ملف المرأة

بعضهن ولدن من القسوة / ذكرى لعيبي

المرأة كائن خُلق من طين الجَمال، تَهبُ من حولها وهج الحب ودفء الحياة، تسعى حثيثاً للبحث عن (الوطن الاستقرار) وغالباً ما يمثل لها الرجل ذاك الوطن لا مساومة على أن المرأة العربية قدمت إنجازات يشار لها بالبنان، وفي مجالات عدّة، بدءاً من محاربتها الأمية، حتى ولوجها العمل السياسي واعتلائها مناصب وزارية، ناهيك عن وعيها التام بحقوقها وواجباتها ومخاطر العنف الذي تتعرض له (سواء عنف جسدي أو لفظي)،كما أن تشكيل منظمات للمرأة العربية هو إنجاز بحد ذاته، والندوات والمؤتمرات التي تقيمها للتعريف بها سواء داخل حدود الوطن العربي أو خارجه هو إنجاز، وانخراطها في سوق العمل، حملها السلاح، نيلها البطولات، أحرازها الميداليات،الوقوف بخطوط متوازية مع الرجل في الإبداع المهني والعلمي والأدبي كل ذلك إنجازات حققتها المرأة العربية،ولعل أعظم إنجاز تقدمه وقدمته: هوكونها الزوجة والأم والمربية والعاملة في آن!

على مر العقود حاولت المرأة العربية شق جدار السياسة والرئاسة والدين والمجالات الأخرى لتبحث لنفسها عن ثقب يمكن من خلاله تمرير صوتها المطالب بالحرية وحفظ الكرامة والمساواة، وأخرتُ (المساواة) عن صاحبيتها لأن كرامتها وحريتها تتقدم الحقوق الأخرى، ومن ضمنها المساواة مع حقوق الرجل. وسؤال يفرض نفسه دائماً، ما نوع المساواة التي تطالب بها المرأة؟ إن كان الإسلام شرع حقوق المرأة وحقوق الرجل..أي مساواة تريدها وقد ضمنت حقها في التعليم والعمل والعيش العفيف في حماية الرجل الذي ربما يكون زوجاً حبيباً أو أباً غالياً أو أخاً ..لا ننكر أنها نالت الحرية المبتغاة، وخرجت إلى ميادين واسعة، ثم ماذا؟ الإسلام أكرمنا والرسول الكريم أوصى بنا، واحترامنا لذاتنا جعلنا نتبوء مناصب عليا،هذه الأمور مجتمعة تحقق أو حققت لنا (الحرية الصحيحة) .

ونظراً للواقع المتسم بالانقلابات والتناقضات المتوالية، راهنت المرأة العربية على معطياتها التي يحاول البعض تشويهها، وراهنت على إظهار قوتها النفسية، وقدرتها على التحمل، وترجمة ذلك على الواقع بمختلف الميادين إلى العمل والإبداع.

المرأة كائن كبير، يتسع ليحمل هموم العالم فبعضهن ولدن من القسوة وأنجبن ملائكة من الرحمة وعلمّن عظماء، ربما لأنهن يؤمن بهدف سامٍ واحد ..ألا وهو الحفاظ على قدسيتها لبيتها وزوجها واسمها، وبعضهن تعتقد أن عليها مسؤولية أكبر وأسمى تظل تناضل من أجل تحقيق ذلك الهدف، لكن هناك مشكلة قديمة بل قديمة جدا ويبدوا أنها جديدة بل جديدة جداً، فالمرأة التي تسعى إلى الحرية والمساواة هي ذاتها التي تترك ثغرة للرجل للنيل من مطالبها، وبالتالي ربما يكون عقبة.. كيف؟ المرأة العربية على وجه الخصوص تلتزم كثيراً بالأعراف والتقاليد ونراها في وضع الاستعداد والتضحية بكل ما تطالب به من أجل أ لا تخسر العائلة التي ضمن أطارها ( الابن والزوج والأب والأخ) فالعائلة- برأيي الشخصي- هي الجدار الذي تستند إليه حين يغدر بها المجتمع.

الربيع بمعناه المتعارف عليه هو الفرح بتفتح الورود،لذا أنا لا أستطيع أن أسميه (ربيعاً عربياً) وقد صار موسم حزن وموت وتفجرت فيه القنابل والمشاكل بدلا من تفتح الورود!وبالتالي سيكون هناك بصيص أمل متى ما حلَّ الربيع بمفهومه الحقيقي بلا دماء أو أرامل ويتامى .

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم