أقلام ثقافية

"لوفر أبو ظبي" ومغارة علي بابا والأربعين حرامي

bakir sabatinحالة من الجدل أثيرت حول متحف اللوفر أبو ظبي الذي تم افتتاحه مؤخراً  ١١ نوفمبر ٢٠١٧ في الإمارات العربية، ليكون امتدادا لمتحف اللوفر بباريس، لاسيما بعد ظهور الآثار المصرية والبابلية أثناء جولة تفقدية للشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي.

وقيل بأن الآثار العراقية كانت قد سرقت من المتاحف العراقية المنهوبة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق نقلاً عن د أسامه فوزي (قناة يوتيوب) حيث أضاف المصدر بأن تماثيل النمرود التي سرقت مؤخراً عن طريق داعش أصبحت بقدرة قادر من مقتنيات المتحف الذي يصفه منتقدوه بمغارة علي بابا نسبة إلى قصة علي بابا والأربعين حرامي التي ورد ذكرها في كتاب ألف ليلية وليلة التراثي الأشهر، وإزاء ذلك آثر العراقيون الصمت لأسباب مجهولة.

أما بالنسبة لمصر فالأمر بدا مختلفاً تماماً، فقد جرت عدة محاولات مصرية لاستعادة الآثار المصرية المنهوبة؛ ففي سياق ذلك قال الأثري صلاح الهادي لموقع البديل، وهو منسق عام نقابة الأثريين ومدير ترميم منطقة بئر العبد والقنطرة شرق، إن الآثار المصرية الموجودة في متحف اللوفر/ الإمارات مسروقة، وأضاف الهادي  لموقع البديل الإخباري: بأن " هذه الآثار  سواء خرجت قبل القانون أو بعده، مصرية، وليس من حق أي أحد المتاجرة بها أو نقلها إلى أي دولة، فهي ملكية فكرية للحضارة والتاريخ المصري”، متابعاً: “لكي نستعيد آثارنا المنهوبة، يجب قطع العلاقات مع متحف اللوفر، مثلما فعل الدكتور زاهي حواس مع اللوفر/ فرنسا عام ٢٠٠٩، حين رفضت فرنسا إعادة لوحات فرعونية مسروقة من مصر”.

الغريب في الأمر أن الثقافة بالدرجة الأولى هي أخلاق وحقوق، لذلك من المستهجن أن يتم التعامل مع مافيا الآثار التي تنشط عادة بعد الكوارث والأزمات، كمصدر لتزويد المتاحف بمقتنيات مسروقة، وهذا ما جرى في متحف اللوفر / أبو ظبي بامتلاكه العديد من الآثار المصرية والعراقية المسروقة إبان ثورة الربيع العربي الذي تعرض خلالها المتحف الوطني المصري للنهب، بالإضافة لاستغلال مافيا الآثار ظروف الاحتلال الأمريكي للعراق حيث نهبت متاحف العراق حتى من قبل عناصر في (بلاك ووتر) التي انتقلت رسمياً إلى "أبو ظبي" ناهيك عن احتلال داعش للموصل حيث نشطت مافيا الآثار بشكل لافت، وقد اشترى متحف اللوفر الإماراتي ما استطاع إليه سبيلاً، إلى درجة أن بعض منتقديه وصفوه بمغارة علي بابا على سبيل المجاز..

 

بكر السباتين

 

 

في المثقف اليوم