ترجمات أدبية

فيليب تيرمان: السلام اسم أبي

بقلم: فيليب تيرمان

ترجمة: صالح الرزوق

***

هذا ما تركني معه والداي -

الكلمة التي نفكر بها

حين ننطق بأي كلمة غيرها،

الكلمة التي نريد أن تكون

شيئا أعلى من الكلام، والكلمة التي أحملها

بين بقية المفردات

منذ ولادتي وحتى مماتي، الكلمة

التي أضطرب من الإعلان عنها،

وأختار التكتم، وربما أذكر

أول حرف منها ثم أنسحب إلى الخلف

وأتحد بالصمت. ولكن ها هي:

مطبوعة على جواز سفري، تخاطر بنفسها

كلما عبرت بها من بين رجال الأمن،

وكلما  أرادت أن تنتشر وتسافر

من بلد إلى الذي يليه. لماذا،

بعد كل هذه الرحلات، تريد فجأة

أن ترفع صوتها وتذكر اسمها بنغمة كأنها

تدل على الفراق؟ لماذا لا نفهم -

هذا التودد، هذه التحية، هذا السلام؟.

***

........................

* العنوان الحرفي للقصيدة "شالوم هو اسمي الأوسط"، وقد أرسلها لي الشاعر ردا على تهنئتي له بالعام الجديد. ومن الواضح أنه يبكي ويذرف الدموع على ما يجري في غزة. أرسل لي أيضا قصيدتين باللغة العربية لشاعر من غزة هو ناصر رباح. ولابنته التي تبلغ من العمر 25 عاما ولكن لا أعرف اسمها. وكتبت له فورا إنني لست مع حل الدولتين. وإلا وصلنا لسيناريو كوريا الشمالية والجنوبية أو لسيناريو الستار الحديدي الذي هدمه غورباتشوف. واخترت علنا النموذج الجنوب الإفريقي.. دولة ديمقراطية واحدة تضم الجميع ويحسم شكل حكومتها صناديق الاقتراع.

لم يرد. حل الدولتين برأيي نكسة ثالثة بعد هزيمة 48 و67. ولو أنه مقبول لماذا رفضنا التقسيم بعد أول حرب في فلسطين. ولماذا رفضته مصر والسعودية يوم أعلن مؤتمر الخرطوم عن سياسة الـ 3 لاءات: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف. وأتذكر اليوم جيدا كلام طبيب مستوصف حكومي فلسطيني كان صديقا للعائلة، اسمه الأول فانوس. قال للوالد تعلمنا من الهزيمة أكثر مما تعلمته إسرائيل من انتصاراتها. ونصحني بقراءة "فجر الإسلام" لأحمد أمين. على فكرة الدكتور فانوس شاب ماركسي. اختفى من حياتنا مثلما اختفى البيت الذي كنا نجتمع فيه، والمستوصف الذي كان يديره. فقد خربتهما داعش عام 2014. ويذكر شهود عيان أن شباب داعش كانوا من الرقة ويحملون بواريد روسية الصنع "كلاشينكوفات" وليس البواريد الإمبريالية الأمريكية.   

في نصوص اليوم