أقلام ثقافية

القرار في الحياة الزوجية

الحياة الزوجية، بمعناها الانساني الحقيقي، هي شراكة تبنى على اسس قوية وثابتة تعطي للطرفين نفس الحقوق والواجبات، باختلاف المهام، كل حسب امكانياته المتاحة وقدراته الجسمية والعقلية. وبالتأكيد هذه الامور تتأثر بأختلاف المجتمعات والبلدان، فلكل بيئة وتقاليدها لكن الاساس الانساني الواجب البقاء عليه مهما تغيرت الظروف هو احترام الطرف الاخر كشريك حقيقي، فمثلا: الحال والوضع الراهن عندنا اليوم يوحي ان البوصلة بيد الرجل لابيد المراة، هو من يحرك ويحدد اتجاه الحياة الزوجية. لكن اذا مادققنا النظر نجد ان الرجل في مجتمعاتنا العربية مثله كمثل السلطة، تقريبا بغض النظر عن مساوئ السلطات لكن نقربه من جانب واحد وهو..ان المكان المحفوظ يعطيه الحق بالتصرف بحرية بشرط توفير الراحة للاخر، وهو الشعب (المرأة)؛ فيتوقف اكمال الامر على الجانب الاخر، اذا ما قررت ان تتقبل الحياة وتأخذ وضع القبول والرضا، حتى عن امور قد لا تتلائم مع شخصيتها والاستمرار بالتقبل وقول كلمة نعم ونسيان كلمة (لا). سوف تكون مجرد انسان آلي لتنفيذ الاوامر لانها فرضت على نفسها ان لا تكون ضمن دائرة النقاش باي امر يخص حياتها التي دخلتها كشريكة وتحولت من اول يوم الى عاملة، وتأتي بعد اعوام لتشتكي الذل والمهانة او الالم من كونها تعيش كأي قطعة اثاث في المنزل ولا تمثل مكانتها الصحيحة، بالتالي ستنجب ابناء يرون ان كل النساء مثل امهم ويعتقدون ان لا طريقة للتعامل مع المرأة اصح من طريقة تعامل والدهم معها ، وتكبر البنت على اعتقاد ان الحياة قد منحتها افضل جائزة وهي ان تكون مثل امها، وبهذا القدر من الطاعة التي قد تكون عمياء احيانا وتحولها الى شيء ممل لا يتعدى كونه ركن في المنزل يقوم عليه البيت ليحيي غيره فقط.

وبذلك تبقى النساء في دائرة من التخلف والتردد بإتخاذ القرار الصحيح في وقته.

تأكدي عزيزتي المرأة ان تقبلك لاي نوع من الظلم ورضوخك لاي ضغوط تقتل روحك تدريجيا وتحولك الى جماد. اعلمي ان لك حق الحياة بكل جمالها، فقتل روح الحياة فيك يجعلك غير قادرة على انجاب جيل واعي ، سيكون جيل يخاف الظهور للحياة جيل يعتقد ان المرأة عورة يجب دفنها حية، او قرري ان تكوني شريكة حقيقية مع زوجك ، يساند احدكما الاخر .. كوني سندا ورفيقة درب لكن ليس على حساب نفسك.

 

هناء عبد الكريم

 

 

في المثقف اليوم