أقلام ثقافية

متى ينتهي شغف الكتابة؟

emad aliلا يمكن ان تكتب ولو خاطرة واحدة دون تفكير وحب لما تؤمن وتكتب فما بالك بكتابة موضوع هام ومعقد ويَراد منه موقف وتوضيح وبيان راي والهدف العام منه اولا واخيرا هو ادراك الحقيقة والتاكيد على الانسانية في التعامل مع الحياة سواء كان بتوجه يساري او يميني وبانطلاق عن طريق مسار ثقافي او سياسي او اجتماعي والهدف انارة طريق الانسان .

اطلعت على كتابات كثيرة وقرات بشغف لكثيرين وتمعنت بدقة لمحتوى وهدف وامكانية مجموعة معقولة من الكتاب من العرب والكورد، فلم اجد الا من شغف في حياته بولع القراءة قبل ان يكتب ولو سطرا واحدا لما يعتقد بانه يستحق النشر (لا اتكلم عن الدخلاء على الكتابة لاهداف ومصالح معينة) . تغير مسار الكتابة كثيرا وتلمحت الادب التي كانت زاهية واصبحت بالوان باهتة مقارنة بما كان موجودا في عصره الذهبي . لماذا التراجع عن الكتابة بدل تطورها في كافة المجالات على العكس من مسار الطبيعة التي هي في تطور دائم .

سالت الكثير من الكتاب والشعراء والادباء المعتبرين ولم اجد جوابا وافيا بقدر ما فكرت انا في داخلي وبتجربتي الشخصية عن الموضوع وتيقنت بان عدم التمسك بما تؤمن بشغف العمل من اجل اداءه باي شيء سوف تتوجه نحو الضفاف ومن ثم تصل الى حالة الملل وتبتعد بسلاسة عن صلب الهدف والعمل ايضا .

من تجربتي الخاصة ونظرتي للحياة مهما تعثرت من اجلها، لم اؤمن بشيء مفيد الا واردت ان اعرضه على الجميع مهما كانت ردود الافعال التي تلقيتها طوال اكثر من خمسة وثلاثين عاما من النشاط الادبي خلال الظروف الصعبة التي مررت بها خاصة اثناء مرحلة النضال العسير ومنها عشر سنوات منهافي ظل الدكتاتورية وبشكل سري، وتلقيت اجوبة لما كنت اود الاستجابة له من عملي ومنها بشكل ايجابي واخرى سلبي واستفدت من الاثنتين معا . تغير واقع الثقافة في العراق وكوردستان التي اعيش وتاثرت الحال كما في المناطق الاخرى في العالم بالامور العامة الاخرى ومتغيرات العصر الا ان الطفرة التي حدثت في الاتجاه السلبي للكتابة لا اعتقد انها حصلت في اي بقعة في العالم نتيجة تدخل السياسة بشكل مباشر ومضر في شؤون الثقافة في هاتين المنطقتين، لذا تاثر الادب والمعرفة ومنها الكتابة السياسية قبل اي شيء اخر بالظروف السياسية المتدهورة واثرت الدخلاء على صلب الثقافة العراقية ومنها الكوردية بشكل خاص. لم تمر سنة وتلتقي بكاتب لم يعرف حتى عنوان وليس فحوى ابسط الكتب وبُرز من قبل هذا الحزب او ذلك المسؤل ويكتب انشاءا ويدعمه دون ان يقول احد ما هذا، ولم يسال المثقف الحقيقي عن ما يحدث لرهبة الحادث وافراز ماهو الاسوا في حال التدخل، اصبحت الكتاب كما الوسائل والقنوات الاعلامية بوقا للحزب والمسؤل سرا وعلنا واصبحوا ظلا لما يهدفاه في عملهما ومصالحهما الخاصة . ولم يبق للشغف بالعمل اي اثر نتيجة بروز كتاب وشعراء وادباء تحت الطلب وهم لا يمتون بالادب والمعرفة بشيء، ولا يمكن وصفهم بغير لقطاء الثقافة والادب وفي مقدمتهم الكتابة وفي الصدارة الكتابات السياسية .

وفي المقابل هناك من يشرف على الوسائل الاعلامية من الورقية والالكترونية من جميع الاتجاهات اليسارية والوسطية وا ليمينية والذي ليس له صلة بالعمل من قريب اوبعيد وهو من يقيٌم ويصنٌف كتابة اي كاتب ويقدمه او يمنعه عن القاريء او يجهضه اوفي اضعف الايمان ينشره في موقع ميت دون ان يفقه النص، واعتلى على هذا الموقع المسؤل المهم في حياة الناس بقدرة قادر او من نتاج الاحزاب الموجودة او دُعم ودفع عنوة الى هذا العالم من قبل احد المتفلقين اصلا الى عالم السياسة والادب دون سابق معرفة . فهل يمكن ان يبقى شغف للكتابة في واقع كهذا ايها المعني؟

في المثقف اليوم