ترجمات أدبية

جيمز تيت: الشعور بالواجب

بقلم: جيمز تيت

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

***

الشعور بالواجب

أتتني مكالمة من البيت الأبيض، من الرئيس نفسه،

يسألني ان كان بامكاني ان اسدي له معروفا.

انا احب الرئيس، لذلك قلت له:

"بالتأكيد سيدي الرئيس، أي شيء تطلبه."

قال: "فقط تصرف وكأن ليس هناك شيء يحدث. تصرف بشكل طبيعي.

سيعني ذلك كل شيء بالنسبة لي. هل تستطيع ان تفعل ذلك يا ليون؟"

"بالتأكيد سيدي الرئيس. سأفعل ما تريد. بشكل طبيعي،

هكذا سوف اتصرف. لن ابوح بشيء، حتى لو قاموا بتعذيبي."

قلت ذلك شاعرا بالندم فورا على تلك الجزيئة المتعلقة بـ"تعذيبي."

شكرني عدة مرات واغلق الهاتف.

كنت اتحرق شوقا لأخبر احدا ان الرئيس بنفسه اتصل بي،

لكنني كنت اعرف انني لا استطيع ان افعل ذلك.

كان الضغط المفاجئ على ان اتصرف بشكل طبيعي يقتلني.

وما الذي كان يحدث على اية حال.

لم اكن اعرف ان هناك شيء يحدث.

رأيت الرئيس على التلفاز امس. كان يصافح فلاحا.

ماذا لو لم يكن حقا فلاحا؟ احتجت لشراء بعض الحليب،

لكنني فجأة خفت ان اخرج. تفحصت ما كنت ارتديه.

بدا لي مظهري "طبيعيا،" لكن ربما بدا لي اكثر

انني احاول ان اكون طبيعيا. ذلك مثار للريبة تماما.

فتحت الباب ونظرت حولي.

ما الذي كان يحدث. كان هناك سيارة متوقفة

امام سيارتي لم اكن قد رأيتها من قبل قط،

سيارة كانت تحاول ان تبدو طبيعية، لكنني لم اخدع.

ان اردت حليبا فعليك ان تأتي به،

والا فسيظن الناس ان هناك شيئا يحدث.

ركبت سيارتي وانطلقت في الطريق سريعا.

كان بامكاني ان اشعر بمسدسات الرادار تبرز من خلف الأشجام والآجام،

ولكن يبدو ان لديها اوامر بعدم ايقافي.

اصطدمت بكرستين في المتجر، فقالت:

"ما الذي يحدث يا ليون؟" كانت ذات ابتسامة جميلة جدا.

لم احب ان اكذب عليها وقلت: "لا شيء يحدث.

فقط اردت حليبا لقطتي." قالت: "لم اكن اعرف ان لديك قطة."

فقلت: "قصدت ان اقول قهوة. انت على حق. ليس لدي قطة.

احيانا اشير الى قهوتي على انها قطتي.

تلك مجرد نكتة شخصية. آسف."

سألتني قائلة: " أ انت على ما يرام؟" فقلت: "لا شيء يحدث

يا كرستين. اعدك. كل شيء طبيعي. الرئيس صافح فلاحا،

فلاحا حقيقيا. ما المشكلة في ذلك  ؟"

قالت: "شاهدت ذلك، وذلك الرجل لم يكن فلاحا بالتأكيد."

"نعم اعرف ذلك،" قلت ذلك وقد تملكني شعور افضل.

***

.......................

جيمز تيت (1943-2015) شاعر أميركي ارتبط اسمه بحركتي ما بعد الحداثة والسريالية الجديدة في أميركا. بدأ مسيرته الشعرية عندما رشحت أول مجموعة شعرية له لجائزة ييل للشعراء الشباب، وهي المجموعة التي نشرها عام 1967 بعنوان (الطيار الضائع) وكان لا يزال طالبا في ورشة كتاب جامعة أيوا. لقيت مجموعته هذه استحسانا كبيرا وتأثر بها جيل من الشعراء خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي لاستخدامه فيها منطق الحلم والتلاعب السيكولوجي. يصف الناقد الأدبي دانا جويا تأثيره هذا ودوره في الحداثة الشعرية عموما بقوله ان تيت حول السريالية من أسلوب كان يعد أجنبيا وغريبا بعض الشيء على التراث الشعري الأنكلوأميركي—حتى بالنسبة لأكثر ممارسيها موهبة في أميركا مثل تشارلز سيميك ودونالد جاستس— إلى أسلوب بدا محليا ووطنيا متأصلا. فاز شعره بعدة جوائز لعل أهمها جائزة البوليتزر عام 1992. من عناوين مجموعاته الشعرية: (المشاعل)1968، (غيابات)1972، (داريل المحظوظ) 1977 -- بالاشتراك مع بيل نوت، (المدافع الثابت)1983، (مصفي الحساب)1986، (مسافة عن الأحبة)1990،(كفن القزم الخرافي) 1998، (العودة إلى مدينة القردة البيض) 2004 و(الجنود الأشباح) 2008. 

في نصوص اليوم