أقلام ثقافية

الغاية من الصداقة

akeel alabodالصداقة تعني ان تصادق على علاقتك مع فلان من الناس، وفقا لاعتبارات يندرج البعض منها تحت عنوان الارتباط الاجتماعي، او الثقافي، او العلمي؛ علما ان جميع هذه الارتباطات تجمعها البيئة؛ اوالمحيط المكون لهذه العلاقة. 

فهنالك بيئة اجتماعية تجمع ابناء المنطقة الواحدة كالجار، وجاره. وأخرى ثقافية، تجمعها لغة الشعر، والقصة، والفن،  كما هو حاصل اليوم في إطار تبادل المعلومات الثقافية، والتعليقات عبر مواقع الإنترنيت،ووسائل الاتصال الاخرى كالسمعية، والبصرية.

أما البيئة الاخرى فهي علمية، كما علاقة الطالب، بأستاذه اوزميله الاخر.

علما ان كل بيئة تفرض التزامات، ونشاطات تختلف عن بعضها البعض، ذلك بناء على ما تقرره طبيعة العلاقة، أوالصداقة، فالبيئة الاجتماعية تفرض التزاما، غير الالتزام الذي تفرضه المؤسسة الثقافية، او العلمية. فعلاقة الطالب بالأستاذ غير علاقة أبناء المحلة، وهكذا. 

إذن هنالك انواع مختلفة من الصداقات، وجميعها تتحرك، وتشترك في موضوع واحد يجتمع مع مفردتي العقل، والمشاعر؛ باعتبارهما مكونان بهما يختار الانسان صديقه اوزميله.

علما ان الصداقة، اكثر علوا، ورفعة من الزمالة، لان الزمالة ينحصر افقها ضمن تاريخ معين، اما الصداقة فإنها اعتراف قطعي بأفضلية هذا الشخص، اوذاك عن غيره، باعتبار ان هنالك مميزات وشروط يختص بها الشخص الفلاني، ما يجعله داخلا ضمن اختيار العقل، والمشاعر كنظام حسي، إدراكي، وهذا الاختيار، اوالانتقاء، يتبعه نوع من التواصل، والذكر الطيب بين الصديق وصديقه.

وبناء على هذا المعنى،  يمكن توسيع مساحة العلاقات الفردية باعتبارها نموذجا لبناء كيانات ومجتمعات متقاربة؛

اما كيفية الوصول الى ذلك، فهو اننا نحتاج الى احصاء الكيانات الاجتماعية وفقا لهذه الأنماط من العلاقات، لكي نقرر بناء مجتمع، تسود افراده الثقة، والمحبة، باعتبار ان اتساع دائرة الارتباطات الاجتماعية، والثقافية، والعلمية، تفرز مجتمعا ملتزما واعيا، هذا المجتمع يستطيع افراده من القيام بدورهم لاختيار، اوبناء مكونات الحياة الاجتماعية المختلفة بطريقة ناجحة، وبضمن هذه المكونات نظام الحكم.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم