أقلام ثقافية

شدري معمر علي: فلسفة الكسل عند لكتاب والمثقفين

عندما قرأت كتاب "اعمل أقل تنجح أكثر الكسل هو سر النجاح " للكاتب الكندي إرني زيلنسكي شدني محتواه والأفكار الإبداعية التي يزخر بها وقرأته أربع مرات منها فكرة الكسول المنتج فهو يدعو في هذا الكتاب إلى العمل بإبداع وليس بكثرة الجهد فليس دائما المجهود الكبير يعطي ثماره ومع فلسفة الكسل المنتج نجد كثيرا من الكتاب والفلاسفة عبر العالم بتبنون اسلوبها ...

فهذا  الكاتب البريطاني جيروم كلابكا جيروم في كتابه “أفكار تافهة لرجل كسول ”  كتب عن حبه للكسل  قائلا: ” إنني أحب الكسل عندما لا يصح أن أكون كسولا، لا عندما يكون الكسل هو الشيء الوحيد أمامي، فمن المستحيل أن تتمتع بالكسل كما يجب دون أن يكون لديك عمل كثير، ليس ثمة متعة في ألا تفعل شيئا إن لم يكن لديك أصلا ما تفعله، إن تبديد الوقت سيكون مجرد تأدية واجب وسيكون مرهقا.. الكسل كما القبلة لا يستحب إلا خطفا”.

وعندما نتحدث عن فلسفة الكسل عند الكتاب والمثقفين  يبرز اسم روائي مصري كبير هو ألبيير قصيري، الذي طالب للجميع بـ”الحق في الكسل”

".كانت فلسفة ألبير قصيري في حياته هي فلسفة الكسل، لم يعمل في حياته وكان يقول انه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك، اما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول (حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر).

عمل في البحرية التجارية ما بين عامى 1939 و1943 مما أتاح له زيارة العديد من الأماكن منها أمريكا وأنجلترا، زار فرنسا لأول مرة عندما كان في السابعة عشر من عمره قبل أن يقرر أن يستقر فيها في عام 1945م وكان حينها في الثانية والثلاثين.

عاش ألبير قصيري طوال حياته في غرفة رقم 58 في فندق لا لويزيان بشارع السين بحى سان جيرمان دو بريه منذ عام 1945م وحتى وفاته، وأختار العيش في غرفة فندق لأنه كان يكره التملك حيث كان يقول (الملكية هي التي تجعل منك عبدا).

تزوج ألبير قصيري من ممثلة مسرحية فرنسية ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا وعاش بقية حياته أعزب وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول أن أكون بمفردى.

تعرف ألبير قصيري في فرنسا على ألبير كامى وجان بول سارتر ولورانس داريل وهنرى ميللر الذين أصبحوا فيما بعد رفقته وصحبته اليومية طوال 15 عاما في مقهى كافيه دو فلور.

أصيب في عام 1998م بسرطان في الحنجرة حرمه من حباله الصوتية بعد عملية اجراها لستئصاله وفقد القدرة على النطق، وكان يجيب على أسئلة الصحفيين كتابة.

لم يطلب ألبير قصيري الحصول على الجنسية الفرنسية على الأطلاق وكان يؤكد (لست في حاجة لأن أعيش في مصر ولا لأن أكتب بالعربية، فإن مصر في داخلي وهى ذاكرتى)"(1)

وقد كتب المفكر الفرنسي بول لافارغ كتابا بعنوان" الحق في الكسل"  وكان مقربا من كارل ماركس تزوج ابنته لاورا وكان هذا المفكر ينتقد فكرة العمل لساعات طويلة ..

فثمة " مفارقات تدعوه لاقتراح نظام عمل لا يتجاوز الثلاث ساعات في اليوم، وهو كافٍ في نظره لكي يربح الجميع: العمّال وأرباب العمل، وكذلك الطبيعة، التي يربط بين عافيتها وعافية العمّال، فالأرض، مثلهم، ترتاح حينما يخفّ الإنتاج. وهو في مقولاته هذه يُعَدّ من طليعيي الفكر البيئي النقدي، الذي يدعو إلى حلول كتلك التي دعا إليها لافارغ في زمانه"(2)

فيا أصدقائي الكتاب خففوا من ضغط العمل وحافظوا على صحتكم باتباع فلسفة الكسول المنتج أي اكتبوا بإبداع وليس بجهد وفكروا خارج الصندوق وركزوا على الإنجازات التي تأخذ منكم عشرين بالمائة من وقتكم وتعطيكم ثمانين بالمائة من النتائج الإيجابية...

***

الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر

..........................

المراجع:

1- وكيبيديا

2-الحق في الكسل بول لافارغ مفككا مبادئ المجتمع الصناعي، العربي الجديد.

 

في المثقف اليوم