أقلام ثقافية

ﭐلاختلاف ﭐلمتحد وﭐلاختلاف ﭐلمفرّق*

intlaq alrehabiﭐلاختلاف ءاية من ءايات ﭐللَّه فى خلقه وقد وكد علىٰ ذٰلك فى أكثر من ءاية فى ﭐلقرءان ومنها قوله:

"ومن ءايـٰته خلق ﭐلسَّمٰوٰت وﭐلأرض وﭐختلٰف ألسنتكم وألوٰنكمـ إنَّ فى ذٰلك لأيٰت للعٰلِمين" 22 ﭐلرّوم.

 ﭐللَّه خالق ﭐلخلق وﭐلملك ﭐلقدوس ﭐلسّلام ﭐلمؤمن ﭐلمهيمن وقد شآء أن يخلق من كل شىء زوجين مختلفين متحدين وضرب ﭐلأمثال على ذٰلك فى ﭐلكثير من ءايات ﭐلكتاب  (ذكر- أنثى)   (فجور- تقوى) (رحمٰن – شيطٰن) (ليل – نهار) (مؤمن – كافر) (ﭐلّذين ءامنواْ - ﭐلّذين كفرواْ) (نور – ظلام) (بصير- أعمىٰ) (عربى- أعجمى) (رجال- نسآء)(أرض- سمآء) فكل هٰذه ﭐلأزواح متحدة بجدلية إذا تمَّ ﭐلفصل بينهآ أو إلغآء زوجا منها تقع ﭐلطّآمة ﭐلكبرى فى ﭐلحق. ففى مجتمع ﭐلنّاس يسعىٰ ﭐلطّاغوت إلىٰ ذٰلك فيخرج من يتّبعه من ﭐلنور إلى ﭐلظلمات فيصيطر ﭐلظلم وﭐلظلام وينكبواْ عن ﭐلصراط ﭐلمستقيم ﭐلّذى يقوم بوحدة ﭐلزوجين فيتفرق ﭐلنّاس إلىٰ شيع وطوآئف يستضعف طرفا منهم ﭐلأخر  فينجم عنه  ﭐلتنازع وﭐلتثريب وﭐلفساد. وﭐلمثل عليه هو جميع أحزاب ﭐلقومية وﭐلطآئفية وﭐلإشتراكية "وهى أحزاب مسلمين أعراب".

 ﭐلّذى يوحد بين ﭐلزوجين ﭐلمتحدين هو دين مسنون تقوم به ﭐلزوجية .

 فكل زوجين فى ﭐلحق يقومان بما سنّ لهما من دين وهو أشراط وجودهما فلا يفسقان عنه لأنهما لا خيرة لهما به فقد أسلما له كرها وقد جعله ﭐللَّه سنّة جارية لا تبديل ولا تحويل فيهآ أبدا.

 وهو ما يسميه ﭐلقرءان دين ﭐلفطرة ودين ﭐلحق وتلغو به ﭐللّغة فتسميه " قوانين الطبيعة والقوانين الموضوعية " وقد أراد ﭐللَّه  لواحد من خلقه من ﭐلدّوآب وهو ﭐلبشر ﭐلوحش أن يكون خليفته فى ﭐلأرض فنفخ فيه  روحا منه صار به ءادمًا يعلم ويعمل فيختار ويسعى ويريد ويرغب ويدرك ويفهم ويدرى ويدرس ويفقه ويعمر ﭐلأرض  بما علّم فيه من ﭐلأسمآء ﭐلّتى نزلت مع ﭐلروح ﭐلّذى نفخه ﭐللَّه فى قلبه.  " وعلّم ءادم ﭐلأسمآء كلّها " . فـﭑلاختلاف ءاية للعٰلِمين وهم علمآء ﭐلربوبية وﭐلألوهية (فيزيآء مقدار أحيآء وعلوم ﭐلمجتمع لسان ونفس وحكم وﭐقتصاد وفكر ) ﭐلّذين يسيرون فى ﭐلأرض فينظرواْ كيف بدأ ﭐلخلق وﭐلّذين يقرأون بـﭑسم ربّهم ﭐلّذى خلق وينيرون كل شىء كان فى ظلام مخفى "غيب " .

 فأكثر ﭐلنّاس لا يعلمون بأية ﭐلاختلاف وﭐلدّين ﭐلمسنون  فى ﭐلخلق فحالهم فى نزاع وتثريب لأنّهم يتولون ﭐلطّٰغوت وهو ﭐلمثل على من نكب عن ﭐلصراط وفرّق فى ﭐلدّين ﭐلمسنون فى ﭐلازواج ومال إلى طرف واحد وهو ما عليه مجتمعاتنا ﭐليوم وبـﭑلأمس ﭐلقريب وﭐلبعيد فقد طال عليها ﭐلأمد وهى تخضع وتذلّ  لمنهاج طٰغوت فرد ناكب عن ﭐلصراط ألغىٰ زوجية ﭐلأشيآء وﭐتحادها بدينها ﭐلمسنون فيها  فرعون. يفرّقهم شيعًا ويستضعفهم ويقتّل أبنآءهم ويستحيى نسآءهم ويسجن وينفى ويشرد ﭐلبعض ﭐلأخر.

