ترجمات أدبية

سنغر بين الحمامات

ترجمة لنص الشاعر الأمريكي

 فيليب تيرمان

 

هناك قوانين ضدك

فكيف تعبث  بصفاقة في كل مكان-

أيها المشاكس، اللاهي، المتكبر

في وقفته الشامخة على أسطح البيوت والتماثيل التذكارية. يا من تسرق خطواتك

بين الأقدام، وتتكوم في عصابات،

وتعتدي على التعاليم المدونة،

أنت عرضة للسم المسموح به وللتجارب.

ومع ذلك: من يعلم؟. قال المتكلم باسمك،  مسيحك المخلص-

في الجيل التالي، ربما سنعود إلى العالم

بصورة حمامات جائعة. سنعود جميعا.

وها أنا أراه بعين خيالي في منعطف برودواي

وفي الشارع الغربي رقم 86 بنزهته اليومية

ثم على طاولة منعزلة في المقهى

حيث يقابل شخصياته

ويتناول معهم  طبقا من الخضار- البطاطا

والسمبوسك**، وكوبا من الشاي المثلج -

 وأنتم تتكومون على الأفاريز، بحالة انتظار.

وها هو أيضا هادئ بثوب الحمام

القديم وخف المنزل الشقي

ويكتب بالآلة الطابعة القصص

مباشرة من ذاكرة

شوارع بيلغروي الآيلة للسقوط

حيث البيوت بسقف منخفض

ويغطيها الرخام والطحالب

وغرف بيته

ورفوف المكتبة

وكل الكتب المقدسة بحروفها وكلماتها

يغمرها الإيمان مثل فقهاء الييديش

والباعة المتجولين،

واللهجة التي يحدثك بها ،

متعثرة

لكن تساعدك على التفاهم،

 أيها الغصن المنتصب،

ها أنت تثرثر بلسان ميت مع طيور ملعونة.

مخلوقات الرب، إنه يناديك،

هذا العصفور العجيب،

 بأذنيه المطويتين وعيون المها الواسعة

وخديه الشاحبين، بقوس أنفه وبتعالي

شخصياته،  الحمقاء قليلا مثل غيمبيل،

 الدميمة مثلك، المتفاني في غيوم أفكاره وهي تسبح في الفراغ.

هل وافقنا جميعا أنه هدف مفضل.

.. رأس أصلع، وعلى القبعة تحط واحدة من السرب، حمامة،

لا تجلس على أي شيء، وإنما تختار -

بمقدورها أن تفرق بين كاتب يهودي

وغيره ولن تعمل على إيذائه.

هكذا يعتقد، هذا الإنسان الورع.

من بين هذا السرب قد يوجد أسلاف له،

جده الحاخام أو أمه-

ومع ذلك هذا ممنوع - لنفكر بالراهب

التلمودي،

أبيه فيلسوف شارع

كورشمالنا.

 فبينكم يوجد كل اليهود

الذين تركهم وراءه، من لم يجد الفرصة لنجدتهم،

ولعل أحدهم هنا الآن-  أسأل من يكون

من بين عشرات ألوف الضائعين في هذا الزحام

والمصابين بجوع المدينة الضاري؟-

ويهدل بلغة عنيدة لا يمكن لها

أن تندثر أو تغيب.

 

ترجمة: صالح الرزوق

...................

 معجنات محشية أو مقلية.**

*ترجمة لقصيدة

     Philip Terman للشاعر الأمريكي  Singer Among the Pigeons

وسنغر هو إسحاق بوشفيز سينغر الروائي الأمريكي الحائز على نوبل. والمصدر مراسلات شخصية.

 

في نصوص اليوم