ملف المرأة

تحرير المرأة روحا وجسدا / فوزية موسى غانم

 

تتميز شخصية المرأة في العالم العربي بمميزات كثيرة وايجابية. فالكثير من مفاصل الحياة الحيوية تكتظ بتواجد المرأة الواسع والذي يصل حد الإبداع والتفوق والنجاح المثمر.أنها تناضل وتجتهد في سبيل الوصول إلى مراكز اجتماعية واقتصادية وسياسية حبا في إثبات دورها ومساندتها في تطور المجتمع وديمومة التغيير نحو الأفضل. أن توالد وتوالي ظهور الحركات والمنظمات المطالبة بتفعيل دور المرأة, وطرح قضيتها بصورة منطقية وتوضيح النقاط الايجابية والسلبية التي قد تعاني منها المرأة. وكلما كانت هذه الحركات واعية في طرح قضية المرأة وصادقة وموضوعية ,فأنها ستتحقق نجاحات حالية ومستقبلية.

أن العقبات التي تواجه المرأة واستمرارها في التقدم أماما هي عقبات نفسية واجتماعية وسياسية. فان العقبات النفسية أساسها شعور المرأة أو بعض النساء بعقدة النقص تجاه الرجل والتي تعتبر من أهم القيود النفسية والروحية التي تلعب دورا كبيرا في تحجيم دور اغلب النساء والتقليل من قيمتهن لأنفسهن   على الرغم من امتلاكهن لمواصفات ومؤهلات عالية ونبيلة, والتي قد تساعدهن في شق طريقهن نحو التفوق والنجاح. وبرأيي هذا العامل مؤثر وحساس جدا, فضلا عن فهم المرأة الخاطئ لكينونتها وبواكير إبداعها بحيث هناك الكثيرات من النساء يبحثن عن شعارات براقة لحرية المرأة في المظاهر الخارجية وهن يفتقرن لابسط عوامل القوة النفسية والروحية التي قد تكون سببا رئيسا في تحرير المرأة روحا وجسدا من اختناقات العصر وتناقضات المرحلة .

أما العقبات الاجتماعية والتي من أهمها نظرة المجتمع للمرأة وأهمية دورها في التغير النفس-اجتماعي . فعلى الرغم من انفتاح مجتمعاتنا على التجارب الغربية للنهوض بالمرأة ودورها ألا انه مازال هناك قصور كبير ومحدودية مميزة في الانفتاح المؤسساتي لتقبل المرأة كعضو بناء ومؤثر.ولكوني من العراق وأتكلم عن تجربة المرأة فيه , فنحن مازلنا في طور البداية رغم وصول المرأة إلى البرلمان ولكن تجربتها السياسية تعاني المحدودية وتتخذ شكل الإطار الواحد بينما الساحة مفتوحة للرجل. قد يعود ذلك إلى أسباب والتي من أهمها حسب معايشتي لوضعنا الحالي هو سياسة تسليم مهام أدارية ومركزية في المجتمع لنساء لا يتمتعن بكفاءات وقدرات تساعدهن على التميز والإبداع في المسؤوليات الملقاة على عاتقهن . اعتقد بان هكذا سبب ممكن أن يكون حاسما ومشجعا في تشويه سمعة ومكانة المرأة الإنسانية والعلمية. ومن المفارقات المهمة جدا سيطرة فئة نسويه غير كفؤ على فئات أكثر كفاءة وإمكانية.وهاتان العاملان ممكن أن يكونان من المعوقات التي تحد من انطلاق صوت المرأة الحر والإنساني.

أما المعوقات السياسية تعود مرجعيتها وجذورها إلى العاملين المذكورين أعلاه. فكلما كانت مكانة المرأة مرتبطة بعشوائية الوجود وهيمنة المجتمع ألذكوري فضلا عن انحسار تجربتها السياسية وقلة خبرتها في هذا المجال,قد يعتبر سببا في تقلص دورها السياسي وعدم ممارستها لحريتها في الانضمام وتقديم أنموذج عمل سياسي للمرأة وبعيد عن الهيمنة الكاملة للأحزاب المتواجدة على الساحة السياسية.وفي الختام , يعد التفاؤل واحدا من مفاتيح النجاح ومواصلة الحياة ومازال إمام المرأة الكثير لتعمله في سبيل ترسيخ انتمائها وتثبيت أعمدة قيامها الذي لابد وان يكون إنسانيا وموضوعيا وعلميا وعمليا . ونقدا لما يجري على الساحة العربية ألان, فالمرأة تحاول جاهدة وفي كل حقول المعرفة أن تسد الفجوات و الاندحارات التي مرت بها حركة المرأة ماضيا وما تطرحه ألان يعتبر تمهيدا وشذرات مثمرة لقطاف أفضل وأحسن.

 

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم