أقلام ثقافية

قطاف العسل

يبدو ان اول خطواتي في الاربعين، ارتأت ان لا تبدأ الا بمنحي درسا من سنوات الماضي البعيد ، حيث كنت طفلة ،عندما كنت ارى الكبار (الاربعينيون) من قسمات وجوههم

فمن بلغ الاربعين تجد ان الخطوط الاولى من التجاعيد بدات ترسم العمر على ملامحه تاركة ظلا لكل عام مر فتحاول ان تقنعني ان عمره بدا بالعد التنازلي نحو نهاية رتيبة ما عليه الا انتظارها وان زمن الاحلام عنده قد ولى ولون الحياة بعينيه اصبح رماديا.. كنت اعتقد انه لايرغب سوى بالسكينة والاستسلام.. يهتم بنتيجة ماانجزه في مامضى من عمره... وكنت اعتبره كبيرا جدا وبعيدا عني كل البعد.. انا تلك الصغيرة البعيدة عنها... انها الاربعين..

الغريب في الامر اني ادركت بأني سأبلغ الاربعين منذ فترة قصيرة .. قد يبدو غريبا لكم قولي اني ادركت الامر قريبا.. لم يشغلني عدد السنين يوما ولم ادقق بها حتى سمعت بالاربعين... لانني دهشت وضحكت بشدة.. هل ساكمل الاربعين فعلا...؟ كيف ؟!!

لم اشعر بشيء من علاماتها التي اعرفها منذصغري ..!!... ايعقل ذلك.. ؟!!

ان اربعيني تختلف كثيرا ..بل تختلف كليا.... لقد بدات احقق احلامي اليوم.. وانتظمت حياتي و ثبت تفكيري ومسيري، أي نهاية واي عد تنازلي...! اليوم بدات حياتي الحقيقية التي انتظرها واريدها.... ولونها مازال اخضر لم تخفت الوان الحياة بعيني... . احلامي لم تنته بعد.... مازال الكثير في ذهني لم احققه بعد ينتظر دوره... انها تختلف عن ما كنت اراها في الماضي.. الاربعون التي ادركتها وعرفتها على حقيقتها هي

تحول من مستوى إلى مستوى أعلى.. هي حياة جديدة تنتظرني.. بوعي وتفكر ومهام جديدة... .............

لايمكن ان تكون الاربعين الا نتيجة تجارب ومعارف الحقب الزمنية السابقة وهي افضل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان الواعي ....والحقيقة انني فعلا احببتها وبشدة. فأدركت اني كنت انظر وجوههم فقط ولم ابصر ارواحهم.. فالعمر يقاس بعقل وقلب وأفكار وتطلعات الانسان   لا بجسده المتهالك حتما....

 

هناء عبد الكريم الشويلي

 

 

في المثقف اليوم