أقلام ثقافية

عقيل العبود: محاضرات بروفسور M الخاصة بالخطاب الديني

akeel alabodلا نريد خطيبا أكاديميا'، قالها احد الجالسين في مكان ما، على خلفية احياء ذكرى وفاة الرسول الأعظم محمد (ص)، هكذا انبرى هذا النمط من الناس ليقول كلمته هذه لخطيب كان ينوي لان يؤسس لمنبر يتناسب ومفردات العصر الحديث؛ منبر تتفق اليته وما تفرضه ضرورة البحث العلمي والاكاديمي في دول الغرب مع معنى استشهاد النبي الاكرم محمد (ص)؛ مع ما جاء به رسول الاسلام إبان عصر كان الانسان فيه يباع ويشترى،  والفراغ الذي تركه وتأثيرات ذلك الفراغ على تطبيق التعاليم الحقيقية للدين، ذلك للبرهنة على عظمة الرسالة المحمدية امام المتخصصين والمعنيين في هذا العالم.

والحكاية على لسان صاحبي هو انه انما أراد ان ينهض بنمط الخطاب الخاص بالمنبر الحسيني على الطريقة التي اتبعها من تم تصفيتهم، اواقصاؤهم ذات يوم؛ وشريعتي طبعا واحدا من هؤلاء. 

والحكاية بايجاز، انه بعد ان تم تكليفه من قبل بعض القائمين على المجلس لأداء خطبة اوموضوعة بمناسبة وفاة الرسول الأعظم (ص) على أسماع الحاضرين من مختلف الفئات العمرية وعلى الجنسين من الذكور والإناث، وافق ان يتكفل بذلك وباللغتين العربية والإنكليزية مع مراعاة عدم الابتعاد عن الطريقة التقليدية الخاصة بهذه الجهة، اوتلك.

وعلى اساسه تم البحث في محورين: الاول موضوعه اختيار الرسل والأنبياء، والرسول الاكرم مثالا حيث قوله تعالى "وانا اخترتك فاستمع لما يوحى"، والثاني، علاقة المجتمعات يرسلهم، والمجتمع المكي نموذجا لهذه المجتمعات، ثم الصراع الأيديولوجي والطبقي الذي تخلف عن القبلية الخاصة بالمجتمع المكي انداك، وما عانى منه الرسول الاكرم (ص) ابان حركة هذا النمط من الصراع.   

والنتيجة ان صاحبي الذي اراد الارتقاء بهذا النوع من الخطاب، بغية إيصال رسالة اخرى لمن لا يفهمون حقيقة الاسلام خاصة في دول الغرب.  تقرر إقصاؤه  بمجرد حضور الشخص الذي كان غائبا، والذي كان جمهوره، اقصد الذين يبحثون عن البكاء اكثرا تاثيرا من جمهور صاحبي.

ولهذا تم اضافة الاشكالية أعلاه، لتكون محورا أساسيا من محاور بحثه الذي عنوانه: نمطية الخطاب الديني وارتباطه التسويقي بالجمهور،  والذي تم تخصيصه للبحث في معنى الاحتفاء بالمناسبات، على اساس علاقة الماضي بالحاضر، والدور السلبي الذي يضطلع به هكذا نمط من التسويق، ليقود الى تقزيم واضعاف عامل القوة الذي على الخطيب البحث فيه، بغية الارتقاء بوعي الجمهور.

لذلك وباعتبار ان طريقة الأداء الخاصة بالمنابر لا زالت خاضعة لارادات هكذا نمط من الجهلة، قرر صاحبي ان يرحل بحقيقته الاكاديمية صوب الجامعة، التي تخرج منها متطوعا لإلقاء المحاضرات الخاصة بالتاريخ، والدين، والمجتمع، عند فراغه ليتحرر من عقول هكذا نمط من القاصرين.

 

عقيل العبود  

 

في المثقف اليوم