ﭐلمثل على ﭐلدّين ﭐلمسنون فى ﭐلمجتمع هو ﭐلميثاق وﭐلعهد بين ﭐلناس ﭐلمختلفين ﭐلّذى يصنعه عالم مؤمن يقوم بأمره وتكون له ﭐلولاية على ﭐلنّاس بعد أن يبايعوه على ذٰلك. وﭐلنّاس ﭐلمختلفين فى ﭐلمنهاج وﭐلشرعات فى كل مجتمع ست فئآت " إنّ ﭐلّذين ءامنواْ وﭐلّذين هادواْ وﭐلصّٰبئين وﭐلنّصٰرىٰ وﭐلمجوس وﭐلّذين أشركوۤاْ إنَّ ﭐللَّه يفصل بينهمـ يوم ﭐلقيٰمة إنَّ ﭐللَّه علىٰ كلّ شىءٍ شهيد " 17 ﭐلحج.

 ﭐلّذين ءامنوۤاْ أهل ﭐلثقة وﭐلتصديق وﭐلعلم وﭐلخبرة بكلّ شىء .

وﭐلّذين هادواْ ﭐلسلفيّون ﭐلّذين يتبعون ءابآءهم ومآ ألفواْ عليه ويلتفتون إلى ﭐلخلف ومنهم جميع أحزاب الإسلام ﭐلسياسى.

 وﭐلصّٰبئين ﭐلمحتجين وﭐلمعارضين لمنهاج قومهم .

وﭐلمجوس أهل ﭐلتأمل وﭐلنظر دون تصديق بتجربة وبرهان عليها وأكثرهم أهل لغو وكهانة من شعرآء وكتّاب وصحفيين وفلاسفة.

وﭐلذين أشركواْ وهم أكثر ﭐلنّاس عددا ﭐلذين يشركون ويرجسون فى ﭐلحق ومنهم جميع أحزاب ﭐلإشتركية وﭐلقومية .

  ما نراه ﭐليوم فى جميع بلاد ﭐلأعراب ﭐلمسلمين (البلاد العربية) هو صيطرة منهاج ﭐلطّٰغوت فى كلّ شىء ﭐلحكم ﭐلفكر ﭐلّسان ﭐلعلم وقد باع ﭐلناس روحهم له فأكثرهم يصرخ بأعلىٰ صوته ليبيّن بأنّه من عبد ﭐلطّٰغوت (بـﭑلرّوح بـﭑلدّم نفديك). فعادوۤاْ إلىٰ ﭐلأصل دوآب قبل نفخ ﭐلروح.  بشر وحش يسفك ﭐلدّمآء ويفسد فى ﭐلأرض بعد أن تعطل فعل ﭐلرّوح فى قلبه ببيعه وجعله فدية للطّٰغوت .

ومساكنهم أوطان ووطن وهو ﭐلبيت ﭐلّذى تحبس فى ﭐلدوآب . وراعيهم سياسى " سآئس ﭑلدّوآب" وهم ﭐلرّعية ذلّهم  فـﭑنقادواْ له يحملوه على ظهورهم ويتبعون قوله ورأيه فلا خيرة لهم من أمرهم شيئًا . وﭐلمفكر وﭐلمؤلف للنظرية وﭐلعالِم وﭐلبديع وﭐلخالق وﭐلمصور ﭐسمه مثقف وهو ﭐلحابس وﭐلسّجّان ومن دليل ﭐلفعل ثقف (حبس وسجن وأسر)  وهو ما عليه ﭐلوطن ففيه ﭐلمثقف لأنّه بيت للحبس وﭐلسجن وﭐلمحبوسين وﭐلمسجونين فيه هم دوآب ذلّت لسآئسها وراعيها وهو لسانه ﭐلّذى يعرب به عن منهاجه ﭐلمظلم ﭐلّذى ذهب نوره بعد أن نكب عن ﭐلصراط بإلغآءه وتعطيله للدّين ﭐلمسنون فى ﭐلأزواج ﭐلمتحدة .    

• ﭐلّذين يتابعون مآ أكتب أذكّرهم  بأنّ منهاجى ﭐلّسانى ﭐلذّى أكتب به هو ما ﭐبتدعه ﭐلمفكر سمير إبراهيم خليل حسن  فأستعين به لفهم وبيان ﭐلقول فى كتاب ﭐللَّه فيكون قولى نسخا لبعض أقواله أو بيانا لها بـﭑسلوبى ومنها ماهو لى فهو جهدا لى بعد درس وقرء فى ﭐلكتاب لم ينظر فيه وليس لديه قولا فيه. ففى هٰذا ﭐلمقال أستعنت  بما جآء فى كتابه " دين ﭐلحكومة " لبيان ﭐلاختلاف بين ﭐلمنهاجين (ﭐلاختلاف ﭐلمتحد وﭐلاختلاف ﭐلمفرّق" . فأنا أحترم حق ملكية ﭐلقول وﭐلفكر وهو ﭐلمفكر ويجب أن تعود له وأن يذكر ذٰلك كلما أخذت شاهدا من أفكاره وأقواله فأرجو أن يسامحنى أخى ﭐلغالى سمير إذا غفلت عن ذٰلك.      

 

في المثقف اليوم