أقلام ثقافية

في معنى الاخ والأخوة

akeel alabodالاخ شريك، ورفيق، وزميل لاخيه الذي ولد معه من رحم واحد، فهو شريك لانه يشترك مع اخيه وفقا لرابطة الدم تلك التي تتوزع عبرها رائحة الشعور بالألم، والفرح، بالحزن، والضحك، بالحلم، بالكبرياء، بالكرامة، بالاباء.  ورفيق لان الاخ يحمل نعش اخاه، حال موته، ويقيم له مراسيم العزاء، متحملا حتى اوزار عائلة اخيه، حال فراقه الحياة، وزميل لانه من صف واحد، ومن محيط واحد، ومن بيت  جمعه مع اخيه رحيق لغة، توزعت عبرها مقولة الاخوة، كونها عنوان للمودة، والوفاء، والمحبة والصدق.

لذلك يوم قتل قابيل اخاه هابيل، مات ملتحقا مع اخيه بعد موته، في تابوت تعطرت أنحائه باحزان الشعور بالهزيمة والخسة والخذلان.

اما عن قصة الفارس الذي ابى ذات يوم ان يشرب قطرة عطش كانت ترغمه لان يتنفس بعض الحياة دفاعا عن أولئك الذين كانوا بصبر ينتظرون قربة صغيرة من ماء الفرات تمزقت قرباناً لذرة رمل ساومها الشر، لكي تلفظ اخر ما تبقى لها من انفاس، مع حكاية بموجبها ولد الرضيع عبد الله، الذي بسهم سبقته، حكاية غدر لم يروق لها ان تتنفس الازهار رحيق الوجود، لذلك ليس عبثا ان يستحي خجلا، ذاك الذي بحب اخيه مات عطشانا.

وبهذا فللشريك كما للرفيق وللزميل قدسية بظلها تزهو منارة الخلود، ومن رائحة ارضها تنبت الارض، ومن سمائها تكتحل العيون.

 

عقيل العبود  

 

في المثقف اليوم