أقلام ثقافية

ابتسام يوسف الطاهر: الدراما المصرية بين الامس واليوم

في الحنين الى اصوات عربية الجأ احيانا الى اليوتيوب بعد ما انتزعت الستلايت وتركت المحطات الفضائية العربية التي اتعبتني وكادت ان تقضي على ما تبقى من اعصابي.. فالبرامج الحوارية صار بعضها يقلد الاسوأ مثل برنامج فيصل القاسم واستعراض التهريج والتحريض فيه. بدل من متابعة برامج عمرو الليثي الحوارية الممتعة او برامج محمود سعد الغنية بمعلوماتها وغيرها من البرامج الحوارية الجميلة التي تعلم المشاهد كيف يصغي ويستمتع بما يسمع. من خلال تلك البرامج تعرفت على الكثير من المسلسلات الحديثة. وقد ادهشني مدى التطور فيها من ناحية المواضيع والاخراج والتمثيل والانتاج الذي يلعب الدور الكبير في اقناع المشاهد.

بدأت السينما المصرية قبل الايطالية او واكبتها في بداية الاربعينات من القرن الماضي. في البداية لم تكن هناك صناعة سينما وانما كان تقليد لكل ما ينتج في الخارج من افلام خاصة الامريكية. فيقوم فريق العمل من مخرج ومنتج وممثلين بتحويل نسخة من الفيلم الى مصرية لغة واسماء الابطال او شخوص الفيلم . مثل فيلم مرتفعات ويذرنغ وذهب مع الريح.. وغيرها العشرات من الافلام. بل كان يتم الحفاظ حتى على اجواء الفيلم من ديكور وملابس. ثم صار القائمون على تلك الصناعة بتمصير الفيلم الى حد ما. وهناك ايضا ملاحظة انه الكثير من الممثلين المصريين يختارون على اساس نقطة التشابه بينهم وبين ممثل اجنبي اخر. فعماد حمدي يشبه الى حد ما ممثل ايطالي قديم لا اذكر اسمه.

لكن اعتماد بعض المخرجين المبدعين مثل صلاح ابو سيف وعاطف الطيب على روايات لكتاب معروفين مثل روايات نجيب محفوظ ، خلقوا سينما لها وزنها وملامحها الواضحة والقوية.  اما بالنسبة للدراما التلفزيونية فهناك اعمال خالدة عديدة مثل مسلسل لحظة اختيار وزينب والعرش وثلاثية الساقية ورحلة ابو العلا ، والكثير من الاعمال المميزة. واخرى اعتمدت لقطات الكلوزاب واحيانا المبالغة والصياح. وطبعا كل مشاهد يراها وفق ثقافته ومنظوره للعمل.

بعد انقطاع عن المسلسلات الرمضانية، فرحت وانا اتابع مسلسلات اخرجها شباب وحتى منتجيها شباب ايضا ومعظم الممثلين شباب مبدعين. اراها طفرة في عالم الدراما المصرية من ناحية الموضوع والسيناريو والاخراج والتمثيل والتصوير ايضا. مثل مسلسل لعبة نيوتن بطولة منى زكي ومحمد فراج.. ومسلسل كأنه مبارح  بطولة رانيا يوسف ومحمد الشرنوبي  وخالد انور، ومسلسل افراح القبة الماخوذ عن رواية نجيب محفوظ بنفس الاسم، معالجة الرواية بشكل فريد وابداعي منحت المسلسل قوة لم نعرفها في المسلسلات المصرية سابقا. بطولة منى زكي ومحمد الشرنوبي وجمال اسماعيل وسلوى عثمان وصابرين ونخبة من الممثلين المبدعين. ومسلسل هذا المساء بطولة محمد فراج وخالد انور وحنان مطاوع واياد نصار وغيرهم من الممثلين الشباب. تلك الاعمال يجمعها وسبب نجاحها هو الانتاج الواعي الكريم والاخراج المميز واختيار الممثلين بتفوق واكيد اعتماد العمل والسيناريو الناجح بتفرده وتميزه.                      

***

ابتسام يوسف الطاهر

في المثقف اليوم