أقلام ثقافية

مسائل متصلة: الكشف عن الذات بالفعل

akeel alabodالمسألة السادسة: كيف تحقق صورتك اللامرئية؟

التحقق هنا بمعنى التجسد، وبما ان الصورة اللامرئية هي موضوع البحث، ففكرة التجسد يمكن استبدالها بالتحقق،

باعتبار ان التجسد يشير الى ما هو مرئي، اما التحقق فيخص صورة الانسان الروحية، طباعه، صفاته، مبادئه، حقيقته غير المرئية. 

هنالك طاقة هائلة تنمو في أنحائك، تدعوك لأن تتحرر من شرنقتك، فاستجب لها، لكي تظهر قدرتك في التحدّي؛ القوّة تختبئ في داخلك، تجري فيك، كما جريان الدم في عروقك، لذلك يترتّب عليك ان تتابع ما تقوم به، متجاوزا الحواجز التي تحول دون ذلك.

الفكرة انك لم تشعر بالقناعة؛ تبحث عن ادراك معالم وجودك غير المادي، كيانك الذي لم تره، تريد ان تراه ماثلا أمامك مثل عمارة شاخصة، ما يحثك للكشف عن قدرتك المذهلة- تسعى لأن تعيش الصورة الثانية لحقيقتك الانسانية.

آنت في الداخل تحتاج الى مرآة من نوع معين، لتنظر عبرها الى صورتك الثانية، المنعكسة في الخارج.

ورد في دعاء الصباح للإمام علي بن ابي طالب(ع)" يا من دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته"

والمعنى ان الخالق لن يعلن عن ذاته، هو لم يقل آنا فعلت كذا، انما انت بعقلك وحسك، تعرفت على عظمة الفعل، الذي يعود الى الذات الإلهية- الله هنا أراد ان يقول هكذا افعلوا، كونوا عظماء ومبدعين، فضرب لنا أمثالا في الافعال العظيمة.

ولذلك ورد في القران " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ومفهوم العمل هنا يشير الى الفعل المبدع؛

البصمة التي يراد منها حث الناس على الإتيان بمثلها، انت لا تريد ان تقول آنا عظيم، لكنك تريد ان ترى حقيقة فعلك العظيم، من باب الإشارة الى مبدأ الإبداع في النفس، وهذا الإبداع من صفاته انه لا ينتهي في زمن معين، بل يبقى الى امد العصور مخلدا.

وهكذا الحضارات اثارها، بقيت تحمل بصمات اهلها، لغتها بقيت مشرقة في اذهاننا، من خلال تلك المعالم، التي على مر العصور لم تندثر.

ان صورتك الحقيقية يدركها الاخرون، يحكمون عليها، اما مظهرك الفيزيائي المادي، فأنت الذي تنظر اليه بعينك، والإدراك، غير النظر.

المسالة السابعة ستأتي لاحقا ان شاءالله. 

 

عقيل العبود/ ساندياكو     

 

 

في المثقف اليوم