أقلام ثقافية

أحلام الفلاسفة

قرأتُ مؤخراً كتاباً مُمتعاً في بابه للكاتب المصري سلامة موسى، وهو من رواد المدرسة العقلية الاشتراكية في أدبنا المعاصر، وفي البداية ألقيتُ نظرة خاطفة على الكتاب فتعجبتُ كيف ولماذا استثنى الفيلسوف الفارابي ومدينته الفاضلة من كتابه، فالمسلمون والفكر الإسلامي مثلهم مثل باقي شعوب العالم يحلمون ويسعون الى تحقيق المدينة الفاضلة التي ينتشر فيها العدل والإخاء الإنساني، بل إن تعاليم الإسلام لو طُبقت فهي الوحيدة الكفيلة بأن تحقق تلك المدينة وأحلام الفلاسفة في أكمل صورها، لكن لحكمة إلهية، جعل الله الاختلاف والتنازع بين الأمم حتى داخل دائرة الحضارة الواحدة!

والكتاب عنوانه أحلام الفلاسفة، وهو يمزج بين الفلسفة وأدب الخيال العلمي والتنظير السياسي والترويج للاشتراكية حسب مفاهيم عصر الكاتب !

ألم يكن أبو نصر الفارابي فيلسوفا كبيراً وبارعاً، وعاش في عصر الاضطرابات والصراعات السياسية بين الدويلات في المشرق، وهو كفيلسوف كانت له أحلام تمنى أن تتحقق في مدينته الفاضلة ...

***

بقلم: عبدالقادر رالة

في المثقف اليوم