أقلام ثقافية

فوز فرنسيس تحلق في فضاءات الشعر

shaker faredhasanفوز فرنسيس الآتية من بعيد، من اعالي الجليل الأشم، من فسوطة الهادنة الوادعة، حيث الجمال والالهام، جمال الطبيعة الغناء، والسنديان الباقي، والسريس الفواح بعبقه وشذاه، الذي يرمز الى الانزراع في عمق الارض والتراب، والبقاء الابدي في وطن الحب والجرح والنكبة، الوطن الكنعاني .

فوز فرنسيس دخلت محراب الشعر، وحلقت في سماوات الكلمة العذبة، وفضاءات الابداع، وتألقت بحروفها في روضة البوح .لكنها لم تنل حظها من الشهرة، التي لم تلهث وراءها، ولم يتصفها النقد .

هي لا تكتب القصيدة بل القصيدة تكتبها، انها تكتب ليس من اجل الكتابة ولا ايماناً بالفن من اجل الفن، بل هي تسطر الحروف لتسكب الآلام وتصور الوجع الفلسطيني، وتعبر عن القلق الوجودي الانساني وتستلهم الحلم الوطني القومي، وطن حر مع هوية .

فوز فرنسيس محبة للثقافة والأدب والشعر، عشقت اللغة والقراءة والمعرفة منذ نعومة اظفارها . قرضت الشعر وخاضت غمار الكلمة، ونشرت قصائدها التي عطرت الأجواء بصدقها وعفويتها ورقتها وما ترمز اليه من ابعاد وايحاءات .

هي تؤمن برسالة الشعر ودوره في الجبهة الثقافية، وفي معارك الشعوب المستعمرة والمحتلة الطامحة الى الاستقلال والحرية .

تتأثر فوز بما يجري ويحصل في عالمنا المظطرب من احداث سياسية متسارعة ومتلاحقة، فتتفاعل مع الحدث وتعكس تأثيراته في تصوصها المكثفة، وومضاتها السريعة .

كتبت عن الوطن وجراحاته، وعن عذابات الشعب، وآلام الناس . وكتبت عن الحب وللحب وتغنت به، فعانقت الوجدان ولامست شغاف القلب بمشاعرها الفياضة، وسمت من خلال المزج بين الأرض / الوطن /الحبيب، فانعشت الروح، وادركت بحسها المرهف ان الحياة لا قيمة ولا معنى لها بدون الحب .

آمنت بالانسان، اينما كان بغض النظر عن دينه وقوميته وهويته . وخاطبت الروح الانسانية .

في نصوصها انفاس الشعر الصافي، ورقة الجداول، واحساس العاشق الولهان .

فوز فرنسيس جعلت للشعر معنى، فتتمايل في الروض، وتغرق بالوجد والمؤانسة، ولكلماتها مدلولات موازية للأفكار، والصورة الشعرية لديها تتخذ مساراً لفظياً، ولكن وراءها صرخة وجع، وزهرة الم معبأة بالغضب والاحتجاج على الواقع .

فوز فرنسيس شاعرة تعرف كيف تختزل وتكثف التجربة بتص دافئ  عميق الأبعاد، وفي مستوى الحلم المنشود . وما يميز نصها تلك الرهافة والاحساس الصادق رالبساطة الآسرة، والبوح الجميل والنغم الموسيقي الهفهاف، والمحافظة على تماسك التص، والوحدة العضوية بين الشكل والمضمون .

فوز فرنسيس تكتب بقلبها، بجوارحها، بجوانحها، باحساسها الجارف، تغمس قلمها بحبر عراطفها، انها تكتب فتتدفق مشاعرها فياضة وحارة على الورق، ممتلئة بالدفء الانساني، وحرارة العواطف، فتلاطف كيان القارئ وحسه الفني .

اما لغتها فهي واضحج، سلسة، عميقة، تصبغها الجمالية الفنية والمرسيقى الشعرية التي تسحر النفس ويجعل المتلقي يتذوق جمالاً سلساً ووجدانياً.

فوز فرنسيس تشف في قصاندها عن شاعرية بحاجة الى اهتمام من قبل نقاد القصيدة، حتى ينبت البرعم ويورق الفنن ويورق في حقل الابداع، فلها البهاء والتحية .

 

شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم