أقلام ثقافية

الشبح

akeel alabodفيزياء الصورة شعاع يكمن في اقصى العقل، الزمن موجات ضوئية على شاكلة خيال لا تراه العين في عالم المادة. اللامادة، عالم اثيري، يعتمد على تركيبة تسكن في عالم الذاكرة. الواقف هذا رجل اعرفه، يوميا اصلي لاجله-الحاجز بيني وبينه هي كتلة من دخان يتطاير بعض الشيء، ليعلن عن احداث تعود. الماضي الذي ودعته ذات يوم على ضفاف رصيف تسعيني، كأنه يستضيفني، هذا هو الدكان، الذي كنت اتسوق منه يوم كنت موظفا في احد البنوك، الرجل صاحب الذقن الأبيض يستقبلني بروحه الطيبة، يسألني عن حالي واحوالي. أنصت قليلا، اتطلع اليه، اجدد شوقي، اقبل يديه. العم الطيب صاحب الابتسامة المتفائلة، أقص اليه ما حصل، كأني انقل عربتي التي تمكث الان على ضفاف محطة من محطات الزمن الحاضر، لعلي أكون موفقا بتغطية جميع المشاهد والسيناريوهات منذ افترقنا. الشال الأبيض الذي كان يغطي جميع أنحاء جسده، كأنه إلكترونات سرعتها لا يمكن ان تدرك، تتوزع، تتسارع في حركتها لتعلن أنباء عالم جديد.

الحاضر في الصورة يستقبل الماضي، والماضي يستقبل الحاضر، وبين عالمي الماضي والحاضر أتنفس الذكريات كما قميص يوسف يوم تنفس رائحته يعقوب.

ولهذا تراني كما أنشتاين اوعالم فيزيائي صرت مشغولا بعالم الأموات، استحضرهم، لعلي اقدر ان أقص لهم تفاصيل زمن نشتاق اليه.

 

عقيل العبود  

 

في المثقف اليوم