تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

ملف المرأة

عيد المرأة / فاطمة الزهراء بولعراس

 

نزولا عند رغبة المثقف والمشرفين عليها وسعيا مني في عمل شئ ما ولو كان ضئيلا من أجل المرأة العربية التي أنا واحدة منهن بادرت إلى الإجابة على الأسئلة التي صاغتها أفكار أديباتنا وأدبائنا الرائعين في المثقف

 

كيف تقيمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟؟

1...لا شك أن المرأة العربية قطعت أشواطا كبيرة وفي ميادين شتى من ميادين الحياة وخاصة في ميدان التعليم..وهي تختلف من بلد إلى آخر صعودا أو نزولا يتناسب طردا مع ظروف أخرى لهذا البلد أو ذاك...ومع ذلك فالمرأة العربية مازالت بعيدة عن صنع كيانها الحقيقي الذي يحظى بالاحترام(الحقيقي أيضا) لأنها مازالت تؤمن أنها ضلع أعوج ومازال الرجل يعتقد أنه لا يستطيع إصلاحه..؟؟؟ حيث أن المرأة العربية تتقاذفها التقاليد والعادات المختلطة بالفهم الخاطئ للدين وهذا ما جعلها تتأرجح يبن الإقدام والإحجام فإما أن تدوس على كل شئ وإما أن تتقوقع على نفسها في ذلك المجال الضيق الذي يفرزه لها الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن( أي المجتمع)...قد تكون نظرة سوداوية لكنها الحقيقة التي لا ينكرها إلا معاند والأمثلة على ذلك كثيرة..وإن كان المجال لا يتسع لذكرها...صحيح أن المرأة العربية دخلت جميع المناصب(بفكرها وفهمها)..لكن ذلك ليس شيئا أمام تهمتها بالأنوثة وأمام تردي أوضاع الكثيرات من النساء العربيات...وتفشي الفقر و الجهل والأمية في أوساطهن.. ففي نظري لازالت المرأة العربية تراوح مكانها رغم ما نراه من مظاهر أو نقرأه من إحصاءات تشير إلى إنجازات المرأة العريبة

 

هل هي على الدرب المؤدي إلى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟؟

2.. الحياة تسير إلى الأمام والعالم أصبح أصغر مما كان والمرأة العربية ستظل تسعى إلى تحسين أوضاعها دون أن تربط ذلك بمساواة أو حرية وهو ربط غير مجد في عالمنا العربي حيث تضيع المفاهيم ويتسلط(السامط*) رغم أنف الكفاءة والعلم..وأعتقد أنها ستكون على الدرب الصّحيح إذا وجدت الاحترام الفعلي كما أسلفت.. النابع من إيمانها بقيمتها وفعاليتها في وسطها الأسري أو الوطني العربي ولم لا العالمي على شرط أن يكون هذا دون تسييس ولا استغلال...

 

ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟؟

3... العقبات كثيرة...منها الخارجي كالإحباطات التي تتعرض لها المرأة ومنها العراقيل التي تُنصب أمام طموحاتها وهي عراقيل(أسرية) وعراقيل عاطفية(الأمومة) وحتى عراقيل جنسية (كونها أنثى)وحتى أولئك المثابرات اللواتي انفلتن من كل هذه القيود ستصدمهن عقبات مضبطة أخرى قد تأتي من المرأة نفسها لكنها في نهاية المطاف تصل إلى نقطة البداية وهي ما تعانيه المرأة العربية من تسلط المجتمع الذكوري بطريقة أو بأخرى

 

هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يسمى با(الربيع العربي)لفك قيود المرأة العربية؟

4..الحديث عما يسمى (الربيع العربي) ليس ذو شجون فحسب إنه الشجن ذاته والحزن بعينه...أين هو الربيع فيما يحدث؟؟ عدا بعض الكتابات وعدا بعض الفسح في الإعلام..والصحافة لا نري سوى الموت والخراب والتدخلات ...الخ إن الحراك العربي لم ينبع من إيمانهم ولكنه خرج من أوضاعهم المزرية.وأطماعهم الغبية.. لذلك فلن يحقق النتائج المرجوة لا للمرأة ولا للرجل وسيكون الطريق طويلا (من جديد) لفك أغلال المرأة العربية...ومع كل هذا التشاؤم فلن أتحرج أن أهنئ النساء العربيات بعيدهن الذي أتمناه( يوميا) لعله يجعلها أكثر سعيا في الأخذ بأسباب التغيير التي تأتي من قناعاتها وإيمانها مع وعي وإحساس كبيرين بما يدور حولها بعيدا عن الشعارات والمزايدة والكلام الزائف الذي يذهب جفاء بمجرد الانتهاء من خطب العيد؟؟

السامط*...تعني في العامية الجزائرية (صفيق الوجه).

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم