أقلام ثقافية

جغرافيا الزوجية

akeel alabodتوطئة: هو ثوب ورابطة مقدسة، ذلك الذي وفقا اليه، تلد المجتمعات وترتقي الأوطان، فبموجبه تصبح الزوجة اماً ومربية ويصبح الزوج أباً ومعلما لنواة صغيرة اسمها العائلة، ومن بين جدران هذه النواة او العائلة، يلد هنالك مجتمعا، بل ومجتمعات.

 

الموضوع؛

الصورة التي كنت أراها عند رقم هاتفها المحمول، تم استبدالها بملامح احيط بها الحزن والقنوط؛

وجه تمتلكه رقة وديعة وتعتري قسماته انكسارات احساس لا يجيد لغة التعبير؛ براءة أنثوية يسكنها الضعف وتعتري سبيلها مرارة لاذعة.

الدموع؛ مدخل لاحباطات تسودها تجربة كانت تحتاج الى من يدرك خطوط تماسكها، فيسلط الضوء عند مقاطع زواياها المبهمة، لعلها تستدرك، اوتاخذ طريقها الى النجاح، بغية تحقيق مبدأ القبول والاطمئنان.

لم تكن أفكاري أواراءي وليدة صدفة او تجربة عابرة، حينما كنا نتحدث معا حول هذا النوع من الزواج، سيما ونحن ولدنا جميعا من رحم مجتمع تجتاحه تناقضات الجهل والتصنع والتفاخر؛ وتلكم اعتبارات تم ترويجها والاعتقاد بها بناء على ما يتعلق بهذا المظهر من الإيقاعات وإنشاءاتها.

فالفكرة بحسب الميزان الاجتماعي للعقود، قائمة على أساس ان من يمتلك المال او الجاه او الموقع الوظيفي، يكون اكثر مقبولية من غيره، اي الذي لا يمتلك هذه الامتيازات، بغض النظر عن طبيعة السلوك اوالثقافة او الأخلاق العامة للمتقدم،

فإذا كان المتقدم من عائلة فقيرة وصاحب أخلاق طيبة مثلا، لا يمكن تقديمه في المقبولية على المتقدم الذي يمتلك امتيازات الشهرة أعلاه.

لذلك بحسب جغرافيا العلاقة الزوجية، كما يطيب لي تسميتها، يصبح من الواجب التذكير بان المعادلة تحتاج الى ميزان كروي، يجمع الاثنين على خط واحد، ذلك خط الاعتدال الذي يكاد يشبه الخط المنصف للقطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية.

وخط الاعتدال او التوازن هذا الذي يزن كيانين اجتماعيين مختلفين، اي وحدتين إنسانيتين تجمعهما مفردتي الذكورة والأنوثة، وتنبع من رحمهما مكونات القيم والأخلاق، يفرض على الابوين شروطا يعد الإخلال بها خيانة عظمى.

اذ بموجبها اي تلك الشرط يتربى الأبناء ويراعى الاحترام والمحبة بين الجميع، ما يجعل للزواج علوا وكرامة في قلوب أولئك الذين يحتفون بعيد زواجهم، وذلك كما قدسية احتفاء الحكومات بتأسيس أوطانها.

ففي المجتمعات المتحضرة تجد ان هنالك يوما يخصص لأداء مراسيم هذا النمط من الاحتفاء، حيث يحتفي الزوجان احتراما وإجلالا لمعنى هذه الرابطة المقدسة.    

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم