفل المسكين على رجليه.
عندما غادرا هذه القرية، نزل الجد من على الحمار. وبعدها وصلا إلى قرية أخرى. ولأنهما كانا يسيران مترجلين بمحاذاة الحمار، ضحك عليهما جماعة من الصبيان قائلين:
يا له من ثنائي أحمق! لديهما حمار، وعوض أن يمتطيانه، يسيران على الأقدام.
خرجا من القرية، وأركب الجد الحفيد على الحمار وأكملا السفر. بوصولهما إلى مزرعة ما، تعجب الناس مروعين:
يا له من طفل سيء التربية! يا لقلة الاحترام! يسير ممتطيا الحمار بينما العجوز المسكين مترجل جنبه.
في نواحي المزرعة، ركب الجد والحفيد معا الحمار. مرا بالقرب من جماعة من البدويين فكان أن صاح بهما هؤلاء:
وقحان! ألا تملكان قلبا؟ ستقضيان على هذه الدابة المسكينة!
حمل العجوز والطفل الحمار فوق أكتافهما. وعلى هذا النحو وصلا إلى القرية الموالية. احتشد الناس قادمين من كل حدب وصوب. وبضحكات مقهقهة سخر هؤلاء البدويون قائلين:
يا له من ثنائي غبي! لم يسبق أن رأينا أناسا بهذا الغباء. عندهما حمار، وعوض أن يركبانه، فإنهما يحملانه.
وعندما خرجا من القرية، قال الجد لحفيده بعد أن فكر هنيهة:
- ها أنت ترى أنه على المرء أن يكون ذا رأي شخصي وألا يكترث كثيرا لما يمكن أن يقوله الناس.
فرنسيسكو خوسي بريث هيدالجو - كاتب إسباني معروف في مجال أدب الطفل. ألف العديد من القصص والأشعار في هذا المضمار.
الدكتور لحسن الكيري - كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء - المغرب.