أقلام ثقافية

فيروس هندي

ban diaahabibمنذ سن صغيرة كنت احاول ان اضع تعريفاتي الخاصة للأشياء، الفرح، الحزن الفشل، النجاح مبتعدة عن التعريفات المحددة سلفا من قبل الاخرين ووجدتني بين حين وآخر اجري بعض التعديلات على قراراتي فالحزن لم يعد عندي مصدر احباط كما حددت قبلا والألم قد ينتج الابداع فهو لا يؤدي بالضرورة الى الفشل بل تبين لي ان الافراح قد تسبب الاسترخاء والكسل وهكذا حتى اقتنعت تماما ان كل تعاريفي لم تك كاملة كما اردتها وإنها تخضع لعوامل اخرى غير المنطق المحض منها الحالة النفسية والتجارب الجديدة والتقدم بالعمر الذي يضفي على كل الصور هاله اخرى لكنني اعتقد ان هناك تعريف لم اغيره منذ عشرة سنين او اكثر هو رأيي في النجاح

والنجاح كما لم يخضع لأي تعديلات عندي (هو قابلية التأثير ايجابيا في الآخرين) .

عندما اصبت بفيروس الانفلاونزا في الهند امسكت بس رعشة برد خفيفة في السيارة كنا عائدين من (أكشر دهام مندر) وهو صرح كبير من صروح الابداع والتميز الهندي في الفن والحضارة والموسيقى وما ان وصلت السيارة لباب الفندق حتى انفلت مسرعة الى غرفتي وآويت لفراش المرض، لم يدم تأثير الفيروس الهندي سوى اربع ساعات بالتمام والكمال

ارتفعت فيها حرارتي، احسست بكل اوجاع العظام المصاحبة للانفلاونزا التي اعرفها ونمت كأني غائبة عن الوعي وحينما استيقظت كنت معافاة تماما وكأن الفيروس لم يصبني ابدا

في اليوم التالي فكرت يا له من فيروس لطيف حضاري ادى عمله الذي يستغرق الفيروس العراقي اسبوعين على اقل تقدير في ثلاث ساعات ونيف ومضى مختتما اعماله معي

ما لم اعرفه هو ان مناعتي انخفضت بصورة هائلة بسبب الفيروس الحضاري ذاك وانه قد عرضني لمضاعفات اضعفت رئتي جدا هذا ما فهمته بعد ان عدت للعراق وامسك بي فيروس انفلاونزا جديد هذه المرة عراقي وأسلمني لفراش المرض لمدة شهر ونصف تقريبا وهو ما ابعدني عن كل هواياتي وأعمالي اليوميه ومنها القراءة والكتابة حتى انني عزفت عن الجلوس للانترنت نافذتي للعالم البعيد وبدأت الافكار السوداويه تغزو خيالي

وفي يوم احسست بان المرض بدا بالتراجع، فتحت الانترنت وكان هناك اعلان عن مسابقة فرج ياسين للقصة القصيرة، لم افكر كثيرا فقد كانت مشاركتي في مسابقة تحمل اسم هذا الانسان الكبير هو امنيتي التي لم احققها بعد ورغم اعمالي الاخرى المكدسة تنتظرني فترة مرضي كلها إلا ان كتابة قصة جديرة باسم فرج ياسين اخذني من كل شيء

كتبت القصه بهمة وفرح لا يتناسب مع ما خلفه عندي فيروس الهند اللطيف من كآبة وإحباط وراجعتها مرتين وهذا شيء خلاف عادتي فلقد دأبت على ان اترك ما اكتب دائما ليوم او بعض يوم و بعدها اعود اليه متجردة من احاسيس لحظة الكتابة والتي تكون عاطفيه غالبا مستسلمة تماما للعقل والمنطق وهنا احدد ان كان ما كتبت يستحق تدخل مشارطي لتجميله وترميم عثراته ان وجدت او ان اعدمه تماما

في هذه المسابقة كان الوقت قد تأخر كنت قد قرأت الاعلان في اليوم الاخير لتسلم القصص فراجعت قصتي وأرسلتها وطبعا بعد ساعة من الارسال عدت لقراءتها بطبيعتي (النقناقيه) فاكتشفت خطا املائيا وأرسلت لرئيس تحرير الموقع، اعتذر عن الخطأ واطلب منه ان اعيد ارسال القصة لو اذن لي وقد كان الاخ الفاضل ودودا كيسا معي فاخبرني ان اليوم لم ينته وإنهم سيعتمدون الارسال الجديد

ارسلت قصتي مرة اخرى وبصراحة فور ارسالها أحسست بأنني فائزة ليس لثقتي بالقصة بل لسعادتي بمشاركتي في مسابقة تحمل اسم د فرج ياسين الكبير

حينما علمت ان قصتي فازت بالمركز الاول علمت انني افلحت في وضع تعريف صحيح لشيء مهم في الحياة هو النجاح

فأن تكون ناجحا يجب ان تؤثر ايجابيا في المجتمع و د. فرج ياسين هو نموذج للشخصية الناجحة في مجتمعنا، هو من اخرجني من فترة نقاهة طويلة كئيبة لأكتب قصتي الفائزة بالمركز الاول، اتمنى ان افوز مرة اخرى وسأحاول ان اكون الاولى دائما

وسأتمنى ان يخلف فوزي او قصصي نجاحا آخر نجاح اطمح اليه كثيرا

وهو ان يكتب قاص جديد من جيل آخر في يوم فوزه بالجائزة الاولى ان بان الخيالي منحته القوه لكي ينجز وان يحقق ما يتمنى عندها سأكون فائزة بحق كما هو د. فرج ياسين اليوم

 

بان ضياء حبيب الخيالي

 

في المثقف اليوم