أقلام ثقافية

إرفعوا المستوى التكنولوجي للأساتذة

moamar habarالغش الذي إجتاح الامتحانات بمختلف أطوارها وكافة مراحلها وأغلب القائمين عليها من الوالدين والأساتذة والمدراء والمراقبين والمستشارين والمسؤولين، يجعل المتتبع يتساءل عن أشهر الوسائل وأخطرها، فيجد أن الوسيلة التكنولوجية هي الأخطر لحد الآن.

إذن كيف يمكن للأسرة والمجتمع والمنظومة التربوية التعامل مع إستعمال الوسيلة التكنولوجية في الغش؟.

وهذه الورقة ستعالج نقطة واحدة، وهي تأثير الضعف الملاحظ لدى أغلب الأساتذة في إستعمال الوسيلة التكنولوجية، يقابله المهارة والتفوق لدى الطالب والجيل القادم في إستعمال هذه الوسيلة لأغراض شتى، وهو ماخلق هوة سحيقة واسعة بين ضعف الأستاذ والوالدين من جهة، وتفوق الطالب من جهة أخرى.

المطلوب إذن الرفع من مستوى الأساتذة في مجال إستعمال التكنولوجيا بصفة دورية يومية، كأن يتعلم إستعمال أبسط قواعد الحاسوب، ويستخدمها في مهامه اليومية بالتدرج وبشكل يومي، وإذا إستلزم الأمر فليكن تحت إشراف من هو أفضل منه، وليس بالضرورة أن يكون مهندسا في الإعلام الآلي، لأن الأمر يتعلق بمهام بسيطة يومية، ولا علاقة له بتخصص وخبرة.

منذ قليل يحدثني مفتش الثانوي عن المشاكل التي يتلقاها مع الأساتذة الذي يرفضون تعلم الإعلام الآلي، ويفضلون الجهل والغباء. أقول له إن هذه المشاكل لابد أن لا تثنيك عن السهر تعليم البقية الباقية من الأساتذة الذين يشعرون بالنقص الواضح لديهم فيما يخص إستعمال الإعلام الآلي، فعليك أن تبذل معهم أقصى الجهد، خاصة وأن جيل الأساتذة القادم هو جيل الإعلام الآلي.

إن التطرق لضرورة تعليم الأسرة التعليمية التربوية بأطوارها وفئاتها، لايعني إطلاقا منح شهادة التحكم في الإعلام الآلي يتباهى بها صاحبها أمام زملائه وتلامذته، ثم يتبين فيما بعد أنه الأضعف، لأنه لم يمارسها طيلة مدة التربص المزعوم.

الإعلام الآلي لغة كغيرها من اللغات تحتاج للممارسة اليومية، مثلها في ذلك كمثل السياقة والسباحة. ثم إن وسيلة الإعلام الآلي أمست من الوسائل اليومية، شأنها في ذلك شأن قلم الرصاص والقلم الجاف والممحاة والمقلمة والكراس والمحفظة، وإنه لمن السخرية أن بعض المسؤولين مازالوا يتعاملون معها على أنها حكرا على المسؤول الإداري والعلمي.

إن الهوة التكنولوجية تزداد يوما بعد يوم بين التلميذ والأستاذ، ولا بد من تخفيف حدة المساحة بينهما في أقرب الآجال وبأسهل الطرق والوسائل، وأولها أن يقر الأستاذ غير العارف بجهله ونقصه وضعفه أمام طلبته، ويسعى بكل ماأوتي من وقت وجهد ومال، لتعلم هذه اللغة التي لايمكن بحال الاستغناء عنها.

إن ماذكرناه في الأعلى من ضعف الأستاذ التابع لمديرية التربية بأطوارها، ينطبق تماما على الأستاذ الجامعي، الذي يجهل إستعمال الحاسوب ولا يبذل جهدا لتدارك النقص، والمصيبة أن الأغلبية منهم لايشعر بالنقص تجاه طلبته المتفوقين جدا، بل البارعين في ميدان إستعمال وسائل التكنولوجية.

المستقبل للتكنولوجيا، ومن لا يحسن إستعمال أبسط وسائل التكنولوجيا المتمثلة في الحاسوب ولواحقه، لايمكن أن يكون له مستقبلا، ولا يمكن أن يؤدي دوره ووظيفته كأستاذ، ولا يمكن أن يقدم المعلومة كاملة سالمة، ولو إدعى أنه يحمل رتبة .. أستاذ، وبروفسور، وباحث ، ومدير، ومستشار، ومراقب.

 

في المثقف اليوم