أقلام ثقافية

ضياء نافع: من المعجم الروسي – العربي للامثال الروسية (42)

diaa nafieالحلقة الثانية والاربعون من سلسلة مقالاتي حول الامثال الروسية.

ض.ن.

 

الترجمة الحرفية – جيد هناك، حيث لا وجود لنا.

التعليق – يضرب للانسان الذي يعتقد ان كل شئ خارج نطاق حياته الشخصية  يبدو له افضل واكثر تألقا من واقعه الذي يعيشه، وهو نوع من امراض التشاؤم النفسي عند البشر في كل مكان .

 

الترجمة الحرفية – يجب ان تخاف من العنزة من امام ومن الحصان من الخلف، اما الانسان فمن كل الجوانب.

التعليق - يضرب للتحذير من غدر الانسان وخطره ومكره، واتخاذ الحيطة والحذر منه دائما، لانه أشد فتكا و خطرا ومكرا من جميع (الحيوانات الاخرى !).

 

الترجمة الحرفية – السكوت – علامة الموافقة .

التعليق – مثل عالمي معروف ومعناه مفهوم تماما وهو كثير الاستخدام بين الناس في مجرى الحياة اليومية لدى مختلف الشعوب، وقد استقر بالعربية ايضا وكما يأتي -  السكوت علامة الرضا .

 

الترجمة الحرفية – ضجيج كثير من لاشئ.

التعليق –  يضرب عندما تتحول مسألة تافهة الى مشكلة كبيرة نتيجة التضخيم والثرثرة من قبل الآخرين . يوجد بالعربية مثل طريف مناظر لهذا المثل وهو – زوبعة في فنجان، وتوجد مسرحية لشكسبير ذهبت مثلا وفي هذا المعنى ايضا وهي – جعجعة بلا طحن او كثير من اللغط حول لاشئ.

 

الترجمة الحرفية – لا تولدي جميلة بل سعيدة .

التعليق – يوجد هذا المثل الروسي بالمفرد المذكر ايضا، ومعناه واضح، اذ ان الجمال ظاهرة وقتية وتتلاشى بمرور الزمن، اما السعادة فانها ترافق الانسان طوال حياته. يضرب للتأكيد على اهمية السعادة والتوافق والانسجام في الحياة الانسانية. 

 

الترجمة الحرفية – تحب ان تكون ضيفا، فيجب ان تحب دعوة الناس اليك.

التعليق – معنى المثل واضح، ويضرب لضرورة مراعاة مبدأ - ألاخذ والعطاء في العلاقات الاجتماعية بين البشر، والا فان هذه العلاقات سيكون مصيرها الفشل حتما .

 

الترجمة الحرفية – سئ ذلك الجندي الذي لا يريد ان يصبح جنرالا.

التعليق –  يقال انه قول لنابليون وذهب مثلا، ويضرب للتأكيد على ضرورة سعي الانسان نحو السير الى امام دائما والاصرار على تحقيق النجاحات القصوى في الحياة، بغض النظر عن موقعه في مسيرة تلك الحياة.

 

الترجمة الحرفية – صعب لذاك (الانسان) الذي يتذكر الشر.

التعليق –يضرب في ان الانسان الذي يتذكر الشر ولا ينساه يكون دائما في موقف صعب ومتشنج ويثير لديه الألم والمعاناة، لانه ينطلق طوال الوقت من موقف الانتقام وعدم التسامح تجاه الآخرين، الذين عملوا له الشر والاشياء السيئة له يوما – ما . لنتذكر هذين البيتين المشهورين من الشعر العربي -

اذا كنت في كل الامور معاتبا     صديقك لن تلقى الذي لا تعاتبه

فعش واحدا او صل اخاك فانه     مقارف ذنبا مرة ومجانبه

 

 الترجمة الحرفية – استمع للآخرين ولكن اعمل عملك.

التعليق – يضرب للدعوة الى استشارة الآخرين بشأن القضايا المصيرية ولكن القرار الاخير – مع ذلك -  يجب ان يتخذه الانسان نفسه بغض النظر عن آراء الناس كافة . لنتذكر الحديث الشريف والرائع – استفت نفسك وان افتاك الناس وافتوك.

 

الترجمة الحرفية – اللسان يوصل الى كييف.

التعليق –  مثل روسي قديم يضرب في ان سؤال الناس والاستفسار منهم عن المكان المطلوب – وباللغة التي يفهمونها -  يؤدي بالانسان للوصول الى هدفه مهما يكن هذا الهدف بعيدا. 

 

الترجمة الحرفية – ليس بالخبز وحده يحيا الانسان.

التعليق – قول للسيد المسيح وقد ذهب مثلا واصبح معروفا عند مختلف  الشعوب، بما فيها شعوبنا العربية طبعا  وبنفس هذه الصيغة . يضرب في ان الحياة الانسانية متنوعة وتتضمن جوانب عديدة ومختلفة الاهداف، ولا يمكن ان تتمركز في جانب واحد ابدا حتى لو كان ال (خبز)، اي الطعام الضروري  ابدا  للانسان.

 

الترجمة الحرفية – تصادق مع الدب ولكن تمسك بالطبر.

التعليق –  مثل عميق المعنى، و يضرب لضرورة ان يتخذ الانسان الحيطة و الحذر من العلاقات مع الاقوياء، الذين لا يولون اية اهمية للجوانب الآخرى في علاقاتهم معه .

 

الترجمة الحرفية – من ثور واحد لا يسلخون جلدين.

التعليق – يضرب في ضرورة عدم المطالبة بالدفع مرتين بعد عملية شراء او اتفاق بين طرفين، وكذلك  في عدم تكرار العقاب مرتين بشأن اي انسان على نفس العمل الذي قام به تجاه الآخرين .

 

الترجمة الحرفية – نادرا ولكن بدقة.

التعليق – يضرب للشخص الذي نادرا ما يسبب مشاكل، ولكن عندما يعمل مشكلة ما فانها غالبا ما تكون كبيرة ورهيبة . يترجم جابر هذا المثل كما يأتي – قليل الكمٌ وكثير الكيف، وهي ترجمة صحيحة بشكل عام ولكنها ليست واضحة تماما و بما فيه الكفاية.

 

الترجمة الحرفية -  دخلت في القطيع، انبح او لا تنبح، لكن هزٌ ذيلك.

التعليق – يضرب عندما يقع الانسان في أجواء غريبة عنه، فيجب عليه ان يخضع للعادات السائدة في تلك الاجواء كي ينسجم ويتناغم معها، شاء ذلك أم أبى .

 

...............

من كتاب: معجم الامثال الروسية / روسي – عربي، الذي سيصدر في بغداد قريبا عن – (دار نوٌار للنشر) .

 

في المثقف اليوم