أقلام ثقافية

عقيل العبود: المقالة كتبت باليد اليسرى

akeel alabodمرضت يدي اليمنى وأصبحت بنصف طاقتها، حتى منعني الطبيب الخاص بالعائلة ال primary Doctor من استعمالها تماما لمدة أسبوع، ولذلك انتابني شعور بالعجز الذي ينطوي في معناه على فقدان القدرة على اداء المهام المطلوبة.

لم أكن أفكر ذات يوم بان يدي اليمنى ستصبح عاجزة هكذا عن اداء مهمتها الكتابية، بعد ان نذرت حياتي تماما للكتابة والبحث منذ زمن بعيد، ما يفرض علي نمطا لا يمكن تغييره في باب العلم، وما يرتبط بهذه المفردة من مسؤؤليات يخضع أكثرها الى استعمال الكومبيوتر، ووسائل الاتصال الاخرى المعروفة كالايباد، او الايفون.

احسست، أنا المنتصر على نفسي- بالالتزام بثقافة الاكتفاء والقناعة، باعتباري من العراقيين الذين تناسوا، اوغضوا الطرف عما يسمى بحقوق المهجرين تارة، اوحقوق الموظفين المتقاعدين، اوالسياسيين، اوالصحفيين، تارة اخرى، وذلك كما نوهت سابقا، باعتبارنا في بلد اللجوء نشعر اننا قد حققنا من الحقوق والضمانات الانسانية ما عجزت عنه اوطاننا، اقصد العراق.

هذا الوطن الذي لم أر منه الا الحروب، والاستفزازات الأمنية ايام الطاغية، يقابلها جرائم السرقات، والفوضى والموت، والدمار في عصر تم تسميته "بالتغيير".

وهذا "التغيير" جعلني في وضع شعوري يكاد ان يكون بنفس ما كنت عليه زمن الخوف، وثكنات السيطرات الأمنية، وترسانات العسكر.

المهم، انني اليوم وبحسب ما يفرضه حاجز العمر، احسست بالتعب والمرارة، كوني لم أكن اقدر بعد على مواصلة عملي كباحث أكاديمي اولا، وكمساعد تدريسي ضمن نظام مؤسسة جامعية ثانيا، ما يفرض علي طوقا من الراحة، وهذا بحسبه سيؤدي الى أزمة تكاد ان تؤثر تفاصيلها في باب ما يسمى الاقتصاد، اوالمستوى المعاشي.

ولكن ترفعا ورغم هذه الأزمة فنحن نعيش في بلد يحترم فيه الانسان نفسه، مهما كانت ظروفه، فالمسؤول لا يحق له ان يسرق، او يرتشي، اويكذب.

نحن قياسا الى ما اسمعه عما يسمى بقرارات الحقوق الخاصة بالعراقيين، والتي يدخل فيها نظام الواسطة، والملل، والكذب، والروتين، نعيش في بلد نستطيع ان نوفر ما تفرضه علينا شروط إنسانيتنا في أبواب متعددة كالتأمين الصحي مثلا.

ولو انه احيانا يدعوني شعور شوق لخدمة وطني الام، لكنني أقف حائرا امام من لا يفهم معنى الاوطان، لذلك ينتابني التردد، خاصة وانا اسمع عن نمط الإجراءات المملة الخاصة بحقوق ما يسمى كذبا بالمهجرين، وما يتعلق بها.

 ولهذا مذكرا، بين الفينة، والفينة، ارفع راية استنكار كبرى ضد حكومة لا يمكن لها ان تحكم هذا الانسان.

 

 عقيل العبود

 

في المثقف اليوم